تندرج العديد من الفعاليات ضمن البحث التربوي educational research منها المشاريع التي تستقصي التغيرات أو التطورات التربوية التي يتم التخطيط لها لتحديد أنجع السبل للمضي قدماً. وتتضمن مشاريع التنمية في العادة دراسات تجريبية محدودة لمداخلة تربوية على سبيل المثال يتم القيام بها للتوصل إلى أفضل الطرق لإنجاز الإصلاحات الكبيرة.
وتركز المشاريع الأخرى على مراجعة أو تقييم الفعاليات التربوية الجارية أو التغيير الذي يطرأ على المناهج. وربما تكون مثل هذه الفعاليات أو النشاطات ذات نطاق محدود أو مشاريع محلية مثل اقتراح طرق تدريس أو تعلّم مختلفة أو فعاليات سريرية جديدة أو تقييم المبادرات الوطنية الكبيرة مثل البرامج التدريبية أو الامتحانات الوطنية.
وتعتبر المراجعات النظامية للمؤلفات والكتابات المنشورة في حقل علمي ما فعالية بحثية تربوية أخرى حيث يمكن اعتبار تلك المراجعات جزءاً من البحث الجاري حول موضوع ما أو نشاطاً متفرداً بهدف ايصال المعلومات إلى جمهور معين، سيما وأن تلك الفعاليات تتعلق بما تم التوصل إليه من نتائج حول المنشورات المطبوعة.
في هذا الشأن يشير كل من بورداج Bordage وداوسن Dawson (2003) إلى أن (البحث التربوي يجري في الغالب في محيط واقعي ربما يحمل في طياته تهديدات لمصداقية الدراسة مثل فقدان عينة البحث من الأشخاص أو التحيز في الاختيار أو الأحداث التاريخية أو النضج). من هنا يختلف البحث التربوي عن غيره من أنواع البحث الأخرى المألوفة مثل البحث السريري أو البحث المختبري.
مع ذلك يستمد مثل هذا النمط من البحث مادته من نماذج بحثية ونظرية مختلفة من البحث العلمي مثلما يستفيد كثيراً من العلوم الاجتماعية فيما يتعلق بالمنهج وطرق البحث وتحليل النتائج وتقييمها وربما ينطوي أيضا على تحول في الرؤية من السعي للبحث عن (الوقائع) الدامغة و(الحقائق) الشاملة إلى طرح فهم عميق جديد ولإقرار النزعة الذاتية التي تميز الباحثين وتأثير العملية البحثية ذاتها على عينة البحث من الأشخاص والنتائج ومدى فعالية عينة البحث المذكورة.
على أن مثل هذا الأمر لن يجعل من البحث التربوي والطرق التي ينتهجها أقل رصانة أو صدقية من بحوث العلوم الطبيعية فهو ربما يدفع الباحثين لانتهاج توجهات مختلفة والاستعانة بحقل معرفي مختلف وإبداء اهتمام خاص بخطة الدراسة فضلاً عن مراعاة المتغيرات المربكة أحياناً.
المصدر: هنا