يعتبر الصداع من أكثر العوارض البشرية شيوع بدليل تلك العقاقير المضادة للصداع التي تصل مبيعاتها سنوياً إلى ملايين الدولارات. وأغلب الناس يعرفون أن الصداع في العادة ليس شيئاً خطيراً وأنه غالباً نتيجة للإرهاق والتوتر. كما يعتقد كثير من الناس ـ وهذا اعتقاد غير صحيح ـ أن اجهاد العين والحاجة إلى نظارة هما السبب الشائع للصداع.. ولكن من الثابت أن اجهاد العين والحاجة إلى نظارة طبية ليسا هما السببان الرئيسيان للصداع.
الأسباب والأعراض
كل حالات الصداع تقريباً يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:
-
انقباض العضلات
حالات الصداع الناتجة عن انقباض العضلات هي أكثر الأنواع شيوعاً وينتج الألم عن شد العضلات في الرقبة والجزء الأسفل من مؤخرة الرأس. وعادة لا يشعر الشخص بالألم في نفس المكان الذي حدث فيه الشد العضلي، وبدلاً من ذلك يكون الألم متنقلاً ويشعر به الشخص في أماكن مثل الجبهة والصدغ والمحجر (تجويف العين)، وهذا قد يؤدي إلى الخلط بالنسبة لسبب الألم حيث يكون الألم موجوداً في الرأس أو حتى في العينين وعادة ما تكون المشكلة أصلاً في عضلات الرقبة. يمكن أن تنتج حالات صداع الانقباض العضلي من الزيادة المؤقتة في التوتر الذي يحدث في الحياة اليومية مثل ضغط العمل أو البيت، وقد تكون ناتجة عن النوم أو العمل في غير الوضع الطبيعي أو قضاء فترة أطول من المعتاد في أداء عمل قريب جداً من العين. وعلى كل حال فإن الصداع عادة يكون مؤقتاً وغالباً ما يختفي بعد تناول أحد من الأدوية المتاحة والمضادة للألم. وحالات الصداع الناتجة عن اجهاد العين تشبه حالات صداع الانقباض العضلي إلا أنه من الواضح أن لها علاقة باستعمال العينين. فكل حالات الصداع تقريباً تزداد سوءاً بالاستعمال الزائد للعين أما تلك الحالات الناتجة عن اجهاد العين فتظهر فقط عندما تستعمل العينان كثيراً. بعض حالات صداع الانقباض العضلي تستمر لفترات أطول ولها علاقة بمشاعر الاكتئاب العاطفي، وفي أحيان أخرى قد تكون ناتجة عن التهاب في مفاصل الرقبة أو حالة مزمنة من التوتر أو القلق الشديد.
-
الصداع النصفي
حالات الصداع النصفي تلي الحالة الأولى من حيث شيوعها كسبب من أسباب الصداع وهذا النوع من ألم الصداع ينتج عن تمدد جدران الأوعية الدموية الموجودة في الرأس وبعض الناس لديهم استعداد لهذا النوع من التمدد بينما ليس لدى غيرهم هذا الاستعداد، وحالات الصداع النصفي تنتشر في بعض الأسر وتصيب شخصاً واحداً من كل عشرة أشخاص وحتى الأطفال الصغار قد يصابون بالصداع النصفي. من الصعب على المرضى أن يعرفوا أن ما لديهم هو صداع نصفي، ذلك أنه ينتج عن أعراض تختلف من شخص إلى آخر. وفي بعض الحالات يكون الصداع في حينه نوبات قصيرة متتالية من الألم الحاد بالرأس وفي حالات أخرى قد تظهر أمام العين خطوط متعرجة متبوعة بصداع حاد. وهناك حالات تظهر فيها الخطوط المتعرجة دون حدوث الصداع، وفي حالات أخرى قد يكون هناك صداع دون أية أعراض أخرى. هناك ملامح مشتركة للصداع النصفي فالألم لا يميل إلى الاستمرار لفترة طويلة وغالباً ما يكون أشد في أحد جانبي الرأس وكثيراً ما يكون مصحوباً بالغثيان والقيء، كما أنه لا يرتبط غالباً بمضاعفات خطيرة. وقد يحدث الصداع النصفي نتيجة لزيادة أو نقص شديدين في مستوى التوتر. فبعض الناس إذا ما اضطر لاستضافة ضيف ثقيل فإنه يصاب بالصداع النصفي كما أن الشخص الذي يعمل عملاً شاقاً لفترة طويلة بدون إجازة قد يصاب بالصداع النصفي عند قيامه بالإجازة.
