إن الاكتئاب عند الأطفال ذوي الإعاقة يتراوح بين مشاعر الحزن وعدم السعادة مصحوباً بانخفاض الفاعلية من جهة، واليأس الانتحاري أو الإعاقة النفسية الحركية الكاملة والمستمرة في النهاية الشديدة.
وكان يُعتقد سابقاً أن الاكتئاب عند الأطفال ذوي الإعاقة نادر الحدوث، ويستمر لفترة قصيرة، وغير خطير نسبياً، وأنه يستجيب للمعالجة البسيطة. ولكن ذلك تغير بعد أن عرفنا انه أكثر شيوعاً مما كان يعتقد في السابق، فمعدل انتشاره يتراوح بين 0.5 إلى 2.5% قبل مرحلة المراهقة، و2 إلى 8% خلالها.
وتشير المعلومات المستقاة من DSM-IV ومعاييره إلى أن معدل انتشار اكتئاب الأطفال بين السكان يصل إلى 2%. وقد أشارت الدراسات الأحدث إلى أن معدل انتشار الاكتئاب لدى الأطفال على مدى 6 شهور يصل إلى 1-3% عند أطفال المدارس.
إن معدل انتشار الاكتئاب بين الأطفال والمراهقين يتراوح بين 3 إلى 6% من المجتمع ويرى (Merrell, 2005) أن معدلات شيوع الاكتئاب بين الإناث أعلى من معدلات شيوعها لدى الذكور في مرحلة الطفولة.
ومن أشكال الاكتئاب عند الأطفال ذوي الإعاقة:
- ردود الفعل الاكتئابية الحادة التي تستمر مع وجود أحداث معينة ترافقها في حياة الطفل.
- ردود الفعل الاكتئابية المزمنة، حيث يظهر هنا الاكتئاب تدريجياً لدى الطفل وليس فجأة ويتضمن هذا الاكتئاب تاريخاً طويلاً من الانفصال المتكرر الذي يعيشه الطفل.
- ردود فعل الاكتئاب المقّنع، حيث يظهر الاكتئاب عند الأطفال مقنّعاً أو مستتراً بمظاهر سريرية أو أعراض أخرى فلا يكون الاكتئاب واضحاً كمشكلة حقيقية لدى الطفل (عبد الله،2001).
أسباب الاكتئاب عند الأطفال ذوي الإعاقة:
- شعور الطفل بالذنب.
- الغضب المتجه للداخل، فالأطفال الذين يشعرون بالذنب قد يصبحون غاضبين من أنفسهم ومكتئبين.
- الشعور بالعجز والفشل وعدم النجاح.
- الاستجابة للخسارة الفادحة، حيث أن الأطفال يكونون مهددين إن كانت مشاعر اعتبار الذات لديهم تعتمد على مصدر خارجي واحد مثل الحصول على حب الوالدين.
- الحصول على الانتباه والحب والتعاطف أو الانتقام، حيث أن الأطفال كثيراً ما يؤذون أنفسهم أو يُعبرون عن شعورهم بالحزن كطريقة للحصول على محبة الآخرين. وقد يتم تعزيز الأطفال بشكل غير مقصود بسبب إيذائهم أنفسهم فالآباء يبدون الاهتمام بالطفل عندما يؤذي نفسه.
- الوضع الأسري: الصراعات الأسرية المتكررة أو الشديدة قد تؤدي إلى مشاعر الاكتئاب لدى الأطفال.
- الأسباب الفيزيولوجية: إذ ينبغي الاهتمام بالبحث عن الأسباب الجسدية المحتملة للاكتئاب، وخاصة عندما يكون الأطفال جيدي التكيف ثم تحدث لديهم استجابات اكتئابية على نحو مفاجئ أو تدريجي، عندها يجب البحث عن الأسباب الطبية، وخصوصاً عند غياب الأسباب سابقة الذكر. (شيفر وميلمان، 2001).
ويمكن القول إن عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب لدى الطفل المعوق تشمل:
- السيرة الوراثية والعائلية: يتعرض الطفل لخطر الإصابة بالاكتئاب 3 إلى 10 مرات أكثر من بقية السكان، إذا كان أحد والديه أو أشقائه يعاني من الاكتئاب.
- اختلال وظيفة العائلة.
- إيذاء الطفل وإساءة معاملته.
- ضغوط الحياة: أشارت دراسات متعددة إلى أن الاكتئاب، ينتج على الأقل جزئياً، من تغيرات الحياة الرئيسية. وقد ركزت هذه الدراسات خصوصاً على الحوادث السلبية مثل الحداد والحرمان والمرض الجسدي والضغوط الاجتماعية، والانفصال والطلاق ووفاة أحد أفراد العائلة.
- العوامل البيوكيماوية: ومن المهم خصوصاً ذكر دور انخفاض مستويات السيروتينين المرتبط مع أعراض الاكتئاب والسلوك الانتحاري. وأظهرت الدراسات نفس النتائج عند الأطفال ذوي الإعاقة.
المظاهر السريرية التالية هي مؤشر على الاكتئاب عند الطفل من ذوي الإعاقة:
- هبوط في المزاج، وعدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات الممتعة، أو فقدان الاهتمام بالنشاطات بما فيها الواجبات المدرسية.
- فقدان الوزن، والتغير الملحوظ في أنماط النوم، وفقدان الشهية
- أرق أو فرط في النوم
- الاستثارة أو الهبوط النفسي الحركي (عدم القدرة على المحافظة على الجلوس، نوبات الغضب، وعدم القدرة على المبادرة)
- انخفاض مستوى الطاقة والإرهاق والضجر
- الشعور بالذنب وعدم القيمة
- اختلال التفكير والتركيز وصنع القرار يصاحبه تدهور الأداء الدراسي، ورفض المدرسة
- الانسحاب الاجتماعي
- السلوك المهمل
- الأفكار المتكررة حول الموت والانتحار (DSM- IV-1994).
العلاج
يؤدي التشخيص المبكر والعلاج الملائم للشفاء. وقد شدد عدد من المعالجين النفسيين على دور العلاج الفردي والعلاج الأسري والعلاج الجماعي وفعالية كل منها في علاج الاكتئاب لدى الأطفال ذوي الإعاقة. وتبين أن العلاج الدوائي ذو قيمة عالية في الحالات الشديدة.
ومن المهم بشكل خاص في الرعاية الأولية تشجيع الأهل على تجنب لوم الذات والإنهاك، وأن يدركوا أن المطلوب منهم هو رعاية أنفسهم ورعاية كل أطفالهم. وعلى الأطفال المكتئبين وذويهم تجنب الأفلام والكتب والتجمعات المزعجة، والرحلات الطويلة، لأن هذه النشاطات قد لا تمتع الطفل. وبالمقابل يجب تشجيع النشاطات الممتعة المختصرة.
وطرق العلاج المعرفي السلوكي فعالة للغاية في علاج أطفالنا ذوي الإعاقة المكتئبين والوصول بهم إلى درجة الشفاء.
ويوجد لدى الأطفال ذوي الإعاقة المكتئبين نقص كبير في مهارات التواصل الاجتماعي لذا من المهم للغاية أن يتم التركيز في العلاج المعتمد على تدريب هؤلاء الأطفال على هذه المهارات ومساعدتهم على اكتسابها، وذلك لتعليمهم كيف يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم للآخرين بطريقة واضحة ومفهومة (Merrell 2005).
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فيتم تقديمه في المراكز المتخصصة أو بالتعاون مع الأخصائي، وأدوية الاختيار الأول لعلاج اكتئاب الأطفال والمراهقين هي مثبطات استعادة السيروتينين النوعية. ولا يوصى باستخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لعلاج الاكتئاب في هذه المراحل العمرية، لأنها تملك آثاراً جانبية غير مرغوبة، وقد تكون سامة وخطرة في حال زيادة الجرعة.
ويجب إدخال الطفل للمستشفى لتقييم التفكير والسلوك الانتحاري، وفي حالة السيطرة الضعيفة على الاكتئاب، أو في حال ظهور الأعراض الذهانية.
المراجع:
- عبد الله، محمد قاسم (2001): مدخل إلى الصحة النفسية، دار الفكر للطباعة، عمان، ط1.
- الشربيني، لطفي (دون تاريخ): مرض العصر الاكتئاب النفسي، المركز العربي للنشر والتوزيع، القاهرة.
- شيفر، شارلز- ميلمان. هوارد (2001): مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعدة فيها، ترجمة نسيمة داوود ونزيه حمدي، عمان، ط2.
- DSM-IV 1994.
- Merrell, K, W., & Isava, D, M., (2005). Depression in Children and Adolescents. Encyclopedia of School Psychology. Kluwer Academic/ Plenum Publishers. New York, Boston, London, Moscow
- هاتف متحرك: 0933878727
- العنوان: سورية، دمشق، ص.ب: 60798
- العمل: دكتورة أستاذ مساعد في قسم الإرشاد النفسي –كلية التربية – جامعة دمشق.
- دكتورة في الجامعة الافتراضية في دمشق- منسقة مادة الصحة النفسية
- منسقة مادة الإرشاد المدرسي.
المؤهلات:
- دكتوراه في الإرشاد النفسي من قسم الإرشاد النفسي بكلية التربية في جامعة دمشق 2009
- ماجستير في الإرشاد النفسي من قسم الإرشاد النفسي بكلية التربية في جامعة دمشق 2001
- دبلوم دراسات عليا في الإرشاد النفسي والتوجيه المهني والمدرسي بكلية التربية في جامعة دمشق 1995
- إجازة جامعية في علم النفس بكلية التربية في جامعة دمشق 1994
الخبرات:
- خبرة في العلاج المعرفي السلوكي.
- خبرة في بناء البرامج العلاجية والإرشادية وتطبيقها للتعامل مع كافة المشكلات النفسية لدى مختلف الشرائح العمرية ولدى الأشخاص ذوي الإعاقة.
- خبرة في الدعم النفسي.
- أشرفت على رسائل ماجستير ودكتوراه عدة في مجال إرشاد الأشخاص ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة.
اللغة:
- الانكليزية: ممتازة.
- الألمانية: جيدة.
الإحصاء:
- SPSS خبرة في تطبيق برنامج
الكمبيوتر:
-
- ICDL شهادة في قيادة الحاسب الآلي