إعداد الأستاذ عبد المنعم محمد عوده الدويري
الإعاقة البصرية القشرية Cortical Visual Impairment (CVI)
اضطراب بصري مبني على الدماغ ناتج عن الضرر في المسارات البصرية أو مناطق معالجة الرؤية في الدماغ. وهو أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة البصرية في الطفولة، ويؤدي إلى صعوبة في الانتباه والتمييز البصري وبالتالي عدم الوصول لفهم واضح للعالم من حول الشخص.
اقرأ ايضا: الإعاقة البصرية.. التعريف والتشخيص والخصائص – ج1
لماذا يصعب فهم ال CVI؟
تعتبر ال CVI مشكلة غير مشخصة بما يكفي، حيث يُشخص أقل من 20% من الحالات المحتملة فقط، ويعتقد أن مقابل كل طفل مشخص هناك أربع حالات محتملة أخرى غير مشخصة وهذا أمر مقلق.
وتفسير ذلك أنه غالبًا ما ترتبط الإعاقة البصرية بالجهاز البصري العيني بشكل مباشر فتكون هناك مشكلة محددة في جزء من أجزاء الجهاز البصري.
ولكن CVI هو مشكلة عصبية، حيث يواجه الدماغ صعوبة في معالجة ما تراه العينان حتى لو كانتا سليمتين تمامًا! وهذا يسبب ارتباكًا في التشخيص، كما أن وجود حالات بصرية مشتركة لدى البعض قد يجعل أعراض ال CVI غير واضحة.
كذلك فإن عدم وجود اختبارات تشخيصية قياسية لـ CVIيجعل من الصعب التعرف عليه، كما أن العديد من الحالات لديها تحديات متداخلة كالشلل الدماغي، اضطراب طيف التوحد، متلازمة داون، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيداً، كل ذلك قد يؤدي الى تشخيص أعداد كبيرة بشكل خاطئ مما يمنعهم من الوصول إلى خدمات تعليمية وتأهيلية فعالة.
أسباب الإعاقة البصرية القشرية؟
إن أي ضرر في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الرؤية قد يسبب ال CVI وذلك يشمل:
- الضرر الدماغي الناتج عن الولادة المبكرة.
- السكتة الدماغية عند الأطفال.
- نقص التروية الدموية للدماغ.
- نقص الأوكسجين أثناء الولادة،
- تشوه الدماغ أو التهابات الدماغ.
- نقص السكر في الدم للرضّع الجدد.
- زيادة حجم السائل الدماغي.
- الصرع.
- الأمراض الأيضية.
- إصابات الرأس بسبب الحوادث المختلفة.
- اضطرابات عصبية أخرى.
أسباب أخرى:
- استخدام العقاقير أثناء الحمل من قبل الأم.
- توقف عضلة القلب عند الأطفال.
- الحمل التوأمي.
- اضطرابات في نمو الجهاز العصبي المركزي.
- الشلل الدماغي والتأخر النمائي.
حالات مرتبطة: الحالات العصبية التطورية والمتغيرات الجينية مثل:
- متلازمة ويليامز
- اضطراب طيف التوحد
- متلازمة داون
- اضطراب نقص CDKL5
- متلازمة ريت
- الأمراض والمتغيرات الجينية المختلفة.
صفات بصرية شائعة:
- حدة البصر: ضعف واضح.
- مظهر العينين: شكل من أشكال الحول وتفضيل لإحدى العينين.
- حركة العينين: وجود (الرأرأة) في اتجاهات مختلفة: أفقيًا، رأسيًا، وقطريًا ومشاكل في التحول البصري والانتظار والاستجابة لهدف متحرك.
- الانتباه البصري: عدم القدرة على المتابعة البصرية المتواصلة للتعرف على الأشياء، فقد يركز الطفل على منطقة صغيرة فقط دون القدرة على معالجة أو فهم العناصر الأخرى كما أنه لا يملك القدرة على الحفاظ على النظر في بيئات مزدحمة وغير مكيفة أو أثناء الإرهاق والتعب.
