لا يقتصر الاهتمام بالطفل الأصم وضعيف السمع على رعايته وتصميم البرامج التدريبية والتأهيلية فقط بل يتعدى ذلك إلى ضرورة إقامة علاقات بناءه ضمن نطاق الأسرة تستند على التقبل وتوفير أوجه الدعم لتخفيف الضغوط النفسية والمادية التي يعانون منها. ويعرف الإرشاد الأسري في مجال الأشخاص الصم وضعاف السمع بأنه مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم لأسرة الشخص من ذوي الإعاقة خاصة بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة على اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدها في مواجهة مشكلاتها المترتبة علي وجود طفل أصم أو ضعيف السمع لديها سواء ما يتعلق منها بأساليب التنشئة الاجتماعية، أو بتأهيله وكل ما من شأنه الاستفادة القصوى من قدراته.
وسوف نتناول فيما يلي من سطور المحاور الخمسة التالية:
- استراتيجيات الإرشاد الأسري للأشخاص الصم وضعاف السمع
- أهداف إرشاد أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
- متطلبات نجاح الإرشاد لأسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
- معوقات إرشاد أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
- الإرشاد الأسري كاستراتيجية وقائية للحد من الاثار السلبية الناجمة عن الصمم وضعف السمع
أولاً ـ استراتيجيات الإرشاد الأسري للأشخاص الصم وضعاف السمع
تتنوع فنيات الإرشاد الأسري التي يجب على أخصائي التربية الخاصة استخدامها في مجال العمل مع أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع لعل من أهمها:
- المحاضرة: من خلال تقديم معلومات لأعضاء الأسرة عن الإعاقة وأسبابها وآثارها عليهم وعلى الطفل.
- الحوار: من خلال استخدام أسلوب المناقشة.
- إعادة الصياغة: من خلال إعادة تشكيل المواقف التي تواجه عضو الأسرة وإعادة صياغة الأفكار اللاعقلانية للأسرة تجاه الطفل وسلوكه وتبني رؤية جديدة تجاهه.
- التجسيد الأسري: يتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في العمل على زيادة وعي أعضاء الأسرة وخاصة الوالدين بطريقة تواصلهم والصورة التي ينظرون بها إلى الطفل.
- التواصل: من خلال العمل على تحسين التواصل بين أعضاء الأسرة.
- التعزيز الايجابي: من خلال تقديم مدعمات ايجابية (مادية أو اجتماعية) للطفل الأصم وضعيف السمع عند قيامه بسلوك مرغوب.
- لعب الدور، وتبادل الدور: من خلال إسناد دور ما لعضو الأسرة؛ ثم تبادل الأدوار بحيث يضع الفرد نفسه مكان الآخر، يتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في معايشة عضو الأسرة للدور ومهامه خاصة إذا قام عضو الأسرة بدور الأصم مثلاً فإنه يشعر بمدى المعاناة التي يجدها أثناء التواصل مع الأشخاص السامعين.
ثانياً ـ أهداف إرشاد أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
لعل أهم الأهداف التي يحققها الإرشاد للأطفال ذوي للصم وضعاف السمع وأسرهم يمكن تلخيصها فيما يلي:
- توفير الدعم الاجتماعي والانفعالي لهم ولأسرهم.
- تعليم وتثقيف الفرد وأسرته من خلال البرامج التدريبية الفردية والجماعية.
- مساعدتهم في علاج المشاكل السلوكية والانفعالية وكذلك على التكيف الاجتماعي.
- المساهمة في تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتطوير مهاراتهم الحياتية التي تساعدهم على الاستقلال إلى أقصى درجة.
- توعية الأشخاص الصم وضعاف السمع وأسرهم بالامتيازات والتشريعات الممنوحة لهم، مثل القانون الإماراتي رقم (29) لسنة 2006 وتعديلاته سنة 2009.
- مساعدة أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع في الحصول على المعلومات التي يحتاجونها فيما يتعلق بتربية وتعليم الفرد من ذوي الإعاقة وتأهيله.
- تعريفهم بالمهن المتوفرة في البيئة المحلية وأماكن التدريب المناسبة لهم لتوفير الاستقلال الاقتصادي للأشخاص الصم وضعاف السمع ما أمكن.
- مساعدة أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع على التكيف والاندماج في الحياة الاجتماعية في المجتمع بإيجابية والقيام بأدوارهم الطبيعية خارج الأسرة.
- مساعدة أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع على تقبل حقيقة إعاقة ابنهم والتكيف معها والتعايش والتعامل المناسب مع الواقع الجديد الذي فرضه وجود طفل أصم أو ضعيف سمع في الأسرة.
ثالثاً ـ متطلبات نجاح إرشاد أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
- تحديد جوانب القوة وجوانب الضعف لدي الأشخاص الصم وضعاف السمع.
- تحديد الأوضاع البيئية (المعهد / البرنامج / المدرسة / النادي….. إلخ) التي تحدث فيها المشكلة، وكذلك المواقع، والأوقات، والأشخاص.
