تعرف الضغوط بأنها الاستجابة الفسيولوجية المرتبطة بعملية التكيف، حيث أن الجسم يبذل مجهودًا لكي يتكيف مع الظروف الداخلية والخارجية محدثًا نمطًا من الاستجابات التي تحدث سرورًا أو ألمًا، وقد تكون هذه التغيرات مؤلمة تحدث بعض الآثار الفسيولوجية، مع أن تلك التأثيرات تختلف من شخص إلى آخر تبعاً لتكوين شخصيته وخصائصه النفسية التي تميزه عن الآخرين، وهي فروق فردية بين الأفراد.
كما أن التعرض المتكرر للضغوط القوية وما يترتب عليها من تأثيرات سالبة كالفوضى والارتباك في حياة الفرد، والعجز عن اتخاذ القرارات وتناقص فاعلية سلوكه، وعجزه عن التفاعل مع الآخرين وظهور أعراض لأمراض جسمية، وغير ذلك من نواحي الاختلال الوظيفي، يعني أن الضغوط ذات التأثيرات السالبة مرتبطة بالصحة النفسية للفرد.
وهذه الضغوط ليست قاصرة على فرد دون آخر، وتؤثر في الجميع ولكن بمستويات وأشكال مختلفة، حيث تعتبر الوظيفة مصدراً من مصادرها وتعرف بما يسمى بالضغوط المهنية، وتنعكس الضغوط عند معلم الأطفال المعاقين عند إدراكه بعدم قدرته على مواجهه متطلبات مهنته وتطبيقه للبرامج المرسومة الأمر الذي يشكل تهديداً لذاته، وتحدث لديه معدلاً عالياً من الانفعالات السلبية والتي يصاحبها تغيرات فسيولوجية كرد فعل تنبيهي لتلك الضغوط.
ويرجع مصدر الضغوط التي تواجه معلم الأطفال المعاقين إلى مجموعة من العوامل والأسباب، أهمها:
- توقعات أولياء الأمور العالية حول الأهداف المراد تحقيقها بالنسبة للطفل.
- التقدم البطيء في أداء الطفل وخاصة ذي الإعاقة العقلية.
- اختلاف مستويات الأطفال وقدراتهم مما يتطلب برنامجاً فردياً لكل طفل.
- نمط التواصل المختلف بين المعلم والطالب حيث يتطلب استخدام الإشارة عند الصم، ولغة خاصة للتعامل مع المعاقين عقلياً.
- المشكلات السلوكية التي قد تظهر عند ذوي الإعاقة العقلية.
- الاطلاع على معاناة الأمور وانعكاسات الإعاقة على الأسرة.
وقد أظهرت الدراسات أن معلمي الأطفال المعاقين عقلياً هم الأكثر تعرضاً لهذه الضغوط، وكلما ازدادت شدة الإعاقة ازدادت الضغوط الواقعة على المعلم.
ويشعر المعلم الذي يتعرض للضغوط النفسية والمهنية ببعض الإنذارات التي تعطي مؤشراً باتجاه وجود ضغوط مرتفعة أو حالات من الإجهاد، ويستلزم إزاء هذه الإنذارات اتخاذ بعض الإجراءات لخفض التوتر أو الضغوط لكي لا تتحول عند استمرارها لفترة طويلة إلى حالات مرضية..
ومن هذه الإنذارات:
ـ اضطرابات النوم، اضطرابات الهضم، اضطرابات التنفس، خفقان القلب، التوجس والقلق على أشياء لا تستدعي ذلك، أعراض اكتئابية، التوتر العضلي والشد، الغضب لأتفه الأسباب، التفسير الخاطئ لتصرفات الآخرين ونواياهم، الإجهاد السريع، تلاحق الأمراض والتعرض للحوادث.
ومن أهم آثار الضغوط النفسية على معلم التربية الخاصة ما يلي:
- الآثار السلبية على الصحة النفسية والتوافق النفسي وهذا يرجع إلى طبيعة هذه الضغوط وكيفية نظر الشخص إليها، وعلى ذلك فهناك علاقة ارتباطية سالبة بين الضغوط النفسية للمعلم ورضاه عن عمله، وأن الشعور بعدم الرضا عن تعليم الأطفال المعاقين والإتجاهات السلبية نحوهم، يعتبران مصدران أساسيان لضغوط المعلم.
- وعندما يعانى المعلم من الضغوط النفسية المرتبطة بمهنته فإن ذلك قد يؤدي إلى إصابته ببعض الاضطرابات السلوكية كالقلق والعصبية وبعض الأعراض السيكوسوماتية.
ومن هنا تأتى الحاجة إلى أهمية الإعداد التربوي والنفسي لمعلم التربية الخاصة وتكوين اتجاهات ايجابية نحو مهنه التدريس ونحو الأشخاص المعاقين مما ينعكس على قدرته على اتباع الأساليب التعليمية المناسبة معهم.
وتشكل الضغوط النفسية الأساس الرئيسي الذي تبنى عليه بقية الضغوط الأخرى، وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط الأخرى مثل: الضغوط الاجتماعية وضغوط العمل (المهنية )، والضغوط الأسرية والضغوط الدراسية والضغوط العاطفية.
ولا بد أن يتم تزويد معلم التربية الخاصة بمجموعة من الآليات التي تمكن من التعامل مع الضغوط النفسية والمهنية التي تواجهه أثناء العمل، وتتوقف عملية مواجهة الضغوط على نظرة المعلم إليها، وقد أشارت روث وكوهين إلى طريقتين لمواجهه هذه الضغوط هما:
- الأولى: ضرورة اكتساب المعارف والخبرات الشخصية والعاطفية، والتصرفات السلوكية الحميمة التي توجه نحو مصادر التهديد التي يواجهها الفرد في حياته اليومية لتجنب الآثار السلبية التي تهدد توازنه النفسي والانفعالي وصحته النفسية.
- الثانية: فحص مصادر المساندة الاجتماعية التي يتلقاها من الآخرين للتأكد من ايجابيتها في مواجهه أحداث الحياة الضاغطة.
إن معلمي التربية الخاصة مسؤولون عن سلوكهم الخاص، وعن التوصل إلى حلول شخصية لمنع حدوث الإجهاد الانفعالي، واقترحت إحدى الدراسات الاستراتيجيات التسع التالية، والتي يمكن لمعلم التربية الخاصة إتباعها للتغلب على مشكلة الضغوط النفسية التي يسببها العمل:
- تعريف معلمي التربية الخاصة سلفاً بالمشاكل العاطفية الكامنة والمتوقعة في مهنتهم.
- تعامل معلمي الأطفال المعاقين بواقعية ومنطقية مع الأهداف التي يضعونها لأنفسهم ولتلاميذهم.
- القيام بالتفويض لبعض مسؤولياتهم لمساعديهم، وإلى المتطوعين الراغبين في العمل معهم.
- طلب الدعم والمساندة من الزملاء.
- خفض فترات الاتصال المباشر مع الأطفال المعاقين.
- مزاولة الأنشطة الفكرية والإجتماعية والترفيهية، والمحافظة على علاقات جيدة مع زملاء العمل.
- ممارسة التمارين الرياضية والبدنية.
- التغيير والتجديد في عملية التدريس، وعدم اتباع روتين معين، واستخدام عناصر ووسائل تعليمية وأساليب تدريس جديدة ومتنوعة.
- ضرورة مزاولة أنشطة بعيدة عن مجال العمل من شأنها المساعدة في نسيان هموم المدرسة ومشاكلها، وتجديد الدافعية للعمل، وعدم تأثير ظروف العمل على الحياة الشخصية والاجتماعية للمعلم.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011