منذ بداية الخليقة وذكاء الإنسان لا حدود له ،فكل فرد في العالم يولد عبقرياً بالفطرة وتقل مواهبه عن تلك التي تمتع بها مايكل أنجلو او ليوناردو دافنشي ولكن إهمال هذه المواهب والطاقات هو الذي يؤدي الى اختفائها من الوجود.
وقد يتميز طفل عن آخر بذكاء خارق ومتفوق وهؤلاء الأطفال على الرغم من قدرتهم قد يتحولون إلى عباقرة أمثال موزارت واينشتاين وجوته وقد يشكلون طيلة حياتهم معضلة لأنفسهم وللآخرين فلهؤلاء قدرات تخرج عن المألوف ولا تنسجم دائما مع قوانين المجتمع فكثير منهم كان فاشلا في المدرسة أو الخرف فأصبح مجرماً أو مجنوناً والأطفال الموهوبون لا يصبحون بالضرورة من العباقرة أو النوابغ ذلك أنهم غالباً ما يكونون عزلاً أمام الحياة والمجتمع ولا يتمكنون رغم الذكاء الباهر الذي وهبتهم إياه الطبيعة من مواجهة العزلة التي تزجهم فيها عبقريتهم فيكون الجنون في أحيان نهاية مطاف نبوغهم.
ومن المعروف أن موهبة الموسيقار العالمي (موزارت ) انفجرت وهو في الثالثة من عمره إذ كان قادراً في هذه السن الصغيرة على تمييز نوته موسيقيه بعينها وبدأ بكتابة قطع موسيقية صغيره للعزف على البيانو وهو في الخامسة أما في السابعة فكتب قطع سوناتا عديدة فلما بلغ الثامنة من العمر كتب أول سيمفونية،غير أننا نعرف جميعا أن الطاقة الابداعيه لا تنفجر عند كل طفل لكي ينمو ويصبح مثل (موزارت) أو أي شخصيه عالميه أخرى تتمتع بعبقرية فذة في مجال معين ومع هذا فإن جميع الأطفال لديهم القدرة ليكونوا مبدعين في أحد جوانب حياتهم لا في العلوم والفنون فحسب وإنما في مجالات وأنشطه متنوعة كالطبخ والاعتناء بالحدائق والتجارة وغيرها ورغم أن طبيعة الإبداع لا تزال للآن غامضة وغير محددة إلا أن العلماء قاموا مؤخراً بتطوير مفهومنا للصفات المميزة للأطفال المبدعين ، وتقترح النتائج التي توصلوا إليها اتخاذ الآباء خمس خطوات لتقوية إبداع الطفل.
وتشير العديد من الدراسات إلى أنه من المؤثرات الاسريه التي تحول دون نمو الإبداع وتطوره رقابة الآباء الصارمة والتقييد والسيطرة والإخضاع وقد يتمكن الطفل مثلا من كتابة واجبه المدرسي على نحو صحيح بإشراف وتحت رقابة الأسرة ومن غير المحتمل القيام بأي عمل إبداعي بنفس هذه الطريقة وكنتيجة لهذا من الأهمية بمكان السماح لطفل في الثالثة من عمره اللعب بالألوان كما يحلو له أو الغناء بأي طريقه يشاء حتى وإن كانت مضحكة أو سخيفة كما أنه من الضروري إعطاء الفرصة لمراهقة مثلا بتزيين جدران غرفتها بصوره غريبة وملفته للنظر هذا والآباء الذين يفرضون رقابة وسيطرة دائمتين من شأنهم الإقلال من عفوية أطفالهم وثقتهم بأنفسهم التي تعد ضرورية جدا للإبقاء على روح الإبداع لديهم وتقويتها وليس هذا إذ يعرف العلماء الإبداع بكونه قدرة تنشأ من الداخل لا الخارج غير أن العديد من الآباء يجدون إرخاء العنان لأولادهم نوعا من التحدي الأمر الذي يقلل أو يضعف من دورهم التوجيهي والإرشادي وينصح العلماء بعدم الإشراف على جميع نشاطات الطفل الإبداعية إلا أنه من المهم تعليم الطفل أن كل طاقته الإبداعية لا جدوى منها إذا لم يقم بإنجاز عمله حتى النهاية فتحويل الدافع الإبداعي إلى حقيقة إبداعيه عمليه تتطلب جهداً أكثر منه الهاماً إلا أنه لا يمتلكون معظم الأطفال الجلد والقدرة على الاستقراريه والانكباب الحاد على عمل ما فقد يحدث مثلا وأثناء انشغال الطفل برسمة ما أن يلقي بها بعيداً دون رغبه لإتمامها هذا الطفل يحتاج أن يتعلم تأجيل اصدار أي حكم بشأن الأعمال الابداعيه حتى يفرغ منها تماماً.
ولدى بعض الأطفال حب استطلاع كبير فقد تراهم يحاولون أن يعرفوا كل شئ حولهم،فإذا ما أخذ الواحد منهم لعبة على سبيل المثال يعمد إلى تفكيك أجزائها لمعرفة كيفية عملها ثم يحاول إعادة تركيب هذه الأجزاء على نحو مختلف ومن الصعب بالطبع التعامل مع أطفال من هذا النوع إلا أن هؤلاء الأطفال أكثر ميلا من غيرهم لأن يصبحوا علماء موهوبين ومخترعين ومعماريين ويؤكد عالم النفس (روبرت جي ستيرنبيرغ) من جامعة بيل الأمريكية أن الأطفال المبدعين لا يتقبلون ما هو مقبول أوتوماتيكيا وإنما يبدون استعدادهم لاختبار الأفكار الجديدة ووضع إحتمالات مغايرة للإحتمالات السابقة كما تراهم يسعون على الدوام للبحث عن الأشياء الغريبة والطفل المبدع يختلف عن هؤلاء الذين يتمتعون بثراء معلوماتي كبير والقادرين على حفظ العديد من الحقائق والنظريات اذ عادة ما يسعى الطفل المبدع الى إضافة بعد جديد للمعلومة التي بين يديه مطوراً نظرة أو فكره جديده تماما وغالباً ما يتوقف استعداد الطفل للتوصيل على آراء خارجه عن المألوف على قدرته على التعامل مع الآراء السلبية للآخرين والاطفال القلقون على الدوام بشأن ردود فعل الآخرين كآبائهم وأقرانهم ومدرسيهم آزاء جهودهم وأفعالهم عادة ما يجدون صعوبة بالغة في إطلاق العنان لدوافعهم الإبداعية ويرى عالم النفس (كارل روجرز) أن الأفراد المبدعين لديهم ما يعرف (شاهد داخلي لتقدير وتقييم أفعالهم) وهذا يعني أن قيمة نتاجهم لا تعتمد على وجهات نظر من حولهم وإنما على ما إذا كانت تعبرعما في أذهانهم على نحو مرض لهم ورغم أهمية المدرسة في إفساح المجال واسعاً أمام الطفل للإبداع من خلال أنشطتها المختلفة إلا أن أفضل مكان يمكن أن يساعد على تفتح روح الإبداع هو البيت وما إذا كانت الأسرة تحرص على تعزيز هذه الروح أم لا ولإذكاء شعلة الإبداع لدى الطفل من الضروري إيجاد الوقت للذهاب الى المتاحف والمسارح والمعارض الفنية والأندية الثقافية والاجتماعية ويقول العديد من الخبراء أنه في البيوت التي تسودها روح الإبداع عادة ما يرتبط الآباء فكرياً بأبنائهم فتراهم يعمدون الى مناقشة العديد من الأمور بصورة متفتحة ودقيقة الأمر الذي يساعد على سد الفجوة التي غالباً ما تتواجد بين الأب وأبنه في العديد من الأسر.