-
أمراض الرأس والعين والأذن والأسنان.. الخ.. هي أقل أسباب الصداع شيوعاً
حالات الصداع الناتجة عن أمراض العين عادة ما يشعر بها الشخص في العين أو في الحاجب في الجانب المصاب بالمرض. وكثيراً ما ترتبط حالات الصداع هذه ببعض الأعراض الأخرى مثل زغللة العين أو هالات حول الأضواء أو حساسية شديدة نحو الضوء. الصداع الناتج عن أمراض الأذن والأسنان والفك وأعصاب الوجه تكون في العادة مختلفة عن ألم الصداع أو الازعاج المعتاد وهذا الاختلاف يساعد على تحديد السبب. قد يحدث الصداع أيضاً بسبب ضغط الدم المرتفع ولذلك فإن قياس ضغط الدم ضروري للغاية في حالات الصداع المستمر أو المتكرر. ومن حسن الحظ أن الصداع الناتج عن أورام وأمراض المخ ليس شائعاً كما أن الألم قد يكون له العديد من الخصائص الفريدة. فمثلاً قد يظهر الصداع بصورة مفاجئة أو أن تتزايد حدته على مدى أسابيع أو شهور عديدة. وقد تختلف حدة الصداع تبعاً لوضع الجسم حيث تزداد بطريقة غير عادية عندما يكون الرأس لأسفل. وكثيراً ما يرتبط هذا النوع من الصداع بأعراض أخرى مثل التنميل أو الدوخة أو الضعف أو النوبات المرضية وفي معظم الحالات يزداد هذا الصداع سوءاً بمرور الوقت.
اكتشاف الصداع وتشخيصه
بما أن الصداع مشكلة شائعة فإن الفحص الطبي الدقيق أمر ضروري بالنسبة لأي صداع مزمن أو متكرر. ولأن الصداع غالباً ما يسبب أعراضاً توحي بأن هناك عيباً ما في العين فإن كثيراً من الناس يشعرون بالحاجة إلى فحص عيونهم وأخصائي العيون لديه القدرة على اكتشاف أمراض العين وتشخيصها أو تقرير الحاجة إلى استعمال نظارة طبية أو تحديد أي أسباب أخرى لما تشعر به من صداع. فاستشاري العيون هو الطبيب الذي درس وتدرب ورخص له لتقديم الرعاية الشاملة للعين. وتشمل الفحص الطبي الدقيق ووصف النظارات الطبية لتصحيح قوة الابصار وتشخيص أمراض ومشاكل العين مستخدماً الوسائل الطبية والجراحية الضرورية للعلاج. إن استشاري العيون هو الوحيد الذي يقدم الرعاية الشاملة للعين، فبإمكانه فحص الحالة الصحية لعينيك وهذا ما يمكنه من اكتشاف المرض في أعضاء الجسم الأخرى. وعادة فإن العين لا تكون سبباً للصداع وبالمثل لا تكون النظارة الطبية الجديدة عاملاً مساعداً في إزالة الأعراض. وإذا كانت العين تعاني من مرض ما فإن استشاري العيون يستطيع تشخيص وعلاج المشكلة. وإذا كان هناك دليل أو علامة على مرض غير عادي مسبب للصداع فقد ينصح بإجراء مزيد من الاختبارات الطبية أو بإحالة المريض إلى أحد الأطباء الاخصائيين في أحد الفروع الأخرى لعلاج الحالة. وفي كل الأحوال فإنه من خلال الفحص الطبي للعين الذي يقوم به استشاري العيون يمكن تقييم السبب الأساسي للصداع.
العلاج
يتوقف علاج الصداع على معرفة أسبابه وإذا وجد مرض خطير فمن الضروري علاجه طبياً أو جراحياً. وإذا كان السبب هو القلق أو الاكتئاب فإن معالجة الحالة بمعرفة طبيب الأسرة أو استشاري الأمراض النفسية قد تكون ممكنة. وإذا كان السبب في حدوث الصداع يرجع إلى الصداع النصفي أو الضغط العصبي فإن التشخيص السليم واستعادة الطمأنينة والعلاج الذي يقدمه الطبيب كل هذا يشكل الحل الأفضل لعلاج الحالة. ولأن الصداع شائع جداً فبإمكانك مساعدة الطبيب لتقرير ما إذا كان الصداع يرجع إلى وجود مرض أم لا.. فالمعلومات التي تقدمها لطبيبك ستعاونه في تقرير طريقة العلاج الصحيحة.
العين والصداع
عادة لا يحدث الصداع نتيجة لمرض في العين أو بسبب الحاجة إلى استعمال نظارة طبية. بإمكان استشاري العيون المساعدة في تشخيص سبب الصداع حتى وإن لم يكن الصداع بسبب مرض في العين أو بسبب الحاجة إلى استعمال نظارة طبية. فالتدريب الطبي لأخصائي العيون يساعد على اكتشاف التشخيص الصحيح والعلاج. وفي بعض الحالات غير العادية عندما تكون الحاجة إلى النظارة الطبية هي سبب الصداع فبإمكان استشاري العيون وصفها لك. إذا كان لديك أي استفسارات أخرى اتصل باستشاري العيون. وتذكر أن استشاري العيون هو الطبيب الوحيد الذي يقدم الرعاية الشاملة للعين علاجياً وجراحياً وبصرياً.
إنه بصرك… وعيناك تستحقان منك كل رعاية ممكنة.
تأسست مجموعة مستشفيات ومراكز مغربي عام 1955 كمستشفى للعيون بجـدة وهي أول مستشفى متخصص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا واليوم هي أكبر المجموعات الطبية بالشرق الأوسط وأفريقيا العاملة في مجال طب العيون والأذن والأنف والحنجرة والأسنان التي تقدم خدماتها سنويا لأكثر من خمسمائة ألف مريض كما تجري أكثر من خمسين ألف جراحة.
في نهاية السبعينيات قررت مستشفيات ومراكز مغربي زيادة نطاق خدماتها المقدمة في منطقة الخليج بإضافة تخصصات الأذن والأنف والحنجرة والأسنان. وكان الهدف من هذه الخطوة الإستراتيجية هو تنويع الخدمة الطبية المميزة المقدمة لعملائها فى مجالات جديدة.
في عام 1997 اندمجت مستشفبات ومراكز مغربي مع إيه إم آي السعودية المحدودة AMI Saudi Arabia Ltd وهي إحدى شركات مجموعة زينل ومن أكبر شركات إدارة المستشفيات بالشرق الأوسط. ويعتبر هذا الاندماج صهراً لأعلى معايير الجودة في الخدمة الطبية مع أكثر مهارات الإدارة الطبية تفوقا في بوتقة واحدة نقدم من خلالها رعايتنا لعملائنا بالمستوى الذي يرضينا.
ولقد انتشرت فروع مستشفيات ومراكز مغربي لتغطي الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال إثنين وثلاثين مستشفى ومركزاً طبياً ثمانية منها تعمل فى المجال الخيري. ويتكون الفريق الطبي من 300 طبيب و600 ممرضة كما تضم منشآتنا 40 غرفة عمليات.
وفي عام 2009 دخلت مؤسسة التمويل الدولية, أحد أعضاء مجموعة البنك الدولي, في شراكة مع مستشفيات ومراكز مغربي بالمملكة العربية السعودية من أجل التوسع في الرعاية الصحية الخاصة فى مجال طب العيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والوفاء بالحاجة إلى خدمات عالية الجودة في مجال طب العيون. كما تهدف هذه الشراكة إلى جلب أفضل الأساليب العالمية في مجال الرعاية السريرية ورعاية المرضى للأسواق النامية في المنطقة.