فعالية برنامج قائم على لغة الإشارة في تنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة – ج1
د/ حنان فياض
أستاذ مساعد في قسم الصم والإعاقة السمعية- وكيل الدراسات العليا والبحوث-
كلية التربية الخاصة – جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد مدى فعالية برنامج قائم على لغة الإشارة في تنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة.
اقرأ ايضا: التحفيز اللغوي للطفل
ولتحقيق هذا الهدف أعدت الباحثة أدوات الدراسة، وهي:
- قائمة مهارات الاستعداد اللغوي المناسبة للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة.
- اختبار قياس مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة.
- برنامج تنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة.
اتبعت الباحثة المنهج شبه التجريبي بنظام المجموعة الواحدة، وتحددت عينة الدراسة في خمسة من الأطفال الصم ضمن مرحلة ما قبل المدرسة ممن لديهم والدان سامعان، وتتراوح أعمارهم بين 4- 6 سنوات، ويعانون من مستوى فقد سمعي يتراوح بين الشديد والعميق (من 70 ديسيبل فأكثر).
وأشارت نتائج الدراسة إلى فعالية برنامج تنمية مهارات الاستعداد اللغوي (الاستعداد الإشاري، الاستعداد للقراءة، والاستعداد للكتابة) في تنمية مهارات الاستعداد اللغوي المستهدفة. وأوصت الدراسة بإعداد منهج في لغة الإشارة للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة.
الكلمات المفتاحية: برنامج، لغة الإشارة، الاستعداد اللغوي، الاستعداد القرائي، الاستعداد الإشاري، الاستعداد الكتابي، الأطفال الصم، مرحلة ما قبل المدرسة.
المقدمة:
تعد مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة شديدة الأهمية للنمو اللغوي لجميع الأطفال. وهي أكثر أهمية للأطفال الصم؛ إذ تحرمهم الإعاقة السمعية من تعلم كثير من المهارات الأساسية لحياتهم، ومنها المهارات اللازمة للتعليم الأكاديمي عند التحاقهم بالمدرسة. و بالتالي فهم غالبًا ما يصلون لسن المدرسة دون أن تنمو لديهم المهارات الضرورية السابقة للتعلم.
ويعد الطفل الأصم لوالدين سامعين هو الأكثر احتياجًا للرعاية في مرحلة ما قبل المدرسة إذ أن وضعه اللغوي فريد. فالطفل السامع لوالدين سامعين يتعلم منهما ومن البيئة المحيطة به اللغة المنطوقة والطفل الأصم لوالدين من الأشخاص الصم يتعلم منهما لغة الإشارة وكلاهما يأتيان إلى المدرسة ولديهما بعض الحصيلة اللغوية (منطوقة أو إشارية)، والتي يمكن تنميتها والانطلاق منها للتعلم المدرسي.
أما الطفل الأصم لوالدين سامعين فلا يكتسب من أسرته لغتها المنطوقة، ولا تتاح له الفرصة لاكتساب لغة الإشارة. مع العلم بأن أكثر من 95% من الأطفال الصم وضعاف السمع ولدوا لوالدين سامعين، وأغلبهم لا يعرف لغة الإشارة، Cannon& Kirby, 2013, 292). (Annon& Kirby,2013,292;
وأكدت البيانات والاتفاقيات الدولية على حق المتعلمين الصم التعلمَ بلغة الإشارة، كما في بيان سالامانكا والذي حضره مندوبو 92 حكومة، و25 منظمة دولية منها اليونسكو(Snoddon & Murray 2019, 740) ، واتفاقية الأمم المتحدة منذ عام 2006، (Murray et al., 2019, 713).
وأكد العديد من الباحثين على أهمية استخدام لغة الإشارة مبكرًا في تعليم الأطفال الصم بصفة عامة، وفي تعليمهم مهارات الاستعداد اللغوي على وجه الخصوص، وذلك لأنها اللغة الطبيعة الأولى لهم، والتي تسمح لهم بالمرور ضمن المراحل العادية لاكتساب اللغة، (قابيل، 2017، 414؛ مطر، 2018، فياض، 2021)
وردًا على من تخوف من أن استخدام لغة الإشارة سيمنع الأطفال من تعلم الكلام، أشار الباحثون إلى أن تخاطب الأطفال الصم من آباء صم يساوي أو أعلى من تخاطب الأطفال الصم لآباء سامعين، وأنهم لن يتضرروا من التعلم بلغة الإشارة بل ربما يستفيدون من تطوير مهارات ثنائية اللغة في لغة الإشارة واللغة المكتوبة وربما المنطوقة. (الصاوي،وطه،2014، 219 Napier& Leeson; 2016, 25;).
وأوصى العديد من الباحثين بضرورة إعداد مناهج وبرامج تعليمية تناسب الأطفال ذوي الإعاقة السمعية منذ المراحل المبكرة لتعليمهم في مرحلة ما قبل المدرسة، وتستخدم لغة الإشارة باعتبارها اللغة الأولى، والتي يتم من خلالها تعلم اللغة المقروءة المكتوبة _ لغتهم الثانية- (الجوالدة، 2012، 127- 128؛ السالم،2016، ؛ الهجين وآخرون، 2016- 153- 170 203؛ مطر،2009، 46؛ الحمدان، 2019، 225؛ الزائدي،2021، 257- 258؛ Murray, et al., 2019, 711, ).
الإحساس بالمشكلة:
رغم ما سبق فإن الواقع يشير إلى:
- عدم التدخل المبكر باستخدام لغة الإشارة مع الأشخاص الصم من أسر سامعين (العصيمي، 2018) .
- عدم حصول الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة على الرعاية اللازمة لهم في المهارات ما قبل الأكاديمية كالاستعداد للقراءة والكتابة (منيب وآخرون، 2015، 521).
- قلة البرامج المتخصصة بلغة الإشارة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الوطن العربي عامة (الصقري وبشاتوه ،2013، 531).
- تقديم نفس المناهج في رياض الأطفال لكل من الأشخاص الصم والسامعين (الريس والجميعي، 2016، 30). مع صعوبة تأقلم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع المناهج والبرامج التعليمية المعدة للأشخاص السامعين، (براهيمي،2017، 88).
- وجود تجاهل عام للغات الإشارة، حيث أقل من ٪2 من الأطفال الصم عالميًا يتعاملون مع لغة الإشارة في مرحلة الطفولة، مما يعرضهم لخطر الحرمان اللغوي، (Murray, et al.,2019)
وقد أدت أوجه القصور السابقة إلى تأثيرات سلبية خطيرة على الأطفال الصم في استعدادهم ونموهم اللغوي، حيث:
- يصل أغلبية الأطفال الصم من أسر سامعين إلى مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية بمهارات متدنية في كل من لغة الإشارة ولغة مجتمع السامعين. (Wolsely et al., 2018, 221)
- لا يمكن لغالبية الأطفال الصم الذين تربوا وتعلموا بدون لغة إشارة تحقيق الطلاقة اللغوية المناسبة لأعمارهم حتى مع التدخلات عالية الجودة. (Murray, et al.,2019, 713)
- وجود قصور لدى التلاميذ الصم في مهارات الاستعداد للقراءة والكتابة (الحمدان،2019، 213- 214).
تحديد المشكلة:
تحددت مشكلة البحث الحالي في:
ضعف مستوى مهارات الاستعداد اللغوي (القرائي، والكتابي، والإشاري) لدى الأطفال الصم – من والدين سامعين- في مرحلة ما قبل المدرسة، وعدم وجود مناهج وبرامج تعليمية قائمة على لغة الإشارة، ومخصصة لتنمية هذه المهارات لدى هذه الفئة من الأطفال.
ويمكن صياغة هذه المشكلة في السؤال الرئيس التالي:
كيف يمكن بناء برنامج قائم على لغة الإشارة لتنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم خلال مرحلة ما قبل المدرسة؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة التالية:
- ما هي مهارات الاستعداد اللغوي المناسبة للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة؟
- ما هي أسس بناء برنامج قائم على لغة الإشارة لتنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة؟
- ما هو البرنامج القائم على لغة الإشارة لتنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة؟
- ما مدى فعالية برنامج قائم على لغة الإشارة في تنمية مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة؟
حدود البحث:
اقتصر البحث الحالي على:
- حدود بشرية: الأطفال الصم لوالدين سامعين في مرحلة ما قبل المدرسة (تتراوح أعمارهم الزمنية بين 4-6 سنوات) من ذوي الإعاقة السمعية الشديدةـ أو العميقة.