(ما هي دلائل العبقرية عند الأطفال)
ما هي العبقرية وما هو النبوغ ؟وهل يمكن اكتساب الذكاء أم أنه عنصر وراثي في البشر ؟وكيف تصبح صورة العالم لو بات كل الناس عباقرة ونوابغ وأذكياء ؟
من الدلائل المبكرة للعبقرية التي تدل على أن الطفل غالباً ما سينمو متفوقاً في ذكائه هي:
- يمشي ويتكلم في سن مبكرة.
- يتعرف على الكلمات في سن الثانية.
- يكتب اسمه في الثالثة.
- يتعلم القراءة جيداً قبل دخول المدرسة.
- ثروة لغوية غير عاديه .
- يستخدم أساليب كلام متطورة.
- مقدرته الخيالية كبيرة.
- يحب فك الأشياء لمعرفة ما بداخلها.
- يحتاج إلى انتباه كبير من الأهل.
- لديه قدرة غير عادية على التركيز.
- ذاكرته حادة بشكل غير عادي.
في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية معهد دراسي فريد من نوعه متخصص في تعليم الآباء والأمهات كيف يعاملون أطفالهم منذ نعومة أظفارهم لتنمية نسبة ذكائهم أو بمعنى آخر كيف يصبح الأطفال عباقرة ونوابغ ويدير هذا المعهد (دومان) البالغ من العمر ستين عاماً ويدير معهده بروح رياضية عسكريه تتيح الفرصة للآباء والأمهات الانتظام في الدراسة النفسية والعقلية لتقدم الطفل ونموه وكيفية الوصول إلى أفضل السبل لتطوير هذا النمو على أكمل وجه ولا غرابة في ذلك لأن (دومان) كان عسكريا قبل بلوغه سن المعاش وافتتاحه هذا المعهد ويؤمن (دومان) وأن كل طفل يولد ولديه طاقه عقليه توازي طاقه وعبقرية (ليوناردو دافنشي) لو أتيحت لها الفرصة للازدهار والنمو وعلى مدى بضعة أسابيع يحاول دومان وفريق التدريس في المعهد أثبات ذلك للآباء وتعليمهم كيف يطبقون النظرية على أطفالهم.
وتقوم نظرية التدريس في المعهد على عقل الطفل مثل ذاكرة جهاز الكمبيوتر بحاجه إلى من يملؤه بالبرامج المناسبة وكلما تم ذلك في سن مبكرة كان أفضل لأن تشغيل العقل يساعد على تنميته وبالتالي يجب البدء مع الطفل وهو في شهوره الأولى لآن خلايا مخ الطفل في هذه السن تكون قادرة على تقبل المعلومات والتدرج في تقبلها بعد ذلك ولكن قبل ذلك يجب تعويد عقل الطفل تماماً كما في الكمبيوتر على نظام عمل معين يقوم على معرفة بالمهارات الأساسية.
(الأطفال بين العبقرية والجنون)
في كل مجتمع يندر عدد النوابغ أصحاب الذكاء الشديد الارتفاع، ففي فرنسا مثلا يزيدون على بضعة آلاف وهم ينتمون إلى كافة الطبقات الاجتماعية أما مشكلتهم الكبرى فهي غالبا ما تكون العزلة التي يجدون أنفسهم فيها فبسبب ذكائهم المفرط يصعب على الآخرين فهمهم فبعضهم يصاب بالجنون وآخرون ينحرفون محاولين الفرار من عالم يدركون أنه لم يصنع على مقاسهم وحيث يعرفون أنهم لم يلقوا من يتفهمهم أو من يساعدهم على بلوغ السعادة.
