إعداد : منى عبد الكريم اليافعي
نُقدِّمُ لكم في الجزء الأول من هذا المقال مفاهيم الإشراف التربوي، أهميته ومبادئه. وسنتطرق إلى الإشراف التربوي في ضوء خبرات بعض البلدان العربية والأجنبية. فما هو الإشراف التربوي وما هي أهميته؟
مفهوم الإشراف التربوي
يختلف تعريف المربين للإشراف الفني وتتباين اتجاهاتهم ومفاهيمهم حسب نظرتهم إليه، وفهمهم له وإلمامهم بجوانبه، وتحليلهم لإطاره ومضمونه، فمنهم من جعله يقتصر على التعليم داخل حجرات الدراسة وتقدير عمل المدرسين، ومنهم من جعله يمدُّ المدرس بما يحتاج إليه من مساعدة، وهناك من جعله يستهدف تزويد التلاميذ في جميع المراحل بمستوى أفضل من الخدمات التربوية. وقد تعددت تعريفات الإشراف الفني ولعله من المناسب أن نعرض البعض منها:
يعرف ويلز (Wiles) الإشراف الفني التربوي على أنه نوع من أنواع النشاط وجه لخدمة المدرسين وإطلاق قدراتهم الكامنة بتذليل ما يعترضها من عقبات ومساعدتهم على القيام بواجباتهم على أكمل وجه.
أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألسكو ) فقد عرفت الإشراف الفني بأنه عملية شاملة للموقف التعليمي بكل عناصره (المعلم، الطالب، المنهج، البيئة المدرسية)، كما أنه أداة اتصال وتفاعل بين المؤسسات التعليمية والإدارة وتنمية شاملة لقدرات العناصر المشاركة في العملية التعليمية، كما أنه تحسين للواقع الميداني (حسين، وعوض الله، 2006).
الإشراف التربوي في ضوء خبرات بعض البلدان العربية والأجنبية:
فيما يلي خبرات بعض الدول العربية و الأجنبية في الإشراف التربوي :
المملكة العربية السعودية
- عام المرحلتين 1343 هـ
- مرحلة المتابعة 1384 هـ
- مرحلة التوجيه التربوي في التدريب
المملكة الأردنية الهاشمية
- مرحلة التفتيش 1962
- مرحلة التوجيه التربوي 1962 – 1975
- مرحلة الإشراف التربوي، استبدال كلمة التوجيه بمصطلح “إشراف تربوي” كونه عملية ديموقراطية تعاونية منظمة
مملكة البحرين
- مرحلة التفتيش 1951-1952
- مرحلة التوجيه 1972
- مرحلة اختصاصي المناهج الدراسية 1975
- مرحلة الإشراف التربوي 1997-1998
- المرحلة المعاصرة 2005-2006
- إدارة مستقلة للإشراف التربوي تركز على جودة المخرجات التعليمية
- تبني رؤية جديدة للإشراف التشاركي تعتمد على تكاتف الجهود وتكامل الأدوار
الولايات المتحدة الأمريكية
الإشراف التربوي في المدارس الأمريكية يعتبر مسؤولية عدد كبير من العاملين وكل العاملين من مديرين ومشرفين ورؤساء دوائر ومساعدي مديرين ومدرسين وأمناء مكتبات وعمداء تعليم، يساهمون جميعاً في أداء المهمات الإشرافية، وهذا أدى إلى كثير من التشويش، ويعهد الإشراف أحياناً إلى أعضاء وأقسام المناهج أو إلى جهات خارجية مثل الجامعات.
وقد يعين المشرفون على مستوى المنطقة التعليمية أو على مستوى المدرسة وقد تعين المدرسة مشرفاً خاصاً له وتصبح مهامه مشابهة لمهام المشرف المركزي حيث يقوم بتطوير البرامج التعليمية وتقييم نتائج التلاميذ وعقد اجتماعات فردية مع المدرسين وتصميم المناهج وإعداد الوسائل التعليمية، هذا بالإضافة إلى مهام إدارية روتينية.
وفيما يلي معايير اختيار المشرفين التربويين في الولايات المتحدة الأمريكية
- يشترط الحصول على الماجستير أو الدكتوراه
- خبرة التدريس داخل الفصل
- خبرة بدرجة كبيرة في المرحلة الثانوية
- خبرة في وظيفة إداري ضمن المرحلة الإعدادية.
- مهارات اتصال ممتازة.
- أن يكون مبدعاً وقادراً على التفكير المتحرر.
- أن يكون متعاوناً.
