بقلم رنا ياسين
نعم … نعم عزيزتي الأنثى هذا ما قصدته، وهو ما أحسستِ به الآن! ما أن تقع عيناكِ – كأنثى – على عبارة ” تفعيل الطاقة الأنثوية “ما أن ازدادَ هرمون الأدرينالين لديكِ، وتحرك شيئٌ ما بداخلك ، حيث تسارع النبض، وتوهجت الحواس ، كأن شرارات خفية تمر عبر جسدك فتوقظه من سباته. تتحفزين، تتأهبين، كأن العالم بأسره يناديكِ لخوض ثورةٍ عارمة ، وعلى أتم الاستعداد لخوضها الآن ، دون حتى التفكير في نتائجها.
لكن، وفي جزءٍ من الثانية، عند قراءتك لعبارة ” مستوى صفر ” سقط هذا الاندفاع إلى حالة سكون، لحظة صمت ودهشة، كيف يمكن لمقالٍ أن يبدأ بشحن هذه الطاقة، ثم يطفئها بضغطة زر؟
ما عليكِ إلا أن تحضّري فنجان قهوتك، استرخي، واستعدي لرحلتك التالية معنا ، فالسرُ يكمن هنا!
الكتابة للمرأة بشكل عام حالة خاصة، تحتاج إلى حنكة ومهارة بالغتين، وكذلك إلى بساطة وصدق شديدين! ،وتعتبر كتابة السهل الممتنع ، التي لا يشد الرحال إلى دنياها إلا كاتب أرتقى الصعب وعليه أن يتحمل نتائج تجربته.
في الآونة الأخيرة ، وفي زمن برامج التواصل الاجتماعي ” السوشيال ميديا ” سمعنا، وشاهدنا آلاف “الفيديوهات” التي تعدكِ بأن تصبحي ” أنثى ألفا “، وكيف تصبحين “أنثى مغناطيسية ” ، وطريقة تفعيل ” المجريات الكونية للمستويات الأنثوية، و.. و.. ” هل أصبحت الأنوثة مشروعاً للترقية” ؟، هل طاقتنا باتت مادة قابلة للضغط، للرفع، للتفعيل على طريقة الأجهزة الذكية ؟ هل نحن في سباق مستمر مع ذواتنا لنثبت أننا أناث بما يكفي؟
بين صوت يقول ” افعلي ” وآخر يهمس ” استسلمي “، تتأرجح المرأة المعاصرة بين نداءات متضادة فتنسى أحياناً أنها تملك المفتاح .
هذا المقال ليس درساً جديداً في أسرار الطاقة الأنثوية، بل هو دعوة للعودة، عودة إلى الأصل، عودة إلى مرحلة الهدوء النسبي ، إلى الطاقة الأنثوية الحقيقية التي تُستدعى حين تكون النفس في “سلام ” .
عزيزتي الأنثى، أنتِ لا تحتاجين أن تكوني مُستنفرة دائماً بل ” حاضرة ” ، ولا تحتاجين أن تكوني مبهرة طوال الوقت بل “متصالحة ” .
نحن النساء ، لم نخلق لنكون في حالة تشغيل دائمة، لسنا آلات تعمل بلا انقطاع ، ولا قنوات تستجيب لكل إشارة، الأنثى جوهرها الحقيقي هو ” التوازن “، هي القادرة على أن تثور حين يلزم، وتهدأ حين يحين وقت الراحة .
نعم، نحن في زمن صفق العالم فيه لصاخبي الأصوات وكثيري الحركة ولكن، عندما تختار الأنثى أن تهدأ، أن تتوقف، أن تعيد شحن ذاتها، فهذه هي الثورة الحقيقية “!
كوني كما أنتِ، لا كما يريدونكِ ، لا تسمحي للعالم الخارجي أن يُبدّد ملامحك الحقيقية، ولا تجهدي نفسك في ملاحقة المقارنات ولا تستهلكي طاقتك في التفكير السلبي، ابتعدي عن الضوضاء وضجيج “السوشال ميديا” ، وقرري أن تعيشي لنفسك لا لما يراه الناس مناسباً لك .
أخيراً وليس آخراً ” أنت كامرأةٍ كاملة، تأكدي أن وجودكِ وحده يحدث فرقاً، العالم يحتاجك كما أنتِ فأنتِ القيمة ، وأنتِ الرسالة، وأنتِ الحياة “
