وثمة حالات عديدة لعباقرة صغار تخلوا عن أحلام المستقبل اللامع ليتحولوا إلى منحرفين نزلاء للسجون بينما وجد آخرون أنفسهم في مصحات عقلية بعد أن تعذر عليهم مواكبة وسطهم العاجز عن اللحاق بهم ولإثبات أن الدرجة العالية جدا من الذكاء لا تكفي بالضرورة لإنجاح حياة صاحب هذا الذكاء ،بل العكس فإن ذكاء شديدا يمكن أن يشكل عقبة هامة لنجاح الطفل بأهمية عقبة الغباء فأطفال من أصحاب حاصل ذكاء مرتفع جداً قد يفشلون دراسياً ومن ثم إجتماعياً في حين إن آخرين على المستوى ذاته من الذكاء يتوصلون إلى أعلى المستويات والأطفال النوابغ يتميزون أيضا بحساسيتهم الفائقة فهم يتحسسون أكثر من أترابهم العاديين
من مشاعر الإجحاف والجبن وقدرتهم على الثورة على الجبن هي بحجة ذكائهم أي أعلى من قدرة الآخرين والواضح أن الأطفال النوابغ مصدر إزعاج وحرج للآخرين فهم يثيرون الإضراب لدى أهلهم وفي عائلاتهم وبين زملائهم وحتى يزعجون معلميهم بأسئلتهم المستحيلة وقد روى أب احد الأطفال الذكاء ماحدث لإبنه قائلا: لقد ساءت العلاقة كثيراً بين إبني وأستاذ العلوم الطبيعية الذي لم يعد قادراً على احتماله وكل ذلك لأنه حين كان المعلم يشرح لتلاميذه أن بعض الطيور المهاجرة تتوجه في رحلتها عن طريق الشمس ويعتقد الطفل إن بعض الظواهر المغناطيسية المعقدة تساهم أيضا في توجيه الطيور في هجرتها ويقول الأب وحين حاول أبني شرح هذه الظواهر ،أنبه المعلم بقسوة وأسكته بعد أن شعر بالمهانة لكون الولد يعرف عن هذا الموضوع أكثر منه ومنذ ذلك الحين يتعرض الطفل لشتى العقوبات من هذا المعلم وغالباً ما يتعرض الأطفال النوابغ للملل في حياتهم بين زملائهم فهم مثلا قادرون على الاستيعاب بسرعة أكبر بكثير من أترابهم بحيث يتوجب إيجاد نشاطات أخرى لهم بينما يكون زملاؤهم يدرسون ويحكى أحد الاختصاصيين عن نابغة أهتم بحالته إذ سأله يوما عن أسباب رفضه لتعلم القراءة فأجاب الصبي يوم دخلت إلى المدرسة قال المعلم (سندرس اليوم الرقم(1) وبما أني كنت أعرف مسبقاً الحساب قلت في نفسي إذا كان هذا اليوم مخصصا للرقم (1) وغدا للرقم (2) وهكذا سأكون بين الأموات قبل أن نصل إلى الرقم 1000 لذلك فإن الطفل الذي يستوعب الدرس في خمس دقائق يمضي الوقت المتبقي من الحصة حالما في عالم آخر وينتهي على هذا المنوال إلى عدم الاهتمام قطعاً بما يدور حوله وبهذا الأسلوب يتحول النوابغ ،إذا لم ينتبه المسئولون عنهم إلى فاشلين دراسيا وما يتبع ذلك من تبعات. وتؤكد اختصاصية أخرى أن هؤلاء الأطفال ذوو حساسية أشد من الآخرين وهم بحاجه ماسه بشكل عام إلى المعرفة ويستوعبون أسرع من الآخرين ويتمتعون بذاكرة عجيبة لذلك فإن الإبقاء على مثل هؤلاء الأطفال في صفوف عادية كفيل بدفعهم إلى الفشل الدراسي أو إلى تحويلهم إلى هامشيين مثال تلك الشابة ذات معدل الذكاء العالي جدا التي تخلت عن دراستها لتصبح خادمه في البيوت!ولأسباب كهذه تسعى السلطات في الدول المتقدمة إلى افتتاح مدارس خاصة بالأطفال النوابغ يمارس فيها التدريس بمناهج سريعة تلبي حاجة هؤلاء إلى المعرفة بسرعة وتهيئوهم للدراسات العاليه وهم لا يزالون في سن مبكرة وقد افتتحت أول مدرسة من هذا النوع في فرنسا في مدينة (نيس) عام 1987 في حين أن دولا أخرى وعت منذ زمن هذه المشكلة فاهتمت بالبحث عن أطفالها النوابغ لتوجيههم باكراً ودون إضاعة وقت أو مواهب نحو الميادين التي ينبغون فيها ومن أهم هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي والصين وكلها اعتمدت سياسة الانتقاء والتوجيه لتجعل من أطفالها النوابغ عباقرة يدفعون ببلادهم نحو المزيد من التقدم العلمي والتكنولوجي أو الثقافي أو يمكنون بلادهم في حالات كالصين مثلا من اللحاق بركب الدول المتقدمة عليها تكنولوجياً.
(الذكاء…وراثي أم مكتسب)
يقول العلماء (الذكاء هو الذي يصنع العباقرة فالذكاء هو بناء الشخصية هو المقدرة على التمييز بصورة جيدة هو المقدرة على إجراء تبادلات على الانفعال والتخيل والإبداع والابتكار والانفجار في موجة من الغضب أو السعادة والذكاء ليس شيئا يلقاه الإنسان كأي عضو من أعضائه أو الصفات الجسدية التي تميزه بل هو مقدره قابله للتطوير والتنمية وكل كائن لابد له لكي يصبح ذكياً أن ينمي ذكاءه.وهذا معناه أن هناك عملية بناء ذاتية للذكاء ويبلغ عدد الخلايا العصبية (100 مليار خلية) لكل منها ما يقرب من مائة وحدة اتصال بغيرها من الخلايا العصبية ولكنها غير منسقه وخلال الأعوام الأولى يرتفع عدد وحدات الاتصال بين الخلايا العصبية من بضع مئات إلى بضع عشرات من الآلاف ويبلغ حجم المخ بعد الولادة عند البشر أهم بكثير من نموه عند الحيوانات الثديية حيث يبلغ حجمه عند ولادتها (70%) من حجمه النهائي وبالتالي فهناك عملية بناء مستمرة للمخ من حيث محتوى خلاياه العصبية ووحدات الاتصال بين الخلايا العصبية وهي هائلة من حيث عددها لدرجة يستحيل معها أن تكون مبرمجة مسبقاً بواسطة الجينات المتوارثة وثراء المخ هو الذي يؤكد أن الذكاء قابل للتنمية فالذكاء الحقيقي ليس حفظ أشياء لمجرد أنها مدرجة بالمنهج بل هو مزيد من الانفتاح نحو العلم ومزيد من التنمية الذاتية لقدرات المرء والجدير بالذكر أن ثراء الذهن الحقيقي يكمن في مقدرة الإنسان على الاستفسار عن أمور عديدة والذكاء قد يصبح مدمراً عندما يقود الإنسان إلى الهلاك ويقال إن العالم الكبير (إينشتاين) قد قال لنفسه ليلة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإلقاء قنبلة هيروشيما (هناك أشياء يستحسن إلا يقدم عليها الإنسان ويؤكد العلماء ان بإمكان المرء استغلال مخه واستثمار قدراته بصوره أفضل مما يفعله في الوقت الحالي وهنا يكمن كل غموض المخ فهو لا يصبح ثرياً إلا إذا كف الإنسان عن استخدامه فاستخدام المخ يسهم في تنمية قدراته وهكذا تنشأ مسارات جديدة بداخل بعضها يستخدم في عملية التذكر والآخر في التخيل بل أن النوم يسهم في تشغيل أجزاء من مخ الإنسان لا يمكن أن تنشط أثناء النهار والمرء بإمكانه أن يعيش ثلاثة أو أربعة قرون من الزمن بمخ يتجدد بصورة مستمرة.
(العلماء وصناعة العبقرية)
الاهتمام بالعقل الإنساني وتطويره خاصة بالنسبة للأطفال ضرورة هامة تبدو خطورتها كل يوم مع حدة التنافس في المجتمعات الإنسانية على التفوق والتطور والوصول إلى المراكز القيادية وإذا كان الاهتمام بالأطفال المتفوقين ضرورة فإن من الضروري أيضا توجيه الاهتمام إلى تطوير ذكاء الأطفال العاديين خاصة مع شيوع فكرة إمكانية تدريب العقل الإنساني وتطوير إمكانياته بمثل ما يمكن تطوير القوى العضلية والطفل المتفوق عقليا يكتسب المعلومات بطريقة سهلة ودون مجهود يذكر أما بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال فإن اكتساب المعلومات يأتي محصلة لمجموعة من العوامل منها المدرس الذي يثير قدرات –الطفل العقلية والشخص القدوة في حياة الطفل والمواد التعليمية الجذابة والبيئة الملائمة وقبل ذلك كله تشجيع الأسرة وتوفير للطفل ما يتيح للطفل سهولة اكتساب المعلومات يأتي محصلة لمجموعة من العوامل منها المدرس الذي يثير قدرات الطفل العقلية والشخص القدوة في حياة الطفل والمواد التعليمية الجذابة والبيئة الملائمة وقبل ذلك كله تشجيع الأسرة وتوفير ما يتيح له سهولة اكتساب المعلومات فقد قامت فنزويلا في أمريكا اللاتينية بتخصيص وزارة بكامل هيئتها لشحذ ذكاء جميع مواطنيها والوزير هو الدكتور (لويس مكادو) الذي يؤمن بشدة إن في إمكانه بمساعدة هيئة موظفيه أن يزيد من ذكاء كل مواطني فنزويلا وتستخدم الوزارة وسائل مساعدة لتحقيق هذا الهدف تعتمد أساسا على الموسيقى ولعبة الشطرنج وتنمية الحواس الطبيعية للأطفال منذ ولادتهم ويقول لويس ماكادو تخيلوا لو أمكننا تنمية ذكاء كل سكان العالم في كل بقاع الأرض تخيلوا ماذا ستكون النتيجة ستكون الانتقال بالبشرية إلى مرحلة جديدة تماما وهذا ما نحاول أن نفعله هنا في فنزويلا كبداية للمشوار ويتم تطبيق هذه البرامج على نطاق واسع وفي كل أنحاء البلاد ويتركز الاهتمام بالذات على مستشفيات الولادة حيث يتم تعليم الأمهات كيف يعملن على اكتشاف وتنمية قدرات وطاقات أطفالهن حديثي الولادة عن طريق أفلام تلفزيونية مسجله تعرض في دوائر تلفزيونية مغلقة فتقدم هذه الأفلام مثلا النصح للأمهات بأن يدربن الأطفال على التمييز بين الروائح المختلفة من اليوم الأول لولادتهم وكذلك التفرقة بين البرودة والحرارة بأن يلمسن الأطفال بمياه ساخنة وباردة ومعرفة الأصوات والمواد الخشنة والناعمة إلى آخر ذلك وتركز تلك الدروس على ضرورة الكلام والحديث إلى الأطفال المواليد لجذب انتباههم وتعويدهم على سماع الأصوات المختلفة.
وخاتمة إن الاهتمام بتنمية الطاقات العقلية للأطفال العاديين بكل الوسائل الممكنة وعلى الأمة العربية التفكير من الآن في مستقبل أطفالنا حتى يخرج من بينهم اينشتاين عربي.