معلم التربية الخاصة وعدم الاهتمام به، وتقديره حق قدره اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا، مما أدى به أن يكون اضعف فئات المجتمع حالا، وصاحب اقل الوظائف شانا. وهو الذي يسند إليه أصعب المهمات في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة ذوي الإعاقة. وقد نبه طه حسين إلى هذا من بعيد حين قال:لا اعرف شرا على الحياة العقلية في أن يكون المعلم الأولي كما هو الحال عندنا: سيء الحال منكسر النفس، محدود الأمل، شاعرا بأنه يمثل أهون الطبقات. قال هذا سنة 1938، فما باله لو بعث حيا ورأى حال المعلم الذي تحدث عنه في تونس مثلا، لرأى العجب العجاب. . ؟؟ إن الاقتراب من تحديد فلسفة تربوية لإعداد المعلم التربية الخاصة وتوضيح أهداف هذا الإعداد، ووضعها في صورة أنواع محددة من السلوك بالنسبة للمعلم، وأنواع محددة أيضاً من النتائج بالنسبة للمتعلم، تتضح في حركة إعداد المعلم على أساس مبدأ الأداء Performance Based Teacher Education، ومبدأ الكفايات Competence Based Teacher Education، وذلك لأن أي تغيير يحتاج لتحقيق النجاح على مجموعة من القوى منها ما هو علمي، وما هو فني، ومنها ما هو بشري، وتعتبر القوى البشرية هي أساس العمل ومنطلق النجاح، فلا الأبنية الحديثة ولا الإمكانات التكنولوجية تحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية ما لم يتوافر لها المعلم الكفء الذي يستطيع الاستفادة منها وتوظيفها.
وتعتبر حركة الكفايات التعليمية بمثابة أحد الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم التي نشأت في إطار المدرسة السلوكية، وتكنولوجيا التعليم، التي تتعلق بوسائل وطرق التطبيق العملي للعلم التربوي مما أثر على برامج الإعداد.
وتعتبر حركة التربية القائمة على تلك الكفايات جزءًا من الحركة الثقافية في المجتمع الأمريكي التي أكدت على فكرة المسئولية، والحاجة إلى تحديد مواصفات المعلم الجيد، والتي تتمثل في برنامج يحدد عدداً من الكفايات التي يتوقع الخبراء أن تظهر في سلوك الطالب /المعلم، ويتضمن المعايير التي يمكن اعتمادها على تقويم الكفايات لديه، وتقع مسئولية الوصول إلى المستوى المتوقع من كل كفاية على عاتق الطالب/ المعلم نفسه.
لقد نشطت برامج إعداد المعلم على أساس الكفايات التعليمية منذ ستينيات القرن العشرين، وتمثلت في إعداد قوائم تلك الكفايات وما يتصل بها من بحوث ودراسات، وفي إعادة بناء برامج مؤسسات إعداد المعلم على أساسها، وتقويم المعلم على أساس كفاياته.
لقد اهتمت اللجنة القومية المتحدة لتعليم الفئات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عام 1982، حيث أصدرت ورقة تعكس مدى الاهتمام بإعداد معلم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تكون القدرات والمهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب/ المعلم في معاهد الإعداد، والمعايير التي تطبق لتقويم هذه القدرات والمهارات، واضحة، ويصبح الطالب /المعلم معها مسؤول عن تحقيق تلك المعايير، وتشتمل هذه القدرات والمهارات كل ما لدى المعلم من مهارات وقدرات خاصة ومفاهيم واتجاهات، وأنواع سلوك يمكن بها المساعدة على نمو التلميذ المعاق في النواحي العقلية، والوجدانية، والاجتماعية، والنفسية، والجسمية، وتوجد ثلاثة معايير لتحديد هذه القدرات والمهارات وتقييمها، هي:
- معايير خاصة بالمعرفة: وهي التي تستخدم لتقويم مفاهيم الطالب/المعلم المعرفية.
- معايير خاصة بالأداء: وهي التي تستخدم في تقويم أنواع السلوك التي يستخدمها في التدريس.
- معايير خاصة بالنتائج: وهي التي تستخدم في تقويم قدرته على التدريس، وتتضمن امتحاناً لمقدار ما حصله التلاميذ الذين درس لهم.
