إعداد ـ محمد صلاح عبد العزيز
اختصاصي التقنيات المساندة ، عضو الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، يناير 2025
مقدمة
أصبحت الأجهزة اللوحية في عصرنا الحالي العنصر الأساسي والمؤثر على الغالبية العظمى من الأفراد ضمن مختلف المجتمعات حيث لن تجد سوى حالات نادرة جداً لا تقتني على الأقل هاتفاً محمولاً.
اقرا ايضا: الاستخدام الأمثل للأجهزة والألعاب الإلكترونية
إن الاستخدام البسيط والسهل للأجهزة اللوحية والذي يعتمد على اللمس والتحكم عن طريق أصابع اليد أو الأقلام الإلكترونية جعل استخدام هذه الأجهزة متاحاً للجميع، ونلاحظ أن وجود هذه الأجهزة في حياتنا اليومية هو الداعم الرئيسي في مجالات مثل التواصل والترفيه والتعليم والعمل وغيرها من المجالات.
ومع التطور الهائل في التكنولوجيا كان لابد أن يحظى الأشخاص ذوو الإعاقة بقدر كبير منها حيث تسهم بشكل فعال في مساعدتهم ومساندتهم وتوفير مزيد من الاستقلالية والسهولة خلال التدريب على مهارات الكتابة اليدوية وتحسينها وخصوصاً مع ظهور الأجهزة اللوحية المقترنة بالأقلام الإلكترونية والتي تعد عامل جذب وتشويق ومتعة لكل التلاميذ.
الأشخاص من ذوي الإعاقة ومن خلال النظر إلى وجود هذه الأجهزة اللوحية وما لها من تأثير جاذب ومشوق وأيضاً سهل الاستخدام بالنسبة للعديد منهم، كان له الدور الفعال والايجابي في دعم طريقة تأهيلهم وتدريبهم وتعليمهم.
وحيث أن مهارات مثل (التآزر البصري الحركي – الانتباه والتركيز) تزداد لدى الأشخاص من ذوي الاعاقة أثناء استخدامهم للأجهزة اللوحية، لأنها تخاطب الحواس البصرية والسمعية واللمسية لديهم، كان التوجه للاستفادة من ذلك أيضاً في تنمية مهارات أخرى مثل الكتابة وهو الأمر الذي أكدته دراسات عديدة ومنها:
دراسة محمد علي القحطاني (2017) التي أشارت إلى أنه يمكن استخدام الأجهزة اللوحية (Tablet) في إنجاز العديد من المهام التعليمية كالتعرف على الكتابة اليدوية باستخدام القلم الإلكتروني، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين مهارات ما قبل الكتابة لدى التلاميذ، كما أنها تعد أكثر سهولة من استخدام لوحة المفاتيح.
ومن هذا المنطلق كان لزاماً أن يكون للأشخاص من ذوي الإعاقة نصيب من هذا التطور والتنوع الهائل عن طريق توفير أو تعديل أو تهيئة أو حتى تصميم التقنيات التي تساعدهم وتساندهم في التعلم كي يكونوا على أكبر قدر من الاستقلالية.
الأجهزة اللوحية Tablet
توصف الأجهزة اللوحية “التابلت” بأنها حالة تطور لأجهزة الحواسيب المحمولة “اللاب توب”، لتمثل الحالة الوسطية بين الحاسبات المحمولة والهواتف الخلوية الذكية، وهي أجهزة محمولة تعمل بواحدة من عدة تقنيات تسمح باللمس على الشاشة، وتسمح بعض الشاشات باستعمال قلم رقمي إلا أن البعض الآخر (وأشهرها المستعملة في الجهاز اللوحي ) تسمح باللمس المتعدد إلا أنها تسمح بالإصبع فقط. ويأتي ذلك بدلاً عن “الفأرة” ولوحة المفاتيح التقليدية في الحواسب , كما أن استخدام القلم الإلكتروني ( الرقمي) الملحق بالأجهزة اللوحية سواء كان في أجهزة Android أو أجهزة apple قد تم تحديثه ورفع كفاءته في الإصدارات الأخيرة حيث أصبح استخدام الأجهزة اللوحية عن طريقه متقناً جداً وسلساً ويحاكي بشكل كبير استخدام القلم العادي على الورق بل ربما أفضل منه بكثير بالإضافة إلى المميزات الملحقة به والتي تسهل بشكل كبير الاستخدام والتحكم بالأجهزة اللوحية Little, Gopaul, & Nicholson, 2019, p.367)).
وبلغت إحصائية الأجهزة اللوحية على مستوى العالم حسب موقع Statista منذ عام 2013 وحتى العام 2021 حوالي 1.28 مليار جهاز كما بلغ عدد الأجهزة المباعة فقط في عام 2022 حوالي 162 مليون جهاز.
تصنيفات الأجهزة اللوحية:
يمكننا تصنيف الأجهزة اللوحية بناء على أنظمة التشغيل الأكثر شهرة وهي كالتالي:
- Windows التي تعتمد على نظام التشغيل الذي توفره شركة مايكروسوفت.
- Android نظام التشغيل الأكثر شيوعاً وتوفره شركة جوجل.
- IOs وهذه الأجهزة تعتمد على أنظمة التشغيل الفريدة والمميزة التي توفرها شركة ابل.
هذا وتعتبر الأجهزة المصنوعة من قبل شركة آبل والتي تستخدم نظام iOS خياراً جيداً إن كنت ترغب في استخدامها لقراءة وكتابة واستعراض المستندات مثل مستندات إكسل وباوربوينت، كما أنها خيار جيد لاستخدامات الترفيه والألعاب مع توفر عدد هائل من التطبيقات في متجر تطبيقات آبل يصل إلى 375 ألف تطبيق، أما الأجهزة اللوحية العاملة بنظام أندرويد فتتمتع بدقة شاشة عالية ومعالجات قوية.
يتبع….
