العمل في مدارس وبرامج الدمج يحتاج إلى فريق متكامل ومتعدد التخصصات على مستوى عال من الكفاءة وهذا لا يتحقق إلا عن طريق روح الفريق، ويتطلب أن يتدرب كل كوادر المدرسة حسب تخصصاتهم
استراتيجية دمج الأطفال المكفوفين تحقق العديد من الأهداف أهمها إيجاد بيئة تربوية اجتماعية أكاديمية متوائمة مع ظروف تلك الفئات لتمكينهم من استغلال قدراتهم ومعرفة ذواتهم وتحقيق طموحهم
مما لا شك فيه أن معلم التربية الخاصة لبنة أساسية في أي بناء تعليمي وأي عمل تربوي، وفي هذا يذكر جونسون وجونسون Johnson and Johnson »أن المعلم هو مفتاح النجاح لأي برنامج مدرسي«. ويتزايد دوره من خلال فريق العمل الواحد المتكامل حيث أصبحت استراتيجية فريق العمل من أهم عوامل نجاح التربية الخاصة في مؤسسات ذوي الإعاقة وخصوصاً في عصر الدمج وبرامج الدمج للمعوقين في المدارس العادية«
ماهية استراتيجية فريق العمل في التربية الخاصة
يمثل فريق العمل تطبيقاً عملياً لاستراتيجية شمولية متعددة التخصصات تشمل معلمي التربية الخاصة والعاملين في مجال الإرشاد وعلم النفس والخدمة الاجتماعية والعلاج الطبيعي والعلاج النطقي والعلاج الطبي ويمكن مشاركة آخرين في حالة الإعاقة المتعددة.
كيف نعد فريق العمل الفعال؟
لتكوين فريق عمل فعال لابد من الأخذ بالطرق العلمية ومنها:
- القياس الجمعي كوسيلة لتكوين فريق العمل.
- إعداد الأفراد نفسياً وسلوكياً للعمل داخل الفريق.
- تنظيم العمل في الفريق داخل المؤسسة التعليمية أو التأهيلية مع مراعاة التماثل بين أعضاء الفريق.
- أن يتم تزويد فريق العمل بمهارات مهمة مثال: المهارات السلوكية ـ الاتصال ـ تحليل المشكلات.
كيف نعد معلم التربية الخاصة لفريق العمل؟
بداية لابد من حسن اختيار هذا المعلم طبقاً لمعايير نفسية وعلمية وسلوكية وتربوية وغيرها، على أن يتم إعداد معلم التربية الخاصة من خلال:
- إعداد المعلم مسبقاً للإتصال الفعال داخل فريق العمل وتحسين قدراته في التعبير عن الذات والإنصات وإرجاع الأثر.
- أن يتدرب دائماً على الوسائل الخاصة بتنمية روح الفريق والدافع المشترك والتعاون في إنجاز المهام الجماعية.
- أن تكون لديه ديناميات العمل الجماعي.
- أن يتدرب على تحمل ضغوط العمل.
- أن تكون لديه قدرات ابداعية في فعالية التعامل.
- أن تكون لديه القدرة على المشاركة الفعالة في عمل قواعد المعلومات.
مواصفات مقترحة لفريق العمل في مدارس الدمج
من خلال عملي لسنوات طويلة في مدارس وبرامج الدمج أرى أن العمل يحتاج إلى فريق متكامل ومتعدد التخصصات على مستوى عال من الكفاءة وهذا لا يتحقق إلا عن طريق روح الفريق، ويتطلب أن يتدرب كل كوادر المدرسة حسب تخصصاتهم بما فيهم معلم التربية الخاصة على أعمال (التعرف ـ التقييم الشامل ـ التشخيص ـ رسم وتنفيذ البرنامج الفردي ـ العلاج السلوكي ـ نظم المساندة ـ الإرشاد الفردي والإرشاد الأسري).
كيف نفعل استراتيجية ودور معلم التربية الخاصة في فريق العمل؟
- إعداد وتنفيذ دورات تدريبية لمعلمي التربية الخاصة من خلال ورش عمل ودورات منتظمة للإرتقاء بمستواه وأهمية الإستثمار التربوي التدريبي المستمر لما له من مردود إيجابي في إعداد المعلم وتأهيله على أسس فريق العمل.
- أهمية التربية التواصلية مع أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة وتوجيههم بالخدمات الإرشادية والزيارات المنزلية لتفعيل دور الآباء في فريق العمل كعمل مكمل.
- أهمية إقامة موقع إلكتروني عربي على الشبكة العالمية يهتم بتطوير أساليب العمل داخل مؤسسات ذوي الإعاقة وتبادل المعلومات في هذا الشأن بين المراكز العربية والعالمية والإنتقال بهذه المؤسسات إلى روح فريق العمل الواحد.
- الاجتماع الدوري لفريق العمل ومتابعة الحالات وتقييمها ووضع الخطط المستقبلية.
استراتيجية مقترحة لمعلم التربية الخاصة في فريق العمل
وأقصد بالاستراتيجية الخطة والاجراءات والطريقة والأساليب التي يتبعها المعلم للوصول إلى مخرجات أو نواتج تعلم محددة منها ما هو عقلي معرفي أو ذاتي نفسي أو اجتماعي أو نفسي حركي. لذا على المعلم المتخصص اتقان الاستراتيجيات المناسبة للموقف التعليمي أو التأهيلي ولابد له من الأخذ بالاستراتيجيات الفاعلة ومنها:
- عمل ملف لكل طفل أو طالب معوق يشمل صورة مختصرة وبيانات عن تاريخ الحالة وملخص عن الوضع الطبي ونتائج الاختبارات النفسية.
- ملف للملاحظة المنظمة للطفل داخل الفصل التعليمي.
- عمل برنامج تربوي فردي من خلال الملف التربوي العلاجي للطفل مع تحديد أهداف طويلة المدى وقصيرة المدى مع ضرورة إشراك أعضاء فريق العمل في تنفيذ الخطة العلاجية وعمل البرنامج وتوزيع المهام.
- المشاركة في إعداد الخطة اليومية والأسبوعية والشهرية.
- التنسيق مع أسرة الطفل كجانب مكمل لفريق العمل.
- التقييم الدائم وتطوير البرنامج المقدم لكل طفل من خلال فريق العمل وتوصيات معلم التربية الخاصة بدوره الفعال.
- المساهمة الفعالة في التشخيص والتحويل والعلاج مثل: ملاحظة مشكلة النطق واللغة عند العديد من الأطفال ذوي الإعاقة حيث يمكن تحويلهم إلى مراكز السمع والكلام أو أقسام العلاج النطقي ومتابعة هذه الحالات مع الاختصاصيين.
- المساهمة الفعالة في مساندة قسم العلاج الطبيعي بكتابة ملاحظاته مثال: إكتشاف معلم متخصص في مجال العوق البصري (وجود تيبس في عضلات أحد الأطفال) فمن الواجب هنا أن يكتب مرئياته وملاحظاته العلمية عن الحالة ومن ثم عرضها على قسم العلاج الطبيعي لتقديم الخدمات العلاجية المناسبة ومن ثم تحسين الأداء الحركي وتطوير مهارات العناية بالذات.
- المشاركة الفعالة في البرامج الترفيهية والعلاجية للأطفال.
- المشاركة في عمل تقرير شامل في نهاية كل عام يتضمن المستوى الذي وصل إليه الطفل بالإضافة إلى التقرير الأسبوعي والشهري.
ويمكنني القول إن وراء كل فريق عمل ناجح معلم تربية خاصة ناجح.
كيف نهيىء أطفالنا للدمج؟
مما لا شك فيه أن استراتيجية دمج الأطفال المكفوفين مع الأطفال المبصرين يحقق العديد من الأهداف من أهمها ايجاد بيئة تربوية اجتماعية أكاديمية متوائمة مع ظروف تلك الفئات لتمكنهم من استغلال قدراتهم ومعرفة ذواتهم وتحقيق طموحهم في التحصيل والتفوق بالإضافة إلى تهيئة مناخ مناسب لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمشاركة في جوانب العملية التعليمية والاندماج الاجتماعي مع زملائهم انطلاقاً من مبدأ المدرسة الشاملة.
ومن المهم إعداد الطفل في مرحلة مبكرة أقصد مرحلة ما قبل المدرسة نظراً لخطورتها وأهميتها لدى الأطفال من ذوي الإعاقة حسبما يؤكد كل الباحثين على ذلك وأصبح هناك برامج عالمية يطلق عليها برنامج »البورتيج« وغيرها من البرامج هدفها التدخل المبكر وأصبح الاتجاه عالمياً في الدول المتقدمة يتجه نحو دمج هذه الفئة منذ فترة مبكرة وزمن مبكر قبل دخول المدرسة.
أرى بحكم عملي أن هذا سيوفر مستقبلاً الكثير من الجهود والميزانيات ويساعد على الدمج الفعال. ولا ننسى أيضاً تهيئة المجتمع وتعديل اتجاهاته القديمة بأنه لابد من العزلة للطفل المعوق وهذه نظرة عفا عليها الزمن، كذلك لا يمكن إغفال دور الإعلام وأصبح من المهم ونحن في عصر الدمج عدم إهمال البيئة التربوية بكل جوانبها مع مراعاة الآتي:
- أهمية إعداد المعلمين والمعلمات المتخصصات في رياض الأطفال بالتدريب على تربية وإعداد الطفل المعوق بجانب زميله العادي.
- أهمية توفير الامكانات وأهمها الوسائل التعليمية والأجهزة التي تتناسب مع هؤلاء الأطفال.
- ملاءمة المكان بحيث تتناسب رياض الأطفال مع عملية الدمج من حيث الملاءمة الهندسية والتخطيطية للمبنى لظروف ذوي الإعاقة.
- إيجاد غرف مصادر داخل رياض الأطفال لتفعيل العملية التعليمية والتأهيلية للأطفال.
- إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول فنيات واستراتيجيات تربية الطفل المعاق بالبرامج المناسبة.