ابني التوحدي وعلب المناديل الورقية
قصة جديدة ومضحكة بمحاورها.. كنت ألاحظ أنه كلما أردت أن آخذ منديلاً من علبة المناديل، أجد أن المناديل غير بارزة كأن أحداً قد أدخلها داخل العلبة معتداً!!!
لم أعر اهتماماً لهذه الواقعة التي تكررت مراراً، ولكن فضولي دفعني لمعرفة من يقوم بفعل ذلك ولماذا؟؟
كنت جالساً في صالة المنزل أمامي على الطاولة علبة مناديل، أخرجت منها منديلاً وكما تعلمون يبقى الجزء الأعلى من المنديل الذي يليه خارجاً قليلاً بعد سحب المنديل الأول لكي يتم استخراجه بسهولة، أفاق ابني مشعل من نومه وكعادته ذهب يتفحص المنزل وما أن رأى المنديل خارجاً من العلبة حتى قام بإدخاله مرة أخرى!! تعجبت من تلك الحركة.. ولماذا يقوم بها؟ طبعاً كنت متبسماً من تلك الحركة ولكن قالت لم لا أجرب مرة أخرى؟ فأخرجت المنديل من علبة المناديل، وما أن رآه حتى أدخله مرة أخرى داخل العلبة.
قلت في نفسي أريد مداعبة مشغل فذهبت إلى السوبر ماركت واشتريت 200 علبة مناديل ورقية وأثناء انشغاله ابني التوحدي في غرفته قمت بفتحها وأخرجت أول منديل من كل علبة ووضعتها على الطاولة في الصالة، وما أن رآها حتى جن جنونه وقام بإدخال كل منديل في علبته، وتأكد بعدم بروز أي منديل خارج كافة العلب… وبعد ذهابه إلى حجرته قمت بإخراج المناديل مرة أخرى.. وما أن رآها حتى قادم بإدخالها..
استمرت أنا وابني مشعل على هذا الوضع قرابة العشرة أيام حيث كنت في إجازة خلال تلك الفترة ودأبت يومياً على القيام بنفس الحركة (إخراج المناديل) ويقوم مشعل بإدخالها مرة أخرى حتى قل سلوك إدخال المناديل تدريجياً وأصبح ابني مشعل لا يعير اهتماماً للمناديل خارج العلبة.
إخوتي وأخواتي كم كنت سعيداً وأنا أقوم بتعديل السلوك تدريجياً ولعدة أيام حتى عاد الوضع كما هو عليه.
أعاننا الله على أبنائنا التوحديين وشفاهم أنه سميع عليم.
ابني التوحدي وتغيير الملابس
أخواتي وأخواتي رغبت أن أشارككم هذه القصة والتي ربما تحدث مع أي أسرة يعاني أحد أفرادها من التوحد.
طور ابني مشعل سلوكياً جديداً وتكرارياً حيث لم يظهر عليه ذلك السلوك مسبقاً.. والسلوك الجديد هو تغيير الملابس وأحضرها إما لأمه أو لي لكي نقوم بمساعدته على خلع ملابسه وإلباسه الجديد!!
طرأ هذا السلوك بعد أن ظهرت علامات البلوغ واضحة على ابني مشعل ولكنني لم انتبه إلى ذلك السلوك لكثرة المشاغل، قد استفحل وأصبح مشكلة يجب أن يوضع لها حل نظراً لأن مشعل أصبح يقوم بالصراخ والغضب الشديد في حال معارضة والدته لتغيير ملابسه وفق ما يريد، بالتأكيد مشعل دائماً يرتدي ملابس نظيفة ويومياً بعد استحمامه وله ملابس نهارية وملابس ليلية.. ولكن ما أردت توضيحه هنا هو أن مشعل طور هذا السلوك الغريب فجأة!!!
في أحد الأيام كنت جالساً أترجم موضوع علمي عن التوحد وذلك لنشره في الصحف المحلية وكان مشعلاً يأتي بالملابس ويضعها أمامي، ولكني كنت أتجاهله وبدأ يصرخ ويرفع ملابسه كأنه يطلب المساعدة في خلع ملابسه، فقمت برفع الملابس (T-SHIRT) من الأسفل إلى الأعلى ولكنه كان يعارض ذلك ويصرخ بشدة!!! وحاولت مرة أخرى ولكنه أعادة الكرة وبدأ يصرخ!!! وكان يحرك يده اليمنى إلى الأعلى مراراً!! فاتصلت بوالدته وشرحت لها ما يقوم به مشعل فشرحت لي كيفية خلع ملابسه وبالذات الملابس العلوية حيث تبدأ بإخراج يده اليمنى فقط من الجزء العلوي ويقوم هو باستكمال خلع ملابسه.. طبعاً تنفست الصعداء حيث أنني كنت خائفاً لربما تسببت في أذى لذراعه عندما أخذ يرفعها مراراً إلى أعلى!!
قمت باتباع الخطوات التي شرحتها أم مشعل لي وبالفعل نجحت مع مشعل واستكمل نزع ملابسه بطريقته.. ولكن ما أقلقني هو تكرار ذلك السلوك ولذلك قمت بوضع خطة بسيطة لتغيير ذلك تدريجياً حيث كلما أتى مشعل بالملابس عملت معه شيئاً آخر فكان أول ما عملت عندما أتى مشعل بالملابس التي يرغب تغييرها (رغم أن ملابسه نظيفة ولم يستغرق لبسها ساعة واحدة) هو أن قمت بإبلاغه أننا سنخرج الآن سوياً وطلبت منه إعادة الملابس إلى الدولاب ففعل ذلك وكان سعيداً للخروج وبالفعل خرجت معه في السيارة في جولة قصيرة… وفي المرة الأخرى التي أتى بالملابس لتغييرها قمت بإحضار الكرة وبعدما أدخل ملابسه في الخزانة لعبت معه كرة اليد، وهكذا كلما أتى مشعل بالملابس طلبت منه إعادتها إلى الدولاب ومن ثم إشغاله بشيء آخر يحبه فيصرف النظر عن السلوك تغيير الملابس في وقته حتى تلاشى ذلك السلوك مع تكرار إشغال مشعل بأشياء أخرى.