إعداد معلمة التربية الخاصة ، سعاد محمد النجار
تمثل المهارات الاستقلالية عاملاً أساسياً من عواملِ نمو الطفل وتطوره، ولا سيما لدى الأطفال ذوي الإعاقة، حيث تُمكِّنهم هذه المهارات من الاعتماد على أنفسهم في تسيير شؤون حياتهم اليومية، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويزيد من فرص اندماجهم في المجتمع. وتُعدّ تنمية هذه المهارات ضرورة تربوية ونفسية تسهم في بناء شخصية الطفل وتقلل من اعتماده الكلّي على الآخرين.
تعريف المهارات الاستقلالية
المهارات الاستقلالية مجموعة قدراتٍ تُمكّن الطفل من أداء الأنشطة اليومية دون الحاجة إلى مساعدة مباشرة من الآخرين، وتشمل مهارات العناية الذاتية، والمهارات الاجتماعية، والقدرة على اتخاذ القرارات، والتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة.
أمثلة على المهارات الاستقلالية
- ارتداء وخلع الملابس
- تناول الطعام واستخدام أدوات الأكل بشكل صحيح.
- النظافة الشخصية (غسل اليدين، تنظيف الأسنان، واستخدام المرحاض).
- ترتيب الأغراض الشخصية والحفاظ على ممتلكات التنقل داخل البيئة المألوفة بأمان
- القدرة على قول “لا” أو طلب المساعدة عند الحاجة
أهمية تنمية المهارات الاستقلالية لدى الأطفال ذوي الإعاقة
- تعزيز الاعتماد على النفس: ما يُمكّن الطفل من القيام بمهامه دون انتظار الدعم الدائم من الآخرين.
- تحقيق الدمج المجتمعي: حيث تساعد هذه المهارات الطفل على التفاعل مع بيئته المدرسية والاجتماعية بشكل أفضل.
- رفع مستوى الثقة بالنفس: فكل إنجاز يحققه الطفل بشكل مستقل يعزز من شعوره بالقدرة والكفاءة.
- تخفيف الأعباء الأسرية: مما يخفف من الضغوط الواقعة على الأسرة نتيجة الحاجة المستمرة للمساعدة.
- دعم الاستقلالية المستقبلية: خاصة مع تقدّم الطفل في العمر، حيث تصبح المهارات الاستقلالية أساساً في تحقيق حياة أكثر جودة واستقلالية.
دور الأسرة والمعلمين في تنمية المهارات الاستقلالية
- التشجيع المستمر من خلال منح الطفل الفرصة لتجربة المهارات بنفسه
- الصبر والتدرج حيث يتعلم الطفل المهارة خطوة بخطوة وفق قدراته
- استخدام الوسائل التعليمية البصرية والمجسّمة لتبسيط الخطوات وتعزيز الفهم
- تعزيز الروتين اليومي ، لأن التكرار يساعد على التعلّم والاستقرار.
- التعاون بين الأسرة والمدرسة لضمان التدرّب على نفس المهارات في جميع البيئات.
خاتمة
إن تمكين الأطفال ذوي الإعاقة من اكتساب المهارات الاستقلالية ليس خياراً، بل هو حق أساسي لهم. وكل جهد يُبذل في هذا المجال يُعد استثماراً في مستقبلهم، ويسهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً. وبالتعاون بين الأسرة، والمدرسة، والمختصين، يمكن تحقيق نقلة نوعية في حياة هؤلاء الأطفال نحو مزيد من الاستقلال والاندماج.
المصادر :
- الخطيب، جمال (2012). الطلبة ذوو الحاجات الخاصة: مقدمة في التربية الخاصة. دار الفكر للنشر والتوزيع.
- الزريقات، إبراهيم (2015). الإعاقات العقلية: تشخيصها وأساليب تعليمها وتدريبها. دار الشروق للنشر والتوزيع.
- قطيش، محمد (2019). “تنمية المهارات الاستقلالية لدى الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية باستخدام أسلوب تحليل المهمة”، مجلة دراسات تربوية ونفسية، جامعة السلطان قابوس، المجلد 13، العدد2