- التفاعل الاجتماعي: نظرة غير طبيعية أو تجنب النظر للآخرين، صعوبة في النظر إلى الوجوه والتعرف عليها وتفسير التعبيرات الوجهية، مثلاً، تجده لا يبادلك الابتسامة أو لا ينظر إلى عينيك أو قد ينظر إليك لكن كأنه لا يراك.
- فترة الاستجابة: تأخر الاستجابة للمثيرات البصرية بسبب ضعف الانتباه البصري وصعوبة تفسير وفهم ما يراه.
- توجيه الأطراف العلوية بصرياً: ضعف في التوجيه البصري للأطراف العلوية لوصول أو ودقة الوصول للأشياء، فقد يحمل الطفل شيئًا في يديه ولكنه لا يستطيع النظر إليه، أو قد ينظر إليه ولا يفهمه أو قد يقدر مدى الوصول بشكل زائد أو يقدره بحذر.
- توجيه الأطراف السفلية بصرياً: تتأثر القدرة على الخطو بدقة أو وضع القدم بدقة، مثل وضعها في الحذاء أو صعود ونزول الدرج او تجاوز العوائق.
- التكامل الحسي: تتأثر المدخلات الحسية المختلفة أثناء أداء المهام البصرية فقد لا يكون الطفل قادرًا على الاستماع أو الشعور بالاهتزاز أثناء أداء المهام البصرية.
- المجال البصري: هناك محدودية في المجال البصري وضعف في التعرف على الأشياء في أجزاء معينة من المجال البصري (اليسار واليمين، العلوي والسفلي).
- يرهقهم التحفيز البصري الكثير لأن أدمغتهم تواجه صعوبة في إدراكه، ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى تجنب النظر إلى الأشياء والأشخاص من حولهم.
- تأثير الحركة: الحاجة للحركة لكسب الانتباه البصري مع وجود تحدٍّ في القدرة على متابعة العناصر السريعة الحركة؛ أو إدراك ضعيف للحركة (السرعة، والمسافة أو اتجاه الحركة)؛ وضعف مهارات الرؤية العمياء (تجنب العوائق أثناء التحرك دون وعي بالعقبة) فلا بد من حركة الأجسام ليعرف أنها موجودة، أو قد يواجه صعوبة في تقدير المسافة والسرعة، مثل سيارة قادمة نحوه.
- تأثير البيئة: تتأثر رؤية ذوي اضطراب CVI بالعمليات الداخلية والخارجية، فالتعب والضغط والقلق والمرض وكذلك البيئات الجديدة والمزدحمة، والأجواء الحارة والغائمة تجعل استخدام البصر أمراً صعباً ويفقدهم القدرة على التركيز.
- تأثير اللون: يفضل العديد منهم لونًا واحدًا على الألوان الأخرى؛ لذا علينا معرفة هذه الألوان وتقييم كيف تساعدهم على فهم العالم، وتقييم استجاباتهم للألوان الأخرى والأبيض والأسود، وكيف يستخدم اللون للاهتمام البصري والتعرف على الأشياء.
- تأثير الضوء: بشكل عام يتأثر الأداء البصري لديهم بوجود الضوء سواء كهدف أو خلفية.
- تكون استجاباتهم للضوء غير طبيعية فقد نجده ينظر إلى الضوء بشكل متكرر أو لديه حساسية زائدة تجعله يتجنب الضوء.
- التعرف البصري: يواجه الأطفال ذوي ال CVI تحديات في تعميم العناصر المعروفة بصرياً أو فئاتها فقد يتعرف على ألعابه وأغراضه المفضلة فوراً، لكنه لا يتعرف على أدوات مشابهة لها غير مألوفة.
- فضول بصري: غياب أو نقص في الفضول البصري قد يحرمهم من فرص التعلم العارض أو غير المقصود أثناء التواجد في الأماكن المختلفة.
النظام البصري والإعاقة البصرية القشرية:
بالرغم من أن أعيننا حاسمة للرؤية، إلا أن الدماغ فعليًا هو من يتيح لنا الرؤية من خلال عملية معقدة حيث يكرس أكثر من %50 من سطح الدماغ لمعالجة البصر.
سنتحدث هنا عن نظام الحركة البصرية والمسارات المختلفة في الدماغ التي تسمح لنا بمعالجة ما نراه، إنها عملية مثيرة، ومعقدة، ومفيدة للغاية في فهم الإعاقة البصرية القشرية.
الجزء الأول: كيف تعمل العيون – فهم الحالات البصرية التي قد تحدث مع الإعاقة البصرية القشرية:
يتكون نظام رؤيتنا من جزئين: النظام البصري (العين) – النظام الإدراكي (الدماغ).
فالعين تأخذ المعلومات؛ والدماغ يحللها ويفهمها، مثلاً حين تنظر الى تفاحة، هل أنت تراها فعلاً بعينك؟
هناك خمس خطوات رئيسية على طول مسار النظام البصري:
- يدخل الضوء من خلال القرنية وهي طبقة شفافة على شكل قبة في الجزء الأمامي من العين تقوم بالانكسار الأول للضوء.
- يستمر الضوء من خلال البؤبؤ وهو فتحة تتحكم به القزحية وهي الجزء الملون من العين.
- يتوسع البؤبؤ في الضوء المنخفض ويتقلص في الضوء الساطع ليتحكم بكمية الضوء الداخلة إلى العين.
- يدخل الضوء من خلال العدسة، لينحني وينكسر مرة أخرى ويتركز على الشبكية، مما يجهزها لاستقبال الصورة.
- تستقبل الشبكية الصورة وترسل جميع تلك المعلومات إلى العصب البصري.
- العصب البصري، المبطن بألياف عصبية، ينقل الإشارات الكهربائية من الشبكية إلى الدماغ.
- يتولى النظام البصري في الدماغ المهمة لإعطاء الصور معانيها، واستطلاع البيئة، والتعرف على الهدف، والآن يمكنك رؤية التفاحة ومن ثم اختيار خطة العمل.
أثر ال CVIعلى الوظائف البصرية:
- ضعف الوظائف البصرية الرئيسية (حدة البصر، مجال الرؤية، حساسية التباين، رؤية الألوان).
- صعوبة التتبع والثبات.
- انخفاض الأبعاد البصرية.
- الحساسية للضوء والمشاكل في الرؤية ليلاً / نهارًا.
الجزء الثاني: الحالات العينية الحركية والإعاقة البصرية القشرية:
إن نظامنا البصري الحركي جزء من الجهاز العصبي المركزي، ويعمل على الحفاظ على استقرار رؤيتنا والتحكم في حركات أعيننا بشكل دقيق، وذلك يعتمد على عمل كل جزء بشكل صحيح.
يحدث الكثير داخل أدمغتنا لجعلنا ننظر جانبًا وأعلى وأسفل، والتركيز باستخدام العينين يتطلب العديد من المناطق والعمليات الدماغية: الحسية، والحركية، والتركيزية، والتنفيذية، فحتى تعمل عيوننا بشكل صحيح، يجب أن يكون كل شيء منسقًا تمامًا.
تعتمد هذه التنسيقية على الشبكية المركزية، والتي تتولى تنظيم بصرك ورؤية تفاصيل الأشياء بوضوح والتي يجب أن يتم تركيزها بشكل صحيح نحو الجسم وأن تبقى مستقرة؛ وإلا فإن رؤيتك ستكون غير واضحة ضبابية أو مزدوجة.
هناك أربعة أنواع رئيسية من حركات العين:
- الزحفات: الحركات السريعة التي نستخدمها عند قراءة كتاب أو البحث عن شيء في مكان مزدحم.
- التتبع السلس: تتبع الأشياء المتحركة، مثل متابعة الكرة في الهواء.
- المحاذاة: حيث نحاذي شبكية كل عين على هدف، فعندما تكون الأشياء قريبة تتجمع العينان للتركيز؛ وتتباعد لاكتشاف الأشياء التي تكون بعيدة.
- النظر الدهليزي العيني: حركات الاستجابة (رد الفعل)؛ حيث يقوم الدماغ بسرعة بعمل “تصحيحات” للحفاظ على الأشياء في تركيز ثابت أثناء حركة رأسنا (مثلاً أثناء ممارسة الرياضة).
هناك حالتان من حركات العين الشائعة لدى الأشخاص ذوي ال CVI:
- الرأرأة: حيث تقوم العيون بحركات متكررة وغير مسيطر عليها (أفقية، عمودية، دائرية).
- الحول: عندما تتجه العيون في اتجاهات مختلفة غير مركزية وغير متناسقة (يمين، يسار، أعلى، أسفل)
الجزء الثالث: المسار البصري من العين إلى الدماغ:
- الشبكية: المنفذ الخاص بعينك تتكون من نوعين من الخلايا العصبية المستشعرة للضوء، العصي التي تعالج مستويات منخفضة من الضوء والحركة؛ والمخاريط التي تميز الألوان والتفاصيل.
- العصب البصري: يرسل معلومات بصرية من شبكية العين إلى الدماغ.
- تقاطع العصب البصري: المكان الذي تتقاطع فيه الأعصاب مما يسمح لقشرة الدماغ الأولية بالحصول على معلومات من العينين حيث يتم فرز المعلومات البصرية وتجزئتها إلى أجزاء لمزيد من المعالجة، يتم معالجة المجال البصري الأيسر بواسطة النصف الأيمن، والعكس.
- العقدة البصرية: محطة مركزية حيث تتوقف جميع المعلومات الحسية حيث تُنظم المعلومات البصرية من الشبكية وتُرسل إلى القشرة الأساسية.
- الشعاع أو المسار البصري: الألياف العصبية التي تنقل المعلومات إلى القشرة البصرية.
- القشرة البصرية: هنا تبدأ الصور التي تم استلامها من الشبكية بالخضوع للتفسير، ويتم إدراك الشكل واللون والحركة ومعالجة الأبعاد والتفاصيل.
غالبًا توجد مشكلة في الأعصاب البصرية لدى الأطفال ذوي ال CVI داخل عين واحدة أو كلتا العينين:
- نقص تكون العصب البصري (ONH ) Optic Nerve Hypoplasia، عدم اكتمال العصب البصري منذ الولادة.
- تَنَخُّر العصب البصري Optic Nerve Atrophy (ONA) ضرر مختلف الشدة للعصب البصري.
- وجود أعصاب بصرية صغيرة وضعيفة.
- تتراوح تأثيرات الوظيفة البصرية المترتبة عن ذلك وتختلف من طفل إلى طفل، وقد تشمل:
- الحساسية الشديدة للضوء.
- ضعف حدة البصر وتقليل الوضوح.
- فقدان أجزاء متفرقة من المجال البصري.
- تقليل الإدراك العميق للأبعاد والتفاصيل.
لتعويض فقدان المجال البصري يمكن للآباء والمعلمين:
- عرض المواد البصرية في أفضل حقولهم البصرية وصولًا، على سبيل المثال، إذا كانت أفضل رؤية في الجزء الأيمن العلوي، استخدم لوحًا مائلًا أو متعدد الاستخدامات أو نوعًا من الحوامل القابلة للتعديل لوضع الصور أو الأشياء لكي يتمكن من المشاركة بصريًا بشكل أفضل في النشاط.
- لفت الانتباه إلى الأشياء باستخدام توجيهات شفوية أو صوتية.
- استخدام عدد من المثيرات مثل الحركة والضوء واللون لجذب الانتباه في حقل بصري ضعيف، فيمكن أن يساعد وضع شريط ملون في الجزء العلوي من الدرابزين على تنبيه طفلك عند نزول أو صعود السلالم، كما أن تحريك الهدف ببطء في وضعية ثابتة في حقل بصري معين يمكن أن يدعم التركيز البصري؛ واستخدام إضاءة مركزة على الهدف يمكن أن يلفت الانتباه أكثر.
- في حال فقدان الحقل البصري السفلي، يجب دعم التنقل الآمن باستخدام العصا البيضاء وتقليل الفوضى والازدحام والضوضاء في البيئات الحيوية.
- تعليم الطفل على مسح البيئة بالكامل باستخدام حركات رأس أوسع.
الجزء الرابع: المسارات البصرية العليا:
هي المسارات التي تتجاوز القشرة البصرية الأولية وتشارك في معالجة المعلومات البصرية الأكثر تعقيدًا وهي:
المسار البصري الظهري Dorsal Visual Pathway والمسار البصري البطني Ventral Visual Pathway
فهم المسار الظهري:
هو جزء من نظام المعالجة البصرية في الدماغ ويلعب دورًا هامًا في تحليل المعلومات البصرية ذات الصلة بالحركة والموقع، فيعمل على تحديد مكان الأشياء وتحريك العين والأطراف والتفاعل مع البيئة المحيطة وتحليل السياق البصري وفهم العلاقات المكانية بين الأشياء: مثال، تقدير سرعة واتجاه حركة الأشياء، وتحديد مواقع العوائق، وتنظيم الحركة في البيئات المعقدة، وذلك يساعدنا في فهم كيفية تحركنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا بناءً على المعلومات التي نتلقاها بصريًا.
في حالة ال CVI نجد الضعف في المسار البصري الظهري شائعًا، فتصل الصورة الكاملة إلى القشرة البصرية لكن الدماغ يواجه صعوبة في التعامل مع المعلومات المكانية المتعلقة بها.
الضرر في المسار الظهري يسبب:
- صعوبة في الانتباه والوعي المكاني البصري وتصفية المعلومات البصرية وفهم العلاقات المكانية.
- صعوبة معالجة المعلومات البصرية المتزامنة “إجمالي المشهد” لصعوبة تحويل الانتباه من عنصر إلى آخر في المشهد وصعوبة معالجة العديد من قطع المعلومات البصرية في نفس الوقت.
- صعوبة إجراء المسح البصري ومعرفة ما يجب النظر إليه وما يجب تجاهله عندما تكون هناك مؤثرات بصرية متنافسة
- صعوبة في الانتباه المستمر.
فهم المسار البطني:
هو جزء آخر من نظام المعالجة البصرية في الدماغ مسؤول عن التعرف على الأشياء والأشكال وتحليل السمات البصرية الأكثر تعقيدًا مثل اللون والملمس والشكل، يتميز المسار البطني بتوجيه الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة للأشياء وتمثيلها بشكل دقيق في الذاكرة، حيث يقوم بالتعاون مع مناطق دماغية أخرى كالمناطق الصدغية لتخزين الذاكرة البصرية على المدى الطويل. وبالتالي يتعرف الدماغ على الأشياء، والأنماط، والملمس، والأشكال؛ وهذا يساعدنا على اختيار التفاحة في وعاء الفواكه، اختيار الدائرة في سلسلة من المربعات؛ أو التعرف على شخص ضمن تجمع كبير للأفراد، فهو يعمل كمكتبة بصرية، تساعد في التعرف وتطوير الذاكرة.
الضرر في المسار البطني يسبب:
- فقدان التمييز البصري للأشياء وعدم القدرة على التعرف على الأشياء الشائعة.
- فقدان التمييز بين الوجوه، وهذا يحدث عند تلف الفص الصدغي الأيمن.
- فقدان التمييز المكاني، والذي يؤثر على قدرة الشخص على تحديد موقعه في الفراغ أو اتباع مسار محدد، يحدث هذا أيضًا عند تلف الفص الصدغي الأيمن.
- يلاحظ أن اضطراب المسار البطني عادة ما يحدث بالاشتراك مع اضطراب المسار الظهري، بينما اضطراب المسار الظهري يمكن أن يحدث بمفرده.
- تذكر، النظام البصري معقد ومتصل بشكل كبير، فالضرر في المسارين الظهري والبطني يؤدي الى صعوبة في الانتباه البصري والتعرف، ويجعل من الصعب الوصول بشكل كامل إلى العالم البصري.
