إعداد اختصاصي السمعيات في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، مروة عبد الفتاح ماضي
تعد الصحة السمعية والتي يقصد بها مجموعة الممارسات والإجراءات التي تهدف إلى الحفاظ على سلامة الأذن والوقاية من فقدان السمع، من الإجراءات المهمة التي نحرص على تعلمها وتعليمها للأسر ومقدمي الرعاية نظراً للأهمية الكبيرة لدور الوقاية والتدخل المبكر في التخفيف من آثار فقدان السمع، حيث تشمل هذه الإجراءات على الفحوصات الدورية، الدورات التوعوية، والعلاج المبكر لأي مشكلة واضطراب سمعي.
اقرا ايضا: من أجل عودة سليمة إلى المدرسة …. نصائح اختصاصي السمعيات
يعد فقدان السمع ـ والذي يمكن وصفه بالانخفاض الجزئي أو الكلي في القدرة على سماع الأصوات ويمكن أن يكون مؤقتاً أو دائماً وقد يؤثر على أذن واحدة أو على كليهما ويختلف في شدته من بسيط إلى شديد جداً ـ ، من أبرز المشاكل التي قد تصيب الفئات المجتمعية كافة، ولكن يُعدُّ حديثو الولادة الذين يعانون من مشاكل صحية أو ينتمون إلى تاريخ عائلي ذي صلةٍ بفقدان السمع ، بالإضافة الى الأطفال الأكبر عمراً نتيجة تعرضهم لالتهابات متكررة أو عوامل وراثية ، من أكثر الفئات المعرضة لذلك بالإضافة الى كبار السن نتيجة التقدم في العمر، والعاملين في بيئات صاخبة مثل المصانع والمطارات وفئة الشباب من الذين يستخدمون سماعات الأذن بشكل خاطئ.
من أبرز علامات فقدان السمع عند الأطفال، التأخر في الكلام بالإضافة إلى طلب أو تكرار الكلام باستمرار، أيضاً يُعدّ رفع صوت الأجهزة الإلكترونية بشكل أعلى من الطبيعي وعدم الاستجابة للأصوات أو المناداة وصعوبة متابعة المحادثات خصوصاً في الأماكن المزدحمة من العلامات المشتركة لكافة الفئات العمرية.
وكما ذكرنا سابقاً فإن التهابات الأذن المتكررة هي من أبرز مسببات أمراض السمع غير الوراثية بالإضافة إلى التعرض للضجيج العالي واستخدام الأدوية بدون إشراف طبي وإصابات الرأس، حيث تؤثر التهابات الأذن المتكررة على سمع الطفل من خلال تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، مما يضعف نقل الصوت ويؤثر مؤقتاً أو دائماً على مستوى السمع، وبالتالي يؤثر على تطور اللغة والكلام لعدم وضوح المدخل السمعي.
يمكن الوقاية من هذه العوامل من خلال تجنبها وتخفيف أضرارها فينصح دائماً بالاستماع إلى الموسيقى لفترات قصيرة وبمستوى منخفض وتجنب الصوت العالي لفترات طويلة، وعدم إهمال علاج التهابات الأذن والالتزام باستخدام الأدوية الموصوفة من خلال الطبيب المختص وعدم تكرارها دون حاجة، بالإضافة إلى عدم استخدام أدوات حادة أو أعواد التنظيف الخاصة بالأذن، وينصح دائماً بإجراء الفحص السمعي الدوري بشكل سنوي أو عند الشعور بتغير في مستوى السمع.
أخيراً وليس آخراً، لا يمكن تجنب جميع مسببات فقدان السمع ولكن يمكن اكتشافها، ومن طرق الاكتشاف هذه، فحص السمع لحديثي الولادة حيث يساعد في اكتشاف فقدان السمع في وقت مبكر مما يسمح بالتدخل المباشر والعلاج قبل أن يؤثر ذلك على تطور الكلام واللغة والمعرفة لدى الطفل.
وعلى الأسرة والمجتمع تقديم الدعم النفسي والعاطفي والتقبل للأطفال والأشخاص فاقدي السمع من خلال توفير بيئة محفزة للتواصل والتعاون مع المعالجين والمختصين وتعزيز الدمج في المجتمع والتعليم وهي من الأمور الأساسية في التطور والنجاح.
























