حذر باحثون سويسريون من أن المشروبات الغازية الممزوجة بالكافيين قد تعيق أدمغة الأطفال والشباب في مرحلة المراهقة عن النمو بطريقة سليمة.
وأوضح الباحثون الذين توصلوا إلى هذه النتيجة أنهم يعتقدون أن الكافيين بمنعه للنوم العميق يتداخل مع نمو الدماغ خلال فترة البلوغ، وهي فترة تعتبر حرجة للدماغ، إذ يمكن لمشاكل النمو خلالها أن تؤدي إلى الإصابة بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، والتوتر وتعاطي المخدرات وإلى اضطرابات في الشخصية أيضاً.
وقد أجرى الباحثون اختبارات على الفئران لكنهم قالوا إن النتائج تزيد القلق على الأطفال والمراهقين الذين يستهلك البعض منهم كميات كبيرة من الكافيين من الكولا ومشروبات الطاقة.
وذكرت الدراسة أن استهلاك 300 – 400 ملليغرام من الكافيين (أي ما يعادل 4 علب من مشروب طاقة أو 4 أكواب من القهوة) يمكن أن تصنع فارقاً.
وعلى سبيل المثال، تحتوي العبوة الواحدة من مشروب شائع للطاقة على 80 ملليغراماً.
وقد ركزت الدراسة على نمو الدماغ أثناء سنوات المراهقة.
ويقول الباحثون إن الروابط التي تشبك الخلايا ببعضها والتي تنتفي الحاجة لها حينما يتهيأ الدماغ للاستجابة لمتطلبات سن الرشد تزول. ويعتقد أن النوم مهم لهذه العملية.
ويقول البروفيسور ريتو هوبر الباحث في مستشفى الأطفال الجامعي في زيوريخ: (هذه العملية يرجح حدوثها خلال النوم العميق) مشيراً إلى أن (الشبكة الدماغية المهمة تتمدد والأخرى تقلل، وهذا يجعل شبكة روابط الدماغ أكثر فاعلية وقوة).
وأوضح البروفيسور هوبر (أن الفئران التي منحت مياه شرب ممزوجة بكافيين حصلت على نوم أعمق أقل مقارنة بالفئران التي شربت مياهاً صافية، وفي نهاية التجربة البحثية، تبين أن الشبكة الدماغية في أدمغة الفئران التي تلقت الكافيين ازدادت ما يعني أن عملية التشذيب الذاتي التي ذكرنا أنها تحدث تلقائياً في الدماغ تعرضت لإرباك.
وقال أحد الباحثين المشاركين في التجربة: (المعدل الوسطي لاستهلاك الأطفال واليافعين من الكافيين ازداد بأكثر من 70% على مدار الـ 30 عاماً الماضية، ولا توجد مؤشرات تدل على أن هذا الاستهلاك المتزايد سينخفض في المستقبل القريب، لأن أسرع المبيعات نمواً بالنسبة لصناعة المشروبات ككل تتحقق في شريحة مشروبات الطاقة الممزوجة بالكافيين).
وأضاف الباحث قائلاً: (في مرحلة البلوغ، يلج الدماغ في مرحلة نضج حساسة وشديدة التعقيد، وفي أثناء هذه المرحلة، يمكن أن يتعرض المرء لأمراض نفسية كثيرة).
وأضاف: (إن دماغ الفأر يختلف عن أدمغة البشر، بيد أن الأمور الكثيرة المتماثلة والتي تتعلق بالكيفية التي تنمو بها الأدمغة عند البشر والفئران معاً تثير التساؤل حول ما إذا كان استهلاك الأطفال واليافعين للكافيين مؤذياً بالفعل، أو ما إذا كانت الحكمة تقتضي الامتناع عن تناول المشروبات المقوية). وكانت دراسة حديثة نشرت مؤخراً قد توصلت إلى أن المشروبات الغازية الممزوجة بالسكر تجعل الأطفال، حتى الصغار الذين تبلغ أعمارهم 5 أعوام، عنيفين، ومنعزلين ومشتتين ذهنياً.
متى يكون مقدار الكافيين مفرطاً؟
وفقاً لدراسة حديثة، يحتوي كوب قهوة ستاربكس الكبير على أكثر من 75% من الجرعة (الآمنة) اليومية التي يمكن للشخص الواحد أن يستهلكها.
بيد أن الباحثين يقولون إن هذه الإحصاءات قد تتفاوت من شخص لآخر، وإن عوامل مثل الجنس والجينات تؤثر في مستويات التحمل.
وقدرة المرء على التحمل يمكن أن تتأثر أيضاً بتناوله لعقاقير وأدوية أخرى، فالنساء اللواتي يأخذن حبوب منع الحمل يتحلل الكافيين في أجسادهن ببطء، أما المدخنون فإنهم يحللون المثيرات كالكافيين بوقت أسرع من غير المدخنين. وخلصت دراسة أجرتها وكالة الصحة الكندية إلى نتيجة مفادها إمكانية تناول الفرد العادي ما يصل لـ 400 جرام من الكافيين في اليوم بدون أن يختبر تأثيراً سلبياً، كالتوتر ومشاكل القلب. وينبغي ألا تتجاوز الحصة اليومية المسموح بها للمرأة الحامل، أكثر من 200 جرام، أما الطفل الذي بلغ سن الـ 10 فيفترض ألا يستهلك أكثر من 75 جراماً يومياً.
ويقول بروس غولدبيرغ مدير مركز جامعة فلوريدا لعلوم السميات: (الناس في الغالب لا يدركون المخاطر المحتملة لهذه المشروبات، فالكافيين محفز أو منبه، وحينما يستهلك بكميات كبيرة يمكن أن يتسبب بتأثيرات سلبية).
ويعتقد أن جرعة الكافيين المميتة هي في حدود 10 جرامات مساوية لحوالي 75 كوباً من القهوة أو 120 علبة من مشروب الطاقة يتم استهلاكها في غضون ساعات قليلة.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية