في إطار حرصها على توعية أبناء المجتمع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتسليط الضوء عليها واقتراح الحلول الملائمة تواصل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الاستعداد لتنظيم مؤتمر (5% ضمن نطاق التردد) يومي 17 و18 أبريل 2018 المقرر إقامته في منتجع الراديسون بلو بالشارقة بمشاركة مميزة لاختصاصيين في الإعاقة السمعية وأولياء أمور ومتحدثين وعاملين في المجال من داخل وخارج الدولة.
الاستاذ وائل سمير خبير ومترجم لغة الإشارة في مدرسة الأمل للصم تحدث عن أهمية لغة الإشارة بالنسبة للأشخاص الصم والمجتمع عموماً مؤكداً أنه من الضروري أن يتقن أبناء المجتمع لغة الإشارة أو أساسياتها ليسهموا في دمج الأشخاص الصم وتعزيز قدرتهم على التواصل والتعبير عن حاجاتهم ومشاعرهم.
وعن أبرز هذه الأساسيات عند مخاطبة الشخص الأصم أوضح سمير أنه لابد من مقابلة الشخص الأصم وجهاً لوجه والتأكد من أن يدي محدثه أمامه، مع الانتباه إلى أن الأصم ينظر إلى شفاه الشخص الذي يتحاور معه لذلك يجب استعمال اليدين مع الكلام في الوقت نفسه.
وقال: عند مخاطبة الشخص الصم لا بد من تجنب إمساك يديه أو مقاطعته وهو يتحدث من خلال التلويح أمام وجهه وفي هذه الحالة يفضل دائماً أن يتم التربيت على كتفه لجذب انتباهه مع مراعاة عدم التصنع أثناء الحديث معه والحفاظ على جو من الألفة والمرح.
وأوضح سمير أهمية استخدام تعابير الوجه واليدين والشفاه بشكل طبيعي خلال محادثة الشخص الأصم وبدون مبالغة خصوصاً أن البعض يعتقد أن الشخص الأصم له القدرة على قراءة الشفاه بشكل أفضل في حالة فتح الفم بشكل واسع أو التحدث ببطء وهذا غير صحيح كما أنه من الواجب على المتحدث ألا يغطي فمه بيديه ولكن من الأفضل وضع اليدين أعلى الصدر بحيث يستطيع الشخص الأصم النظر إلى اليدين والشفاه في الوقت نفسه.
وأشار خبير لغة الإشارة إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار اختلاف مستويات الذكاء بين الاشخاص الصم لذا لا بد من معرفة قدرات الشخص الذي يخاطبه المتحدث واستخدام الجمل القصيرة والمكثفة للتعبير وبما أن المحادثة إحدى وسائل الحصول على المعلومات فلا يجب أن يتردد المتحدث مع الشخص الأصم في أن يطلب منه الإبطاء أو الإعادة عندما لا تصل الفكرة إليه دون محاولة التكهن بمعنى الإشارات التي يجهلها بل عليه أن يستفسرعن معاني الإشارات الجديدة كي يعطي الشخص الأصم الانطباع عن مدى اهتمامه بلغة الإشارة.
وأكد وائل سمير على أهمية ألا يخجل المتحدث مع الشخص الأصم من مخاطبته بلغة الإشارة في الاماكن العامة لأن الشخص الأصم سوف يقدر ذلك ويخلق بينهما مودة وعليه أن يتذكر أن لكل كلمة إشارة لا بد من استخدامها بالشكل الصحيح بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى حوار مفهوم باستخدام إشارات مختلفة وتهجئة الكلمة أو كتابتها أو رسمها إن كان ذلك بالإمكان.
جدير بالذكر أن الاستاذ وائل سمير حاز على لقب خبير ومترجم لغة الإشارة للصم من الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم وهو اللقب الذي لا يتم منحه للمترجم إلا بعد العمل لمدة عشر سنوات على الأقل مع الصم، بالإضافة إلى تمكنه التام من لغة الإشارة وهذان الشرطان متوفران لدى الأستاذ وائل سمير الذي قاربت سنوات عمله في الميدان العشرين سنة سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو جمهورية مصر العربية.