إعداد: صفاء عبد الله لافي
نتيجة لوعي وادارك المختصين في التربية الخاصة والممارسين لها بأهمية التدخل المبكر مع الأطفال المعرضين للخطر والأطفال من ذوي الإعاقة، حيث أجمع العلماء والباحثين على أهمية المؤثرات البيئية والمتغيرات المحيطة في تشكيل عملية التعليم خاصة ان القدرات العقلية غير ثابته في مرحلة ما بعد الولادة مباشرة، فالنمو ليس نتاج البيئة الوراثية فقط ولكن البيئة الاجتماعية تعلب دوراً حاسماً، لذلك تزويد الطفل بالخبرات المبكرة سيساعد في تنمية قدراته المختلفة
لذا يلعب التدخل المبكر دورا حيويا في منع أو الحد والتقليل من خطر التعرض للتأخر او خطر التعرض للإعاقة ولذلك يقع على كاهل أولياء الامور والمعلمين في المدراس والروضات والحضانات واجب الكشف عن الاعاقة لدى الطفل أو الكشف عن إمكانية حدوث الإعاقة للطفل مستقبلا.
فكرة التدخل المبكر
بدأت فكرة التدخل المبكر منذ اوائل الستينات وبدأت كنوع من الجوانب الوقائية طبيا وبدا أول مفهوم واضح لبرامج التدخل المبكر في عام 1986 في الولايات المتحدة الأمريكية، اما في البلدان العربية فان أول مركز في المنطقة فكانت في الشارقة منذ عام 1992، وجاء التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة كتطور طبيعي من التعليم الخاص للأطفال ذوي الإعاقة…
وقد بدأت العديد من خدمات دعم التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة كواحدة للأبحاث في الجامعات
في حين أن خدمات الدعم الأخرى قد تم وضعها من قبل منظمات تساعد الأطفال الاكبر سنا، وفي التسعينات وضعت العديد من الولايات الامريكية برنامجا يمكن أن يوصى من خلاله طيب الأطفال بفحص أو بفرز الأطفال الذين يحتاجوا الى التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة وعادة ما يتم تقديم مثل تلك الخدمات مجانا من خلال المنطقة التعلمية المحلية أو المقاطعة على حسب الولاية.
تعريفات التدخل المبكر:
فيما يلي سرد تاريخي لتعريفات التدخل المبكر
- في عام 1976: تم تعريفه على انه مجموعة من الانشطة والفعاليات والخبرات في أوقات معينه.
- في عام 1975: تزويد احتماليات مشاركة الأطفال في الأنشطة وتسهيل تطور الطفل.
- في عام 1979: تزويد الأطفال بالفرص التعليمية والخبرات في مرحلة ما قبل المدرسة وتعديل البيئة التعليمية للأطفال.
- في عام 1981: يرامج مخصصة للوصول الى أهداف محددة من خلال برامج لتطوير القدرات.
- في عام 1986: تقديم خدمات علاجية وتعليمية للفئات المستهدفة ” منذ الولادة وحتى سن 6 سنوات ” من خلال تقديم خدمات تطويرية تشمل الإرشاد الأسري وتدريب الاهل والزيارات المنزلية والخدمات العلاجية.
- في عام 1990: خدمات علاجية وتعليمية للأطفال الصغار وتقديم خدمات الدعم الاستشاري للأهل.
- في عام 1992: التعرف على الأطفال الذين يحتاجون الى خدمات تربوية خاصة ليحققوا أقصى درجات الأداء الوظيفي.
- في عام 1993: اتساق الجهود النظامية المدعمة لإعانة الأطفال الصغار المعوقين والأطفال المعرضون للخلل في النمو منذ فترة الولادة وحتى سن الخامسة ومساعدة أسرهم.
- في عام 1997: الاسراع في تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية الشاملة ولا يقتصر توجيه تلك الخدمات على الاطفال المعنيين يشمل أيضا أسرهم.
- في عام 2000: مجموعة الجهود التي تبذل في تحديد الأطفال الذين يكونون أكثر تعرضا لخطر الإعاقة قبل أو اثناء وبعد الولادة.
- في عام 2002: نظام خدمات تربوية علاجي ووقائي يقدم للأطفال منذ الأيام الأولى لمن هم خطر حسب المنظور العلمي الذي يعتمد على التاريخ الأسر.
- في عام 2004: تقديم خدمات متنوعة طبية وتربوية ونفسية للأطفال دون السادسة من أعمارهم، والذين يعانون من إعاقة أو تآخر نمائي أو الذين قابلية للتأخر أو الإعاقة.
- في عام 2013: تقديم الخدمات الدعم لزيادة الثقة والقدرة لدى الأسر وتعليمهم كيفية تقديم الفائدة المرجوة لأطفالهم من خلال مجموعة منظمه من البرامج والخدمات تصمم بشكل فردي لتتلاءم مع حاجات الطفل وأسرته.
في عام 2015: نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم لأطفال منذ الولادة وحتى سن 6 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة.
واستناداً لما سبق يمكن تعريف التدخل المبكر بأنه:
تقدم الدعم والمساندة وتعزيز الثقة والكفاءة للأباء ومقدمي الرعاية لتقديم الفائدة المرجوة لتطوير قدرات الأطفال للانخراط في المجتمع بشكل فاعل من خلال مجموعة منظمة من البرامج والخدمات تصمم بشكل فردي لتتلاءم مع احتياجات وأولويات الطفل وأسرته
التدخل المبكر له تأثير إيجابي على جوانب النمو المختلفة سواء في الجانب العقلي أو الجانب الانفعالي أو الجانب الاجتماعي أو الجانب اللغوي والسلوكي
أثبت الأبحاث التي تمت على نمو الطفل أن معدل النمو والتعليم الإنساني هي
عملية أكثر سرعة في سن الروضة، وبالتالي فهي الفترة التي يمكن فيها مواجهة الصعوبات المختلفة التي يعانيها الطفل
ولأهمية التدخل المبكر بينت دراسات (لوثر هامر) التي اجريت على الأطفال ذوي الإعاقة في سنوات حياتهم المبكرة في /ألمانيا ان لبرامج التدخل المبكر فاعلية كبرى في اصلاح الانحرافات النمائية الممكنة لديهم
فوائد التدخل المبكر
هناك مجالات عديدة يترك التدخل المبكر تأثيرات هامه فيها على الأفراد والمجتمع ومنها: –
تعديل اتجاهات الأسر ومساعدتها على تقبل الطفل وتدريبه.
تحسين قدرته على العناية بذاته واكتسابه أنماط سلوكية جديدة تتناسب مع طبيعة الاعاقة
أن خدمات التدخل المبكر اثراً بالغاً في تكيف الأسرة والتخفيف من الأعباء المادية والمعنوية نتيجة وجود طفل من ذوي الإعاقة لديها.
يساعد الاطفال الذين يعانون من تآخر في النمو على تحقيق مستويات متقدمة من الوظائف الإدراكية والاجتماعية.
أن التعليم الانساني في السنوات الأولى أسرع أسهل من التعلم في أية مرحلة مما يزيد أهمية التدخل المبكر.
تقليل الفجوة بينه وبين اقرانه من خلال التعرف على احتياجاته وتوفيرها.
أهمية مشاركة الأسرة وإبراز دورها الأساسي في تقديم المعلومات الضرورية وإسهامها في تنفيذ تلك البرامج.
أن التدخل المبكر جدواه مثمرة ومتعددة على جميع الجوانب (الاقتصادية، الاجتماعية، التربوية،….)
التدخل المبكر يساهم مساهمة إيجابية وفعالة في تحقيق الدمج الأكاديمي والاجتماعي للأطفال.
معلمة تربية خاصة بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
حاصلة على عدة دورات في مجال التربية الخاصة