وجدت دراسة جديدة أن الزواج لبعض الأشخاص مرضى السرطان قد يكون مفيداً أكثر من العلاج الكيميائي. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن باحثين في جامعة (هارفارد) وجدوا أنه بالنسبة لعشرة أنواع رائجة من السرطان، فالزواج يقلل من خطر موت المرضى بنسبة 20%. وأظهرت الدراسة أن المتزوجين يكشف عندهم المرض مبكراً على الأرجح.
المفاجئ في الدراسة هو أن منافع الزواج في بعض أنواع السرطان بينها الثدي والقولون، تخطت منافع العلاج الكيميائي.
وشملت الدراسة 750 ألف شخص بينهم مصابون بسرطان الرئة والبروستات، ووجدت أن تأثير الزواج كان أكبر عند الرجال من النساء.
وظهر أن مرضى السرطان غير المتزوجين كانوا أكثر عرضة للسرطان النقيلي الذي ينتقل من مكانه الأصلي.
وقالت الباحثة آيال أيزر: إن (بياناتنا تظهر أن للزواج تأثيراً صحياً ملحوظاً محتملاً في مرضى السرطان. وهذا يصح على كل نوع من السرطان شملته دراستنا). وأضافت: (نشتبه بأن الدعم الاجتماعي من الشريك هو ما يثير هذا التحسن في مستوى النجاة).
وكان باحثون في النرويج قد توصلوا في دراسة سابقة إلى أن المتزوجين المصابين بالسرطان قد يعيشون أكثر من المرضى غير المتزوجين. وأفاد الباحثون في جامعة أوسلو في دراسة نشرت في مجلة (بيو مد سنترال) الأمريكية، أن الرجال العازبين المصابين بالسرطان عرضة للموت في عمر أصغر، أكثر بنسبة 35% من المرضى المتزوجين، وهذه النسبة ترتفع إلى 40% في عمر الأربعين.
والأمر نفسه ينطبق على النساء، ولكن بنسبة 22% في عمر الـ 35 و17% في عمر الأربعين.
وقال الباحثون إنهم يعتقدون أن المتزوجين يستجيبون أكثر لتعليمات الأطباء ويلتزمون بالعلاج. وأشارواإلى أنهم استندوا في دراستهم إلى سجلات لـ 440 ألف مريض من عام 1970 وحتى 2010 وقارنوا أوقات الوفاة وبيانات الوضع العائلي.
وفي المقابل، وجدت دراسة جديدة أن أزواج مرضى السرطان عرضة أكثر للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وذكر موقع (هلث دي نيوز) العلمي الأمريكي أن باحثين في مركز أبحاث الرعاية الصحية الأولية في مالمو بالسويد، وجدوا أن خطر الإصابة بأمراض القلب وبالسكتات الدماغية يزيد بنسبة 13% إلى 29% لدى الأشخاص الذين يعاني أزواجهم السرطان. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جيانغوانغ جي: (دراستنا تظهر أن جهود الوقاية التي تهدف للتخفيف من الإجهاد النفسي وعوامل الخطر السلبية، مهمّة بالنسبة للأشخاص الذين يعاني شركاء حياتهم من السرطان) مضيفاً أن الدراسات السابقة أظهرت أن العمل الوقائي يمكن أن يخفف بشكل ملحوظ من الإجهاد النفسي والقلق لدى أقارب المريض.
ونظر الباحثون في تفسير جديد لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى أزواج المصابين بالسرطان، وهو أنهم يتشاركون عوامل الخطر نفسها المتعلقة بنمط الحياة، مثل التدخين وشرب الكحول والنظام الغذائي السيء وقلة ممارسة الرياضة.
واكتشف العلماء رابطاً بين رعاية الشخص لشريك حياته المصاب بالسرطان، وخطر إصابته هو بأمراض القلب، إلا أنهم لم يبرهنوا على وجود علاقة سبب ونتيجة بين الأمرين.
من جانب آخر، ذكرت دراسات متعددة أن سحب الدم بشكل منتظم من الجسم يساعد على خفض ضغط الدم، ومعدلات الكوليسترول، وخطر الإصابة بأمراض السرطان، وبالأزمة القلبية والسكتة الدماغية، كما يستخدم لعلاج التهاب القولون التقرحي.
وأجرى الباحثون من جامعة إيمانيول في برلين دراسة على 60 شخصاً يعانون مرض السمنة، قسموهم إلى مجموعتين، حيث عمدوا إلى سحب الكمية عينها من الدم التي تسحب لدى التبرع بالدم وتعادل 450 مليليتراً من المجموعة الأولى، ولمرتين أسبوعياً على مدى 6 أسابيع، في حين أن المجموعة الثانية لم يسحبوا دماءً منها.
وقال البروفسور أندرياس مايكلسون، إن ضغط دم المجموعة الأولى (انخفض بمعدل 18 مليمتر زئبقي، أي ما يساوي نصف المعدل الذي يحصل عادة جراء الدواء)، في حين أن ضغط دم المجموعة الثانية انخفض ميلليمتر زئبقي فقط. كما أظهرت دراسات أخرى أن سحب الدم بطريقة منتظمة من مرضى السكري يساعدهم في السيطرة على معدلات السكر في دمهم.
واعتبر مايكلسون أن سبب إفادتنا من سحب الدم هو من جراء انخفاض معدلات الحديد بالجسم لدى التبرع بالدم. موضحاً أن الحديد أساسي للجسم، غير أن المعدلات المرتفعة منه تضرّ بالخلايا، وتزيد خطر الإصابة بالالتهابات.
ومن جهته، قال الاختصاصي بأمراض الدم من مستشفى المحاربين القدماء في فيرمونت الأمريكية، ليو زاكارسكي، أن حبنا للحم الأحمر هو السبب الأرجح لارتفاع معدلات الحديد في جسمنا. موضحاً أننا (نتناول كميات إضافية من اللحوم الحمراء يومياً، ما يؤدي إلى تراكمها خلال السنوات، متسببة بالتالي بالأمراض الوعائية الدموية وبالسرطان). ومشيراً إلى أن الخلايا الحمراء تحتوي على معدلات كبيرة من الحديد، ما يعني أن إزالتها يساعد على خفض هذه المعدلات في الجسم.
وأجرى زاكارسكي دراسة على أكثر من 1000 شخص يبلغ معدل عمرهم 67 عاماً، ويعانون مشكلات في شرايين القلب، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث تم سحب الدم من المجموعة الأولى كل 6 أشهر، في حين أن المجموعة الثانية لم يسحب أي دم منها. واستنتج زاكارسكي أن خطر الإصابة بأزمة قلبية وبالسكتة الدماغية انخفض بشكل كبير لدى المجموعة الأولى.
وذكرت دراسة أخرى نشرت في دورية (جورنال أف ذا ناشونال كانسر إنستيتوت) الطبية على المجموعة عينها من الأشخاص، أن سحب الدم يساعد على خفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 37%. كما أشارت دراسات سابقة إلى أن المتبرعين الدوريين بالدم تنخفض لديهم معدلات الكوليسترول وخطر الإصابة بمشكلات القلب والسكتة الدماغية، والتهاب القولون التقرحي.
يذكر أن التهاب القولون التقرحي هو نوع من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية، وهو مرض مزمن يتميز بالتهاب غير متواصل للطبقة السطحية من الغشاء المخاطي للقولون مع تشكل تقرحات في هذه الطبقة.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر
التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية