تماشياً مع شعار اليوم العالمي للتوحد (نحو الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير) نظم مركز الشارقة للتوحد حملة توعوية بدأت الثلاثاء 4 أبريل 2017 واستمرت حتى 12 أبريل 2017 وتضمنت عدداً من الدورات وورش العمل والفعاليات بهدف تفعيل دور الأسر والمجتمع في تقديم الخدمات والبرامج للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وصولأً بهم إلى أقصى قدر من الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير انطلاقاً من إيمان المركز بالتوجه العالمي والسياسات التي يجري العمل على تنفيذها فيما يتصل بالوصاية والسبل المتاحة أمامهم.
الأستاذ هيثم الحياري مدير المركز التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أوضح أن اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة تعترف بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في الاستقلالية الشخصية، وقد أبرزت الاتفاقية حقهم في التمتع (بأهلية قانونية على قدم المساواة مع آخرين في جميع مناحي الحياة) وبناء عليه يبذل المركز أقصى جهده لإيصال هذه الرسالة وعدم الاكتفاء بالجانب النظري منها بل قرنه بالجانب الفعلي على الدوام.
وأوضح أن الدراسات الحديثة تؤكد أن تفعيل دور الأسرة والمجتمع في هذا المجال يساهم كثيراً في تحقيق الاستقلالية الذاتية لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ويمكنهم من امتلاك مهارات تقرير المصير وحق الاختيار دون أن يكون هنالك أي إجبار أو ضغط عليه.
وأشار الحياري إلى ريادة 15 عاماً هي عمر المركز الذي تأسس سنة 2002 في تقديم الخدمات والبرامج على يد أمهر الاختصاصيين وكان في مقدمة أولوياته تعزيز استقلالية الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم بالإضافة إلى تحسين جودة حياتهم.
مدير مركز الشارقة للتوحد ربط احتفالية المركز الحالية مع عام الخير الذي تحتفي به دولة الإمارات العربية المتحدة طوال هذه السنة فأكد أن اهتمام المركز بالعمل التطوعي والتوعية المجتمعية بلغا مستوى رفيعاً وعلى سبيل المثال لا الحصر قام فريق متطوع من المركز بزيارة العديد من المدارس بهدف الفحص والتوعية بعرض التوحد.
وكان متحف الشارقة للآثار قد شهد (الثلاثاء 4 أبريل 2017) وفي إطار الحملة افتتاح المعرض الفني الخاص بلوحات طلاب المركز التي رسموها مستخدمين الخيط والتنقيط وسط حضور من مسؤولي إدارة متاحف الشارقة وأعضاء أبرشية الشارقة ـ دبي بالإضافة إلى أولياء الأمور ومسؤولي وموظفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
كما تم تنظيم ورشة تفاعلية شارك فيها الحضور وطلاب المركز من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في الرسم بالخيط.
مجموعة من المحاضرات والدورات نظمها المركز خلال الحملة لاقت إقبالاً وتفاعلاً إيجابياً من أولياء الأمور والاختصاصيين نظراً لارتباطها الوثيق بالشعار وتأكيدها على الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير، من أهمها (الثلاثاء 4 أبريل 2017) محاضرة البروفيسور إبراهيم العثمان من قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية) حول البرامج العلاجية الموجهة لذوي اضطراب طيف التوحد والتي تحدث فيها عن أهم الطرق والأساليب الواجب اتباعها لدى تدريبهم والتعامل معهم.
كذلك أشرف الدكتور هشام العمراني من مجموعة العمراني الاستشارية في اليوم نفسه على جلسة تفاعلية حول التنمية الذاتية، وفي اليوم الذي تلاه حاضرت المهندسة إيمان حسن حول مشاكل التوتر النفسي، وقدم الدكتور ياسر بن محمود الفهد (والد شاب من ذوي اضطراب طيف التوحد) محاضرة عن السلوك العدواني لدى ذوي اضطراب طيف التوحد، تلتها في اليوم الثاني محاضرة عن المشاكل الجنسية لدى ذوي اضطراب طيف التوحد.
