وفرتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلبتها في مدرسة الأمل للصم
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حريصة أشد الحرص على مواكبة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لتوظيفه في خدمة العملية التعليمية وتوفير أفضل السبل للطلبة من ذوي الإعاقة كي ينهلوا أكبر قدر ممكن من العلم والمعرفة إيماناً منها بقدرتهم على التعلم ونيل الشهادات العلمية ليصبحوا في المستقبل عناصر منتجة وفاعلة في المجتمع شأنهم شأن الأشخاص غير المعاقين.
السبورة التفاعلية واحدة من أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة ضمن العملية التعليمية في مدرسة الأمل للصم وجاء اعتمادها في هذه العملية خلال العام الدراسي الماضي (2013 ـ 2014) بعد أربع سنين من استخدام (السبورة الذكية) حيث أتت هذه النقلة النوعية بهدف إيصال المعلومات للطلبة الصم بطريقة تناسب طبيعة تحصيلهم العلمي والمعرفي.
وقد قامت المدرسة بتزويد كل معلم من معلميها بجهاز (آيباد) لتحضير الدروس عليه، وفي الحصة التعليمية يقوم بوصل الجهاز بالسبورة التفاعلية وشرحه عليها بسهولة مستخدماً الميزات التقنية للسبورة سواء بقدرتها على عرض الصور أو المقاطع الفيديوية التعليمية الأمر الذي يرسخ المعلومة في أذهان الطلبة الصم الذين يعتمدون على حاسة البصر في ترسيخ ما يتلقونه من معلومات.
السبورة التفاعلية مزودة بقلم للمعلم وقلم للطالب كي تتم الكتابة عليها، ولا تقتصر الميزات المتاحة على ذلك، فباستخدام هذه السبورة يمكن تمثيل المفاهيم الرياضية والحسابية عن طريق رسوم الجرافيك وإجراء التجارب الفيزيائية بشكل افتراضي وتفاعلي الأمر الذي يجعل الطالب جزءاً من العملية التعليمية بدل أن يكون مجرد متلق للمعلومات.


خلال إعطاء المعلم للدرس باستطاعته تكبير الصور وتصغيرها.. وبإمكانه أيضاً تحريك الكلام من مكان إلى آخر بالإضافة إلى دمجه بالصور لربط المعلومة بطريقة أفضل فتنتقل إلى ذهن الطالب الأصم بيسر حيث أن الطلبة الصم يعتمدون بشكل كبير على التعلم البصري، كما أن بإمكان الطالب والمعلم أن يكتبا على السبورة بذات الوقت مما يحقق تفاعلاً أكبر في العملية التعليمية.
السبورة التفاعلية موصولة بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وبكل سهولة يستطيع المعلم تحميل مقاطع الفيديو والمعلومات الضرورية عن الإنترنت مباشرة وعرضها على الطلبة، عدا عن كون المناهج التعليمية يتم تحميلها مسبقأً على السبورة الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت على المعلم الذي لم يعد مضطراً لكتابة الدرس وكل ما عليه هو عرض الصفحات التي يريد شرحها على السبورة بدرجة الوضوح المناسبة للطلبة.
الطلبة الصم أكدوا بحماس على أهمية السبورة التفاعلية في تسهيل نيل العلم والمعرفة بالنسبة لهم نظراً للمجالات التي يستطيع من خلالها المعلم والطالب استخدامها أثناء العملية التعليمية وهم إذ يتذكرون طرق التعليم القديمة لا يجدون مجالأً للمقارنة بين الأمس والحاضر في هذا المجال.
كما يؤكد الطلبة ومعلموهم أيضاً قدرتهم على استخدام السبورة التفاعلية بموهبة تؤكد ذكاءهم وقدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا بشكل قد يفاجئ الكثيرين ممن يحملون المفاهيم الخاطئة عن هذه الفئة من المجتمع.. وبالتأكيد هم بحاجة إلى تغيير هذه المفاهيم واستبدالها بالمعلومات الصحيحة لأن المجتمع لا يتقدم ولايتطور إلا بجهود الجميع.