تلعب البيئة الصفية دوراً مهما في عملية تعليم وتقدم الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد نظراً للخصائص التي ينفرد بها هؤلاء الأطفال من حيث عدم القدرة على التنظيم وضعف الذاكرة التتابعية أو المقدرة على ترتيب الأحداث، إذ أنهم يعتمدون على الذاكرة البصرية في التعلم والتدريب على المهارات، ومن الأشياء التي يعاني منها الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد عدم قدرته على التنبؤ بالأحداث ولا على الربط أو ترتيب الأحداث أو التسلسل، ولذلك فإنه من الضروري تنظيم البيئة وترتيبها وإثراءها بالمعينات البصرية والجداول وتنظيم المساحات في المكان بشكل يقلل من توتر الطفل وحدوث نوبات الغضب وظهور السلوكات غير المرغوب فيها، فالصور هي الدليل البصري والبديل للتواصل اللغوي وخصوصاً لو كان الطفل غير ناطق، وهي أيضاً تساعد في فهم الطفل للمطلوب منه وأن يتوقع ما سيحدث بعد وخصوصاً في المهارات التي لا يستوعبها الطفل ولا يتخيل ما سيحدث، مثلاً زيارة الطبيب أو عيادة الأسنان أو زيارة الحلاق، فالدلائل أو المعينات البصرية تعتبر في الصف مهمة جداً ليعرف الأنشطة المتوقعة منه وما سيفعل بالترتيب وبداية ونهاية كل نشاط بالصور.
إن البيئة المزدحمة تولد شعوراً بالقلق وعدم الطمأنينة لديهم وتؤدي إلى التعثر الدائم بالأشياء الملقاة، كما أن الفصول الدراسية التي تحيط بها عوامل تشتيته خارجية كالحركة والضوضاء وغيرها، تستهلك وقت المعلم والطفل في آن معاً، ولا نغفل أيضاً مستوى الأمان في البيئة الصفية بحيث توضع الأشياء التي قد يعبث بها الطفل في مكانها المناسب.
من المهم جداً هو ترتيب الأطفال في الصف بحيث يكونون متقاربين في أعمارهم وقدراتهم العقلية واللغوية والسلوكية والاجتماعية وأن تراعى النسبة العالمية المتعارف عليها وهي معلم ومعلم مساعد لكل أربعة تلاميذ، مع مراعاة الفروق الفردية في القدرات.
إن التنظيم البيئي هو استراتيجية مهمة في تشجيع التواصل في غرفة الصف لأنه لا يمكن للطالب أن يتعلم اللغة دون أن توفر بيئة يوجد فيها القليل من المعززات والكثير من الاهتمام، فمن أجل أن أشجع الطالب على استخدام اللغة يجب أن أرتب غرفة الصف بحيث يكون هناك نشاط ومواد تثير اهتمامه.
كما يجب أن يكون هناك مخطط ثابت للصف بحيث يراعي الأمور التالية التي تحدد ما يجب وما لا يجب تواجده في البيئة الدراسية المنظمة للطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد والتي نعتمد فيها على أسلوب التعليم المنظم Structured Teaching المعروف عالمياً كأسلوب رائد في تنظيم البيئات الصفية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
- أماكن للعمل الفردي أو الاستقلالي وأماكن للعمل الجماعي ومكان للاسترخاء وركن للعب الحر.
- حدود توضح المساحة المتاحة لكل ركن والأماكن المخصصة للأنشطة داخل الفصل، ويكون ذلك بوضع قطع الأثاث كفواصل أو حتى شريط أو علامات توضح ذلك.
- أماكن لوضع أدوات وحقائب الأطفال.
- جدول عام للفصل وجداول للأنشطة الخاصة بكل طفل حسب قدراته.
- جداول للتواصل وبطاقات مصورة توضح المهام المطلوبة.
- بطاقات توضح الأنظمة الصفية.
- أرفف على يمين ويسار الركن الفردي والأركان الاستقلالية توضع عليها الأنشطة الخاصة بكل طفل قبل البدء بها وبعد الانتهاء منها.
- رموز أو إشارات توضع على طاولة العمل الفردي والمستقل بشكل عمودي توضح طريقة الانتقال بالأنشطة من اليمين إلى اليسار.
- تهوية وإضاءة مناسبة.
- أجهزة تعليمية، كالتلفزيون والفيديو والمسجلات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة العرض، ويجب مراعاة ألا يقل جدول الحصص عن 28 ساعة أسبوعياً.
- ألوان الجدران غير مشتتة وينصح باستخدام الألوان الفاتحة مثل الأخضر الفاتح ودرجاته والأزرق الفاتح بدرجاته، ونبتعد عن الألوان الصارخة حتى لا ينزعج الطفل.
- أن يكون مكان الأثاث ثابتاً.
- يجب أن تكون أحجام وارتفاعات الكراسي والطاولات مناسبة لعمر الطفل وعمره وقدراته وعلى مستوى مناسب للتواصل البصري بين الطفل والمدرب أو الوسيلة التعليمية.
- الوسائل التي يعمل بها الطفل تكون مناسبة الحجم لعمره وتكون آمنة وليست حادة وألوانها واضحة حتى تشد انتباهه وتكون خاماتها مناسبة بحيث لا يتحسس منها الطفل.
ويجب تفادي وجود:
- مشتتات انتباه كالصور والأثاث والألعاب التي لا داعي لها.
- الأدوات الحادة والخطرة على الأطفال.
- ابواب متعددة ومنافذ يمكن الهروب من خلالها.
- زجاج مكشوف ومرايا قريبة من أماكن العمل تشتت الانتباه.
- معلم التربية الخاصة بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات ـ فرع الرملة
- عضو الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد
- حاصل على جائزة أفضل معلم تربية خاصة 2008 في دبي
- تمهيدي ماجستير الصحة النفسية جامعة طنطا