ويقوم الإعداد على أساس الكفايات على أسلوب تحليل النظم، الذي يشير إلى استخدام التفكير العلمي في حل المشكلات ذات المدى الطويل، مما يستلزم النظر إلى إعداد المعلم على أنه نظام يهدف تنمية المعلمين الذين يمتلكون المعرفة والمهارات والاتجاهات التي تساعد التلاميذ على تحقيق التعلم الجيد، وذلك من خلال القراءات والمناقشات، وأنواع السلوك التي يمر بها المعلم في محاولته لاكتساب ما هو ضروري في ضوء الكفايات التعليمية، حيث اهتمت بضرورة إعداد الشخصية المهنية، والتقييم الدوري لبرنامج الإعداد، والتدريب، مع ضرورة تنظيم وتأسيس برامج تدريبية نظامية، وتنظيم الممارسات، وذلك من أجل تمكين الطلاب/المعلمين من الكفايات الخاصة.
وجدير بالذكر انه يوجد في جامعة شمال فلوريدا 13 برنامج للكفايات العامة التي يبنى عليها برنامج إعداد معلم ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي جامعة جنوب كارولينا تستخدم قائمة متدرجة تضم مجموعة من الكفايات التي يجب توافرها في معلمي ذوى الاحتياجات الخاصة، صممت لقياس مهارة الملاحظة، والحاجات، والقدرة على التقييم الذاتي لديهم، كما تشتمل على المبادئ الأساسية لتحسين أدوات التقييم لاستخدامها، ومدى فعالية هذه البرامج التي تساعد على إعداد المعلم وتدريبه على التخطيط المستقبلي في ضوء المتطلبات التربوية لذوى الاحتياجات الخاصة.
ومن ثم لابد من توافر مجموعة من المواصفات التي لا يستطيع بدونها معلم ذوى الاحتياجات الخاصة أن يؤدى واجبه، ويجب عليه:
- أن يعرف ما يجب عليه فعله.
- أن يكون لديه القدرة على الأداء طبقاً لتلك المعرفة.
- أن يعمل على أن يؤدى ذلك إلى تحقيق التعلم لدى التلاميذ.
المحور الأول: برنامج مقترح لإعداد معلم ذوي الاحتياجات الخاصة
يتكون هذا البرنامج من ثلاثة أبعاد هي:
البعد الأول: أهداف البرنامج
يهدف البرنامج إلى إعداد المعلم ثقافياً، ومهنياً وتخصصياً وذلك وفق الأبعاد التالية:
أولاً ـ الإعداد الثقافي العام: يهدف هذا الإعداد بصفة عامة إلى:
- تنمية مدركات المعلم حول وظيفة التربية الخاصة في تنمية المجتمع، وأهمية دوره في النظام الاجتماعي وتطويره.
- تنمية إحساس المعلم بالانتماء والمواطنة، وتعميق خلفيته الثقافية حول طبيعة المجتمع العربي الإسلامي بعامة، والمجتمع التونسي بخاصة ومشكلاته ومتطلباته التنموية.
- تنمية وعي المعلم بالظروف المجتمعية المختلفة، مما يساعده على تبني أطر فكرية منظمة تمكنه من فهم مستجدات الأحداث في العالم، وتطورها، وانعكاسها على تربية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
- المعرفة المتنوعة لفهم الإنسان وعالمه، وإثراء معلوماته الأساسية لتكوين المواطن والمربي.
- إكساب المعلم الاتجاهات العلمية والاجتماعية، وتنمية مهارات الإطلاع على التطور الفكري للمواد العلمية والمهنية في مجالات التخصص المختلفة لتربية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
- تنمية مهارات التعلم الذاتي، والقدرة على مواكبة التطورات والتدريب على الأسلوب العلمي في التفكير، وفي مواجهة المشكلات الاجتماعية في مجالات الإعاقات المختلفة.
- مساعدة المعلم على إدراك العلاقة التكاملية الشمولية بين المواد الدراسية والموقف التعليمي، وغايات التربية الخاصة.
ولكي تتحقق هذه الأهداف يجب أن يكون مفهوم الإعداد الثقافي جامعاً شاملاً بين الجانب المعرفي، والسلوكي، والاهتمام بتقديم مقررات ثقافية خاصة توزع على سنوات الدراسة، وتترجم لساعات معتمدة، تسهم في مجموعها في إعداد الطلاب/ المعلمين ثقافيا بفعالية كبيرة، هذا مع زيادة الاهتمام بالأنشطة المصاحبة لتدريس المقررات الثقافية وذلك من خلال تنظيم الندوات الفكرية، بحيث تتكامل في أهدافها مع أهداف المقررات الثقافية والتي تبرز أهداف التربية الخاصة وفلسفتها، بالإضافة إلى توجيه الطلاب /المعلمين نحو المشاركة في مراكز تعليم ورعاية المعاقين، والخدمة العامة، وأن يؤخذ بها كجزء في تقويمهم.
البعد الثاني: الإعداد المهني (التربوي)
يهدف هذا الإعداد إلى ما يلي:
- الإلمام التام بأهداف التربية الخاصة، ومبادئها التعليمية المقدمة إليه.
- الإلمام بطرق بناء شخصية المعاق بطريقة سوية.
- الاهتمام بالعمل في ميدان الإعاقة.
- التمكن من طرق التواصل التربوي بين المدرسة، والأسرة لمساعدة المعاق ورعايته.
- التميز بالقدر الوافي من القيم العاطفية، والوجدانية التي تساعد الطالب/ المعلم على إكساب المعاق المهارات المرغوبة.
- التمكن من مهارات التعامل مع برامج إعداد المعاقين لفظياً وحركياً.
- امتلاك القدر الكاف من الصبر والمثابرة والتحمل في نقل الخبرة للمعاقين دون إرهاق أو تعب.
- استطاعته تعويد المعاق على تحمل المسئولية وفق مستوى الإعاقة تجاه نفسه والمحيطين به.
- استيعاب الأنشطة المختلفة المتصلة ببرامج إعداد المعاق للحياة المجتمعية والمهنية.
- التمكن من تعويد المعاق على إدراك العلاقات بين الجزئيات والكليات.
- القدرة على تصميم وسائل تعليمية تتناسب مع نوع ودرجة الإعاقة.
- القدرة على ربط الكلمات التي يتعلمها المعوق بمدلولاتها الحسية لإثراء حصيلته اللغوية.
- حسن استغلال المهارات اليدوية لدى المعاق.
- القدرة على التقويم الموضوعي بما يناسب نوع الإعاقة وشدتها.
- القدرة على فهم الطفل المعاق، وتقييم مدى اكتسابه للمهارات التعليمية المقدمة إليه.
ولكي تتحقق هذه الأهداف يجب أن يلم الطالب/المعلم بالأصول العلمية والأسس التربوية، والمهارات التعليمية اللازمة للمعلم في المواقف التعليمية التي تواجهه، فيعرف كيف يقوم بالتدريس، وكيف يطوع المواد الدراسية لخدمة حاجات التلاميذ المعاقين، ومواجهة ميولهم واستعداداتهم، وبخاصة أنه سيتعامل مع تلاميذ غير عاديين ذو صفات وخصائص تختلف عن العاديين، مما يستلزم منه ألا يتعلم العلم وحده، وإنما يتعلم طريقة تعليمه لهؤلاء التلاميذ.
البعد الثالث: الإعداد التخصصي:
تخصص في مجال الإعاقة:
حيث يتخصص الطالب/المعلم في التدريس لنوع معين من المعاقين طبقا لنوع وشدة الإعاقة، ( مكفوفين، وضعاف بصر- صم وضعاف سمع- معاقين ذهنياً) وذلك وفقاً لاختيار الطالب مجال تخصصه، مع ملاحظة أن يكون أعضاء هيئة التدريس من التخصصين الحاصلين على درجة الدكتوراة في أحد مجالات التربية الخاصة، في التخصصات المختلفة (أصول التربية الخاصة، نظم تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، إدارة مؤسسات التربية الخاصة، علم نفس الفئات الخاصة، مناهج وطرق التدريس لذوى الاحتياجات الخاصة، تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة).
المتطلبات التربوية لإعداد معلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
تنبثق هذه المتطلبات من فلسفة التربية الخاصة، والأهداف التي يسعى المعلم إلى تحقيقها، وما ينبغي أن يقوم به من أنشطة، ومن الأدوار التي يقوم بها من أجل تحقيق هذه الأهداف، وهذه المتطلبات هي:
- تكامل المعلومات حيث يعتمد تحقيق أهداف التربية الخاصة على تقديم مناهج تتسم بالتكامل، والبعد عن التخصص الضيق، حيث يكمن في تكاملها ضمان نجاح المعلم في تنفيذها بالدرجة المنشودة.
- إعداد معلم يتفهم أبعاد التربية الخاصة ويستطيع أداء أدواره بكفاءة، ويتم ذلك بالمزج بين العملي والنظري، ويشكل محوراً رئيساً يستند إليه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتلقى الطلاب /المعلمين التدريب اللازم على استخدام الأجهزة والوسائل التعليمية لرفع مستوى أدائهم وكفاءتهم.
- إعداد معلم يتفهم البيئة وتنمية المجتمع، ويكون قادراً على المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية، مما يتطلب ألا تقف المناهج عند حد تقديم المقررات بشكل نظري، بل تتيح لطلابها الفرص للتدريب عليها عملياً كجانب أساسي من جوانب إعدادهم لمهنة التدريس في مدارس ومعاهد التربية الخاصة.
- إعداد معلم يتفهم جيداً مدخلات نظام تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومخرجاته، وذلك بأن يكون متفهما لفلسفة هذا التعليم، وأهدافه، وأبعاده الاجتماعية، من أجل تهيئته لما سيقوم به من أدوار، وهذا يتطلب ما يلي:
أ – فهم فلسفة وأهداف التربية الخاصة وكيفية تطبيقها عملياً.
ب – فهم فلسفة تربية الطفل المعوق، وخصائص نموه، وكيفية التعامل معه بما يمكن المعلم من تقييم الصفات الشخصية للتلاميذ.
ج – توافر الشخصية القيادية القادرة على التأثير في الأطفال المعاقين وكسب حبهم، وتقديرهم، حتى يتمكن من بناء شخصياتهم بناءًا سليماً متكاملاً.
د – الإقلال من دور المعلم كمقدم وناقل للمعرفة، وزيادة دوره كمشرف، وموجه، ومرشد، ومخطط للعملية التعليمية.
القدرة على تقويم الطفل المعاق سلوكياً، ووجدانياً، وتشخيص أسباب القصور لديه.
هـ – القدرة على الإرشاد النفسي للأطفال المعاقين.
و – القدرة على التعلم الذاتي، وبناء الاتجاهات الإيجابية لدى هؤلاء الأطفال في نمو اكتساب القدرة على التعلم الذاتي.
ي – القدرة على ممارسة بعض المهارات اليدوية والعملية التي يمكن أن يستخدمها في تعليم هؤلاء الأطفال.
- دراسة حاجات ذوى الاحتياجات الخاصة، تساعد المعلم على معرفة نقاط الضعف في العناصر الرئيسة في حياتهم، ومن ثم تساعده في معرفة الظروف اللازمة لنمو شخصياتهم نمواً متكاملاً، في مناخ اجتماعي سليم يحقق لهم الإحساس بالأمن في بيئتهم.
نظام الإعداد لمعلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
أولاً: يمكن استخدام أحد الأسلوبين التاليين أو كلاهما معا:
الأول: الإعداد التكاملي: لمدة 4 سنوات، للحاصلين على شهادة الباكالوريا آداب.
الثاني: الإعداد التتابعي: (دبلوم في التربية الخاصة) لمدة عام للحاصلين على درجة الأستاذية في التربية الخاصة.
وذلك بعد عقد اختبار قبول للكشف عن ميولهم واتجاهاتهم نحو العمل في هذا الميدان من ناحية، ونحو أنواع الإعاقات والأشخاص ذوي الإعاقة من ناحية أخرى.
ثانيا: البرامج الدراسية المقترحة
1– مواد تخصصية وفق نوع الإعاقة ( السمعية، والبصرية، والذهنية) التي يريد الطالب التخصص فيها مثل:
أ- أساليب التواصل مع المعاقين وهي:
– الصم ( لغة الإشارة الوصفية وغير الوصفية، الهجاء الإصبعي، لغة الشفاه، الاتصال الشامل. (
– المكفوفين ( طريقة برايل المطورة، وطريقة تيلر. (
– المعاقين ذهنياً ( أسلوب إيتارد، وأسلوب دنكان، وأسلوب منتسوري، وأسلوب ديكروللي، وأسلوب ديسكودر. (
ب- أساليب الاكتشاف المبكر لأنواع الإعاقات المختلفة.
ج- الأسباب الطبية للإعاقات المختلفة. ( يسند تدريسها لأطباء متخصصين. (
3– مواد تربوية مرتبطة بالتربية الخاصة:
أ- مناهج وطرق تدريس التخصصات المختلفة.
ب- وسائل تعليمية وتكنولوجيا التربية الخاصة.
ج- أصول التربية الخاصة.
د-إدارة مؤسسات تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة.
هـ نظم تعليم وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة.
و- اقتصاديات التربية الخاصة.
ي- تاريخ تربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة( تطور الفكر التربوي في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة).
ط- التعليم العلاجي.
ك-علم نفس الفئات الخاصة.
ل- صعوبات التعلم.
م- الإرشاد النفسي للفئات الخاصة.
ن- فنون الأطفال.
ج-أساليب الاكتشاف المبكر للإعاقات المختلفة.
د- الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة.
هـ صعوبات الكلام والنطق.
الخاتمة والتوصيات:
يمكن القول أن التربية الخاصة حققت انجازات كبيرة في العقود الماضية. لكن التحديات والقضايا التي تشغل العاملين في هذا الميدان وتؤرقهم تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. ولعل هذا الميدان لم يكن قط هدفا للانتقادات وأحيانا الافتراءات حول فلسفته، وأساليبه كما هو الآن.
فالدعوة لتطوير التربية الخاصة تختلف عن المطالبة بإلغائها، والمناشدة بتطبيق مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وتقبل التنوع والاحتفاء به لا تلغي وجود الحاجات الخاصة بل تمهد الطريق لإعادة التفكير ببرامج التربية الخاصة اللازمة لتلبيتها وأنماط تنفيذها. وفي ضوء ذلك يقترح:
- التخطيط طويل المدى للبرامج، والاتعاظ بالغير، الإفادة من تجاربهم، وتجنب الوقوع في أخطائهم.
- دعوة الجامعات إلى تحليل برامج تدريب المعلمين وتعديلها بما ينسجم ومتطلبات عصر التكنولوجيا، والدمج، والمساءلة، والعمل التعاوني.
- إنشاء مراكز وطنية للتميز والإبداع في التربية الخاصة على غرار مراكز الإبداع والتفوق للموهوبين يكون من المهام المنوطة بها تطوير المناهج والأدلة التدريبية، وأدوات القياس والتقييم، وتطوير برامج بمساندة الكمبيوتر، وتوظيف الانترنيت للتشبيك ونشر المعلومات الموثوقة علميا.
- إجراء دراسات متابعة لمخرجات برامج التربية الخاصة في الجامعات، وخدمات التربية الخاصة في المعاهد والمدارس وبرامج الدمج وتوظيف نتائجها في عمليات التطوير.
قائمة المصادر:
- الخطيب، جمال:التربية الخاصة في مطلع الألفية الثالثة، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر التربية الخاصة العربي، الواقع والمأمول، الجامعة الاردنية، 2005
- الغزالي:إحياء علوم الدين، ج1 المكتبة التجارية الكبرى، مصر
- العثمان، إبراهيم بن عبدالله:الرؤية المستقبلية للأمانة العامة للتربية الخاصة في مجال الوقاية من الإعاقة، وزارة التربية السعودية 2005
- الزهيري، إبراهيم عباس:رؤية مستقبلية لإعداد معلم التربية الخاصة، مجلة أطفال الخليج العربي 2011
- حسن، محمد صديق:المعاقون والاندماج في المجتمع، مجلة التربية القطرية، العدد114، السنة24، 1995
- حور، محمد إبراهيم:الطفولة العربية والعدالة التربوية الغائبة، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، الكتاب السنوي الخامس 1987-1988
- حسين، زينب:تربية الأشخاص ذوي الإعاقة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1987
- عبدالله، احمد:الأطفال العرب ومعوقات التنشئة الاجتماعية، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، الكتاب السنوي الرابع 1986-1987
- المؤتمر الإقليمي حول الفقر والإعاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تونس 2005
مرب مختص