البطولة الرياضية الثانية
اختتمت (الأربعاء 12 أبريل 2017) الحملة التوعوية التي نظمها مركز الشارقة للتوحد حيث استضاف نادي الثقة للمعاقين البطولة التي شارك فيها 140 طالباً وطالبة من مختلف أقسام وفروع المدينة ومركز دبي لرعاية وتـأهيل ذوي الإعاقة، مركز الإمارات للتوحد، مركز أولادنا للتعليم والتأهيل، مركز الرواد لذوي الإعاقة، نادي الذيد الرياضي الثقافي، أبرشية الشارقة بالإضافة إلى عدد من المتطوعين والمهتمين.
الأستاذ هيثم الحياري مدير مركز الشارقة للتوحد أكد أن تنظيم بطولة رياضية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يصب مباشرة في الهدف الرئيس للحملة ويساندهم في تحقيق الاستقلالية وامتلاك المهارات الأساسية لتقرير المصير بالإضافة إلى توعية المجتمع وتعريفه بما يمتلكه الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد من مهارات وقدرات.
وأضاف: الرياضة تساعد على تطوير المجالات النمائية من تواصل وتفاعل اجتماعي لهذا يحرص المركز على أن تكون نشاطاً رئيسياً من أنشطته التي يقدمها لطلابه كتدريبهم على السباحة وركوب الخيل وشد الحبل وغيرها من الرياضات التي لا يعتبرها اختصاصيو المركز وسيلة لتعزيز صحة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وترفيههم فقط بل وسيلة أساسية من وسائل تعليمهم وتطوير مهاراتهم المعرفية تطبيقاً للنهج الذي تسير عليه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويضع تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة في مقدمة الأولويات.
وأوضح الحياري أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كانت ولا زالت سباقة في تقديم الخدمات التخصصية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم على يد أفضل الخبرات والتشبيك مع العاملين في هذا المجال على المستويين العربي والخليجي من خلال الرابطة الخليجية للتوحد والشبكة العربية للتوحد تطبيقاً لتوجيهات سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي تؤكد دائماً أن المستجدات في ميدان التوحد كثيرة ولابد من مواكبتها بالتدريب والعمل المتواصلين.
تضمنت مسابقات البطولة الجري ورمي الجلة والتلي ماتش بالإضافة إلى عروض في التايكوندو قدمها أبطال نادي الشارقة الرياضي وسط حضور جماهيري كبير ألهب المدرجات حماساً وتشجيعاً للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وهم يتنافسون بمحبة للحصول على المراتب الأولى.
مدير مركز الرواد لذوي الإعاقة أمجد الطواهية أشاد بتنظيم مركز الشارقة للتوحد للبطولة وحرصه على مشاركة أطفال مختلف المراكز العاملة مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في هذه المسابقات مؤكداً أن البعد التعليمي لها لا يقل البتة عن البعد الرياضي والترويحي وكل ذلك يساهم دون شك في تنمية المهارات لدى الطلبة ويساعدهم على تحقيق استقلالهم الذاتي وتحديد الخيارات الملائمة لهم.
من جانبه قال وليد الحلو مدرب الرياضة في مركز الإمارات للتوحد: (بطولة أكثر من ناجحة وقد تم تحقيق أهدافها التعليمية والتوعوية بنجاح) متمنياً للمدينة ومركز الشارقة للتوحد دوام التوفيق والنجاح.
وفي ختام البطولة تم تسليم دروع وشهادات التقدير والمشاركة كما تم تقليد الأبطال الفائزين بالميداليات الملونة.
جدير بالذكر أن هذه البطولة الهامة تأتي في الوقت الذي تستعد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتنظيم ملتقى المنال (الإعاقة والإعلام الرياضي) في الـ 15 من مايو 2017 لتسلط من خلاله الضوء على رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعاطي وسائل الإعلام معها مع الحرص على استضافة أبطال حقيقيين من الأشخاص ذوي الإعاقة ليتحدثوا بصراحة عن إنجازاتهم والتحديات التي تواجههم بالإضافة إلى استضافة قيادات على أعلى المستويات ليستمعوا بشكل مباشر إلى مطالب الاشخاص ذوي الإعاقة فيما يخص الإعلام الرياضي ويعملوا جاهدين على تحقيقها وإحداث النقلة الضرورية في الإعلام الرياضي بما يلبي مستقبلاً التطلعات ويقدم صورة صادقة لا مبالغة ولا تبخيس فيها.