تعتبر الأفكار وليدة للمعتقدات التي ينشأ عليها الفرد، ولا شك أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه human is asocial creature يتفاعل مع الآخرين، يؤثر ويتأثر بهم ، وقد وجد أن الفرد عندما يعتريه مرض أو ضرر صحي فإن أقرب المحيطين به يبادرونه بالنصائح والإرشادات التي قد تحمل الصواب أو الخطأ وبالتالي يبداْ المريض بترسيخ تلك الاْفكار في حياته من منطلق أنها تساعد على العلاج بغض النظر إن كانت سليمة أو تحتمل الخطأ.
ولا شك في أن التعامل مع مريض القلب يحتاج لدرجة عالية من الاهتمام والرعاية النفسية والاجتماعية لأن للمرض جذوراً نفسية تستدعى مجموعة تدخلات وقائية من منطلق اجتماعي لأنها تتولد جراء عملية التفاعل الاجتماعي مع الآخر، ولاشك أيضاً أن العالم اليوم يؤمن بالنهج الشمولي في علاج جميع الأمراض ومنها مرض القلب باعتباره بدأ يأخذ منحىً نفسياً و اجتماعياً في التفسير والدراسة ،وهذا ما أكده الدكتور (اْمرسون) في تعليمه لطلاب الطب بلندن خلال ثلاثينيات القرن الماضي عندما قال: (إن الطبيب لا يتمكن من علاج المرض دون معرفة بالدراسة الاجتماعية وأوضاع المرضى) ويعتبر التعامل مع الأفكار الناتجة عن المرض من منطلق وقائي نهجاً لأقسام الخدمة الاجتماعية في المستشفيات والعيادات الطبية على اعتبار أن الأخصائي الاجتماعي موكل بالتعامل مع الاْفكار التي تنتج عن تعامل المريض مع الغير. (ماهر أبو المعاطي وآخرون: الخدمة الاجتماعية المعاصرة، كلية الخدمة الاجتماعية ،جامعة حلوان، القاهرة، مطبعة الجامعة 1998).
أهم الاْفكار الناتجة عن تعامل المريض مع الاْخرين :
إذا اخبرنا الطبيب باْننا مريضون بمرض ما وأخذنا الدواء ونصيحة الطبيب وقال: (لا تقلق إنها وعكة صحية وسوف تأخذ وقتها) فحقاً سوف يتحقق العلاج الناجح وإذا طرحنا مشكلتنا الصحية على الآخرين من غير المتخصصين فسوف تتولد لدينا أفكار تؤثر على الشفاء بغض النظر عن صحة تلك الافكار من عدمها، ومن هذه الأفكار:
- الزواج يمثل خطراً كبيراً على مريض القلب
- ممارسة الرياضة تؤثر على عضلة القلب
- الموت المفاجئ مصير مريض القلب
- لا يوجد علاج لمرض القلب في الوطن العربي
- مريض القلب يتطلب زرع أعضاء
- زرع الأعضاء مكلف للغاية لا يقدر عليه إلا الأغنياء
- مرض القلب يورث للأبناء
- مريض القلب يحمل اْمراضاً أخرى في المستقبل تؤثر على مناعته
- مرض القلب مرض جسماني وليس نفسياً
- التدخين لا يرتبط بمرض القلب
دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع تلك الاْفكار :
- لابد للأخصائي الاجتماعي الناجح في عمله أن يعد دراسة اجتماعية عن مريض القلب تتضمن ظروفه المعيشية والاجتماعية.
- يحاول الأخصائي الاجتماعي جاهداً أن يعد تقريراً عن أفراد الأسرة يضم الحالة التعليمية والاقتصادية والثقافة الطبية لدى أفراد الأسرة
- يقوم باستخدام نتائج تلك الدراسة في عقد جلسات إرشادية مع أفراد الأسرة لتوعيتهم بظروف المريض وعدم مناقشة الأفكار السلبية أمامه
- يبرم الأخصائي الاجتماعي اتفاقاَ مع أفراد الأسرة على أسلوب موحد في النقاش والحوار حول المرض
- يسعى الأخصائي الاجتماعي لتزويد الأسرة بمعلومات صحيحة عن مرض القلب ، ويقدم لهم نماذج إلكترونية لمواقع تتناول المرض من أجل سرعة التواصل
- يعمل الأخصائي الاجتماعي على تقسيم أفراد الاسرة حسب مهام على الشكل التالي :
- مرشد داخلي: يقدم المعلومات للمريض إن طلبها ويثقف من قبل الاخصائي الاجتماعي تثقيفاً صحياً
- مروح أسري: يتولى مهمة الترويح والترفيه ومرافقة المريض في جولاته الخارجية
- مرسل : يتولى إرسال الأفكار ذات النمط المتفائل في نفس المريض ومن الممكن له استخدام نشاط التلوين والرسم والقصص الخيالية مع التشجيع المستمر للمريض
- الاطمئنان على صحة المريض من خلال الاتصالات الهاتفية ورسائل الSMS
- يقوم الأخصائي الاجتماعي بإعداد تقرير مفصل عن جهوده المباشرة وغير المباشرة من خلال التشكيلات الأسرية التي يعدها من خلال برنامج تدريبي ويناقشه في مؤتمر يحضره الطبيب النفسي والأخصائي النفسي و الطبيب المعالج و أخصائي العلاج بالعمل.
- يقدم الإخصائي الاجتماعي قوائم تعزيز تلائم مرحلته العمرية تجاه المريض لضمان سلوكه الإيجابي الذي يعكس مستوى التوترات وسلامة قلبه خلال عملية العلاج.