اهتمت حركة تعليم الموهوبين والمتفوقين بداية بتأمين الحاجات التربوية للمتفوقين ولم يكن هناك انتباه للحاجات الانفعالية والاجتماعية، وبشكل عام فإن معظم الدراسات القديمة كانت تشير إلى أن الطلبة الموهوبين والمتفوقين أكثر نضجاً واتزاناً من الناحية الانفعالية، وبعضها يشير إلى أن طبيعتهم تميل إلى العزلة الاجتماعية.
إلى جانب هذا كان هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة حول خصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين لأن حركة الاهتمام بالحاجات الانفعالية والاجتماعية بقيت بطيئة حتى أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم، فجاءت البحوث لتؤكد أن هناك نسباً لا يستهان بها من الطلبة الموهوبين والمتفوقين يتسربون من المدارس لتدني تحصيلهم.
لقد بدأ الاهتمام بالحاجات الإرشادية للطلبة الموهوبين والمتفوقين متأخراً بأكثر من ثلاثة عقود عن بداية الاهتمام بحاجاتهم التربوية والتعليمية ويعود الفضل بداية في إثارة الاهتمام بحاجاتهم التربوية والتعليمية والإرشادية للباحثة والمربية لينا هولينغويرت التي توصف بأنها الحاضنة والأم لحركة تعليم الطفل الموهوب والمتفوق في الولايات المتحدة الأمريكية فقد قدمت أدلة وشواهد على وجود حاجات اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين وعلى وجود فجوة بين مستوى النمو العقلي والعاطفي لديهم حيث يتقدم النمو العقلي بسرعة أكبر من النمو العاطفي وإن عدم التفهم وعدم إعطاء الفرص لهؤلاء الأطفال تجعل المجتمع مسؤولاً عن إهمال احتياجاتهم النفسية والانفعالية.
مبررات إرشاد الطلبة الموهوبين والمتفوقين
- أثبتت الدراسات وجود نسبة لا بأس بها من الموهوبين والمتفوقين بين الطلبة المتسربين من المدارس كما أكدت دراسات أخرى على أهمية توفير وتلبية الحاجات الخاصة للموهوبين الذين ينتمون للطبقات الوسطى والفقيرة والذين غالباً ما يفشلون في تنمية قدراتهم بسبب قلة الفرص والحوافز والمثيرات مما يقودنا إلى التفكير بأن إهمال فئة الأطفال الموهوبين وتجاهل احتياجاتهم ومتطلباتهم غالباً ما يؤدي إلى خسارة مزدوجة تتمثل في إلحاق الخسارة والضرر بالطفل نفسه نتيجة إنكار وتجاهل موهبته ونبوغه، وإلحاق الخسارة بالمجتمع وحرمانه من الإنجازات الجديدة والمفيدة التي تهدر دون استثمار فعال لمثل هذه القدرات المبدعة والمنتجة.
- يتمتع الأطفال الموهوبون بجملة من الخصائص العقلية والنفسية الشخصية وبالرغم من حسنات إدراكهم القوي وخصائصهم المتميزة إلا أننا لا نستطيع إغفال المتطلبات الخاصة الناجمة عن تلك الخصائص مما يبرز أهمية وجود نظام إرشادي كآمر أساسي لا غنى عنه لهذه الفئة من الطلبة.
- وجود حاجات اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين ومن هذه المتطلبات الوحدة والانعزال في بعض الأحيان، ميوله القيادية وإشكالية ذلك مع الآخرين إلخ..
- عدم كفاية المناهج الدراسية العادية وعدم الاستجابة للمناخ المدرسي الذي يغلب عليه طابع الفتور، وعدم المبالاة تجاه الطلبة الموهوبين والمتفوقين.
- ضياع 50% أو أكثر من وقت المدرسة دون فائدة تذكر بالنسبة للطلبة الذين تبلغ نسبة ذكائهم أكثر من (140) وقد عبرت المربية هولينغورث بعبارة بليغة عن حال هؤلاء الطلبة بقولها (أكتاف صغيرة تحمل أدمغة كبيرة) وقولها (أن تجمع بين عقل راشد وعواطف طفل في جسم طفولي المظهر معناه مواجهة صعوبات معينة).
الأسباب التي تؤدي إلى ظهور المشاكل لدى الطلبة الموهوبين والمتفوقين
أشارت نتائج الدراسات والأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع إلى وجود عدة أسباب تكمن وراء ظهور المشكلات المختلفة لدى الأفراد الموهوبين والمتفوقين ويمكن إجمال ما جاءت به النتائج بالنقاط التالية:
- الحرمان الاقتصادي
- العزلة الجغرافية.
- غياب الدعم الأسري والتوجيه المهني.
- أنماط التنشئة الأسرية والتوجيه المهني (رفض، توبيخ، إهمال، تجاهل).
- مشكلات تتعلق بالبيئة المدرسية (توقعات المعلمين المرتفعة، عدم وجود مناهج تتناسب وقدراتهم، العلاقة السيئة مع الأقران).
خصائص برامج إرشاد الطلبة الموهوبين والمتفوقين
هنالك عدد من الخصائص التي تجعل من البرنامج الإرشادي أكثر فعالية وأكثر شمولية ومن هذه الخصائص:
- أن يكون البرنامج مبنياً على متطلبات وخصائص الطلبة الموهوبين.
- أن يكون برنامجاً شاملاً يغطي جميع نواحي النمو في مختلف المجالات المعرفية والاجتماعية والانفعالية والمهنية.
- أن تستخدم فيه الأساليب الإرشادية الملائمة (الفردي، الجمعي) والتكتيكات الإرشادية التي تتناسب وطبيعة الحال وتنسجم مع الأهداف المزمع تحقيقها.
- أن يشمل البرنامج على بعدين هما الوقائي والعلاجي.
- أن يتضمن ما يعرف بالمنهاج الشعوري الانفعالي والذي يشتمل التربية الفردية، مفهوم الذات والنمو الأخلاقي.
- أن يشتمل على معلومات دقيقة وصحيحة من خلال جمعها بطرق موضوعية.
إن إرشاد الطلبة الموهوبين والمتفوقين سينعكس بآثاره الإيجابية لا على الطلبة وحسب بل على المجتمع ككل وستكون لهذه الانعكاسات الإيجابية أثارها المستقبلية الطيبة على التقدم والتطور في مختلف المجالات.
المصدر:
كتاب الموهبة للأستاذة الدكتورة آمال عبد السميع مليجي باظة ـ أستاذ الصحة النفسية ـ كلية التربية ـ جامعة كفر الشيخ.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)