استخدام تكنولوجيا الألعاب المتحركة ذات الأبعاد تساعد في تطوير التفكير والإسراع في توصيل ما نريده للطفل ولكن وفق شروط في الوقت المحدد ووجودنا بجانب الطفل لشرح كل شيء والاختيارات المناسبة التي تساعد في تحقيق أهدافنا وسنتطرق في هذا الصدد إلى اضطراب طيف التوحد وصعوبة القدرة على التخيل والتنبؤ والتفكير والاستنتاج مع استعراض وطرق تنمية هذه المهارات من خلال العديد من الخطوات والإجراءات التالية وسوف نستعرضها في ثلاث أجزاء وخمس مراحل تتضمن ما يلي:
الجزء الأول: تعريف التخيل ومظاهر الطفل ذوي
اضطراب طيف التوحد من حيث التفكير
الجزء الثاني: طرق التدريب على التخيل والتفكير الاستنتاجي
الجزء الثالث: مراحل تدريب الطفل على التخيل والاستنتاج ويتضمن خمس مراحل تشمل:
- أهمية التدريب على اللغة الداخلية
- التقليد
- عامل الصوت واللغة
- تدريبات الذاكرة البصرية والسمعية
- التخيل والاستنتاج
الجزء الأول ـ تعريف التخيل ومظاهر الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد من حيث التفكير:
نستعرض خلال هذا الجزء تعريفاً بالتخيل ومظاهر الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث يعرف التخيل بأنه القدرة على التمثيل العقلي للأشياء والأشخاص والأفكار. أي بمعنى إعطاء العقل صفات غير مألوفة للأشياء والأشخاص والتفكير بشكل مختلف وهذا يتم بمساعدة مخزون الأشياء فى الذاكرة.
أما مظاهر الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد من حيث التفكير وما يترتب عليها فتكمن فيما يلي:
- الاهتمام بالتفاصيل وبالتالي صعوبة تجميعها فى كلمات لتكوين مفهوم ما.
- صعوبة التواصل اللفظي حيث أن التخيل والتفكير يعتمد على الطلاقة اللفظية مما يؤدي إلى ضعف التخيل والتعبير عن الأفكار.
- صعوبه التمثيل الرمزي أو التظاهري وبالتالي ضعف التفاعل الاجتماعي.
- صعوبة اختراع القصص.
- ضعف القدرة على الرسم الخيالي.
- صعوبه مناقشة أحداث ماضية وبالتالي ضعف القدرة على ربط التفاصيل للتنبؤ.
- صعوبه التنبؤ بالأحداث المستقبلية وبالتالي صعوبة تدارك الأخطار.
- صعوبة القدرة على إيجاد بدائل وبالتالي عدم القدرة على حل المشكلات.
إن سرد هذه السمات تجعلنا أكثر قدرة على فهم طرق تفكير الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد وبالتالي تسهل دراسته والتوصل لحلول وطرق جديدة فى التدريب. حيث أن طرق التدريب التقليدية التي تقوم بها معه من ضمن أسباب عدم مرونة التوحد فى التفكير حيث أنه يتأثر بتصوراتنا وخبراتها عن الأشياء.
الجزء الثاني ـ طرق التدريب على التخيل والتفكير الاستنتاجي:
التعلم باللعب معروف أنه من أفضل استراتيجيات التعلم خصوصاً لأطفال التوحد وقد قسم العلماء اللعب إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- اللعب الحسي والاستكشافي: ويتم عن طريق الحواس واكتشاف الأشياء من خلالها وفحص شكلها وملمسها وصوتها ورائحتها ووضعها في فمه أيضاً.
- اللعب الوظيفي: وهو اللعب بالألعاب بشكل مناسب لما صنعت وبطريقة معتادة مثل الكرة للركل أو التصويب، المكعبات للتركيب وهكذا.
- اللعب التظاهري والرمزي: وهو نوع من اللعب الممتع المعتمد بشكل كبيرعلى القدرة على التخيل مثل التظاهر بالتحدث في التليفون بالريموت أو استخدام الألعاب البلاستيكية الخاصة بالمهن والتمثيل بها.
ومن خلال هذا السرد لأنواع اللعب يتبين لنا كيفية السير مع طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد من حيث التدرج في اللعب، ولكي نصل إلى مستوى مهارة اللعب القائم على التخيل يجب أن نمر بمستويات متدرجة من المهارات المعرفية والإدراكية: أولاً يجب أن يتم تقييم الطفل في أي مستوى هو من حيث اللعب لديه كما ذكرنا، ومن ناحية اللغة هل هو ناطق أم غير ناطق وفي أي مستوى، وكذا تفاعله الاجتماعي مع الاَخرين خصوصاً الأقران حيث أن مستوى الطفل هو الذي يحدد من أي مرحلة نبدأ هل من مستوى مبتدئ أم متوسط أم متقدم.
الجزء الثالث ـ مراحل تدريب الطفل على التخيل والاستنتاج:
المرحلة الأولى:
أهمية التدريب على اللغة الداخلية خصوصاً (ديمومة بقاء الشيء) بمعنى الأشياء والأشخاص موجودة في الزمان والمكان بالرغم من اختفائها وهذا يكون بداية تكوين التخيل وهو تخيل الشيء المختفي على غرار الألعاب التالية:
- لعبة (بخ) بالإختفاء وراء شيء ثم الظهور.
- إعطاء الطفل معزز ثم تغطية المعزز أسفل كوب أو شيء ويبدأ الطفل بالبحث عنه.
- عرض ألعاب مفضلة أمام الطفل ثم إخفاؤها بمفرش وسؤاله أين السيارة ثم إظهارها من أسفل المفرش وهكذا.
- لعبة الاستغماية والبحث عن الشخص أو الشيء المختفي.
السببية: وهي ربط الطفل بين حدث وسبب حدوثه وكمثال على ذلك:
- لعبة المياه الساخنة بلمس المياه الساخنة نشعر بالحرارة الشديدة ونبالغ في رد الفعل.
- لعبة البالون والدبوس بتقريب الدبوس من البالون فينفجر ومن ثم تفقد البالون.
- لعبة فتح وغلق النور من مفتاح الكهرباء.
الانعكاسية: وهي تجنب الأخطار المسببة للألم أو فقد أشياء يمكن الاستدلال عليها من بعض النماذج مثل:
- تجنب لمس الأشياء الساخنة.
- تجنب لمس الدبابيس وتقريبها من أيدينا أو من البالونات.
- تجنب لمس الكهرباء.
- تركه يخطئ في حدود السلامة والأمان حتى يتعلم من خطأه ويتجنبه.
عند ممارسة الأنشطة المعتادة ضع بعض العراقيل في طريقه مع وجود بدائل مثل عدم وجود ملعقة في طبق الأكل ولكن وجود مجموعة ملاعق وشوك في علبة بجانبه، وضع شيء محبب له في مكان مرتفع ووضع كرسي صغير في مجال رؤيته.
وتعد السببية والانعكاسية بداية القدرة على الاستنتاج.
المرحلة الثانية:
ويتم التركيز خلالها على مهارات التقليد والتي تعتبر مهارة مهمة جداً ليتعلم منها الطفل الملاحظة وتقليد الأفعال مثلما يفعلها الكبار وهي مهمة في اللعب الوظيفي وتحويله إلى لعب تمثيلي وتخيلي كتقليد ركل الكرة بالقدم أو شوطها في شبكة بعد إتقانها، ركل لفافة ورق كأنها كرة أو رميها لشخص ما، تقليد نشاط حقيقي يومي مثل غسيل اليدين أو لبس الملابس ثم تمثيلها على عروسة. أو عند الذهاب إلى الطبيب يتم توضيح الأدوات وإن أمكن تصويره ليتم تمثيل ما يفعله الطبيب من خلال أدواته البلاستيكية بعد ذلك. أو رؤية الحيوانات وحركاتها وأصواتها وتقليدها ثم تمثيلها من خلال الأقنعة والمجسمات. أو تقليد سياقة السيارة مثل الأب، والطفل على الكرسي من خلال التقليد ولا بد من إقران كلمة (هيا نلعب) ليعرف الفرق بين الحدث الحقيقي وغير الحقيقي. أو تقليد دور الأب ولبس ملابسه وحركاته بالتدريب.
المرحلة الثالثة:
عامل الصوت واللغة وتعني المبالغة في الكلام الموازي المصاحب للإيماءات والحركات الموضحة للمعنى والإشارات والأصوات. وحكاية القصص بأصوات مختلفة طفولية وأصوات حيوانات لكي يتخيل ويعيش جو القصة.
المرحلة الرابعة
تتضمن هذه المرحلة تدريبات الذاكرة البصرية والسمعية، ومنها أن يتم العمل على:
- تدريبات الذاكرة الأولية سمعية وبصرية بالتدريج.
- التدريب على أن يغمض الطفل عينيه ويتحسس الأشياء المألوفة ويسميها.
- التدريب على وصف الصور التي أمامه من البسيط إلى الصعب.
- التدريب على رؤية صور ثم إخفائها ويصفها الطفل.
- التدريب على وصف صورة وهو مغمض العينين.
- رؤية وسماع ومشاهدة قصة ثم نحكيها للطفل بدون صور ليتخيلها.
- التدريب على رسم خطوط عشوائية ويتم تحويلها لأشياء مألوفة.
- نحكي للطفل قصة ثم يمثل كل فعل في القصة بعد ذلك بالتدرج من المراحل السهلة إلى الصعبة وذلك لأن التخيل يعتمد في الأساس على مخزون الذاكرة.
المرحلة الخامسة والأخيرة:
يتم التركيز خلالها على مهارات التخيل والاستنتاج حيث يتم التدريب على:
- رسم عين وفم وأنف للأشياء مثل الأكواب والأطباق والشنط وتجعلها تتحدث بصوت طفولي مع التدريب على كلمه (هيا نلعب).
- التدريب على أن نسأله أسئلة غير واقعية (لو كنت قطة بتعمل إيه، إذا كانت لديك أجنحة ماذا تعمل).
- التدريب على أسئلة مثل: (ماذا يحدث إذا تركنا باب الشقة بدون غلق؟ إذا تركنا المياه مفتوحة؟).
- التدريب على رسم كائنات غير واقعية يمكن رؤيتها على صور وكارتون.
- استخدام الأشياء لأغراض غير معتادة (العروسة الفرو والسادة)، (العلبة طبلة)، (المناديل مفرش وغطاء للعروسة)، (الكراسة مروحة).
بسنت حسين حامد
الجنسية: مصرية
الاقامة: القاهرة، جمهورية مصر العربية
اختصاصية تربية خاصة
محاضر مدرب فى مجال التربية الخاصة
مسؤول فنى مؤسسة ممكن