Eco-map and Early Intervention
انطلاقاً من التوجهات الحديثة والمعاصرة في مجال التدخل المبكر والتي باتت تركز على تَقْدِيم الدَعم والمُسَانَدة وتَعْزِيز الثِقة والكَفاءة للأُسْرة ومُقدِمي الرِعاية لتقْدِيم الفائِدة المرجُوة في تطوير قدرات الأطفال للإنخراط في المجتمع بشكلٍ فاعِل، ولم يعد الاهتمام في الوقت الحالي منحصراً بتقديم خدمات التدخل المبكر وبعدد الأطفال المستفيدين أو عدد الجلسات التي تلقوها، وإنما تعداه ليهتم بجودة الخدمة، بحيث يتم توفير الخدمات من أجل تعزيز قدرة الأُسر على تلبية احتياجات الأطفال المعرضين للخطر أو ذوي التأخر النمائي أو ذوي الإعاقة.
ونظراً لأن المتخصصين في مجال التدخل المبكر يعملون مع الأُسرة لتحديد نقاط القوة والموارد الفريدة لديها، فقد برزت الحاجة إلى طرق جديدة ومبتكرة لوصف ومناقشة خصائص الأُسرة، وتعد الخارطة البيئية المستعارة من تخصصات العلوم الاجتماعية، وهي إحدى الطرق المستخدمة لوصف نقاط القوة والموارد الأُسرية.
وقد تم تطوير الخارطة البيئية عام 1978من قبل عالمة الاجتماع آن هارتمان باعتبارها أداة تفكير تخطيطية لمساعدة الأخصائيين الاجتماعيين في مجال رعاية الطفل كتمثيل مرئي لنظام الأُسرة والمساعدة على فهم احتياجات الأُسر التي يعملون معها بشكل أفضل وباتت من الطرق المستخدمة في جمع المعلومات.
الخارطة البيئية هي رسم تمثيلي (خارطة أو رسم أو صور) للأُسرة وروابطها بالنظام الاجتماعي الأكبر، محاطة بالدعم الرسمي وغير الرسمي لها، (غير الرسمي مثل: الأصدقاء وأفراد الأُسرة الممتدة، والرسمي مثل: مقدمي الرعاية والتعليم المبكر ومقدمي التدخل المبكر) ويوضح كيف توجد الأُسرة في سياقها.
تعد الخارطة البيئية في الأساس رسماً تخطيطياً لـ (النظام الشمسي) الاجتماعي، حيث يتم وضع الرسم الممثل للأُسرة أو الطفل في موضع الشمس في المنتصف، ويتم تمثيل الأشخاص والمؤسسات المهمة الأخرى في فضاء حياتهم بدوائر حول المنتصف محاكاةً لأهمية دور الأُسرة والطفل واعتبارهما هو الموجهان والمحور للخدمات، وذلك مثل الكواكب حول الشمس حيث يتحلق الجميع حول الطفل وأُسرته لتلبية الاحتياجات والاهتمامات والأولويات.
وتعد الخرائط البيئية وسيلة مرئية لاتصالات الأُسرة بالعالم الخارجي، حيث توفر أداة مفيدة لتقييم العلاقات الأُسرية والاجتماعية والمجتمعية وتسليط الضوء على جودة هذه الروابط ومعرفة مناطق العزلة أو الانفصال التي قد تحتاج إلى معالجة، ففي حين تقدم الصور (الوراثية = الجينية) صورة تاريخية للأُسرة والروابط عبر الأجيال فيما بينها، فإن الخرائط البيئية تحدد مكان الأُسرة في سياقها الاجتماعي الحالي وخارطة بصرية لتواصل الأُسرة مع العالم الخارجي المحيط بها.
إن العلاقات مع الأفراد والمؤسسات الأخرى التي تتواصل معها الأُسرة باستخدام نموذج بيئي توفر عرضاً مرئياً لمجموعة من الروابط والعلاقات، مما يوفر صورة لنظام الأُسرة داخل المصفوفة الاجتماعية الأكبر. وقد تم استخدام الخرائط البيئية بطرق متعددة من قبل مقدمي خدمات التدخل المبكر وأخصائيي إعادة التأهيل وضمن الممارسة السريرية للأخصائيين الاجتماعيين وعلماء النفس وغيرهم من المتخصصين من أجل:
(أ) تعزيز التعاون بين الأسر والمتخصصين.
(ب) تنظيم المعلومات ووصفها بشكل مشترك.
وفي الآونة الأخيرة تم استخدام الخرائط البيئية لتقييم النتائج وقياس التغيير ومراقبة التقدم من خلال استكمال خريطة بيئية في مرحل زمنية متعددة وتكمن أهمية الخارطة البيئية واستخدامها في مجال التدخل المبكر أنها تعطي العاملين صورة شاملة عن:
- طريقة فريدة لتنظيم وتقديم المعلومات الواقعية المتزامنة والعلاقات بين المتغيرات في البيئة الحالية للأُسرة.
- ديناميكية وطبيعة العلاقات والتي تغذي أو تتعارض مع طبيعة علاقات الأُسرة.
- تواصل كل فرد من أفراد الأُسرة بنظم الدعم الاجتماعي. مثلاً: دعم السكن والمعيشة، دعم الدخل، تقديم المشورة، وبرامج العدالة، وما إلى ذلك، ونوعية وطبيعة هذه الصلات.
- علاقة كل فرد من أفراد الأُسرة بالمجتمع المحيط مثلاً: أصدقاء مقربين أو مهمين، الجيران، النوادي الرياضية، المراكز، ونوعية هذا التواصل.
- مستوى ترابط الأُسرة كوحدة مستقلة بأكملها مع العالم الخارجي.
- مناطق الحرمان أو النقص والتي قد تحتاج الى تغذية أو تعزيز أو معالجة من حيث الموارد.
- تواجد مجالات الازدواجية في تقديم الخدمات.
- يمكن أن تكون أداة مفيدة للأسرة لتقييم العلاقات الأُسرية والاجتماعية والمجتمعية ونوعيتها.
- باختصار، يستخدم الممارسون الخرائط البيئية
- كآلية لإقامة علاقة مع الأُسر، وتعلم المزيد عن روتين الأُسرة في اجتماعهم الأولي، تنظيم المعلومات والحقائق، وتحديد أهداف التدخل، ومراقبة التقدم لكل غرض. وتكمن القيمة الأساسية للخارطة البيئية في تأثيرها البصري وبساطتها.
- توفير الخدمات التي ترتكز على الأُسرة والملاءمة للخلفيات الثقافية المتنوعة والأُسر ذات الإلمام المحدود بالقراءة والكتابة أو الثقافة.
- تنظيم المعلومات والحقائق والربط بالخطة الفردية لخدمات الأُسرة.
- تسهيل الخدمات في البيئات الطبيعية، وتعظيم الاستفادة من الموارد غير الرسمية.
- عند استخدامها في الاجتماعات الأولية وجمع المعلومات مع الأُسر، تسهل الخارطة البيئية اتباع نهج يركز على الأُسرة للمساعدة في تحديد الموارد المتاحة حالياً لتلبية احتياجاتهم.
- أداة لاستنباط تصور لأفراد الأُسرة عن عمل الأُسرة وتنظيمها حول طفلها ومخاوفهم وأولوياتهم ومواردهم.
يمكن لخريطة بيئية جيدة البناء ومتعمقة أن تزود الأُسرة ومقدم خدمات التدخل المبكر بمعلومات قيمة قد تفوّتها أدوات تقييم الأُسرة الرسمية ويتطابق هذا النشاط المشترك والمنظور مع التوصيات الأخرى لبناء اتفاقيات الشراكة الأُسرية بشكل مهني.
بالنظر إلى التاريخ الإيجابي للخرائط البيئية في مجال العمل الاجتماعي، فإن فائدتها كأسلوب لزيادة وعي التدخل المبكر للأسرة داخل مجتمعها، والمساعدة في مرحلة التقييم والتخطيط للتدخل، وتقييم فعالية الخدمات يحمل وعداً كبيراً في مجال التدخل المبكر، وتحديداً عنصر تقييم احتياجات الأُسرة. وتوفر الخارطة البيئية فرصة لتمثيل وجهات نظر الأُسرة بصرياً حول غياب أو وجود وطبيعة وقوة الروابط مع الأصدقاء، وزملاء العمل، والمؤسسات الدينية أو الروحية، والمدارس، ووكالات الخدمة الاجتماعية، والمجموعات المجتمعية، والأنشطة الترفيهية، والرعاية الصحية، الشبكات والأنظمة القانونية والمنظمات التطوعية أو المناصرة. وتوفر الخارطة البيئية فرصة لبدء خدمات التدخل المبكر وعمليات الخطة الفردية لخدمات الأُسرة بطريقة تركز على الأُسرة، وتحترم التنوع والموارد الفردية واحتياجات الأسر.
خطوات رسم الخارطة البيئية
الخارطة البيئية عملية محاكاة بسيطة بالورقة والقلم، تم تطويرها كأداة للتقييم والتخطيط والتدخل، توضح بطريقة حيوية الأنظمة البيئية التي تعيش فيها الأُسرة وتتفاعل معها. حيث تسهل الخارطة البيئية اتباع نهج محادثة غير رسمي لجمع معلومات. في معظم الحالات، يجلس فريق التدخل المبكر مع الأُسرة ويقدمون النشاط كطريقة لتحديد أفراد الأُسرة الحاليين والأصدقاء والدعم حيث:
- يتم استخدام لوحة بيضاء أو قطعة كبيرة من الورق ورسم دائرة كبيرة في الوسط فيها اسم الطفل، وصف كل فرد من أفراد الأُسرة المباشرة، على سبيل المثال المربعات لإظهار الذكور والدوائر لإظهار الإناث. وضع اسم كل شخص والعمر في وسط المربع أو الدائرة، يمكن استخدام التقنيات الحديثة في عمليات الرسم هذه كالكمبيوتر والاجهزة اللوحية.
- تحديد نوعية العلاقات بين أفراد الأُسرة من خلال استخدام الخطوط وذلك كما يلي:
- ثم يتم تحديد أية علاقات أُسرية ممتدة أو الصداقات الهامة ونوعية هذه العلاقات حالياً باستخدام الخطوط المبينة أعلاه بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الرموز أو الوجوه المجازية لتمثيل الأشخاص أو المراكز. كما يمكن في توثيق من يقوم بإكمال الخارطة البيئية عن طريق وضع رمز مثل نجمة في دائرة المختص.
- يليه تحديد النظم الاجتماعية والبيئية التي تؤثر على الأُسرة. وعلى سبيل المثال، صلاتها بالمدرسة، والعمل، ودور العبادة، خدمات الرعاية الاجتماعية، وخدمات حماية الطفل، والمراكز الإصلاحية، وما إلى ذلك. ثم رسم خط لتمثيل نوعية العلاقة بين أفراد الأُسرة والنظام البيئي الذي تم تحديده على النحو الوارد أعلاه وتتضمن خطوات العملية تحديد أشكال الدعم الرسمية وغير الرسمية، وتحديد نقاط القوة في العلاقات.
- يمكن ربط التواصل بدائرة الأُسرة ككل أو إلى فرد واحد في الأُسرة إذا كان هناك شخص واحد معني بهذا النظام لإظهار المستويات المختلفة من الترابط مع العالم الخارجي وبين أفراد الأُسرة.
- قد يكون مقدمو خدمات التدخل المبكر مهتمين أيضاً بنوع الدعم الذي يقدمه كل شخص بالإضافة إلى تكرار الدعم. لذلك يمكن تسمية كل دائرة وطلب معلومات إضافية حول كيفية ارتباط كل شخص بالطفل والأُسرة، ونوع الدعم الذي يقدمه، وعدد مرات تلقي الطفل والأُسرة للدعم. على سبيل المثال: أسفل الدائرة يمكن أن تشير (R = Relation) إلى العلاقة مع الطفل أو الأُسرة مثلاً: مزود خدمة، صديق، جار، قريب… الخ، و(S = Support) نوعية الدعم المقدم مثل تقديم خدمة معينة أو جلسات أو اللعب مع الطفل أو القيام بالاعتناء به في النهار….، و(F = Frequency) للدلالة على تكرار هذا الدعم مثلاً مرة باليوم أو الأسبوع أو الشهر وهكذا.
- دائماً يجب وضع تاريخ على الخارطة البيئية لتكون مرجعاً لرصد التغيرات مع مرور الزمن ويتم تشجيع أفراد الأُسرة على أخذ زمام المبادرة في تحديد الدعم الرسمي وغير الرسمي ونقاط القوة في العلاقات.
استخدام الخرائط البيئية كأساس للمناقشة
عند العمل مع أُسرة الطفل، قد يكون هناك بعض الخلاف بين أفراد الأُسرة بشأن نوعية العلاقات ومستوى وطبيعة الدعم المقدم من الأُسرة الممتدة والأصدقاء والحضانة أو الروضة وغيرها من المصادر الخارجية.
