يعتبر مفهوم السلوك التكيفي Adaptive Behavior من المصطلحات الحديثة نسبياً والتي دخلت في ميدان التربية الخاصة في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، علماً أن هذا المفهوم قد ظهر في العلوم الاجتماعية للدلالة على مدى قدرة الفرد على التكيف مع العوامل والمتغيرات الاجتماعية، كما ظهر هذا المفهوم في العلوم النفسية للدلالة على مدى قدرة الفرد على التكيف بالمعنى النفسي والصحة النفسية، أما في ميدان التربية الخاصة فقد اعتبر السلوك التكيفي متغيراً أساسيا في تعريف الإعاقة العقلية حيث اعتبر فشل الفرد في التكيف الإجتماعي والإستجابة للمتطلبات الإجتماعية مظهراً من مظاهر الإعاقة العقلية والتي قد ترجع إلى قصور في القدرة العقلية للفرد.
وقد أدى ظهور هذا المفهوم إلى تغير جوهري في التعريف الحديث للإعاقة العقلية الذي أصبح لا ينظر إلى القدرات العقلية التي يتمتع بها الفرد كمعيار وحيد، وإنما إلى قدرة الفرد أيضاً على الإستجابة للمتطلبات الإجتماعية المتوقعة منه مقارنة مع نظرائه من الفئة العمرية نفسها.
ويتضمن مفهوم السلوك التكيفي عدداً من المظاهر أهمها: النضج الإجتماعي والتآزر البصري الحركي، القدرة على التعلم والمتمثلة في تعلم المهارات الأكاديمية اللازمة حسب المرحلة العمرية والنمائية، المهارات الإجتماعية المتمثلة في تعلم مهارات الحياة اليومية، والمهارات اللغوية ومهارات معرفة الأرقام والوقت والتعامل بالنقود وتحمل المسؤولية والتنشئة الإجتماعية.
وتعتبر (الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي AAMR) من الجهات العلمية التي أدخلت هذا المفهوم في مجال الإعاقة العقلية، واعتبر العلماء مفهوم السلوك التكيفي متغيراً أساسياً في اعتبار الفرد معاقاً عقلياً أم لا، وذلك من خلال قدرته على الإعتماد على ذاته وخاصة في مهارات الحياة اليومية وقدرته على الإستجابة للمتطلبات الإجتماعية، وتم تأكيد ذلك المفهوم مع تنامي الإنتقادات التي وجهت إلى مقاييس الذكاء التقليدية التي لا تفسر كيف يتصرف الفرد في المجتمع أو كيف يستجيب للمتطلبات الإجتماعية، فالقدرة العقلية العالية لا تعني قدرة عالية على التكيف الإجتماعي والعكس صحيح.
وقد عرّف العاملون في حقل التربية الخاصة السلوك التكيفي على أنه القدرة على التفاعل مع البيئة الإجتماعية والطبيعية، وهو ذلك الدور الإجتماعي المتوقع من الفرد مقارنة مع نظرائه من المجموعة العمرية نفسها سواء كان ذلك في مرحلة الطفولة أو الشباب أو الكهولة ويتضمن ذلك مفهوم الأدوار الإجتماعية المتوقعة من الفرد.
لذلك فهذا المفهوم يشير إلى مدى قدرة الفرد على تحمل مسؤولياته الشخصية وخاصة مهارات الحياة اليومية مثل مهارات تناول الطعام والصحة الشخصية وارتداء الملابس، والمهارات الإستقلالية الأخرى كالتنقل والتعامل بالنقود واستخدام اللغة في التعبير عن نفسه، ومدى قدرته على تحمل مسؤولياته الإجتماعية المتوقعة منه وخاصة في المراحل العمرية المتقدمة وما تتطلبه من مسؤوليات اجتماعية تتمثل في التفاعل مع الآخرين والقيام بعمل ما يمكنه من الإستقلال المعيشي.
وتمثل مظاهر السلوك التكيفي استجابات المعاق عقلياً للمتطلبات الإجتماعية وبالتالي قدرته على التكيف مع أسرته ومجتمعه عند اتقانه لمجموعة من المهارات الشخصية والإستقلالية والإجتماعية، أما مظاهر السلوك اللاتكيفي فتمثل مظاهر غير مقبولة اجتماعياً من قبل الأطفال المعاقين ذهنياً وتعبر عن سوء تكيفهم الإجتماعي مثل: العدوانية والتمرد السلوك الإنسحابي والنمطي والعادات الغريبة والنشاط الزائد.
ونظراً لأهمية السلوك التكيفي فإن التوجه الحديث في قياس وتشخيص حالات الإعاقة العقلية يعتمد على الاتجاه التكاملي الذي يمثل البعد الاجتماعي أحد أبعاده الأساسية، وذلك بعد ظهور الأساليب السيكومترية في قياس وتشخيص القدرة العقلية ونتيجة للانتقادات التي وجهت لها ونتيجة لاشتمال تعريف الإعاقة العقلية على البعد الاجتماعي.
لذلك استخدمت التربية الخاصة مفهوم السلوك التكيفي على أنه متغير أساسي في تعريف عدد من فئات التربية الخاصة وخاصة الإعاقة العقلية والإضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم والإضطرابات اللغوية، واعتباره بعداً مكملاً لمفهوم القدرة العقلية يشمل المظاهر السلوكية والإجتماعية واللغوية والحركية والتحصيلية عند الفرد.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011