الدكتور حسين اسماعيل مدير مركز التعلم للصم في لبنان:
الكشف المبكر جزء من التدخل المبكر المهم للطفل وعائلته
بغض النظر عن إطار المدرسة أو العمل
تحت رعاية معالي وزير الصّحة الأستاذ وائل بو فاعور ممثلاً بالدكتورة باميلا زغيب منصور وبالشراكة مع وزارتي التربية والشؤون الاجتماعيّة وعدد من الهيئات المعنية الأخرى، نظم مركز التعلّم للصّم (السبت 4 يونيو / حزيران 2016) مؤتمره (أين نحن اليوم من الكشف المبكر لنقص السمع والتدخل المبكر) الذي أقيم باستضافة الجامعة الأمريكية في بيروت والمركز الطبي وفي قاعة عصام فارس التابعة لمستشفى الجامعة، وحضره عدد من الأطباء وأعضاء المركز والجمعيات والناشطين.
ابتدأ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبنانيّ الّذي أنشده جميع الحاضرين بأصواتهم مجتمعة ومن دون موسيقى مرافقة. وتلا النشيد الوطني مشهد تمثيليّ قام به أطباء الأطفال وأخرجه السيّد فادي أبي سمرا، يعبّر عن أهميّة دور طبيب الأطفال في كشف نقص السّمع.
وألقى كلمة المركز مديره الدكتور حسين اسماعيل، فطالب بأن تتاح للاصم فرص أفضل وأن تتأمن له الحاجات الضرورية، مشدداً على (الكشف المبكر الذي هو جزء من التدخل المبكر المهم للطفل وعائلته بغض النظر عن إطار المدرسة أو العمل).
ثم توالى على الكلام الدكتور باسم أبو مرعي والدكتورة حنان المصري والدكتور أنطوان فرح، وممثلة الوزير أبو فاعور الدكتورة باميلا زغيب منصور التي تحدثت عن إطلاق السجل الصحي الجديد من خلال الجهود التي تمت بالتعاون بين الوزارة والجمعية، مشيرة إلى (اهتمام الوزارة بالصم وايلاء قضيتهم الاولوية).
ثم عرضت الجمعية اللبنانية لطب الأطفال إنجازاتها بالشراكة مع وزارة الصحة وعدد من الاختصاصيين في موضوع الكشف المبكر، ومن أهم هذه الإنجازات إدخال الكشف عن نقص السمع في الدفتر الصحي الجديد، الذي أصدرته وزارة الصحة من ضمن استحداثات عديدة تناولها هذا الدفتر.
كما دعت الجمعيّة شريكاً أساسيّاً كان المرجع الرئيسي في موضوع نقص السّمع وكان له دور هام في هذه الإنجازات، وهو جمعيّة (Beyond Silence) لإعطاء المزيد من المعطيات العلميّة عن موضوع الكشف المبكر. وقد أُنشِئت هذه الجمعيّة بهدف تشجيع الكشف منذ الولادة بالشراكة مع وزارة الصحّة، وذلك من أجل تأمين تدخل مبكر يعطي العائلة دورها الفعّال بتفادي عددٍ من العواقب السلبيّة لنقص السّمع من خلال التدخل المبكر، أي قبل عمر السّتة أشهر، وتم التطرق إلى نجاح الشروط للتعليم الدامج للطالب الأصم وأهمها احترام هويته وإعطائه فرصة تعلم لغة الإشارة وعدم عزله.
وقد عبّر عدد من الجمعيّات والهيئات والنقابات كنقابتي الحضانات في لبنان ونقابة الممرضين والممرضات ونقابة القابلات القانونيّات في لبنان والمجلس الأعلى للطفولة عن رغبتهم في المساهمة في هذا التوجّه وعرضوا أفكاراً عمليّة يستطيعون أن يساهموا بها.
وأضاف بروفسور غوفرتس معلوماتٍ عمليّة، نتيجة خبرة فريقه في تطبيق برنامج الكشف المبكر لنقص السمع في بلجيكا، وعرض نجاحاتهم والتحديّات الّتي واجهوها للإستفادة من هذه الخبرة عند تطبيق البرنامج في لبنان.
وأعلن ممثل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وعضو الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين الدكتور نواف كبارة بأن خدمة التدخل المبكر أصبحت من ضمن الاستراتيجية القادمة للوزارة، وهي استراتيجية ستحدث تغيرات إيجابية عدة. كما أكدت ميراي شمعون من وزارة الصحة على تناول موضوع التدخل المبكر في استراتيجيتها الجديدة أيضاً.
وقد استمرّ الجوّ الإيجابيّ في طرح المواضيع بالرغم من تعبير مركز التعلّم للصّم عن عدم دعم أيّة جهة رسميّة لبرنامج التدخل المبكر ممّا لا يمكّن هذا البرامج من الاستمرار وأخذ دوره كما يجب.
وفي ختام أعمال المؤتمر صدرت مجموعة من التوصيات منها ما عبّر عنه ممثّل الأفراد الصّم في الهيئة الوطنيّة لشؤون المعوّقين السيّد حبيب فوّاز، وممثّلة جمعيّات الصّم في الهيئة السيّدة نادين اسماعيل، ومن أهمّها أخذ وزارة التربية دورها في تعليم الأشخاص الصّم سواء في المدارس العامة أم في مدارس الصّم، آملين من الهيئة الوطنيّة إيصال هذه التوصيات إلى الجهات المعنيّة.
كما تمّ التطرق إلى الشروط المطلوبة لنجاح التعليم الدامج للطالب الأصم وهي عديدة؛ أهمها إعطاء اهتمام كبير لنموه الاجتماعي العاطفي واحترام هويته كشخص أصم مما يتطلب عدم حرمانه من تعلم لغة الإشارة أو عزله عن مجتمع الصمّ.
ورافق رقي المداخلات وطرح المواضيع من قبل كلّ من المشاركين والضيوف المختصّين الّذين أعطوا انطباعاتهم عمّا عرض خلال الجلسات، رقيّ الفقرة الموسيقيّة الّتي قدّمها عازفون من الأوركسترا الفيلهارمونية اللّبنانيّة بعد استراحة الغداء من أجل الاستعداد لتكملة نهار المشاركات الطويل الّذي انتهى عند السّاعة الخامسة بشكر جميع من ساهم بإنجاح المؤتمر الذي جاء نتيجة لتضامن وتعاون كلّ المشاركين الرسميّين وغير الرسميّين.