إعداد ـ محمد صلاح عبد العزيز ـ اختصاصي التقنيات المساندة ، عضو الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، يناير 2025
المعايير العامة التي تجب مراعاتها عند تصميم وإنتاج برامج تعليمية إلكترونية:
اقرا ايضا: استخدام الاجهزة اللوحية في دعم العملية التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة-ج2
ذَكَرَ (محمد خلف الله:2021) هذه المعايير على النحو التالي:
- من حيث الهدف: يجب أن يكون الهدف من البرمجية التعليمية واضحاً ومُصاغاًَ صياغة جيدة وبالإمكان قياسه وأن يتوفر في بداية عرض البرمجية.
- مناسبة محتوى البرمجية لمستوى المُتعلم: يجب أن يكون محتوى البرمجية مناسباً لمستوى المُتعلم من حيث العمر والخلفية الثقافية.
- بالنسبة للفئة العمرية الدنيا ” التلاميذ “: يجب أن تتوفر الرسوم والأشكال وغيرها لتوضيح الأمثلة بحيث تتلاشى في النهاية وتكون أمثلة مُجردة من هذه الرسوم والأشكال والصور.
- تعلم المهارات القبلية: التأكيد على تعلم المهارات القبلية الأساسية قبل الانتقال بالمتعلم إلى مستوى آخر، أو تعريضه إلى مهارات ومفاهيم جديدة.
- التفاعل: عرض محتويات البرمجية (مادة تعليمية، أمثلة، تدريبات، أسئلة، مساعدات) وتفاعل المتعلم بإيجابية مع هذه المحتويات بالفهم والاستجابة لها وتقييم هذه الاستجابات من قبل البرمجية وإعطائه التغذية الراجعة الفورية.
- جذب انتباه المتعلم: يجب أن يجذب البرنامج انتباه المتعلم باستخدام الرسوم والخطوط والرسوم المتحركة والصوت.
- تنوع الأمثلة وكفاياتها: يجب أن يتوفر في البرمجية التعليمية عددٌ كافٍ من الأمثلة المتنوعة التي تمتاز بالتشعب والتدرج من السهل إلى الصعب.
- التغذية الراجعة وتنوعها: مِن الشروط الأساسية التي يجب توفرها في البرمجية التعليمية وبصورة سريعة بعد استجابة المتعلم توفر التغذية الراجعة بالنسبة للإجابة الصحيحة والخاطئة على حد سواء وإن اختلفت بحسب نوع الإجابة، ولا بد من مراعاة التنوع في التغذية الراجعة سواء بالنسبة للعبارات أو الصور أو الرسوم.
- المساعدة المناسبة: يجب توفير المساعدة للمتعلم وفقَ استجاباته علماً بأن توفير كمٍّ كبير من المساعدة يجعل المتعلم اعتمادياً، لذا يجب تقليل المساعدة بصورة تدريجية.
- الاختبار المناسب: يجب توفير اختبار في نهاية كل جزء لقياس ما تعلمه المتعلم وما حققه من أهداف ويجب أن يُراعى في الاختبار اختلافهُ عن الأمثلة التي استخدمت سابقاً في التدريب وأن يتدرج من السهل إلى الصعب وأن يعطي المتعلم تغذية راجعة فورية من قبل البرمجية بعد الانتهاء من الاختبار (هنادي قحطاني 2004: ص ص24-26)
مركز التقنيات المساندة، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
تحويل الاتجاه من النظرة السلبية
والاستفادة من إيجابيات استخدام الأجهزة اللوحية:
أشارت الجوهرة أبا حسين (2016) في دراستها إلى حرص الاتجاهات المؤيدة لاستخدام الأجهزة الذكية واللوحية في العملية التعليمية على إبراز الحجج والمبررات والأهداف الإيجابية التي تؤكد أهمية ذلك وضرورتها، وتتلخص حجج المؤيدين بما يلي:
- يمكن للأجهزة الذكية أن تقدم خدمات تعليمية عديدة، كما يمكنها تحقيق أهداف تعليمية وتدريبية محددة لا يمكن تنفيذها بنفس الفاعلية من خلال البدائل الأخرى.
- التعلم من خلال الأجهزة الذكية واللوحية يمثل الجيل الحديث من التعلم بين أيدينا، وفي هذا الإطار يؤكد محمد الحمامي على ذلك بقوله “كما كان التعليم الإلكتروني فكرة بعيدة التحقيق، إلا أنه أخذ دوره الطبيعي في قطاع التعليم، من واجبنا كمعلمين أن نُبيّن لطلابنا أن هذه الأجهزة التقنية ليست أشياء ملهية، بل يمكن أن يكون لها دور حقيقي في التعلم إذا أحسِن استخدامها.
- التعلم للجميع أو التعلم المستمر سيصبح أيسر في ظل التعلم الذاتي، ونظام التعليم عبر الأجهزة الذكية يمكن أن يصل إلى أكبر عدد من الطلاب في أماكن مختلفة خاصة مع امتلاك الجميع للهواتف المحمولة أكثر من الأجهزة الأخرى، فهي توفر وسيلة ممتازة لزيادة الفرص التعليمية المتاحة للدارسين في المناطق التي تندر فيها المدارس والكتب والحواسيب كالمناطق الفقيرة فقراً مُدقعاً، أو المدارس المعزولة جغرافياً حيث يمكن له في ظل الممارسات الثقافية التي ما زالت لا تسمح للفتيات بالتّعلم، أن يتيح لهنّ فرصة الحصول على تعليم جيد دون قيود زمنية أو مكانية.
