في كتابه (دليل بطارية مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم) لتلاميذ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة الصادر عن مكتبة الأنجلو المصرية سنة 2015 يحدثنا الأستاذ الدكتور فتحي مصطفى الزيات أستاذ علم النفس المعرفي وصعوبات التعلم في كلية التربية بجامعة المنصورة في جمهورية مصر العربية عن صعوبات التعلم النمائية وصعوبات التعلم الأكاديمية وصعوبات السلوك الاجتماعي والانفعالي.
ففي الفصل الأول من الكتاب يستعرض المؤلف التوجهات الحديثة في تشخيص وعلاج صعوبات التعلم من التدخل العلاجي اللاحق إلى التدخل الوقائي السابق ويتناول بالتفصيل عوامل تشكل التحولات والتوجهات الحديثة في التشخيص والعلاج والنتائج الإيجابية لاستخدامات وتطبيقات الاستجابة للتدخل مع تحديد وإعداد التدخلات المرغوبة وغيرها من النقاط الهامة في هذا المجال.
أما الفصل الثاني فيتطرق إلى التوجهات الحديثة للبحث والممارسة في تشخيص وعلاج صعوبات التعلم بعد توطئة عن التوجهات الحديثة والتغييرات التشريعية والبحث والممارسة مع التركيز في التشريع على قانون التعليم الابتدائي والثانوي وقانون تحسين تعليم الأفراد ذوي الإعاقة والممارسة التربوية والتعليمية وعوامل الوصول إلى تمييز تشخيصي فارق ودقيق بالإضافة إلى تحديد الأهلية للتربية الخاصة والخدمات المرتبطة بها.
ونقرأ في كتاب الزيات ضمن فصله الثالث عن التقويم الدينامي المتعدد الأبعاد لتشخيص وعلاج صعوبات التعلم مع تعريف بالنماذج الاساسية له كالنماذج ذات النهايات المفتوحة التي تندرج في إطارها نماذج تقويم إمكانيات التعلم وتقويم مدى تباين تجهيز ومعالجة المعلومات لدى الفرد ومدخل تدريج التدخل أو المساعدات أو التلميحات بالإضافة إلى الحديث عن أهم المشكلات التي يواجهها الأشخاص من ذوي صعوبات التعلم.
وحين نصل الفصل الرابع من قراءتنا سنطالع الأسس النظرية لبطارية مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم وسنتعرف على الصعوبات النمائية وصعوبات الانتباه والإدراك والإدراك السمعي والبصري و الحركي وصعوبات الذاكرة بالإضافة إلى الصعوبات الأكاديمية كعسر القراءة وصعوبة الكتابة وتعلم الرياضيات وصعوبات السلوك الاجتماعي والانفعالي.
يتحدث الفصل الخامس عن بطارية مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم ونقرأ فيه عن القيمة التنبؤية لتقديرات المعلمين والاختصاصيين الإكلينيكيين وعن إعداد مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم كما نقرأ وصفاً لبطارية مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم واستخدامات وتطبيق بطارية مقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم والمحددات التأهيلية للقائم بالتقدير والموجهات الاساسية للتقدير وعن محددات التقدير الملائم لصعوبات التعلم عند الفرد ودلالات الألوان عند الاستجابة لمقاييس التقدير.
في الفصل السادس والأخير من الكتاب نتعرف على الخصائص السيكومترية لمقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم كما نلقي نظرة على مجتمع التقنين وكيفية تدريب المعلمين القائمين بالتطبيق وإعدادهم ومقاييس التقدير التشخيصية لصعوبات التعلم النمائية والأكاديمية ومعاملات الثبات بطريقة التجزئة النصفية بالإضافة إلى التعرف أكثر على استخدامات البطارية في واقع الممارسة البحثية والميدانية.
ومن ضمن ما يقوله الأستاذ الدكتور فتحي مصطفى الزيات في كتابه إن التنامي غير المتوازن في أعداد الأشخاص ذوي صعوبات التعلم أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة هذا التزايد حيث يرى العديد من الباحثين أن أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك تتمثل في الافتقار إلى الاتساق بأساليب وأدوات وآليات التحديد والتشخيص.
في الكتاب أيضاً تأكيد على ضرورة التشخيص الفارق أو المتمايز بين الأشخاص ذوي صعوبات التعلم والفئات الأخرى المتداخلة معها من حيث أنماط القصورـ المتلازمات، العوامل الأخرى التي تتداخل مع الأداء الأكاديمي ويجب على فريق التقويم والتشخيص بمن فيهم والدا الطفل أن يحددوا على نحو متمايز وفارق بين المشكلات والعوامل التي يمكن أن تسهم في الصعوبات الأكاديمية والسلوكية خارجية المنشأ التي تختلف في طبيعتها ومصدرها ومتطلباتها عن صعوبات التعلم.
في الختام لا نملك إلا أن نقول بحق هذا الكتاب أن معلومات غزيرة وقيمة نطالعها في جميع فصوله وهذا مما لا شك فيه حيث يبدو جهد المؤلف جلياً ما بين صفحة وأخرى ومما نذكره هنا على سبيل المثال لا الحصر أن صعوبات التعلم النمائية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب عمليات الإدراك نتيجة عدم قدرتهم على تفسير وتأويل المثيرات البيئية التي يستقبلونها والوصول إلى مدلولاتها والمعاني الملائمة لها حيث أن النمو المعرفي والأداء المعرفي عموماً يعتمد بصورة أساسية على فاعلية وسلامة الوظائف والعمليات الإدراكية فإن الكشف عنها يعد أمراً هاماً وحيوياً لتشخيص وعلاج صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية والتي تشيع لدى نسبة لا يمكن إغفالها من تلاميذ المدارس.
