- لديه الخبرة المالية من أجل فحص الميزانية وتطويرها
- يفهم التكنولوجيا وتطبيقاتها في التعليم والإدارة.
- خبرة سنتين على الأقل في التدريس.
أهمية الإشراف التربوي
إن التطور الكبير الذي حدث في علوم التربية ودخول التجارب المتنوعة إليها أدى إلى قفزة نوعية في أساليب التدريس الحديثة لتتماشى مع نتائج البحوث التربوية والنفسية، وهذا التطور يحتاج إلى الاختيار المناسب والمفيد للمواقف التعليمية المختلفة مما يؤدي إلى جودة الإشراف. وتعد عملية الإشراف من العمليات الهامة بالنسبة للمشرفين والمعلمين. وترجع أهمية هذه العملية إلى المبررات والدوافع والأسباب الاَتية الذكر (منصور حسين وآخرون 1996).
تنطلق مبررات الإشراف التربوي من حاجتنا إلى:
- التطور السريع في العلمية التربوية يستدعي وجود مشرف تربوي يواكب هذه التطورات والتغيرات ليزود بها المعلمين في الميدان.
- الإنسان بطبيعته الفطرية يحتاج العون والمساعدة، فالمشرف التربوي هو ذلك الشخص القادر على مساعدة المعلم.
- إن تعيين معلمين جدد وخاصة غير المؤهلين تربوياً يجعلهم يواجهون بعض الصعوبات في مجال عملهم الجديد، فهم بحاجة إلى من يسهل لهم تلك الصعوبات وينير طريقهم.
- المعلم القديم بحاجة إلى من يعلمه بكل ما استجد في مجال عمله.
- المعلم المنقول من مرحلة تعليمية إلى أخرى، أو من تعليم عام إلى تعليم فني أو العكس بحاجة إلى من يعلمه بأهداف وخصائص تلك المرحلة.
- معلمو الأنشطة بحاجة ماسّة خلال المرحلة الأولى من العمل إلى التدرب على التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ووضع الخطط التربوية الفردية وأساليب التدريس. لذا من المهم وجود المشرف التربوي.
- كل عمل من الأعمال وخاصة الميدانية لابد له من مشرف أو أكثر، فمن الأولى أن يكون لمهنة التعليم مشرف تربوي.
- المعلم المتميز في مجال عمله بحاجة إلى من يشجعه وينقل خبراته وأفكاره إلى زملائه.
- المعلمون بحاجة مستمرة للتدريب فلا بد من وجود مشرف تربوي يحدد احتياجاتهم ويقوم بتدريبهم.
تمرّ عملية الإشراف التربوي أثناء تنفيذها بما يلي:
- تكوين العلاقات بين المعلم والمشرف التربوي
- التخطيط لعملية الإشراف وأساليب الملاحظة الصفية.
- القيام بالملاحظة الصفية.
- تحليل المعلومات الخاصة بعملية التدريس.
- مناقشة نتائج الملاحظة الصفية.
- التخطيط للخطوات التالية.
- متابعة التوجهات التي تمت الإشارة إليها في الزيارات السابقة.
- إجراء عملية تقويم شاملة
(محمد 2012)
مبادئ الإشراف التربوي:
يعتمد الإشراف التربوي الحديث على ثلاثة مبادئ هي:
- وحدة الأمر: يكون الإشراف أبسط إذا تلقى الأشخاص التوجيهات من مشرف واحد يكونون مسؤولين أمامه.
- الإشراف المباشر: يتطلب الإشراف الفعال أن يقوم المشرف بالاتصال الشخصي المباشر بالمشرف عليهم.
- اختيار الأسلوب: من الواجب اختيار المشرف أسلوب التوجيه المناسب للشخص الذي يشرف عليه من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. (سليمان ومراد ، 2006)
يتبع في العدد القادم عن الكفايات المهنية في الإشراف التربوي وأساليب تطويرها، فنون القيادة في الإشراف التربوي، علاقة المشرف التربوي بالمعلمين واستراتيجيات تحسين عملية الإشراف التربوي وخصائص المشرف القائد.
المراجع :
- محمود عبد القادر قراقزه (1987).نحو إدارة تربوية واعية ، دار الفكر اللبناني ،دار الوسام ،بيروت.
- د. فوزية بنت عبد الله الجلامده (2019).الإدارة والإشراف في التربية الخاصة في ضوء معايير الجودة ، دار المسيرة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن.
- د. أحمد جميل عايش (2015) .تطبيقات في الإشراف التربوي ، دار المسيرة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن.