إعداد : هشام محمد كتامي
Hichamkouatmi@schs.sharjah.ae
وُلدت الناشطة الاجتماعية وصانعة المحتوى الإماراتية، ذات الأربعة وعشرين ربيعاً شيخة المنصوري، وهي أول خريجة إماراتية في جامعة زايد من ذوي الإعاقة البصرية “تخصص تربية طفولة مبكرة” كفيفة البصر. لكن إعاقتها لم تمنعها من مواجهة التحديات والعقبات التي واجهتها لتحولها إلى قصة نجاح ملهمة لأقرانها من ذوي الإعاقة البصرية تحديداً أو الإعاقة بشكل عام مانحة إياهم الأمل والقدرة على العطاء والإبداع وخدمة المجتمع والوطن والذات والأخرين . من خلال التسلح والإيمان برسالتها أن الشخص من ذوي الإعاقة البصرية إنسان يستطيع أن يكون منتجاً، لكنه يحتاج فقط إلى فرصة ليتمكن من العمل والإنتاج وممارسة الحياة بشكل طبيعي حاله حال أقرانه من غير ذوي الإعاقة.
ولإيصال رسالتها، سخرت شيخة كل طاقاتها وقدراتها لتوعية المجتمع بأساليب التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، من خلال ورش عمل ومحاضرات، إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة لتعميم ونقل خبراتها وتجاربها الحياتية التي تسهم في تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على العيش بشكل طبيعي ومواصلة الحياة كعنصر منتج وفعال في المجتمع..
وتسرد شيخة قصتها في مقابلةٍ مع السيدة منى البدوي قائلة: ولدت قبل أن أكمل الشهر التاسع، وقدّر الله أن أتضرر من الأشعة الصادرة عن جهاز «الخدج» لأصاب بعدها بكف البصر، وهو ما قابلته بالرضا بقضاء الله وقدره والإصرار على العيش بشكل طبيعي وتحقيق الآمال والطموحات، وبالفعل درست وتخرّجت هذا العام لأكون أول كفيفة تتخرج في جامعة زايد بتخصص تربية طفولة مبكرة “
وأوضحت أنها تقوم بتنظيم ورش خاصة للأطفال من ذوي الإعاقة البصرية حول كيفيّة الرسم والقراءات الخاصة، كما تنظم ورش عمل للكبار حول كيفية استخدام العصا البيضاء وقراءة الكتب وتقديم محاضرات تنقل لهم من خلالها تجربتها وقصة نجاحها.
كما تشارك جوانب من حياتها اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تطبيق “تيك توك”. وعللت ذلك أنه في ظل انتشار التكنولوجيا وتزايد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، قررت أن تقوم بصناعة محتوى هادف من خلال حساب شخصي غير ربحي على وسائل التواصل الاجتماعي، لتتمكن من الوصول إلى أكبر شريحة، بما يسهم في توصيل رسائلها الهادفة وتجاربها الناجحة في مواجهة التحديات وأيضاً تقديم محتوى هادف.
وأضافت: أصور من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، حياتي العادية التي أعيشها بسهولة بالرغم من الإعاقة البصرية، ويسعدني تفاعل أفراد المجتمع من خلال طرح تساؤلات حول الصعوبات التي أواجهها في الحياة وكيفية التغلب عليها، كما يسعدني اهتمام أمهات الأطفال ذوي الإعاقة البصرية بأساليب التعامل مع الأطفال وكيفية تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وهو ما جعلني أشعر بأهمية ما أقدمه من خدمة للمجتمع ويجب أن أحرص على تطويره ومواصلته.
وأشارت إلى أنها تقوم بتصوير المواقع الترفيهية والسياحية في الدولة، كي يتسنّى لجميع أفراد المجتمع أن يشاهدوا تلك المواقع ببصيرة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وإحساسهم، وأيضاً تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على الترفيه عن أنفسهم لبث روح التفاؤل والسعادة في النفس.
كما وجهت كلمة عبرت فيها عن طموحها بالحصول على فرصة عمل تمكّنها من تعليم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية بطريقة «برايل» في مرحلة رياض الأطفال مع وجود معلم مساعد.
المراجع
- العين : منى البدوي
- موقع CNN بالعربية
فيديو مسجل عبر قناة اليوتيوب
.