- البرنامج التدريبي قدمه فواز الدخيل ولولوة العبد الله من السعودية والإعلامي محمد الحمري من البحرين
- التغطيات الإعلامية يجب أن تتجاوز شكل الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الحديث عن واقعهم ومختلف قضاياهم
- التغطيات الإيجابية لا تركز على أن الأشخاص ذوي الإعاقة ضحايا أو أبطال بل أشخاص مثابرون ولهم طموحات كغيرهم
هل تدرك السمكة أنها مبتلة بالماء؟!، هذا السؤال طرحه عالم الاتصال الكندي مارشال ماكلوهان (صاحب نظرية القرية العالمية)، والجواب طبعاً “لا”، فالسمكة لا تشعر بالماء إلا في حالة فقدان الماء أو غيابه!، ووسائل الإعلام أصبحت للبشر مثل الماء للسمك، فهي تحيط بنا من كل جانب، ومن الأهمية توظيفها اليومي وليس المناسباتي، لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة ومختلف قضاياهم.
وقد نظم مركز التدريب التابع للمؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين، برنامجاً تدريبياً، بعنوان: (تدريب الإعلاميين والأشخاص ذوي الإعاقة للتغطية الإعلامية عن الأشخاص ذوي الإعاقة)، خلال الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر 2018، وقدمها المدربون: فواز الدخيل ولولوة العبد الله من المملكة العربية السعودية، والإعلامي محمد الحمري من مملكة البحرين.
اتجاهات جديدة
الإعلامي محمد الحمري، أكد أهمية رسم صورة واقعية عن ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام بعيداً عن الصور النمطية السلبية التي تصورهم أنهم ضحايا أو مغلوبون على أمرهم، وكذلك بعيداً عن تصويرهم بأنهم أبطال!
وطالب بأن تتجاوز التغطيات الإعلامية صورة الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم، إلى الحديث عن واقعهم من أجل تعزيز دمجهم ومساواتهم بكافة شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن واقعهم يتراوح بين التهميش والعزلة حيث معاهد وأماكن خاصة بهم وبين الدمج والشمل حيث تناسب البيئة جميع أفراد المجتمع.
وأكد أن تكوين اتجاهات إيجابية لدى الإعلاميين عن الأشخاص ذوي الإعاقة تؤثر بالإيجاب على واقعهم، وتدفعهم للتغطيات الحيوية والموضوعية، وليس التغطيات المحدودة وفي بعض المناسبات فقط، كما تدفعهم للموازنة بين التغطيات المتعلقة بالوقاية وبين التغطيات التي تتناول الصحة والتعليم والأسرة والزواج.. إلخ، حيث تشير الدراسات إلى أن الاهتمام الإعلامي بقضايا الإعاقة ما زال ينصب على قضايا الوقاية من الإعاقة والرعاية دون غيرها من القضايا الاجتماعية والأسرية والصحية والتعليمية الأخرى.
التغطية الإيجابية
بدورها، دعت الإعلامية السعودية لولوة العبدلله إلى ضرورة عدم التركيز على الكرسي المتحرك أو نوع الإعاقة، أو الأحداث المؤلمة في حياته، والحديث عوضاً عن ذلك عن هذا الشخص؛ عن إنجازاته وقدراته وطموحاته.
وتناولت شروط التغطيات الإعلامية الإيجابية، ومنها: التوعية بالعوائق التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، التركيز على الشخص وقدراته وليس إعاقته، والسماح لهم بالحديث عن أنفسهم، وعدم التركيز على كونهم ضحايا أو أبطال بل أشخاص مثابرون ولهم طموحات مثل غيرهم، وإبراز السياسات والقوانين التي تمكنهم من سهولة الوصول والمساواة والمشاركة في المجتمع، والحديث عن التعليم والمهارات.
سوسيولوجيا الإعلام
من جهته تناول المدرب فواز الدخيل، سوسيولوجيا الإعلام، أو التأثيرات الاجتماعية للإعلام، مؤكداً أننا مثل السمكة في البحر لا تشعر أنها مبتلة لأن كل بيئتها من الماء، والإعلام بالنسبة إلينا هو الماء الذي نعيش فيه وبالتالي لابد من توظيفه لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياهم بطريقة إيجابية.
وتناول الدخيل بالتفصيل عن المادة الثامنة من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكيف يمكن توظيفها إعلامياً لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتنص المادة (8) على التالي:
- تتعهد الدول الأطراف باعتماد تدابير فورية وفعالة وملائمة من أجل:
- إذكاء الوعي في المجتمع بأسره بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك على مستوى الأسرة، وتعزيز احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم؛
- مكافحة القوالب النمطية وأشكال التحيز والممارسات الضارة المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، بما فيها تلك القائمة على الجنس والسن، في جميع مجالات الحياة؛
- تعزيز الوعي بقدرات وإسهامات الأشخاص ذوي الإعاقة.
- وتشمل التدابير الرامية إلى تحقيق ذلك ما يلي:
(أ) بدء ومتابعة تنظيم حملات فعالة للتوعية العامة تهدف إلى:
- تعزيز تقبل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛
- نشر تصورات إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ووعي اجتماعي أعمق بهم؛
- تشجيع الاعتراف بمهارات وكفاءات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وإسهاماتهم في مكان العمل وسوق العمل؛
(ب) تعزيز تبني موقف يتسم باحترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مستويات نظام التعليم، بما
في ذلك لدى جميع الأطفال منذ حداثة سنهم؛
(ج) تشجيع جميع أجهزة وسائل الإعلام على عرض صورة للأشخاص ذوي الإعاقة تتفق والغرض من
هذه الاتفاقية؛
(د) تشجيع تنظيم برامج تدريبية للتوعية بالأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم.