نظراً لانتشار التلعثم بين كثير من أبنائنا في الآونة الأخيرة ولما له من اَثار نفسية عليهم قد تؤثر بالسلب على عملية التواصل والتفاعل الاجتماعي وأيضاً عملية التعلم وقد ينتهي الأمر بهم إلى عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والانطوائية أو الإصابة بالاكتئاب وعدم الثقة بالنفس، وقد يصبحوا فريسة سهلة في دائرة المتنمرين غير الواعين للآثار السلبية لذلك التنمر لأن بعضهم يجد في طريقة تحدث الفرد المتلعثم مجالاً للسخرية.
لقد وجب علينا التطرق إلى هذا الموضوع ابتداء من تعريف التأتأة وأعراضها ومراحل تطورها ونظريات تفسير حدوثها وحتى طرق العلاج المتبعة.
أولاً ـ ما هي التأتأة (التلعثم)
هي إحدى اضطرابات الكلام وتعني اضطراب أو اختلاف في ايقاع الكلام وطلاقته وعدم القدرة على الكلام المسترسل وتظهر في ثلاث صور إما تكرار أو إطالة أو توقف للأصوات والمقاطع اللفظية وتصاحبها بعض الأعراض النفسية والجسمية.
تعريف منظمة الصحة العالمية
هي اضطراب في ايقاع الكلام حيث يعرف الفرد تماماً ما يريد قوله غير أنه لا يستطيع تنفيذه نظراً للتكرار أو الإطالة أو التوقف اللاإرادي مما يؤثر على عملية التواصل. وتنقسم التأتأة إلى أنواع (بحسب الأعراض والأنواع من حيث وقت الظهور).
ثانياً – أعراض التأتأة
تنقسم إلى ثلاثة انواع هي:
- المد والإطالة وفيه يصدر الشخص الأصوات مع المد والإطالة.
- التوقف وفيه يواجه الفرد صعوبة في بدء الكلام في بداية أو وسط الكلام لصعوبة اندفاع الهواء.
- النضال والمجاهدة وفيه عدم قدرة على إخراج الكلام وفيها يجاهد الشخص من أجل بدء الكلام مع مشكلات في عملية التنفس وتنظيمها.
الأنواع من حيث وقت الظهور
تنقسم انواع الـتأتأة من حيث وقت الظهور إلى ثلاثة أنواع هي: مبتدئة ـ عارضة ـ نمائية.
ثالثاً – مراحل تطور التأتأة
عندما يصاب الطفل بالتـأتأة يمر بثلاث مراحل:
- الطفل غير مدرك ولا تسبب له أي مشكلة.
- الطفل مدرك ولا تسبب له مشكلة ولا تعوقه عن الكلام.
- تزداد شدة التأتأة ويحجم الطفل عن التحدث في موضوعات معينة وأوقات محددة وهنا قد يعتزل ويحجم عن الكلام.
رابعاً – أسباب حدوث التأتأة
هناك عدة نظريات مختلفة تفسر أسباب حدوث التأتأة أو التلعثم ومنها:
- النظرية العضوية (السيادة المخية) حيث يرسل المخ إشارات إلى اعضاء النطق من خلال الفصين الدماغيين حتى تكون حركة أعضاء الكلام متناسقة وبالتالي فلابد أن تكون هذه الإشارات متزامنة بدقة.
• نظرية ألفا المستثارة وفيها يعتقد بوجود عامل فسيولوجي عصبي يفسر التلعثم، واعتمد في هذه النظرية على وجود بعض التغييرات في تخطيط كهرباء الدماغ عند الأطفال هو ارتفاع أو انخفاض للجهد الكهربائي المكون لموجات ألفا.
• النظرية الكيميائية الحيوية وفيها يتم ارجاع السبب إلى نقص بعض العناصر في الدم مثل نقص الكالسيوم أو فيتامين دال.
• نظرية إخراج الصوت وفيها يتكلم المصاب بشكل أفضل عند استخدام جهاز المترونوم ـ الغناء ـ الكورال ويرجع وجود الطلاقة هنا إلى بطء معدل الكلام.
• النظرية العصبية الجديدة وتعرف بوجود خلل في بعض أجزاء الدماغ من الفص الأمامي الأيسر وتسمى نظرية زيادة الدوبامين التي تزيد التلعثم.
• النظرية السلوكية ويرجع التفسير فيها إلى أن التلعثم سلوك مكتسب يتعلمه الفرد.
• نظرية التحليل النفسي لفرويد ويرجع التفسير فيها إلى أن الطفل يمكن أن يكون قد فطم مبكراً بقسوة من قبل أم مضطربة انفعالياً فتبقى الحاجات الفمية كامنة على شكل كبت يظهر فيما بعد على هيئة صور مقنعة منها التلعثم.
• عوامل بيئية وفيها قد ترجع الأسباب إلى تعرض الطفل إلى ضغوط (فقد أحد الوالدين ـ شجار دائم ـ تنشئة خاطئة).
خامساً – علاج التأتأة أو التلعثم
- الكلام الايقاعي وفيه يتم استخدام آلة المترونوم التي تساعد على نطق كل مقطع مع كل إيقاع.
- تظليل الكلام ويتم خلال الجلسة بأن يقرأ الشخص بصوت مرتفع القطعة التي يقرؤها المعالج في الوقت نفسه بفارق جزء من الثانية.
- تأخر التغذية السمعية المرتدة وهو عبارة عن جهاز يوضع في الأذن يجعل الشخص يتحسن من خلال تقليل سرعة الكلام.
- الضوضاء المقنعة (Masking noise) وهو علاج يستند إلى أن الشخص المصاب يتكلم بصورة أفضل عندما لا يستطيع سماع صوته خلال الكلام.
- التدريب على الاسترخاء بتدريب الفرد على الاسترخاء خلال الكلام، وهو علاج مستند إلى أن التلعثم يزداد خلال تعرض الشخص للقلق.
- تدريبات تنظيم التنفس وفيه يتم التدريب على التنفس البطني.
- العلاج النفسي والعلاج باللعب والعلاج الجماعي.
- العلاج الدوائي بالعقاقير والأدوية المهدئة.
- خلق الدافعية لدى الشخص.
10)طريقة التحضير (لستروميستا) حيث يتم تحضير الشخص فيها للكلمة قبل أن ينطقها حسب تشكيل الصوت يحضّرها سراً ثم ينطقها مباشرة.
المصدر:
- منظمة الصحة العالمية
- الجمعية الأمريكية للنطق واللغة (الأشا)
فوده فتوح العسكري
الجنسية: مصري
الاقامة: الشارقة، دولة الامارات العربية المتحدة
متحرك: 009715266926
- معلم تربية خاصة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- حاصل على دبلوم مهني فى التربية الخاصة.
- حاصل على O.T في التربية الخاصة، إعداد كوادر من مؤسسة inter act السويدية باعتماد كلية طب قسم الأمراض النفسية، جامعة المنصورة.
- حاصل على دبلوم عام فى اضطرابات اللغة والتواصل كلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق.
- حاصل على دبلوم تدريبي إعداد أخصائي تخاطب جامعة عين شمس.