إعداد : وائل أحمد علام
Wael.Allam@schs.sharjah.ae
الدماغ هو أكثر الأعضاء تعقيداً في جسم الإنسان، يزن حوالي 1.5 كيلو جرام (3 باوند) ويحتوي على 86 إلى 100 بليون خلية عصبية، وكل منها يمتلك بين ألف وعشرة آلاف مشتبك عصبي أو وصلة لخلايا عصبية أخرى، ويوفر الدماغ تريليونات من إمكانات التعلم، كل فكرة وكل فعل وكل ذكرى فريدة في ذاتها تعالج في جهاز معقد من المسارات العصبية .
المرونة العصبية Neuroplasticity
لسنوات عديدة ظن العلماء أن الدماغ ثابت، ولكن تكنولوجيا تصوير الدماغ عبر الرنين المغناطيسي الوظيفي FMRI أظهرت أن الدماغ في الحقيقة طيع ومرن ومن هنا جاء تعبير المرونة العصبية.
والمفهوم هام بالنسبة للمعلمين حيث يؤسس ويدعم كل خبرات التعلم، وهو يعني بصورة أساسية قدرة الدماغ على التغيير وإعادة تنظيم نفسه.
يكشف علم الأعصاب الاَلاف من المفاهيم والحقائق الجديدة كل شهر، وحسب علماء الأعصاب يتكون الدماغ من مليارات الخلايا العصبية القادرة على الاتصال بآلاف من الخلايا الأخرى ولكل من هذه الخلايا إمكانية امتلاك آلاف المشتبكات العصبية والوصلات مع خلايا عصبية أخرى، وفي كل مرة يمر الشخص بخبرة حديثة أو يتعلم شيئاً جديداً، تقوم بتكوين وصلات عصبية جديدة مستخدمة قوة المرونة العصبية.
استطلاع للرأي: نحن نستخدم 10 % فقط من قدرات أدمغتنا
“خطأ أم صواب”
إذا تم استخدام إحدى الوصلات بصورة منتظمة أو أداء المزيد من التدريب فإن مساراً عصبياً يتم تقويته ويصبح سارياً دون جهد (الخلايا التي يتم تفعيلها معاً ترتبط معاً). وإذا كان ثمة مسار عصبي لا يستخدم غالباً، فإن الوصلة تضعف أو تفقد. (استخدمه أو افقده)
( المعلمون يغيرون ويشكلون أدمغة طلابهم )
لسوء الحظ ليست كل أنواع المرونة العصبية صحية ومفيدة، فمفارقة المرونة تفضي إلى أن الدماغ يمكن أن يتعلم بصورة سلبية تشمل سلوكيات غير تكيفية أو بصورة صحية تشمل عادات مفيدة.
وتكون هذه السلوكيات والعادات عميقة إذا كانت قد حدثت بسبب صدمات الحياة أو الأحداث غير المواتية في الطفولة.
إن السلوكيات غير التكيفية ليس من الضروري أن تظل باقية فيمكن تغييرها عبر تعديلات سلوكية صحية ومفيدة، إن ذلك الأمل مدعوم بالبحوث التي تظهر أن المسارات العصبية الصحية يمكن أن تحل محل المسارات المشكلة.
إن التغير في الموصلات العصبية يعزز أسس التغيير السلوكي خاصة في العادات الصحية الجديدة، حيث يسبب تغيير خلايا عصبية معينة من موصل عصبي إلى آخر تغيير السلوك من سلبي إلى إيجابي.
إن القدرة على المرونة العصبية تسمح للخلايا العصبية في الدماغ بتعديل أنشطتها وإعادة تنظيم الدماغ في استجابة للخبرات أو العادات أو الأوضاع الجديدة .
علم الأعصاب التعليمي Educational Neuroscience
يدرس كيف يتعلم الدماغ، ويضع في اعتباره علم النفس والتعليم وعلم الأعصاب (PEN) وهو يستند إلى المعلومات المستقاة من هذه العلوم الثلاثة.
وتبعاً لوبليس (2012) يستطيع المعلمون مساعدة طلابهم على بناء إمكانات أدمغتهم بغض الطرف عن الأداء السابق والمحددات الوراثية، فلديهم القدرة على مساعدة الطلاب في ردم فجوات الإنجاز والوصول إلى أعلى إمكاناتهم.
إدراك أن طلابنا ليسوا عالقين في قدراتهم العقلية التي ولدوا بها لأن أدمغتنا مرنة وقادرة على التكيف، يوفر الأمل لكل الطلاب والمعلمين .
كتب بيرتز (2019): إننا لا نفكر في أنفسنا غالباً كأشخاص يغيرون الأدمغة ولكن لنا تأثير هائل على طلابنا وعلى نموهم المعرفي ويمكن إضافة المزيد من الفهم لعملية المرونة بمعرفة كيف تتم.
التزايد – التكاثر Proliferation
التقليم – التشذيب Pruning
التثبيت – الإرساء Consolidation
ماذا يحتاج الدماغ لزيادة المرونة
يمكن للمعلمين زيادة المرونة العصبية لدى طلابهم عن طريق مراعاة ما يلي :
المحتوى : ماذا نعلم
الكثافة – الشدة: متى نعلم
الطريقة : كيف نعلم
عوامل للتغير نحو المرونة العصبية
التعزيز والجدة : Dopamine
تحفيز الانتباه : Acetylcholine and Norephenephrine
الرفاه : Serotonin
استطلاع للرأي: يجب أن نتلقى المعلومات عبر أسلوب أو نمط التعلم المفضل لدينا
“خطأ أم صواب”
تبعاً لهوتون (2018) يجب أن يضع المعلمون في حسبانهم ما يلي:
– كيف يعرضون المعلومات ؟
– ما هو كم المعلومات المقدمة ؟
– ما هو أهم جزء من هذه المعلومات؟
كما يجب أن يستخدموا استراتيجيات تشمل:
التكرار والممارسة والتدريب لمساعدة الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات بصورة مناسبة
تأثير الحداثة
المعلومات المقدمة في بداية الدرس وفي اَخره يتم الاحتفاظ بها أكثر من المعلومات المقدمة في المنتصف.
دور الجهاز الطرفي (الحو في) Limbic System
يساهم في تحديد إذا ما كان الطالب سوف يتعلم أو سوف ينقاد لمرشح الانفعالات (اللوزة المخية Amygdala) ويعطي ردود أفعال على شكل استجابات القتال أو الهرب أو الخوف.
عند تصميم المناهج يجب أن يضع المعلمون في حسبانهم الجهاز الطرفي لطلابهم والاستجابات الانفعالية التي سينشطونها.
كيف يصمم المعلمون خبرات تعليمية جيدة ؟
يذكر فورني (2016) أن ذلك يجب أن يتم عبر توفير خبرات ممتعة في بيئة تعليمية اَمنة خالية من المخاطر.
قبل تصميم أي خبرة تعليمية اسأل نفسك، هل استمتع بالجلوس في فصلي؟
ويقترح فورني أن يقوم المعلمون بما يلي عند تطوير الدروس:
- الاستناد إلى اهتمامات وميول الطلاب ومعلوماتهم وخبراتهم السابقة
- إعطاء الطلاب فرصاً للاختيارات ضمن العملية التعليمية وهو ما يمنحهم شعوراً بالتمكين
- يحتاج الطلاب للارتباط ببعضهم البعض من خلال التعاون
- الفضول والتوازن بين القدرة والتحدي
- توفر التحديات الممتعة، يجب أن تشمل خبرات التعلم التواصل والاستقلالية والتطور نحو الإتقان، وهو ما يتسبب في زيادة الدافعية.
المصدر :
تستند المادة المعروضة على دورة تدريبية عن بعد بعنوان: Neuroplasticians and Neuromyths وهي معدة بواسطة جامعة Central Queensland University ومقدمة عبر منصة www.futurelearn.com