هذا النوع من النقاش مفيد ويساعد على استثارة معتقدات كل فرد من أفراد الأُسرة بشأن دور الأُسرة والمجتمع المحلي والقيم الأساسية التي يحملها كل فرد داخل وحدة الأُسرة.
ومن المفيد جداً تكرار هذه العملية بعد بضعة أشهر لتقييم أي تغييرات في علاقة الأُسرة بالبيئة الخارجية وما إذا كانت هناك مستويات متزايدة من الترابط الاجتماعي والأُسري واعتماداً أقل أو أكثر على الخدمات المتخصصة.
بماذا تخبرنا الخارطة البيئية؟
الاحتياجات المتنوعة
بمجرد الانتهاء من الخارطة البيئية، يمكن تقييم ما إذا كانت احتياجات الأُسرة الأساسية يتم تلبيتها وتشمل المجالات الأخرى التي يمكنك استكشافها ما يلي:
- كيف يشعر أفراد الأُسرة تجاه المحيط الذي يعيشون فيه؟
- هل يعتمدون على المراكز المتخصصة في الدعم؟ أم أن لديهم عائلة وأصدقاء وجيراناً داعمين؟
- إن كانت الأُسرة تعتمد على المراكز المتخصصة في الحصول على الدعم، فما هي نوعية ومستوى الدعم المقدم؟ وهل يلبي احتياجاتهم؟
- هل هناك تكرار في الخدمات وهل هناك حلقات وصل جيدة بين الخدمات؟
- هل لديهم روابط مع أشخاص من خلفيتهم الثقافية؟ هل قيمهم محل تقدير أم تتعارض مع البيئة المحيطة؟
- هل يقومون بأية أنشطة خارج الحضانة او الروضة أو المدرسة أو يعملون أو ينتمون إلى أي مجموعة كمجموعات الدعم المختلفة؟
- هل لديهم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الجيدة؟
- هل هناك حاجات لا يتم الوفاء بها، وهل هناك حاجة للحصول على أوجه مختلفة من الدعم؟
الحدود العائلية
تساعد الخرائط البيئية ممارسي التدخل على تقييم ما إذا كانت الحدود بين الأُسرة وبيئتهم مفتوحة أو مغلقة. فالأُسر التي لديها حدود مفتوحة مرنة لها علاقات صحية وفرص تطويرية مع أشخاص خارج الأُسرة وتسمح لأفرادها بتطوّر علاقات مستقلة مع الحفاظ على الروابط الأسرية.
أما الأسر التي لديها حدود مغلقة لا تتصل كثيراً بالعالم الخارجي وتميل إلى النظر إلى العالم بعين الشك. يصبح أفرادها مشتتين ومكتئبين في بعض الأحيان حيث لا توجد مدخلات جديدة لتنشيط العلاقات والتفكير، وتقلل من فرص التعلم الفطرية للأطفال والمهارات الاجتماعية المتنوعة.
توفر الخرائط البيئية تمثيلاً بصرياً واضحاً لحالة الحدود داخل وحدة عائلية، وتبرز أماكن الحاجة إلى تشجيع الوالدين على السماح بمزيد من الانفتاح والمدخلات حتى يتمكن الأفراد من تطوير علاقات خارجية وداخلية. وإذا ظلت وحدة الأُسرة مغلقة، فهناك خطر أن تتفكك.
دعم الخدمات
تساعدك الخرائط البيئية على تحليل ما إذا كان مستوى ونوع الدعم الذي تتلقاه الأُسرة من خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها من الخدمات كافياً ومناسباً لاحتياجاتهم. ويمكن أن تبرز أوجه القصور أو الازدواجية في تقديم الخدمات، أو عدم وجود خدمات منسقة.
الارتباط بالخطة الفردية لخدمات الأسرة (IFSP)
يعد جمع المعلومات الأسرية ضرورياً لتطوير خدمات التدخل المبكر الفردية للأطفال والأسر. ويجب أن تؤخذ الموارد والاحتياجات المحددة لكل عائلة في الاعتبار عند تطوير وتنفيذ الخطة الفردية لخدمة الأُسرة. تسهل الخارطة البيئية (أ) تحديد مصادر دعم الأُسرة التي يمكن استخدامها أثناء تقديم الخدمة، (ب) تحديد المعلومات التي من شأنها تمكين الأسر ومساعدتها في الحصول على الخدمات اللازمة لأطفالهم وأسرهم، و(ج) تحديد الموارد المستخدمة والمطلوبة حالياً من الأُسرة للخدمات والدعم (على سبيل المثال، يتعين على عائلة أن تخرج من العمل مبكراً لإرسال الطفل إلى العلاج)، (د) يوفر صورة مرئية بسيطة تصور الفجوات في الموارد أو العلاقات وكذلك يحدد العلاقات المتضاربة أو المجهدة.
وباختصار، توفر الخارطة البيئية صورة شاملة وملخصاً للمعلومات التي تناسب وتدعم الخطة الفردية.
خدمات الدعم في البيئة الطبيعية
تتأثر الأنشطة والروتين التي يشارك فيها الأطفال الصغار بالموارد والوقت والاهتمامات والإعدادات الخاصة بالأسرة، ويتم تصميم الخارطة البيئية لتسهيل تحديد هذه الموارد والتفاعلات العائلية البارزة أولاً، مما يمهد الطريق لتقديم الدعم والخدمات داخل البيئات التي يشارك فيها الطفل بالفعل كعنصر حاسم في توفير الخدمات في البيئات الطبيعية.
مراجعة مصادر الدعم الرسمية وغير الرسمية
عند استخدام الخارطة البيئية مع الأُسر التي تتلقى خدمات التدخل المبكر، يمكن أن تكون بمثابة آلية لتسهيل مراجعة استخدام الأُسرة للموارد، ويمكن أن تكون الخارطة البيئية أداة ملموسة لتقييم وتطوير وتنسيق الموارد الرسمية أو غير الرسمية، غالباً ما يتجاهل مقدمو الخدمات الموارد غير الرسمية، ويقومون على الفور بالترتيب لبرامج أو منظمات رسمية للمساعدة في تلبية احتياجات الأُسر. العرض المرئي الذي توفره الخارطة البيئية يتيح التعرف بسرعة على الاحتياجات والتي يمكن أن تستنزف وقت الأُسرة وطاقتها ومواردها.
الخرائط البيئية المتسلسلة
يمكن استخدام الخرائط البيئية في بداية التدخل أو عند الانتقال أو في أوقات زمنية أخرى. فقد أوصت آن هارتمان باستخدام الخرائط البيئية لرصد تقدم التدخل من خلال استكمالها في أوقات زمنية متعددة. حيث تساعد مقارنة هذه الخرائط في قياس التغييرات التي حدثت مع مرور الوقت ويمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في المواقف العائلية حيث تكون الشبكات المترابطة للضغوط والدعم والموارد والقضايا معقدة ولا يمكن لمقياس واحد ببساطة التقاط جميع البيانات ذات الأهمية.
ختاماً؛
تقدم الخرائط البيئية طريقة مجدية لجمع معلومات شاملة حول العائلات ومواردها ودعمها، ومحاكاة ممتعة وسهلة باستخدام الورق وقلم الرصاص والتي تنظم وتحتوي على قدر هائل من البيانات حول نظام الأُسرة في المحيط وعبر الزمان. تلعب الأُسرة دوراً حيوياً في جلب المعلومات ذات الصلة إلى الطاولة ووضع أساس الخطط الفردية ذات المغزى. كذلك فإن للخريطة البيئية أربعة مزايا: (أ) سهلة الاستخدام والفهم، (ب) قابلة للتكيف مع أي حجم للعائلة ويمكن استخدامها مع الأطفال وكذلك البالغين، (ج) وظيفية ومفيدة، و(د) تسمح بإبداع الأُسرة والمختص، و(هـ) تمثل روابط الأُسرة في سياق العلاقات المهمة مع الأفراد والمؤسسات الأخرى.
تصبح فائدة هذا الرسم البياني البسيط واضحة بشكل كبير إذا أُخذ بالاعتبار حجم الكلمات الذي يتطلبه وصف العائلة بالكلمات وحدها باختصار، واستخدام مصطلح البيئة هادف. حيث يصف التوازن الموجود بين الكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها، والتبادلية بين هذه التفاعلات، وتدفق الموارد، وطبيعة التفاعلات، ونقاط الاختلاف أو الصراع.
المصادر
YOUNG EXCEPTIONAL CHILDREN Vol. 11, No. 2, March 2008
FCP Module 9/22/04 Session 3 Handout B EIVI-FPG Child Development Institute
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).