منح المؤتمر العربي للثقافة والإعلام (الأربعاء 8 فبراير 2017) جائزة التميز العربي في دعم الإبداع الشعري لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وذلك لدعم سموه اللافت والمستمر عربياً للشعر والشعراء ودوره البارز في تقديم كافة انواع الدعم للحراك الشعري العربي خاصة بعد تكفل سموه بإقامة بيوت الشعر في العديد من الدول العربية.
كما حصلت دولة الإمارات على جائزتين حيث تم منح جائزة التميَّز العربي لدعم التراث العربي للسيد جمعه الماجد كما فازت بجائزة التميَّز العربي للبحث العلمي الدكتورة مريم مطر.
وشارك في أعمال المؤتمر الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والسيد عمرو موسى الأمين العام الاسبق للجامعة العربية والدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة العربية وَعَبَد الله الخشرمي رئيس الاتحاد العالمي للشعراء ورئيس المركز العربي للثقافة والإعلام.
لقد اختار المؤتمر العربي للثقافة والإبداع صاحب السموّ حاكم الشارقة، لهذه الجائزة نظراً لدوره اللافت والمستمر عربياً في دعم الشعر والشعراء، ضمن جوائز التميز العربي، التي أعلن عنها في المؤتمر الذي شهدته القاهرة فبراير 2017، بالتعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمركز العربي للثقافة والإعلام، والاتحاد العالمي للشعراء.
داعم الشعر الأول وراعي المبدعين
ما من جائزة لخدمة الثقافة العربية إلا ويستحقها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي طوى السنين بعد السنين، وهو عاكف على خدمتها، بكل وسيلة؛ وجائزة «التميز لدعم الإبداع الشعري العربي» التي قلدته إياها الجامعة العربية، هي جائزة رفيعة وجليلة، وصادفت أهلها، وأسندت إلى صاحبها، وهو جدير بها، وبأكثر منها.
منذ أكثر من أربعين سنة قال سموّه لمجموعة من المثقفين الإماراتيين كانوا مجتمعين في قاعة إفريقيا: «سأفاجئكم بما أخططه للثقافة». وفاجأهم؛ ولم تكن مفاجأة واحدة، بل مفاجآت كثيرة.
… فاجأهم بمعرض الشارقة للكتاب الذي أضحى علامة فارقة في مسيرة الشارقة الثقافية، وأحد مميزات نشاطها الثقافي على مدى ستة وثلاثين عاما، حتى أصبح اليوم مؤتمراً ثقافياً كبيراً ومشهوداً. فاجأهم بأيام الشارقة المسرحية التي ترعرع فيها وشب واكتهل معظم المسرحيين الإماراتيين، وأصبحت مهرجان المهرجانات في الإمارات، واحتفالية سنوية يدعى إليها أهم المسرحيين العرب، وتناقش فيها كل مفردات العمل المسرحي، وهي اليوم المدرسة المسرحية الأولى في الإمارات. فاجأهم بمركز الشارقة للخط العربي والزخرفة، وملتقى الشارقة للخط العربي والزخرفة اللذين أسهما بحظ وافر في نهضة الخط في الوطن العربي بسرعة، عبر نشاط متواصل ما بين تدريس وندوات ومعارض يكلل كل عامين بالملتقى الذي يشارك فيها خطاطون من مختلف البلدان الإسلامية، ويؤتى إليها بالنادر والبديع والآسر من لوحات هذا الفن العربي الأصيل الرهيف.
… فاجأهم ببينالي الشارقة ومهرجان الشارقة للفنون الإسلامية المنبرين الفنيين الدوليين، تقدم فيهما آخر التجارب الفنية العالمية، وينفتحان على أصالة الفن الإسلامي. فاجأهم باحتضان الفرق المسرحية في كل الإمارات، ودعمها ورعايتها المسرحيين مجموعات وأفراداً. فاجأهم برعاية الاتحادات الثقافية، وتوفير الظروف الملائمة لها للعمل، كاتحاد الكتاب وجمعية المسرحيين الإماراتيين، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وجمعية المعلمين وجمعية حماية اللغة العربية.
أما شأن سموّه مع الشعر، فحكاية أخرى لا يزال يبهر بها أهل الكلمة العذبة والإيقاع الآسر والخيال المبدع كل يوم؛ فهو لم يكتف بتأسيس مهرجانين كبيرين للشعر العربي فصيحه وعاميه، ولم يكتف بمؤسستين ترعيانه في الشارقة، هما بيت الشعر، ومركز الشعر الشعبي؛ لم يكتف سموّه بذلك، بل ظل في كل مناسبة شعرية، وكل لقاء مع الشعراء يضيف لبنة جديدة إلى البناء، ويتبع مبادرة بأختها. عزّ عليه حال الشعر والشعراء، حراس اللغة الجميلة، فحلم بأن لا تبقى مدينة ولا قرية عربية إلا ويكون فيها بيت للشعر، يرعى إبداعها ويحتضن أحلامها الجميلة، فيطلقها على ألسنة الموهوبين من أبنائها. وبقدر الطموح كان التوجيه، فوجه بتعميم بيوت الشعر على البلدان العربية، فبدأت تلك التجربة النادرة، ثم عاد سموّه بعد ذلك، وقال إن مهرجاناً واحداً للشعر الشعبي لا يكفي، وينبغي أن يكون هناك منبر شهري لسماع شعر كل دولة والتعرف إلى شعرائها، فكان أن بدأ تنظيمُ «ملتقى الشارقة للشعر الشعبي» الشهري الذي يستضيف كل مرة شعراء من إحدى الدول، ثم عاد سموّه مرة أخرى، ووجه بأن يقيم كل بيت شعر في بلده مهرجاناً شعرياً، يضم أبناء ذلك البلد، ويستضيف ما شاء من الشعراء العرب. ثم عاد كذلك ووجه بإقامة «ملتقى الشارقة للشعر العربي»، على شاكلة ملتقى الشارقة للشعر الشعبي، وأول أمس أضاف مولوداً جديداً هو «رابطة الشعراء الشعبيين العرب» التي ستدعم إبداع الشعراء فرداً فرداً، وبين هذا وذاك كان في كل لقاء مع شعراء من دولة عربية يأمر بطرح مبادرة خاصة؛ ففي لقاء سموّه شعراء موريتانيين، وجّه بنشر الكتب الشعرية الموريتانية، وفي لقائه شعراء يمنيين، وجه بطباعة كتب شعرية يمنية.