نفس الفرصة ستتاح للأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة الذين قد لا تكون لديهم المقدرة الجسدية على الوصول إلى الفصول الدراسية أو الحرم الجامعي بشكل منتظم. حيث يمكن للمتعلم الذي يعاني من صعوبات التعلم أو المتعلمين ذوي الإعاقة التغلب على الإعاقة التي تعيق تعلمهم كالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على سبيل المثال لا الحصر، حيث تستطيع بعض الأجهزة وربما كلها مستقبلاً قراءة النصوص والكتب بالصوت، بل إن الكثير من التطبيقات الخاصة بتعلم اللغات تكلم الدارسين وتصغي إليهم عبر أدوات التلقي وأدوات الإرسال التي تتضمنها الهواتف النقالة.
وفي هذا الإطار أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر مسابقة “تمكين” لتطوير برمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف توظيف التكنولوجيا لدمج وتمكين ومشاركة هذه الفئة في المجتمع، وبذلك يمكن للتعلم عبر الأجهزة الذكية أن يسهم في إتاحة الفرصة للطلاب بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم وأماكن تواجدهم، أن ينهلوا من بحار المعرفة المتنوعة بصورة واقعية وبما يخدم فعلياً حياتهم الخاصة، فلا يزال كثير من الناس حتى الآن يدرجون “التعليم” في أوقات محددة من حياتهم، تبدأ بدخول المدرسة في سن الخامسة والاستمرار في الدراسة حتى الجامعة، ومع الحصول على الشهادة، ينتهي تاريخ صلاحية التعليم وتبدأ الحياة العملية!
كان ذلك هو النموذج المتبع في الحقبة الصناعية غير أن هذا النموذج لا يصلح في الحقبة الإلكترونية: عصر العولمة والاتصال المستمر.
- التغلب على مشكلة نقص أجهزة الحاسب في مؤسساتنا التعليمية، فهواتف اليوم والأجهزة اللوحية أصبحت مكافئة لأجهزة الحاسوب الصغيرة القادرة على تنفيذ عمليات البحث على الإنترنت.
- استخدام الأجهزة اللوحية في العملية التعليمية من قبل المعلم يعد مسايرة للاتجاهات الحديثة في مجال الاستفادة من تقنيات الاتصالات ضمن العملية التعليمية حيث يلعب دوراً هاماً في التعليم والتدريس داخل مجتمع المعلوماتية “مجتمع المعرفة” إذ يساعد على تحقيق نوع من التواصل المباشر بين أطراف العملية التعليمية.
- التعلم الإلكتروني من شأنه أن يعالج الكثير من أوجه قصور التعلم بالطرق التقليدية، فالتعلم باستخدام الأجهزة اللوحية متعة حقيقية يمكن استثمارها مع المتعلمين الذين فقدوا الرغبة في التعلم، ويمكن من خلاله أيضاً تطبيق استراتيجيات التعلم النشط.
- نظام التعليم عبر الأجهزة اللوحية يتميز بسهولة تطبيقه حيث يتم تصميم المواد التعليمية من خلال البرامج والتطبيقات المختلفة.
- التعلم المتنقل ليس منافساً للمؤسسات التعليمية فهو وسيلة تكميلية تعمل على توسيع دائرة عروض تلك المؤسسات، حيث يمكن من خلاله تقديم معلومات تعزيزية إضافية توضيحية تتكامل مع المعلومات التي يحصل عليها الطلاب من المعلم.
- الهاتف المحمول أصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكننا التنقل بدونه حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الهاتف المحمول هو أكثر الأجهزة التكنولوجية استخداماً بين أيدينا، وأن أكثر ثلاثة أغراض نحملها هي: المفاتيح والمحفظة والهاتف المحمول، فبعد مرور أكثر من 24 عاماً على ظهور الهواتف المحمولة تضاعفت أعداد المستخدمين لتتعدى سكان العالم.
- التعلم عبر الأجهزة اللوحية يسهم في القضاء على الأمية الحديثة، أمية الحاسوب والبرمجة (الأمية المعلوماتية).
الخلاصة والنتائج
استخدامنا للأجهزة اللوحية يشمل العديد من الإيجابيات المفيدة بشكل كبير، فالقيام بتفعيل العمل باستخدام التطبيقات التي تخدم جوانب مختلفة كالمهارات الأكاديمية ومهارات التواصل وتنمية المهارات الإدراكية وغيرها له الأثر الكبير والفعال في تعزيز وتطوير قدرات الطلاب ذوي الإعاقة، كما يتيح التحكم في استخدام هذه التطبيقات من حيث فرزها وتحميلها على الأجهزة اللوحية وعدم تفعيل التطبيقات الأخرى التي من الممكن أن تكون غير مفيدة، بالإضافة إلى أن ربط استخدام الأجهزة اللوحية بالتدريب والتعليم خلال أوقات مجدولة للطلاب له الأثر الفعال في تمكينهم من استخدام هذه الأجهزة.