بقلم د. سهير عبد الحفيظ
كادت تنهار بعد أربعة عشر عاماً من اكتشاف ضعف سمع ابنها الأكبر ثم شقيقه ، تجوب الدروب تتلمّس معلومة أو نصيحة وهي المقيمة في وسط دلتا مصر ، كان استخدام الكمبيوتر والإنترنت نقلة نوعية في حياتها ، انفتحت على العالم وبدأت تستفسر وتبحث وتكتب لتلتقي بأشخاص وشخصيات كانوا نيلاً يروي معارفها ومعلوماتها ، وتعرّفت على “المنال” وأرسلت بريداً لرئيسة التحرير ليأتيها الرد في ذات اللحظة.. مرحباً بالأم وحروفها.
اقرا ايضا: دور الأسرة والمجتمع والإعلام في تعزيز مواهب وإمكانات الأشخاص ذوي الإعاقة
فتحت “المنال” صفحاتها لكلمات الأم ، وقبل الصفحات كان قلب رئيسة التحرير يحتوي المشاعر ويتفهم ما بين الحروف ليسمح لكلمات الأم أن تفيض .
واليوم تمضي “المنال” مستمرة رائدة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم على مدار ما يقرب من أربعة عقود كانت خلالها منارة معرفية وثقافية، ومنبراً إعلامياً متخصصاً يسهم بفاعلية في رفع الوعي بقضايا الإعاقة، وتقديم الدعم والمساندة للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، وتعزيز حقوقهم ودمجهم في مختلف مناحي الحياة.

وتدخل “المنال” عامها التاسع والثلاثين من عمرها الريادي في نشر الوعي المجتمعي حول قضايا الإعاقة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز ثقافة الدمج والاحترام، ودعم وإبراز المواهب الأدبية والفنية للأشخاص ذوي الإعاقة، ونشر إبداعاتهم، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في الحراك الثقافي والمجتمعي ؛ فمثلاً كان مشروع تخرج ابني أحمد في بكالوريوس الفنون التطبيقية عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وأتيحت له كل الإمكانات ومجالات التصوير وفتحت له المدينة والمنال قلبيهما قبل الإمكانات ليحصل مشروعه على تقدير ممتاز .
في عام “منالنا” التاسع والثلاثين أعلن فخري ككاتبة كانت “المنال” أوّل من احتضن حروفها ، وأجدِّد عهدي كمتطوعة تحت قيادة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، رئيس تحرير مجلة المنال الإلكترونية، وفريق عملها المتميز، وأسعد بمناصرتي لمجلة المنال، صوت الأشخاص ذوي الإعاقة، وشريكهم في تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، والمساهم الفاعل في بناء مجتمع دامج وحياة كريمة .
كل عام و”المنال” وأسرتها من كتَّابٍ وقرَّاءٍ ومتطوعين بكلّ الخير والعطاء والسلام .