تمثل اللغة شفرة يستطيع الإنسان من خلالها التعبير عن نفسه وعما يدور حوله وهي وسيلة للتواصل بين البشر ومن خلال اللغة يتم الربط بين الأصوات والمعاني. واللغة هي احدى ركائز الفكر البشري إن لم تكن أهمها على الاطلاق وهي الوسيلة الرئيسية التي يقوم الأفراد بواسطتها بتشكيل أفكارهم ونقلها إلى الآخرين وتشتمل المهارات اللغوية على مهارات الاستقبال؛ وهي القدرة على فهم اللغة المنطوقة، والمهارات التعبيرية؛ وهي القدرة على التحدث والكلام، ثم مهارات توظيف اللغة وهي القدرة على استخدام اللغة في العديد من المواقف الاجتماعية.
وتعتبر اللغة عنصراً هاماً لكي تتم عملية التعلم حيث أن 12 إلى 14٪ من الأطفال في سن المدرسة لديهم صعوبات في اللغة والتخاطب كما أن 25٪ من الأطفال الذين يعانون من صعوبات اللغة قد يتعرضون إلى صعوبات التعلم في المستقبل. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن للطفل اكتساب اللغة؟ للإجابة على هذه التساؤلات سنتطرق في هذا المقال إلى مقومات إكساب اللغة لدى الطفل، تعريف تأخير اللغة والسمات الشائعة لتأخيرها واستراتيجيات الإدارة التي تدعم الطفل مع تأخير اللغة.
أولاً ـ مقومات اكساب اللغة:
كي يستطيع الطفل تطوير مهارات اللغة لديه بالصورة الكافية، يجب أن تتوافر لديه القدرات الذهنية السليمة والقدرات السمعية الجيدة؛ ويجب أن يكون محاطاً ببيئة محفزة لتطور اللغة لديه. ويعتقد بعض الخبراء أن اكتساب اللغة هي واحدة من المهارات الفطرية التي يولد بها الإنسان، بينما يعتقد البعض الآخر أن اللغة ليست من الموروثات الفطرية لدى الإنسان وإنما يتم اكتسابها من خلال التعلم. وتتلخص أهم مقومات إكساب اللغة فيما يلي:
- سلامة القنوات الحسية
- سلامة وصحة وظيفة الدماغ
- الصحة النفسية الجيدة
- توفير بيئة محفزة محيطة بالطفل
ثانياَ ـ ما هو تأخير اللغة؟
يحدث تأخير اللغة عندما تتطور لغة الطفل بشكل أبطأ من الأطفال الآخرين من نفس العمر، ولكنها تتبع النمط النموذجي للتنمية. على سبيل المثال، قد يبلغ الطفل 4 سنوات من العمر، ولكن فهمه أو استخدامه للغة نموذجية لطفل قد لا يتجاوز عمره سنتين ونصف السنة، قد يعني أن لديه تأخراً في اللغة (التأمل اللغوي) أو التأخير اللغوي التعبيرية (استخدام اللغة).
اللغة عادة يتم اكتسابها، ولا يتم تدريسها بشكل صريح، وهي تتبع تسلسل تطور قابل للتنبؤ به ويجب أن يحدث بشكل طبيعي منذ الولادة عندما يكون الطفل في وضع يتعرض فيه للغة والتفاعل الاجتماعي العادي. يمكن أن يتأثر تطور اللغة بالتفاعل المعقد للتأثيرات الوراثية والبيئية.
ثالثاً ـ ما هي السمات الشائعة لتأخير اللغة؟
تنحصر أهم السمات الشائعة لتأخير اللغة حسب الاَتي:
- في وقت متأخر من الكلام والكلمة الأولى لا تظهر في سن 15 إلى 18 شهراً.
- يحصل الطفل على كلماته الأولى ولكن بعد ذلك لا يستمر في تطوير كلمات جديدة بسرعة. وبحلول عامين من العمر، يقول الطفل أقل من 50 كلمة ولا يستخدم أي توليفين للكلمات (مثل: المزيد من المشروبات، ذهب الأب، سيارة الذهاب).
- يواجه الطفل صعوبة في فهم ما يقال له ويواجه صعوبات في إتباع التعليمات.
- لغة الطفل تبدو غير ناضجة لعمره.
- الصعوبات التي تحدث في وقت المجموعة في رياض الأطفال أو المدرسة.
- قد يواجه الطفل الصغير صعوبات في الاتصال بالعيون، وحضور الأنشطة والكلام واستخدام الأصوات والإيماءات.
- صعوبة في الإجابة على الأسئلة.
- صعوبة تحديد تسلسل الكلمات معاً في الجمل.
- صعوبة القراءة والكتابة.
- صعوبة في توصيل رسالته.
- يستخدم القواعد النحوية غير الصحيحة (على سبيل المثال: أريد أن أكون أحمراً واحداً.. بدلاً من: أريد الأحمر).
- الصعوبات الشائعة في كثير من الأحيان (ولكن ليس دائماً) التي يواجهها من يعانون من تأخر لغوي تصنف كالتالي:
- إذا تأخر التعبير التعبيرية فقط، صعوبة في الحصول على الأفكار.
- إذا تأخرت اللغة الاستقبالية، صعوبات فهم الإرشادات والأسئلة.
- صعوبات الوصول إلى المناهج الدراسية.
- صعوبات التفاعل مع الأقران.
- المعالجة الحسية.
- سوء التخطيط والتسلسل.
- ضعف الأداء التنفيذي.
- ضعف الذاكرة العاملة.
- ضعف الاهتمام والتركيز.
- ضعف التواصل الكتابي في بيئة الفصل الدراسي.
- ضعف المهارات التنظيمية.
- صعوبات القراءة والهجاء.
- ضعف القراءة والفهم.
رابعاً ـ استراتيجيات الإدارة التي تدعم الطفل مع تأخير اللغة
(في المدرسة التمهيدية، المدرسة و / أو المنزل):
يتم العمل على دعم الطفل مع تأخير اللغة من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:
- إعداد خطة فردية مع أولياء الأمور / مقدمي الرعاية الذين لديهم أهداف لغوية ولغة قابلة للتحقيق صغيرة للمساعدة في تطوير مهارات الطفل اللغوية.
- تزويد الطفل باستراتيجيات لإدارة الحالات التي لا يفهمونها (على سبيل المثال: تعليمهم على وضع أيديهم عندما لا يفهمون، تعليم بعض الأسئلة القياسية للسؤال عند الحاجة).
- الاتصال بين المهن الصحية والعاملين في المجال التعليمي لتوفير المعلومات ليتم دمجها في خطة التعليم و / أو تنفيذ الأفكار / الاقتراحات / الأنشطة للمساعدة في تحسين مهارات النطق واللغة لدى الطفل والقدرة على الوصول إلى المنهج الدراسي.
- استخدم الأنشطة أو الألعاب الممتعة في اللعب للمساعدة في تحفيز الطفل على التعلم.
- استخدم معلومات بسيطة وموجزة.
- استخدام المرئيات لتكميل المعلومات السمعية (مثل الصور والعلامات والإيماءات).
- توفير المزيد من الوقت لإكمال المهام.
- شرح المفردات الجديدة.
- عرض اللغة في مجموعة متنوعة من الإعدادات (على سبيل المثال: في المجتمع، خلال الروتين اليومي مثل وقت الاستحمام والطهي).
- استخدام لغة بسيطة أثناء اللعب مع طفلك.
- استخدام مناهج علاج التخاطب والأنشطة التي يمكن أن تدعم الطفل بتأخير اللغة أو مقدمي الرعاية من مثل:
- تقييم الكلام واللغة: البحث في العمق وتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل في جميع مجالات الاتصال، بما في ذلك مهارات اللعب والتفاعل، والانتباه والاستماع، وفهم الكلمات واللغة، واستخدام الكلمات واللغة، والتواصل الاجتماعي، والنطق والتحدث، وكذلك مهارات ما قبل القراءة والكتابة عند الاقتضاء.
- استراتيجيات التواصل: العمل مع أولياء الأمور لوضع أهداف واستراتيجيات للمساعدة في تطوير مجالات التواصل التي يواجه فيها الطفل صعوبة.
- الأنشطة اليومية: تزويد الأسر بالاستراتيجيات والمشورة التي يمكن استخدامها في المنزل في الأنشطة اليومية والروتينية للمساعدة في تطوير مهارات الاتصال.
- الأهداف خطوة بخطوة: تحقيق أهداف خطوة بخطوة قابلة للتحقيق وإظهار تقدم الطفل في مجالات المهارات.
- المعلومات المرئية: تتضمن معلومات بصرية إضافية من خلال استخدام نظام إيماءات أو صور و / أو رموز أكثر رسمية وذلك للمساعدة على فهم اللغة واستخدامها حيثما كان ذلك مناسباً.
- التعزيز الإيجابي: توفير الكثير من التعزيز الإيجابي والتشجيع في جميع مراحل العلاج للمساعدة في بناء الثقة واحترام الذات.
- التواصل مع الطاقم التعليمي (عند الاقتضاء): حول مهارات التواصل لدى الطفل وتوفير المعلومات والأفكار التي يمكن استخدامها في البيئة التعليمية لمساعدة الطفل على الوصول إلى المنهج الدراسي.
- اللغة المناسبة للعمر: استخدام اللغة المناسبة لمستوى فهم الطفل.
- نهج متعدد الحواس: استخدام نهج متعدد الحواس (على سبيل المثال، البصر، الذوق، الرائحة، اللمس) لتعلم كلمات ومفاهيم جديدة.
- الكتب: تعليم كيفية استخدام الكتب والقصص للمساعدة في تطوير اللغة.
- أشكال بديلة للتواصل: تدريس طرق بديلة للتواصل بينما تتطور اللغة (مثل لغة الإشارة، نظام اتصالات تبادل الصور(PECS).
- برنامج اللغة: Hanen’2 for Talking
المراجع
- أ.د. داليا مصطفى عثمان Arabic Curriculum Builder
- د. بهاء الدين جلال مقال عن تأخر اللغة.
اختصاصي نطق ولغة في روضة الأمل للصم