- حدود موضوعية: مهارات الاستعداد القرائي، الاستعداد الإشاري، والاستعداد الكتابي المناسبة للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة؛ باعتبارها أساسًا لابد منه للنمو اللغوي، والتعلم الأكاديمي.
الإطار النظري للدراسة:
استراتيجيات تنمية الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة:
1- استراتيجيتي التصنيف والكلمات المحورية.
2- الألعاب التعليمية.
3- الأنشطة متعددة الحواس لتنمية مهارات الاستعداد اللغوي للأشخاص الصم:
- أنشطة الاستعداد للكتابة.
- أنشطة الاستعداد للقراءة
4- تعليم الأقران للغة الإشارة:
5- القراءة الحوارية التفاعلية للقصص المؤشرة.
6- استراتيجية الصوت البصري Visual Phonolog
إجراءات الدراسة:
أولاً: تحديد مهارات الاستعداد اللغوي المناسبة للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة:
وقد تحددت في 37 مهارة توزعت على ثلاثة أجزاء أساسية، هي:
مهارات الاستعداد الإشاري (المستوى الحرفي- مستوى المفردات اللغوية- مستوى الجملة)
مهارات الاستعداد القرائي (مهارات التمييز البصري، مهارات الذاكرة البصرية، مهارات إدراك العلاقات وتسلسل الأفكار).
مهارات الاستعداد الكتابي (مهارات التناسق البصري اليدوي/ الحركي، مهارات الإغلاق/ التكامل البصري الحركي، تشكيل رموز الكتابة).
ثانيًا: تحديد واقع مهارات الاستعداد اللغوي لدى الأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة، وذلك من خلال:
اختبار الاستعداد اللغوي للأطفال الصم في مرحلة ما قبل المدرسة (ثلاثة اختبارات فرعية):
1- اختبار الاستعداد الإشاري (10 مهارات- 19 سؤالاً ): وقد تكون من ثلاثة مستويات:
أ- المستوى الحرفي: وتدور الأسئلة فيه حول المطابقة بين الحروف الهجائية، وما يقابلها من حروف الهجاء الإصبعي، والأصوات المرئية ( المستوى الاستقبالي) ، واستدعاء الهجاء الإصبعي والصوت البصري المعبر عن الحروف الهجائية (المستوى التعبيري).
ب- مستوى المفردات اللغوية: وقد تكون من أسئلة تتعلق بالمطابقة بين الصور والإشارات (المستوى الاستقبالي)، واستدعاء الإشارات المعبرة عن الصور (المستوى التعبيري).
ج- مستوى الجملة: وهو عبارة عن سرد الطفل لقصة قصيرة من مجموعة صور قصصية باستخدام لغة الإشارة.
ج- اختبار الاستعداد القرائي (18 مهارة- 37 سؤالاً): وقد تكون من أسئلة تقيس:
مهارات التمييز البصري ( بين الصور، والأشكال والأطوال، والأحجام، والاتجاهات، وحروف الهجاء الإصبعي، والأصوات البصرية، والحروف الهجائية، والإشارات).
مهارات الذاكرة البصرية (للصور، والأشكال، والإشارات، والحروف الهجائية، وحروف الهجاء الإصبعي، والأصوات البصرية).
مهارات إدراك العلاقات وتسلسل الأفكار.
اختبار الاستعداد للكتابة (9 مهارات- 28 سؤالاً):
وقد تكون من أسئلة تقيس مهارات التناسق البصري اليدوي/ الحركي، ومهارات الإغلاق/ التكامل البصري الحركي، وتشكيل رموز الكتابة.
يتبع ……………………
الجنسية: مصرية
الإقامة: القاهرة، جمهورية مصر العربية
متحرك: 01066553736 (20+)
- دكتوراه الفلسفة في التربية، 2013 عن (تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى الطلاب ذوي الإعاقة السمعية في المرحلة الثانوية).
- ماجستير في التربية، 2004، عن (تنمية بعض مهارات الفهم في القراءة عند المعوقين سمعيا في المرحلة الثانوية).
- مدرس جامعي في قسم الصم والإعاقة السمعية – كلية التربية الخاصة – جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، منذ 2014.
- منتدب جزئياً إلى كلية الدراسات العليا للتربية ـ جامعة القاهرة 2016 ـ 2017.
- مترجم لغة إشارة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2009 ـ 2011.
- مدرس بمدارس الأمل للصم 2000 ـ 2014.