خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة
التربية للجميع، التعليم للتميز، التميز للجميع، وهوحق لكل البشر بغض النظر عن أية معوقات قد تحول دون تعلمهم. سواء كانت جسدية أم عقلية مع إتاحة الفرص للطاقات الكامنة لدى البشر للظهور والريادة.
والتربية الخاصة: تؤكد على ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وتكييف المناهج، وطرق التدريس الخاصة بهم، بما يتواءم واحتياجاتهم، وبما يسمح بدمجهم مع ذويهم من التلاميذ العاديين في فصول التعليم العام، مع تقديم الدعم العلمي المكثف لمعلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام، بما يساعدهم على تنفيذ استراتيجيات التعليم سواء للطلاب الموهوبين أو ذوي الإعاقات المختلفة.
وقد شهد العقد الحالي تطوراً هائلاً في مجال الاهتمام بالإعاقة. ونشطت الدول المختلفة في تطوير برامجها في مجال الإعاقة لأن الاستجابة الفعالة لمشكلة الإعاقة يجب أن تتصف بالشمولية، بحيث لاتهتم ببعض الجوانب المتعلقة بهذه المشكلة وتغفل جوانب أخرى، وبشكل يكون فيه لبرامج الوقاية من الإعاقة أهمية متميزة نظراً لأنها تمثل إجراءً مبكراً يقلل إلى حد كبير من وقوع الإعاقة ويختصر الكثير من الجهود المعنوية والمادية اللازمة لبرامج الرعاية والتأهيل.
مفهوم التربية الخاصة
تعرف التربية الخاصة بأنها نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواءً في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية.
وعليه، فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة.
ويشتمل ذلك على الطلاب في الفئات الرئيسة التالية:
- الموهبة والتفوق Talent and Giftedness
- الإعاقة العقلية Mental Retardation
- الإعاقة السمعية Hearing Impairment
- الإعاقة البصرية Visual Impairment
- الإعاقة الحركية Physical Disability
- الإعاقة الإنفعالية Emotional impairment
- التوحد Autism
- صعوبات التعلم Learning Disabilities
- إضطرابات النطق أو اللغة Speech and Language Disorders
أهداف التربية الخاصة
- التعرف إلى الأطفال غير العاديين وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
- إعداد البرامج التعليمية لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
- إعداد طرائق التدريس لكل فئة من فئات التربية الخاصة، وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية على أساس الخطة التربوية الفردية.
- إعداد الوسائل التعليمية والتكنولوجية الخاصة بكل فئة من فئات التربية الخاصة.
- إعداد برامج الوقاية من الإعاقة، بشكل عام، والعمل ما أمكن على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق البرامج الوقائية.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بحسن توجيهم ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم.
- تهيئة وسائل البحث العلمي للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها واتاحة الفرصة أمامهم في مجال نبوغهم.
- تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة.
مصطلحات في التربية الخاصة
-
الضعف Impairment
وهو مصطلح يشير إلى محدودية الوظيفة وبخاصة الحالات التي تعزى للعجز والحسي كالضعف السمعي أو الضعف البصري.
-
ضعف القدرة Disability
وهومصطلح يشير إلى تشوه جسدي أو مشكلة خطيرة في التعلم أو التكيف الاجتماعي نتيجة وجود الضعف. وغالباً ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الصعوبات الجسمية.
-
الإعاقة Handicap
يستخدم هذا المصطلح عادة للإشارة إلى المشكلات في التعلم أو السلوك الاجتماعي (ولذلك نقول: اضطراب لغوي أو اضطراب تعلمي).
-
الحالات الخاصة Exceptionalities
وهذا المصطلح أوسع من المصطلحات السابقة حيث أنه لا يقتصر على الذين ينخفض أداؤهم عن أداء الآخرين (المعوقين) وإنما يشتمل على الذين يكون أداؤهم أحسن من أداء الآخرين (الموهوبين والمتفوقين).
مبادىء التربية الخاصة
- يجب تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة العادية.
- إن التربية الخاصة تتضمن تقديم برامج تربوية فردية وتتضمن البرامج التربوية الفردية:
- تحديد مستوى الأداء الحالي.
- تحديد الأهداف طويلة المدى.
- تحديد الأهداف قصيرة المدى.
- تحديد معايير الأداء الناجح.
- تحديد المواد والأدوات اللازمة.
- تحديد موعد البدء بتنفيذ البرامج وموعد الانتهاء منها.
- إن توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال المعوقين يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه.
- إن الإعاقة لاتؤثر على الطفل فقط ولكنها قد تؤثر على جميع أفراد الأسرة. والأسرة هي المعلم الأول والأهم لكل طفل.
- إن التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية في المراحل العمرية المتأخرة. فمراحل الطفولة المبكرة مراحل حساسة على صعيد النمو ويجب استثمارها إلى أقصى حد ممكن.
مراحل تطور برامج التربية الخاصة
-
مراكز الإقامة الكاملة: Residentialschool
تعتبر مراكز الإقامة الكاملة من أقدم برامج التربية الخاصة التي كانت ومازالت تقدم الخدمات الايوائية والصحية والاجتماعية والتربوية للأفراد المعاقين، وكان يسمح للأهالي بزيارة أبنائهم في هذه المراكز.
لكن وجهت لهذه المراكز مجموعة من الانتقادات تتهم فيها بعزل هؤلاء الأطفال عن المجتمع الخارجي وما يحتويه من حياة طبيعية، كما وصف أفراد هذه الفئات بأنهم منبوذون عن المجتمع.
-
مراكز التربية الخاصة النهارية: Special Day care school
ظهرت هذه المراكز كرد فعل على ما تقدم من انتقادات لمراكز الإقامة الكاملة، والكثير من هذه المراكز يكون عملها إلى منتصف النهار تقريباً، وفي هذه الفترة يتلقى الأفراد المعاقون خدمات تربوية واجتماعية.
وتعمل هذه المراكز على إيصال هؤلاء إلى منازلهم، وهي تحافظ على بقاء الفرد المعاق في أسرته وفي الجو الطبيعي له.
ووجهت لهذه المراكز أيضاً بعض الانتقادات أهمها:
عدم توفر المكان المناسب لإقامة المراكز النهارية، وقلة عدد الاختصاصيين في ميادين التربية الخاصة المختلفة.
-
الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية: Special classes within Regular Schools
ظهرت هذه الصفوف نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى المراكز النهارية التي تعني بالتربية الخاصة، ونتيجة لتغير الاتجاهات العامة نحو المعوقين من السلبية إلى الإيجابية، وهذه الصفوف تكون خاصة بالأفراد المعاقين في المدرسة العادية والتي لايتجاوز عدد الطلبة فيها العشرة.
ويتلقى هؤلاء الطلبة برامجهم التعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة، ولهم أيضاً برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين.
والهدف من هذا البرنامج زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين هؤلاء الأفراد (الطلبة) المعاقين والعاديين.
وهذه الصفوف تعرضت أيضاً لمجموعة من الانتقادات أهمها صعوبة الانتقال من الصفوف الخاصة إلى العادية، وكيفية تحديد المواد المشتركة بين المعاقين والعاديين.
-
الدمج الأكاديمي: Mainstreming
ظهر هذا الاتجاه في برامج التربية الخاصة بسبب الانتقادات التي وجهت إلى برامج الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، وللاتجاهات الإيجابية نحو مشاركة الطلبة المعوقين العاديين في الصف الدراسي.
ويعرف الدمج بأنه ذلك النوع من البرامج التي تعمل على وضع الطفل غير العادي في الصف العادي مع الطلبة العاديين لبعض الوقت وفي بعض المواد بشرط أن يستفيد الطفل من ذلك شريطة تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح هذا الاتجاه.
وهذه التهيئة تتم على ثلاث مراحل هي:
- التجانس بين الطلاب العاديين والمعاقين.
- تخطيط البرامج التربوية وطرق تدريسها لكل من الطلبة العاديين والمعوقين.
- تحديد المسؤوليات الملقاة على عاتق أطراف العملية التعليمية من إدارة المدرسة ومعلمين ومشرفين وجميع الكوادر العاملة.
ويعتبر الدمج من أهم مراحل عملية تطوير برامج التربية الخاصة.
-
الدمج الاجتماعي: Normalization
تعتبر هذه المرحلة النهائية في تطوير برامج التربية الخاصة للمعوقين لأنها تساعد على كل ما هو إيجابي نحو المعوقين من أفراد المجتمع.
ويتمثل هذا في مجال العمل من خلال توفير فرص عمل مناسبة لهم باعتبارهم أفراداً منتجين في المجتمع.
كذلك دمج المعاقين في الأحياء السكنية من خلال توفير سكن ملائم ومناسب لهم كأسرة مستقلة والتعامل معها على أساس حكم الجيرة وما تتطلبه من مستلزمات.
رواد التربية الخاصة
- جين إيتارد (1775 ــ 1838)الجنسية: فرنسيالإسهام الرئيسي: إمكانية استخدام منهجية البحث ذات المنحى الفردي لتطوير طرائق التدريب الفعالة للمعاقين عقليا.
- سامويل هوي (1801 ــ 1876)الجنسية: أمريكيالإسهام الرئيسي: المعوقون قادرون على التعلم ويجب تزويدهم ببرامج تربوية منظمة.
- إدوارد سيجان (1812 ــ 1880)الجنسية: فرنسيالإسهام الرئيسي: إمكانية تعليم المعاقين عقلياً باستخدام برامج تدريب حسّي ـ حركي.
- فرانسيس جالتون (1822 ــ 1911)الجنسية: بريطانيالإسهام الرئيسي: موروثية الذكاء.
- ألفرد بينيه (1857 ــ 1911)الجنسية: فرنسيالإسهام الرئيسي: امكانية قياس الذكاء وإمكانية تدريب وتطوير القدرات العقلية.
- لويس برايل (1809 ــ 1852)الجنسية: فرنسيالإسهام الرئيسي: استخدام النقاط البارزة لتعليم المكفوفين.
- توماس جالوديت (7871 ــ 1851)الجنسية: أمريكيالإسهام الرئيسي: إمكانية تعليم الصم مهارات التواصل باستخدام التهجئة بالأصابع.
- ألكساندر بل (1847 ــ 1922)الجنسية: أمريكيالإسهام الرئيسي: إمكانية تعليم الكلام للصم وإمكانية استخدامهم للسمع المتبقي.
- ماريا منتسوري (1870 ــ 1952)الجنسية: ايطاليةالإسهام الرئيسي: فاعلية التدخل العلاجي المبكر المتضمن خبرات ملموسة خاصة.
- لويس تيرمان (1877 ــ 1956)الجنسية: أمريكيالإسهام الرئيسي: استخدام اختبارات الذكاء للتعرف إلى طبيعة التفوق العقلي.
- ألفرد ستراوس (1897 ــ 1957)الجنسية: ألمانيالإسهام الرئيسي: بعض الأطفال يظهرون أشكالاً محددة من صعوبات التعلم تعود للتلف الدماغي، وهذه الصعوبات يمكن معالجتها بالتدريب الخاص.