- الكشف عن العوامل المسؤولة عن تلك المشكلات ومبرراتها من وجهة نظر كل فريق.
- عقد ورش عمل / دورات تدريبية تكيفية لتعديل السلوكيات غير المرغوبة.
- تدريب الوالدين على كيفية استخدام برامج تعديل السلوك واقتراح جدول زمني محدد لمتابعة سلوك الطفل الأصم أو ضعيف السمع.
- تفعيل دور المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات للأسرة.
- النظرة الواقعية لإمكانيات الطفل الأصم أو ضعيف السمع وما يستطيع القيام به.
- تحديد خطة تطبيق لبرنامج الإرشادي الفردي والجماعي.
- مراعاة الاحتياجات البدنية والطبية للأشخاص الصم وضعاف السمع.
- توافر فريق متكامل يتضمن (الأخصائي الاجتماعي، الأخصائي النفسي، الطبيب، أساتذة التربية الخاصة).
- التواصل بين المدرسة والأسرة حتى تتكامل الخدمة الإرشادية.
رابعاً ـ معوقات إرشاد أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع
1 ـ معوقات ذات علاقة بالأسرة:
الأسرة أكثر معرفة بمشكلات طفلهم الأصم أو ضعيف السمع واحتياجاته وقد تقدم له خدمات قد لا تتوفر في مراكز الرعاية المحلية، فضلا عما توفره الأسرة من مشاعر الأمن والحنان بدرجة قد لا يشعر بها الطفل في مكان آخر.
إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه الإرشاد الأسري للأشخاص الصم وضعاف السمع والمرتبطة بالأسرة ومنها ما يلي:
- عدم تعاون بعض أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع في تنفيذ البرنامج التربوي الفردي لأطفالهم.
- التعاون غير المستمر بين الأسرة والمعهد / البرنامج، حيث مع بداية العام الدراسي يبدأ المرشد النفسي ببرنامج ارشادي جديد بسبب أن الأسرة لم تكمل البرنامج الذي أعد للطفل في العام السابق.
- وضع أهداف وتوقعات أعلى من قدرات الطفل الأصم وضعيف السمع بشكل يحد من عمل المرشد.
- تدني مستويات الوعي وتأخر اكتشاف إعاقة الطفل.
- قلة المعلومات لدى الأسرة حول الخدمات المتوفرة في المجتمع المحلي.
- تدني مستوى الخدمات التربوية والنفسية والتأهيلية المقدمة للأشخاص الصم وضعاف السمع.
- نقص معلومات وخبرات الأسرة عن الإعاقة وآثارها ودورهما تجاه المعوق وإعاقته.
- عدم التحلي بالصبر والتحمل عند التعامل مع الطفل الأصم وضعيف السمع.
- افتقار أعضاء الأسرة لطرق التواصل (لغة الإشارة، التهجي الإصبعي، قراءة الشفاه) أو التواصل الكلى للأشخاص الصم وضعاف السمع.
2 – معوقات ذات علاقة بالمرشد الأسري:
هناك العديد من التحديات التي تواجه المرشد في مجال التربية الخاصة وتشكل عقبة في أداء دوره التربوي منها ما يلي:
- تعقيدات السلوك الإنساني خاصة مع حالات الإعاقة.
- افتقار بعض المرشدين إلى المعايير اللازمة لممارسة المهنة وقلة الخبرة في هذا المجال.
- عدم توافر العدد الكافي من المرشدين المؤهلين.
- المفاهيم والاتجاهات السلبية نحو الأشخاص الصم وضعاف السمع.
- عدم توافر التسهيلات المادية للمرشد الأسري من كتب ومراجع حديثة وأجهزة تدريب متطورة.
- ضعف الإعداد العلمي للمرشد النفسي مما يعيق الإرشاد الأسري.
3 – معوقات مجتمعية:
تتمثل تلك المعوقات فيما يلي:
- قلة عدد الأخصائيين في مجال الإرشاد الأسري للعمل مع أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع.
- قلة عدد المراكز التي تقدم خدمات تأهيلية ملائمة.
- عدم توافر معلومات مركزية للخدمات والجهات التي تقدمها.
- قلة الاختبارات والمقاييس التي تعطي رؤية شاملة للأداء الأسري الموجهة إليه الخدمة.
- المواصلات والمعوقات البيئية قد تقف حائلاً دون استفادة الأسر وأطفالها من الخدمات.
- تحكم المهنيين بالقرارات.
- تركيز جميع الخدمات المقدمة للأسر في المدن الكبرى مما يعوق استفادة الأسرة من هذه الخدمات.
خامساً ـ الإرشاد الأسري كاستراتيجية وقائية للحد من الاثار السلبية الناجمة عن الصمم وضعف السمع
- أهمية النظر إلى الإرشاد الأسري على أنه جزء لا يتجزأ من حياة الأسر ودورتها.