- الأطفال ذوو ال CVI لديهم سلوكيات بصرية فريدة ويحتاجون إلى تقييمات محددة لتقييم رؤيتهم الوظيفية ووصولهم إلى البيئة.
التشخيص:
إن حوالي 80 إلى 90 في المئة من معرفة الأطفال تأتي من المعلومات البصرية ومن القدرة على ربط تلك المعلومات بما يرد من معلومات من بقية الحواس، وبالتالي فإن اضطراب القناة الحسية البصرية، يضيع على الأطفال الكثير من فرص التعلم لنقص الخبرات البصرية التي تُساعدهم في فهم ما تجريه الحواس الأخرى؛ فبدون مهارات بصرية للنظر حولنا عندما نسمع صوتًا، يصبح الصوت صوتًا عشوائيًا بلا معنى، لذلك، إذا كان لدى الطفل فحص عيني طبيعي ولكن مشاكل الرؤية مستمرة، فمن الضروري البحث عن تشخيص دقيق، والذي سيساعد في توجيه الأسرة والمختصين لإنشاء برمجة تعليمية فعالة لدعم المهارات البصرية الوظيفية.
ان تشخيص ال CVI يحتاج الى تعاون طبيب عيون الأطفال وطبيب الأعصاب واختصاصي العلاج الوظيفي واختصاصي في تأهيل البصر الوظيفي الذي يفهم السلوك البصري والأسرة لوصف تاريخ الوضع البصري ومهارات الرؤية خلال اليوم للطفل، ومعلم الطلاب ذوي الإعاقة البصرية للمساعدة في فهم كيفية استخدام الطفل لرؤيته الوظيفية أثناء أداء المهام البصرية.
وهذا ما يسمى التقييمات متعددة التخصصات والتي تسمح بفهم شامل لاحتياجات الطفل وتحديد الخدمات والتدخلات المناسبة بشكل فعال حيث:
- توفر رؤية شاملة: يتمكن فريق التقييم متعدد التخصصات من النظر إلى الطفل من زوايا مختلفة ومن خلال عدة مجالات من التخصص، مما يسمح بفهم أكبر وأعمق لاحتياجاته.
- تحدد الاحتياجات الشاملة: الطبية، التعليمية، التنموية، الاجتماعية، والنفسية.
- توضح التدخلات والخدمات الأكثر فاعلية لتلبية احتياجات الطفل من خلال التعاون وتبادل المعلومات بين مختلف الفرق والجهات المعنية بصحة وتعليم الطفل.
بعد الشخيص:
- الدفاع أو المناصرة: بعد الحصول على التشخيص قد يقترح الطبيب الانتظار لفترة معينة لإعادة الفحص!! لا تنتظر. فالطفل يعاني لتعلم في عالم لا يتناسب مع قدراته البصرية، والتقييم البصري الوظيفي سيحدد قدراته البصرية الفعلية ويخلق بيئات تعلم ومواد يمكن الوصول إليها، هذا الوصول يضع الطفل على الطريق لبناء الانتباه البصري والبدء في التعرف على العالم من حوله… وهذه العملية لا يمكن تأجيلها.
- الحصول على إحالة للتدخل المبكر: إذا كان الطفل دون الثلاث سنوات، فيجب إحالته للتدخل المبكر على الفور والذي يشمل التدريب والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي والنطق واللغة وتأهيل البصر؛ يمكن لهؤلاء المتخصصين تقييم احتياجات الطفل وتوفير برامج تعلم ولعب مخصصة تساعد على فهم كيفية تقدير وخدمة الأطفال.
- التعليم: البحث عن الفرص الأفضل لتعليم الطفل بالشكل والطريقة المناسبين لقدراته.
- التواصل مع المؤسسات المعنية ومع مجتمعات العائلات التي لديها أطفال من ذوي ال CVI ذلك سيساعد الأسرة في تطوير مهارات المساندة وفهم النهج التعليمي، والتعرف على الموارد الإضافية لدعم الأطفال.
نهج متعدد الحواس للأطفال ذوي الإعاقة البصرية القشرية:
يتطلب الأطفال ذوو الإعاقة البصرية القشرية نهجًا متعدد الحواس للتعلم، بغض النظر عن درجة وشدة الحالة لديهم، فقد تكون هناك لحظات أو مواقف معينة، أو حتى فترات طويلة من اليوم لا يتمكن الطفل فيها من الاعتماد على بصره، وبالتالي فهو يختار استخدام الحواس والاستراتيجيات الأخرى للتعلم والتفاعل مع العالم من حوله.
في حالة ال CVI فإن الرؤية ليست مهمة تلقائية سلسة، بل هي عمل نشط، متواصل، شاق وجهد هائل مع قليل جدًا من العائد!! مما يتسبب في الإرهاق البصري والتوتر.
إن الإرهاق البصري هو على الأرجح واحد من أكثر التجارب المشتركة بين الأفراد ذوي ال CVI لذلك، فمن الضروري جدًا مساعدتهم على بناء مجموعة أدواتهم الديناميكية وتوفير أدوات متعددة للاستخدام ومعرفة ما يعمل بشكل أفضل، ويجب أن تكون الاستقلالية دائمًا المبدأ الأساسي عند بناء الخطط.
- إن النهج متعدد الحواس يدمج قنوات حسية مختلفة في عملية التعلم – سمعية، لمسية، بصرية، حركية شمية وتذوق. وجميع هذه الإشارات الحسية تدعم تطوير الدماغ، فالدماغ لدينا متصل بشكل كبير ومتغير باستمرار.
مع ال CVI لا يتعلق الأمر فقط بإمكانية تحسين الرؤية، بل يتعلق أيضًا بنمو مهارات الفعالية الحسية التي ستدعم التعلم والاستقلالية؛ فالدماغ موهوب بشكل مدهش في اعتراض الإشارات واستخراج أنماط المعلومات، فجميع الألوان والروائح والعواطف والإحساسات في حياتك مُشفرة في تريليونات الإشارات السريعة داخل الدماغ … أي معلومات يُغذى بها الدماغ، سيتعلم للتكيف معها واستخراج ما يمكن… طالما أن البيانات تعكس شيئًا مهمًا حول العالم الخارجي.
لابد من توضيح ان النهج متعدد الحواس لا يعني بالضرورة استخدام جميع الحواس معًا في نفس الوقت، بل هو اعتبار دقيق لكيفية جعل التعلم متاحًا من خلال وسائط حسية مختلفة، الهدف هو الوصول الكامل إلى التعليم والبيئة في كل لحظة من كل يوم.
ويمكن وضع أسس الوصول ضمن الإطار التالي:
- اعتماد تقييم شامل للطفل ككل لتقييم السلوكيات البصرية وكيفية استخدام كل طفل للمهارات التعويضية، والهدف هو دمج هذه النتائج في الصورة الكاملة لاحتياجات التعليم للطفل، يجب على الأسر والمعلمين والمختصين التعاون لتوفير رعاية وخدمات وفرص فعّالة.
- الاحتواء والمناصرة والتمكين من خلال الإيمان بقدراتهم وتوفير خيارات للوصول، وفهم أن السلوك هو وسيلة للتواصل، وتنفيذ أنظمة تدريبية تتيح لهم اتخاذ القرارات الخاصة بهم.
- جعل المدرسة متاحة من خلال نهج تعليمي يستخدم المواد والمهام والبيئات المكيفة لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل طفل، سيساعد هذا في تقليل التعب البصري وزيادة الوصول إلى التعلم.
- استخدام نهج متعدد الحواس الذي يستغل قوى الحواس الأخرى (سمعي، لمسي، بصري، حركة).
- تنفيذ تعليم متعمد ومنهجي بسيناريوهات متعمدة، وثابتة، ومتوقعة يدعم التعليم المباشر والتعلم العارض (استلام المعلومات من خلال المراقبة) وذلك يساهم في تطوير المهارات الأساسية للحياة اليومية والاستقلالية.
- إنشاء بيئات تعلم بصرية بسيطة وهادئة من خلال إزالة الفوضى البصرية والضوضاء والمعلومات الحسية الأخرى التي تعيق الوصول بصريًا إلى التعلم الجديد.
المراجع
- Roman-Lantzy, C. (2018). Cortical Visual Impairment: An Approach to Assessment and Intervention. 2nd ed., New York, NY: AFB Press.
- Philip, S.S. and Dutton, G.N. (2014), Cerebral visual impairment in children: a review. Clin Exp Optom, 97: 196-208. https://doi.org/10.1111/cxo.12155
- Siu CR, Murphy KM (2018). The development of human visual cortex and clinical implications. Eye Brain. 10:25-36
- Atkinson, J (2017). Visual Brain Development: A review of “Dorsal Stream Vulnerability”—motion, mathematics, amblyopia, actions, and attention. Journal of Vision, 17(3):26. doi: https://doi.org/10.1167/17.3.26.
- Dutton, G., “Eye Movement Disorders in Children with Cerebral Visual Impairment.” Contained in A. Lueck & G. Dutton: Editors, Vision and the Brain: Understanding Cerebral Visual Impairment in Children. (2015) New York, New York: American Foundation for the Blind Press. Chapter 7
عبد المنعم محمد عودة الدويري
الجنسية: أردني
حالياً مدير فرع مدينة الشارقة لخدمات الانسانية في المنطقة الوسطى ـ الذيد
- حاصل على درجة الماجستير في علم إعادة تأهيل البصر من الجامعة الألمانية الأردنية – كلية العلوم الطبية التطبيقية (2012).
- حاصل على درجة الدبلوم المتخصصة في علم إعادة تأهيل البصر من الجامعة الألمانية الأردنية – كلية العلوم الطبية التطبيقية عام (2010).
- حاصل على درجة البكالوريوس في التربية الخاصة من الجامعة الأردنية (1999).
- مدير الأكاديمية الملكية للمكفوفين / الاردن (من 1/2/2015 إلى 15/1/2019).
- محاضر غير متفرغ / الجامعة الألمانية الأردنية (2012 ـ 2018).
- مسؤول التربية الخاصة / وزارة الربية والتعليم الأردنية (2013 ـ 2015).
- مسؤول برنامج تأهيل البصر / الأكاديمية الملكية للمكفوفين (2009 ـ 2013).
- مدرس للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية / الأكاديمية الملكية للمكفوفين (2008 ـ 2009).
- مدرس للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية / معهد التربية الفكرية / المملكة العربية السعودية / جدة (1999 ـ 2008).
- صاحب رسالة الماجستير الأولى والوحيدة في الوطن العربي التي أجريت على الأطفال ذوي الرؤية المحيطية بعنوان (رفع الكفاءة البصرية لدى الأطفال ذوي الرؤية المحيطية) الجامعة الألمانية الاردنية (2012).
- رئيس فريق المسح في وزارة التربية والتعليم الاردنية للكشف عن الأطفال ذوي الاعاقة البصرية في مدارس الوزارة (2012 ـ 2016).
- عضو في فريق المسح في وزارة التربية والتعليم الأردنية للكشف عن الأطفال ذوي الاعاقة الذهنية في مدارس الوزارة (2012 ـ 2016).
- رئيس فريق تقييم حالات ضعاف البصر في الأكاديمية الملكية للمكفوفين (2009 ـ 2018).
- محاضر في العديد من الدورات التدريبية لكادر وزارة التربية والتعليم الأردنية العاملين مع الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية (2009 ـ 2018).
- المشاركة كعضو في لجنة تعديل وتصميم المناهج للمرحلة الثانوية في برامج التربية الفكرية في المملكة العربية السعودية (2007).
- محاضر في عدد من الدورات التدريبية التي عقدت في معهد التربية الفكرية في المملكة العربية السعودية – جدة. حول تصميم وتعديل المناهج وإعداد الخطط التربوية الفردية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية (2002 ـ 2008).
- حاصل على العديد من الدورات التدريبية الداخلية والخارجية في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل والإدارة والقيادة التربوية والتعليمية.