إعداد : أ.عبد المنعم محمد عودة الدويري 

إن عمى الألوان (Colorblindness) ليس كما يبدو عليه حقًا، فمعظم الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة يمكنهم رؤية بعض الألوان بشكل صحيح ولكن لا يمكنهم رؤية ألوان أخرى، لذا، قد يكون الاسم الأنسب للحالة هو “ضعف رؤية الألوان”.

 وعموماً أيا كانت التسمية فهي أكثر شيوعاً بين الرجال من النساء حيث نجد أن واحداً من بين كل 12 رجلاً مصاباً بضعف رؤية الألوان، مقارنة بواحدة من بين كل 200 امرأة.

نوعان رئيسيان

أكثر أنواع ضعف رؤية الألوان شيوعاً:

1. عدم القدرة على التمييز بين ظلال اللون الأحمر واللون الأخضر.
2. عدم القدرة على التمييز بين ظلال اللون الأزرق واللون الأصفر.

 ويمكن أن تكون الحالة خفيفةً أو متوسطةً أو شديدةً.

كيف نرى الألوان؟

شبكية العين عبارة عن طبقة دقيقة في الجزء الخلفي من حجرة العين وهي حساسة جداً للضوء وفيها نوعان من الخلايا: العصي والمخاريط (عددها حوالي 107 مليون خلية في كل شبكية)، حيث تعمل العصي في الضوء الخافت فيما تتفاعل المخاريط مع الضوء المشرق، وكلاهما تستجيب للألوان وتمر إشاراتها عبر العصب البصري إلى الدماغ وهناك يتم دمجها معاً لتشكيل والتعرف على كل الألوان المرئية.

• تستطيع شبكية العين تمييز أكثر من 10 ملايين لون.
• حوالي 12% من النساء لديهن نوع إضافي من المخاريط الذي يتيح لهم رؤية ألوان أكثر 100 مرة من بقية النساء والرجال، مما يعني ملايين أخرى من الألوان.

كيف يحدث عمى الألوان  (Colorblindness)؟

إذا كان لدى الشخص (Colorblindness) فهذا يعني وجود مشكلة في نوع واحد على الأقل من المخاريط فقد تكون هذه المخاريط مفقودة تماماً أو قد تلتقط لونًا مختلفًا عما يجب، وفي كلتا الحالتين فهي لا تقوم بإرسال المعلومات الصحيحة إلى الدماغ ونظرًا لأن المخاريط مسؤولة أيضًا عن رؤية التفاصيل الدقيقة للأشياء المرئية، فقد يسبب فقدانها ضعفاً في حدة البصر.
 

لماذا يحدث (Colorblindness)؟

1.    الجينات: 

معظم الناس الذين لديهم مشاكل في الألوان يولدون بها، فعادة تبدأ الحالة بالجينات التي نحصل عليها من الوالدين، هذه الجينات لا تعطي الجسم الإرشادات الصحيحة حول كيفية صنع أصباغ زرقاء وحمراء وخضراء للمخاريط وبدون هذه الأصباغ لا يمكن للمخاريط التعرف على الألوان. 

 2.    الأمراض: 

يمكن أن يحدث (Colorblindness) عند بعض الأشخاص الذين لم يولدوا به حيث يمكن أن تؤدي بعض أمراض العيون إلى حدوثها مثل ارتفاع ضغط العين ال (Glaucoma) ويمكن أن تحدث أيضًا مع سرطان الدم أو مرض الشلل الرعاش أو مرض الزهايمر أو فقر الدم المنجلي أو اضطراب تعاطي الكحول. 

 3.    الأدوية والمواد الكيميائية: 

يمكن لبعض العقاقير أن تسبب مشاكل في الألوان كتأثير جانبي مثل بعض الأدوية التي تعالج أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو الأمراض العصبية أو الاضطرابات النفسية ويمكن أن يأتي Colorblindness أيضًا من العمل مع المواد الكيميائية كالأسمدة أو المذيبات. 

كيف يتم اكتشافه؟

إذا كان لدى طفلك ضعف في رؤية الألوان فقد لا تعرف ذلك حتى يبدأ في تعلم أسماء الألوان أو قد يواجه صعوبة في المدرسة أثناء أداء الامتحانات أو الواجبات المنزلية التي تستخدم المواد المشفرة بالألوان لذا فمن المستحسن اختبار رؤية الألوان للأطفال في سن الرابعة وخصوصاً إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. 

كيف يتم تشخيصه؟

الطريقة الرئيسية لمعرفة ما إذا كان لدى الشخص (Colorblindness) هو اختبار الألوان (إيشيهارا) وهواختبار يستخدم الصور المكونة من النقاط الملونة بالعديد من الألوان فإذا كانت رؤية الشخص للألوان صحيحة فسوف يستطيع رؤية رقمٍ أو شكلٍ آخر داخل كل صورة أما إذا كان لديه مشكلة في الألوان فلن يتمكن من ذلك. يمكنك الحصول على الاختبار لاستخدامه على نفسك لكن طبيب العيون أو الفاحص المختص يمكنه القيام بذلك بشكل أفضل. 

التعايش مع الحالة:

الأدوات والتطبيقات:

يمكن لتطبيقات الهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي إخبارنا ما هو لون الشيء الذي أمامنا من خلال التقاط صورة له وعندما تضغط على مكان في الصورة يخبرك التطبيق بالألوان الموجودة فيه، كما أن بعض العدسات الخاصة الملونة تتيح للشخص رؤية الألوان بشكل أكثر وضوحًا إذا كان لديه عيوب في رؤية اللون الأحمر والأخضر، ويتوفر حالياً جهاز يسمى قارئ اللون وهو يستطيع التعرف على الألوان والنطق باسمها. 

عادات

إذا كان لدى الشخص colorblindness   فيمكنه طلب المساعدة من شخص ما لوضع ملصقات على الملابس تخبره عن لونها كي يتمكن من اختيار الثياب التي تناسب بعضها، أو ترتيب خزانة الملابس بحيث يتم تعليق الملابس المناسبة بالقرب من بعضها البعض، كما يمكنه أيضًا حفظ ترتيب الألوان في بعض الحالات اليومية مثل حفظ ترتيب إشارات المرور. 

هل له علاج؟

إذا جاء ال colorblindness بسبب مرض ما أو كتأثير جانبي لبعض الأدوية الموصوفة فقد نتمكن من فعل شيء حيال ذلك وقد يكون طبيبك قادرًا على وصف دواء مختلف وليس له تلك المضاعفات، لكن النوع الرئيسي من colorblindness النوع الذي ترثه من والديك فلا يمكن تصحيحه لكن الباحثين يعملون على محاولة إيجاد طرق لعلاج هذا النوع من خلال مساعدة المخاريط على العمل بشكل أفضل وقد كانت الاختبارات التي أجريت على الحيوانات واعدة على أمل أن يتم تطبيقها مستقبلاً سريرياً على البشر.  

 المراجع: 

 “Acquired Colour Vision Defects.” Colour Blind Awareness. Accessed June 05, 2016. http://www.colourblindawareness. org/colour-blindness/acquired-colour-vision-defects/

 “Facts About Color Blindness.” National Eye Institute. Accessed June 05, 2016. https://nei.nih.gov/health/color_ blindness/facts_about

 “Guide to Colorblindness” , WebMD, by Alan Kozarsky, MD on September 01, 2020.