ظهرت أبحاث عديدة اهتمت بشدة بدراسة طبيعة النوم، وبمدى ارتباط النوم المفارق مع الأحلام. وقد جرى التفكير في البدء أن الأحلام وفترات الحركات السريعة للعينين مرتبطة قطعاً فيما بينها، وأنها التعبير النفساني من جهة والفيزيولوجي من جهة أخرى لنفس الحوادث. وقد تم خلال إحدى التجارب إيقاظ المتطوعين في حالات مختلفة من النوم. فكان الموقظون خلال مرحلة النوم المفارق (التي تظهر فيها الحركات السريعة للعينين) يقولون، في 80% من الحالات، إنهم كانوا يحلمون مقابل 6% من الحالات التي كان يقول فيها الموقظون، من مرحلة النوم البطيء، إنهم كانوا يحلمون.
لكن باحثين آخرين اكتشفوا أن هذه النتائج تتوقف بقدر عظيم على ما ندعوه (حلماً)، فإذا اعتبرنا الحلم بمعنى أي حادث ذهني بما فيه الظهور المختصر لأفكار مفككة عندها يكون 50% من النوم البطيء يتضمن أحلاماً أيضاً.
أحلام النوم البطيء
إن أحلام النوم البطيء تكون مجزأة وتخص الوقائع الحديثة كما أنها أشد قرباً من الفكر العقلاني لحالة اليقظة. وها هي الأمثلة على ذلك:
- يطلب الحالم من زميله في المكتب مطرقة حتى يقوم ببعض الأعمال في شقته.
- يفكر الحالم بالضرائب المترتبة عليه، وبكيفية تقديم البيانات المتعلقة بذلك.
أما أحلام النوم المفارق
فهي على العكس، غالباً ما يكون مضمونها أشد غرابة بكثير، إذ تكون الأحلام ملونة متحركة ومؤلفة من عدد كبير من الصور الحسية الملموسة وتشكل تجارب شديدة وتنحو كي تكون أكثر تنظيماً وتجهيزاً من تجارب النوم البطيء. ويذكر (ديمان) أن 80% من الأحلام المقصوصة بعد استيقاظ من حالة النوم المفارق تدوم زمناً أقل من الزمن المخصص لها حقيقة في الحلم أثناء تلك الفترة. وبما أننا ننسى أحلامنا عند كل صباح بعد الاستيقاظ لذلك فإن (ديمان) يفكر بأن هذا النسيان يكون أحياناً سريعاً بحيث أن ذكرى أحلامنا تتلاشى مباشرة، فإن كان ذلك صحيحاً، عندئذ يمكننا الافتراض أن الأحلام تمثل 100% من نومنا المفارق، وعندما نتحدث عن النوم المفارق فإننا نتحدث عن الأحلام!!.
لماذا نحلم؟
رغم الأبحاث الكثيرة جداً ما زال الدور الحيوي للنوم المفارق مجهولاً، إلا أن هناك فرضيات عدة منها أن الأحلام تحرس النوم، فهي تحدث جواباً على التشويشات الخارجية المعكرة للنوم، مثل وخزة ناموسة أو صوت بوق السيارة في الشارع، وعند ذلك تكون الأحلام وقاية ضد تدخل مثل هذه الأحداث في نوم الشخص بشكل مباشر فيتم تمويه معناها الحقيقي الواقعي. وقد بينت التجارب أن الحالمين قد يدخلون أحداثاً خارجية في أحلامهم.
تعلم (البرامج) بفضل الحلم
يقترح شكل أكثر إتقاناً من نظرية نضوج الدماغ، بأن دماغ الطفل خلال مراحل النوم المفارق يكتسب (برامج) منقولة وراثياً. إنها الارتباطات الدماغية الوظيفية القائمة في أصول التصرفات الغريزية بالإضافة إلى ذكريات أخرى موروثة.
الحث على نمو الدماغ
يوجد توجه أكثر اعتدالاً من هذه نظرية نضوج الدماغ يرى بأن النوم المفارق يساهم في نمو الدماغ عن طريق حث نموه قبل الولادة في الوقت الذي تكون فيه المنبهات ذات الأصل الخارجي معدومة عملياً. ويعتمد هذا الرأي على حقيقة وطيدة من ضرورة التنبيه الحسي المبكر للنمو الطبيعي للدماغ.
وهناك فرضية أخرى حول وظيفة النوم الفارق وهي أنه يثبت في الدماغ أثر الذكريات المكتسبة أثناء اليقظة، فالحلم حسب هذه النظرية يعكس إعادة التنظيم الإدراكي للذكريات الحديثة والماضية.
كما أن هناك حجة تدعم هذه الفرضية: وهي أن النوم المفارق غالباً ما يكون أشد طولاً وأشد تكراراً بعد يوم شاق أو نشيط.
الحلم صمام أمان: إن هذه النظرية هي الأكثر إقناعاً فيما يخص وظائف الحلم، فتقوم الأحلام بدور صمام أمان لتفريغ غرائزنا ودوافعنا الأكثر غموضاً.
الأساس الكيميائي للأحلام
من التفسيرات الحديثة للأحلام ما يضع لها أساساً كيميائياً فيزيولوجياً، فقد تم الافتراض أن النوم ينتج عن تراكم مادة كيميائية في المخ هي الناقل العصبي المسمى سيروتونين. فإذا حرم الإنسان من النوم في مرحلة تسارع حركات العين، فإن التزايد في الأحلام التي تحدث عندما يسمح بالنوم قد يشير إلى أساس كيميائي يمكن أن يفسر على أنه انعكاس لتوافر السيروتونين .
ما مصادر الأحلام؟
عند تحليل الأحلام يمكن الربط بينها وبين متاعب اليوم ومشكلاته، أو الأفكار والمشاعر والخواطر التي تراودنا في يوم الحلم، ثم إن الأحلام ثانياً قد ترتبط بالخبرات السابقة حتى الطفولية منها أحياناً. وتشكل المنبهات الخارجية التي تواكب النوم مصدراً ثالثاً للأحلام إن لم تكن قوية لدرجة توقظ النائم. وتشكل الحالة الفيزيولوجية المصدر الرابع للأحلام، فقد تبين بتحليل أحلام سيدات في الشهور الأخيرة من الحمل أن أحلامهن كانت تدور حول ولادة سحرية لأطفالهن وأنهم يمتلكون القدرة على المشي والكلام، ثم أنهن قد يحلمن أحلاماً مأساوية حول موت أجنتهن أو إنجاب أطفال مشوهين.
لماذا لا نتذكر أحلامنا أو قد نتذكرها بشكل مجمل؟
ثمة ما يشبه الإجماع على القول إن كل إنسان يحلم كل ليلة أثناء نومه المعتاد أحلاماً كثيرة، وحتى الأشخاص المكفوفين يحلمون بالرغم من أن خبراتهم الإدراكية ليست بصرية. غير أن أسباب نسيان الأحلام كافة أو بعضها أو نسيان تفاصيلها غير واضح تماماً، فالبعض يرى أن السبب يعود إلى محاولات الإنسان لكبحها لأنها مؤلمة أو غير سارة، والبعض يعتقد أن ذلك عائد إلى طبيعة الأحلام غير الحقيقية والشاذة مما يجعلها تبدو غبية في النهار وعرضة للنسيان السريع. أما الأحلام الشديدة أو ما يسمى الكابوس، فيتم تذكرها أكثر من الأحلام العادية. ثم إن الأحلام قبيل اليقظة أكثر قابلية للتذكر من الأحلام المبكرة التي تحدث في بداية النوم، لأن الأحلام تقتحم بعضها بعضاً مما يعرض الأحلام المبكرة للنسيان. كما أن تذكر الأحلام يتحسن إذا أوقظ النائم فجأة وطلب إليه أن يستلقي ويسجل أحلامه، فتذكر الحلم ونسيانه يعتمدان على كيفية النوم والاستيقاظ.
المراجع:
- Gardner and Coll: the relationship of small movements during R.E.M sleep to dreamed.
- Faulkes, D: Theories of dream formation and recent studies of sleep Consciousness.
- Jouvet, M: toward a 48-hour day.
- الوقفي. راضي: مقدمة في علم النفس ـ عمان.
- هاتف متحرك: 0933878727
- العنوان: سورية، دمشق، ص.ب: 60798
- العمل: دكتورة أستاذ مساعد في قسم الإرشاد النفسي –كلية التربية – جامعة دمشق.
- دكتورة في الجامعة الافتراضية في دمشق- منسقة مادة الصحة النفسية
- منسقة مادة الإرشاد المدرسي.
المؤهلات:
- دكتوراه في الإرشاد النفسي من قسم الإرشاد النفسي بكلية التربية في جامعة دمشق 2009
- ماجستير في الإرشاد النفسي من قسم الإرشاد النفسي بكلية التربية في جامعة دمشق 2001
- دبلوم دراسات عليا في الإرشاد النفسي والتوجيه المهني والمدرسي بكلية التربية في جامعة دمشق 1995
- إجازة جامعية في علم النفس بكلية التربية في جامعة دمشق 1994
الخبرات:
- خبرة في العلاج المعرفي السلوكي.
- خبرة في بناء البرامج العلاجية والإرشادية وتطبيقها للتعامل مع كافة المشكلات النفسية لدى مختلف الشرائح العمرية ولدى الأشخاص ذوي الإعاقة.
- خبرة في الدعم النفسي.
- أشرفت على رسائل ماجستير ودكتوراه عدة في مجال إرشاد الأشخاص ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة.
اللغة:
- الانكليزية: ممتازة.
- الألمانية: جيدة.
الإحصاء:
- SPSS خبرة في تطبيق برنامج
الكمبيوتر:
-
- ICDL شهادة في قيادة الحاسب الآلي