اولاً ـ المقدمة:
لقد ارتبطت خدمة الفرد منذ نشأتها بأساليب العلاج الطويل أو الممتد إلا أنه مع بداية الستينيات ظهر العديد من الدراسات والبحوث التي تنتقد الممارسة التقليدية لطريقة خدمة الفرد مثل دراسة فيشر عام 1973، ودراسة كاترين وود عام 1978م.
وكان نتيجة لهذه الانتقادات وغيرها ظهور كثير من الاتجاهات الحديثة التي تنادي بضرورة التدخل والاقتصاد في الوقت والجهد عند تقديم المساعدة من خلال جهود مهنة الخدمة الاجتماعية بصفة عامة وخدمة الفرد بصفة خاصة ولقد كان من أهم الاتجاهات التي ارتبطت بها الممارسة المعاصرة التطبيقات المتعلقة باستخدام العلاج القصير الذي يركز على إعطاء أو تقديم المساعدة خلال فترة زمنية قصيرة وعدد محدود من المقابلات. لذا فقد ظهر العديد الاتجاهات الحديثة في خدمة الفرد مثل نموذج التركيز على المهام الذي يعتبر نموذجاً للعلاج القصير ويصلح لتعامل مع العديد من المشكلات الحالية.
ويعتبر مرض أنيميا البحر المتوسط Thalassaemia من الأمراض الوراثية المزمنة التي تصيب الأطفال في مرحلة مبكرة. ويؤثر وجود طفل مصاب بمثل هذا المرض على جميع أفراد الأسرة وينتج عنه المزيد من المشكلات الاجتماعية والنفسية خاصة التي تتعلق باضطراب العلاقات الاجتماعية داخل النسق الأسري وخارجه.
وتسعى الدراسة إلى استخدام نموذج التركيز على المهام مع أسر الأطفال مرضى أنيميا البحر المتوسط بهدف تخفيف حدة اضطراب العلاقات الاجتماعية داخل هذه الأسر بما يحقق الأهداف التالية:
- الكشف عن طبيعة المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على الأداء الاجتماعي لهذه الأسر خاصة التي تتعلق باضطراب العلاقات الاجتماعية.
- إلقاء الضوء على الواقع الاجتماعي لهذه الأسر خاصة فيما يتعلق بأساليب الرعاية الأسرية وشبكة العلاقات الاجتماعية وأنماط الاتصالات الأسرية بعد إنجاب طفل مصاب بهذا المرض وطبيعة المهام الفردية أو الثنائية أو الأسرية المطلوب التركيز عليها لتقوية الأداء الأسري.
- التعرف على طبيعة العلاقة بين إصابة أحد الأطفال في الأسرة بمرض من الأمراض المزمنة مثل مرض أنيميا البحر المتوسط وبين اضطراب شبكة العلاقات الاجتماعية داخل هذه الأسرة.
ثانياً ـ مشكلة البحث:
تحددت مشكلة البحث في قضية رئيسية مؤداها: ما هي العلاقة بين ممارسة نموذج التركيز على المهام مع أسر الأطفال المرضى بأنيميا البحر المتوسط وبين التخفيف من حدة اضطرابات العلاقات الاجتماعية داخل هذه الأسر؟
ثالثاً ـ فروض الدراسة:
- لا توجد فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات حالات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس القبلي للمجموعتين على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- توجد فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات القياس البعدي لحالات المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- توجد فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات حالات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- لا توجد فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات حالات المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- توجد فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات فروق درجات حالات المجموعتين التجريبية والضابطة في اضطراب العلاقات الاجتماعية ويتجه التغاير لصالح المجموعة التجريبية.
رابعاً ـ عينة البحث:
تكونت عينة البحث من 20 أسرة تم اختيارها بطريقة غير احتمالية (عمدية) من بين 50 أسرة من أسر الأطفال المرضى بأنيميا البحر المتوسط المترددين على عيادة أمراض الدم بمستشفى الأطفال الجامعي أبو الريش وفقاً لمجموعة شروط محددة. قسّمت هذه العينة إلى مجموعتين عشوائيتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة قوام كل منها 10 أسر وقد استغرقت هذه الدراسة الفترة من اكتوبر 2001 وحتى ابريل 2002.
خامساً ـ أدوات الدراسة:
- السجلات والتقارير والملفات الطبية المتاحة بالمستشفى.
- المقابلات الفردية والمقابلات المشتركة.
- صحيفة بيانات (إعداد الباحث).
- مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية (إعداد الباحث).
سادساً ـ نتائج الدراسة:
- أظهرت نتائج الدراسة صحة الفرض القائل بعدم وجود فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات حالات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس القبلي للمجموعتين على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- أظهرت نتائج الدراسة صحة الفرض القائل بوجود فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات القياس البعدي لحالات المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية على مقياس العلاقات الاجتماعية.
- أظهرت نتائج الدراسة صحة الفرض القائل بوجود فروق معنوية دالة إحصائيا بين متوسطات درجات حالات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات درجات حالات المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي على مقياس اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق معنوية دالة احصائياً بين متوسطات فروق درجات حالات المجموعتين التجريبية والضابطة في اضطراب العلاقات الاجتماعية ويتجه التغاير لصالح المجموعة التجريبية.
وبذلك تم التوصل إلى نتيجة رئيسية مؤداها فعالية التدخل المهني بنموذج التركيز على المهام في تخفيف حدة اضطرابات العلاقات الاجتماعية لأسر الأطفال مرضى انيميا البحر المتوسط (عينة الدراسة).
دراسة مطبقة على مستشفي الأطفال الجامعي بالقاهرة (ابو الريش)
إعداد الباحث / عاطف مفتاح أحمد عبد الجواد
ضمن مقتضيات الحصول على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية تخصص (خدمة الفرد)
إشراف: د. عبد الناصر عوض أحمد جبل أستاذ خدمة الفرد المساعد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، د. عفاف راشد عبد الرحمن راشد مدرس بقسم خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان