وجدت دراسة جديدة، أن الرجال الذين يبقون عاطلين عن العمل لفترة طويلة، قد يشيخون بشكل أسرع، وذكر موقع (هلث داي نيوز) العلمي الأميركي، أن الباحثين بجامعة (امبريال كوليدج) في لندن، وجدوا أن الرجال الذين يبقون من دون عمل لفترة طويلة يشيخون أسرع، وهذا يبرز في حمضهم النووي.
ويقول الباحثون إن (التيلوميرات) وهي تشكيلات حيوية موجودة على أطراف الكروموسومات، تقصر عند هؤلاء الرجال، ومن المعروف أن قصر التيلوميرات يشير إلى الشيخوخة.
وتقول الباحثة المسؤولة عن الدراسة، جيسيكا بوكستون، إن (التيلوميرات الأقصر ترتبط بزيادة خطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب، والنوع الثاني من السكري)، وأضافت: (يبدو أن البطالة طويلة الأمد هي أحدث مثال على تجربة الحياة المجهدة التي قد تؤدي إلى تغييرات دائمة في الحمض النووي للخلية).
وفحصت بوكستون وزملاؤها الحمض النووي لما يزيد على 5600 رجل وامرأة ولدوا في فنلندا عام 1966، وظهر أن الرجال الذين كانوا عاطلين عن العمل لمدة زادت عن سنتين كانوا أكثر عرضة لأن تكون التيلوميرات لديهم أقصر منها لدى العاملين.
أما الأشخاص الراضون عن نمط حياتهم فهم يتمتعون بصحة أفضل ويشيخون ببطء، ويعمرون طويلاً، مقارنة بالآخرين، حيث يقول العالم أندريه ستيبتو من كلية لندن الجامعية إن (المسنين الذين كانوا سعداء في حياتهم الماضية أكثر من أقرانهم، يشيخون ببطء ونادراً ما يعانون من مشاكل صحية. أي أنهم نادراً ما يصبحون أشخاصاً معاقين أو غير قادرين على تبديل ملابسهم أو الاستحمام بمفردهم وما شابه ذلك).
وقد توصل ستيبتو وفريقه العلمي إلى هذه الاستنتاجات، بعد دراسة وتحليل لنتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 3 آلاف مسن في بريطانيا حيث قُسّم العلماء المشاركين في الاستطلاع إلى ثلاث مجموعات حسب العمر 60 ـ 69 سنة و70 – 79 سنة و80 سنة وأكثر.
بعد ذلك درسوا ما ثبته كل منهم في الاستمارات التي وزعت عليهم خلال ثماني سنوات. هذه الاستمارات كانت جزءاً من برنامج (ايلسا ELSA) الخاص بدراسة عملية الشيخوخة والعوامل المؤثرة فيها. AFP Carl Court وبعد تحليل نتائج الاستطلاع وتحليل التغيرات الحاصلة في الحالة الصحية للمشاركين، اكتشف العلماء شيئاً مهماً، وهو أن المسنين الذين كان (مؤشر السعادة) عندهم مرتفعاً، بغض النظر عن وضعهم المادي، كانوا نادراً ما يعانون من مشاكل صحية.
ويقول ستيبتو بهذا الخصوص: (هذا لا يعني أن الأشخاص السعداء تكون صحتهم أفضل وأغنياء. لقد أثبتنا في دراسة سابقة أن المسنين السعداء لهم فرصة للبقاء على قيد الحياة 8 سنوات إضافية).