- العمل على تقديم الإرشاد الزواجي للراغبين في الزواج وتوعيتهم بأهمية الفحوصات الطبية اللازمة لتجنب احتمال إعاقة الأطفال.
- تفعيل التواصل المشترك بين الأسرة والبرنامج وكافة الجهات المعنية التي تقدم خدمات للأشخاص الصم وضعاف السمع.
- عقد دورات تدريبية للآباء عن الصمم وضعف السمع ومشاكل الأشخاص الصم وضعاف السمع وكيفية التعامل معها.
- تبصير الأسرة بأن ما يعانيه الأشخاص الصم وضعاف السمع من المشكلات هو نتاج للتفاعل الأسري أكثر من كونه راجع للإعاقة.
- تدريب أعضاء الاسرة على طرق التواصل مع الأشخاص الصم وضعاف السمع واكتسابهم مهارات وأسس وقواعد تلك الطرق.
- تفعيل دور مراكز الأمومة والطفولة والرعاية الصحية في التوعية بكيفية تجنب حدوث الإعاقة واكتشافها في مراحل مبكرة.
- إعداد الكوادر البشرية المؤهلة للتوعية بالإعاقة في كل قطاعات الدولة.
- أهمية إعداد دورات تثقيفية للأمهات قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة حول الرعاية الصحية والنفسية لأطفالهم وكيفية تجنب مسببات الصمم وضعف السمع.
المراجع
- أحمد عربيات، محمد الزيودي (2008). فاعلية برنامج ارشادي لخفض الضغوط لدى الطفال ضعاف السمع وأثره في تكيف أطفالهم. مجلة جامعة دمشق. / 24، ع:1
- جمال عبد الناصر (2011). دور الأسرة تجاه الطفل المعوق سمعياً.
- http://shifa.ahlamontada.com/t561-topic
- على عبد النبي حنفي: العمل مع أسر ذوي الاحتياجات الخاصة (دليل المعلمين والوالدين). دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، دسوق. جمهورية مصر العربية.
- هشام عبد الله، حسين النجار، خالد الرشيدي، شاهر الرواجفة، صفاء غازي (2010). الخدمات الإرشادية لذوي الاحتياجات الخاصة. خوارزم العلمية ناشرون ومكتبات. جدة.
الجنسية: الإمارات العربية المتحدة
الإقامة: العين ـ الإمارات العربية المتحدة
- رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
- أستاذ مساعد/ التربية الخاصة كلية التربية – جامعة الإمارات.
- منسق وحدة تنمية الطلبة (2008-2009) / كلية التربية – جامعة الإمارات.
- دبلوم مهني في التربية تخصص تربية خاصة (1996).
- دبلوم خاص في التربية تخصص صحة نفسية (1997).
- ماجستير في التربية، صحة نفسية (2001)، عنوان الرسالة:فاعلية برنامج تدريبي لغوي على التوافق النفسي لدى المعاقين سمعيا في مرحلة ما قبل المدرسة، بتقدير ممتاز وتبادل بين الجامعات.
- دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية (2005) عنوان الرسالة:برنامج إثرائي لتنمية السلوك الابتكاري لدى الأطفال الصم، منح الدرجة مع تبادل بين الجامعات.
- عضو رابطة الأخصائيين النفسيين (2005) حتى الآن، بجمهورية مصر العربية.
- عضو بمركز ديبونو لتعليم التفكير (2008) حتى الآن، بالمملكة الأردنية الهاشمية.
- عضو بالجمعية الخليجية للإعاقة (2008) حتى الآن، بمملكة البحرين.
- عضو بمجلس التنفيذي بالجمعية الخليجية للإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة (2010 -2012).
- عضو بمجلس أمناء جائزة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للأجيال (2008) حتى الآن.
- عضو بجمعية أولياء أمور المعاقين (2009 ـ 2012)، دولة الإمارات العربية المتحدة، الشارقة.
- من مؤسسي جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل.
- عضو في مجلس إدارة جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل (2010-2012)، أبوظبي.
- عضو بمجلس أمناء مدرسة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان (2009 ـ 2012).
- عضو بمجلس أمناء جائزة زايد بن هزاع بن طحنون آل نهيان لصناعة القادة (2009 ـ 2012).
- عضو في هيئة التحرير مجلة دراسات في علوم الأرطوفونيا مجلة علمية محكمة في علوم الأرطوفونيا تصدر عن مركز البصيرة للبحوث والدراسات. بالجزائر (2011).
- رئيسة لجنة التحكيم الطالب المتميز في جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز لدورتها الـ 13 (2011) والدورة 14 (2012).
- عضو في لجان مختلفة في كلية التربية: التنوع، المعيدين، ملتقى البحوث الطلابية، الخريجات، المسابقة التربوية، لجنة شؤون أعضاء هيئة التدريس، لجنة شؤون الطلبة والجداول الدراسية، لجنة الأنشطة الاجتماعية، لجنة البحث العلمي (2008 ـ 2012).