العلاج عن طريق ركوب الخيل هو إحدى الوسائل العلاجية التي بدأت تستخدم مؤخراً في علاج الكثير من حالات الإعاقة مثل (الشلل الدماغي، متلازمة داون، الصلب المفتوح حالات إصابة العمود الفقري، حالات فقدان الأطراف وحالات الضعف الحسي والبصري) وغيرها الكثير والعديد من الاضطرابات الحركية والحسية سواء كانت للبالغين أو الأطفال.
آلية العلاج بركوب الخيل:
حركة الحصان الديناميكية لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق هذه الحركة الأمامية الخلفية التي تصدر عن ظهر الحصان، وهنا قد يخطر ببالنا سؤال: ماذا لو استخدمنا بعض أنواع الأجهزة الحديثة التي قد توفر علينا التكلفة المادية والجهد المبذول وتوفر لنا هذا النوع من الحركة الأمامية والخلفية المذكورة سابقاً والتي تصدر عن الحصان نظراً لسهولة السيطرة عليها أكثر من الحصان الحقيقي؟
الإجابة:
طبقا للأبحاث والتجارب فقد أثبتت الدراسات أن الحرارة المنبعثة من جسم الحصان أثناء الركوب عليه لها تأثير قوي على ارتخاء العضلات خلال وضع التمارين، بالتالي نحن نحصل على التمارين مع الحرارة في آن واحد وبالتالي هذا يساعد الراكب في تقليل التوتر العضلي بشكل جيد إن وجد.
وأيضاً الشعور المكتسب من شعيرات الخيل أثناء الركوب على ظهر الحصان هو بحد ذاته له تأثير جيد على التحفيز الحسي لدى الراكب الذي يبذل جهداً معيناً أثناء ركوب الحصان للبقاء في الوضعية الصحيحة للجسم لأنه يقوم بتحريك مجموعة من العضلات في الجسم بشكل متوازن لتحقيق الثبات والاتزان أثناء الركوب على ظهر الحصان.
وهذه الحركات التي يقوم بها الراكب أو التي يساعده في القيام بها المختص عن طريق تعليمات شفهية أو مساعدة يدوية تفيد جداً في تحسين توازن الجسم عن طريق تطوير الحركة في مجموعة مهمة من عضلات الجسم وتقويتها مثل عضلات الظهر وعضلات الرجلين وعضلات البطن ومجموعة كبيرة من العضلات الصغيرة على مستوى الجسم ويمتد هذا التأثير على مفاصل الجسم ومدى ليونتها.
فوائد العلاج بركوب الخيل:
- تحسين التوازن وتقوية العضلات على مستوى الجسم.
- تنمية الإحساس بأبعاد الجسم وبالتالي تحسين السيطرة على وضعية الجسم الصحيحة.
- تخفيف التشنجات والنغمة العضلية (*).
- يزيد من سلاسة ومرونة الحركة في مفاصل الجسم.
- يزيد من مستوى القدرة والتحمل.
- تحسين مجال الرؤية وتناسقها مع حركة الجسم.
- تنمية الإحساس عن طريق تحفيز المستقبلات الحسية على مستوى الجسم.
كما أن للعلاج بركوب الخيل تأثير ايجابي على نفسية الراكب حيث أنه يعزز الثقة بالنفس والقدرة على الإحساس بالمخاطر ويساهم في دمج الطفل المعالج في المجتمع لأن ركوب الخيل يعمل بشكل جماعي ويحتاج إلى مهارة عالية.
ولا يقتصر العلاج بركوب الخيل على وضعية الجلوس فقط وإنما يمكن العلاج أيضاً عن طريق وضعيات مختلفة من الاستلقاء على الظهر والبطن وأيضاً الوقوف في حال تطورقدرات الطفل ومهارته بشكل أفضل وهذا ما يجعل العلاج بركوب الخيل مناسباً لأنواع كثير من الإعاقات المختلفة.
موانع / محاذير العلاج بركوب الخيل:
قبل البدء ببرنامج العلاج يتم عمل تقييم طبي وحركي ونفسي شامل للشخص من ذوي الإعاقة لملاحظة مدى ملاءمة هذا النوع من البرامج العلاجية له والمخاطر المحتملة لهذا النوع من العلاج ومنها:
- وجود تشوهات معينة في العمود الفقري.
- اضطرابات حسية أو عصبية أو عضلية خاصة.
- بعض أنواع العمليات الجراحية التي قد تتأثر بركوب الخيل.
- الأطفال غير القادرين تماماً على التوازن أثناء الجلوس وأيضاً الذين لا يوجد لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائياً.
- الحالات التي تعاني من خلع في مفصل الورك.
- التشنجات العضلية الشديدة.
- حالات التحسس الخارجي مثل الأمراض الجلدية أو التحسسات الداخلية مثل تحسس العينين والأنف وغيرها….
لذلك يرجح دائماً لمن يقوم بتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة أن يكون ممن تلقوا تدريبات خاصة وغالباً ما يكونون من أخصائيي العلاج الطبيعي والوظيفي مع تدريبات خاصة والإلمام ببرنامج العلاج بركوب الخيل، والمدرب هنا يستخدم ظهر الخيل لتدريب الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال وضعيات مختلفة كما ذكر سابقاً كالجلوس أو الاستلقاء أو الوقوف على ظهر الحصان مع ضرورة ملاحظة أي تغييرات مفاجئة لدى الراكب سواء كانت عصبية، عضلية، عضوية، أو نفسية.
لذلك يعد العلاج بركوب الخيل وسيلة علاجية مفيدة في عالم التأهيل حيث أثبتت الدراسات فعاليتها في علاج الأشخاص من ذوي الإعاقة.
(*) من المحرر:
النغمة العضلية تعني أن العضلة في حالتها الطبيعية تكون منقبضة انقباضاً جزئياً أي في حالة استعداد وتأهب للعمل فورًا، وهذا ما يسمى بالنغمة العضلية، إلا أن فقدان مجموعات محددة من العضلات لنغمتها يكون مسؤولاً عن بعض التشوهات، كتفلطح القدمين، واستدارة الظهر…الخ. وعدم وجود النغمة العضلية يجعل العضلة تبدأ الحركة من الصفر تقريباً. ولا تكف العضلة عن نغمتها إلا في حالة الوفاة، كما أنها تصبح ضعيفة النغمة في حالة الشلل. إن تحسن النغمة العضلية يزيد من كفاءة العضلة لأداء عملها بقدرة وكفاءة.
عبد الله محمد الحملاوي
- مواليد أكتوبر 1984
- اخصائي علاج طبيعي
- حاصل على بكالوريوس علاج طبيعي من جامعة 6 أكتوبر بالقاهرة
- ماجستير إدارة أعمال جامعة نورثامبتون ببريطانيا
- خبرة12 سنة كأخصائي علاج طبيعي
- حاصل على العديد من الدورات المعتمدة مثل: تطبيق اللاصق الطبي للإصابات، أحدث الأساليب في التدخل المبكر، العلاج بركوب الخيل، العلاج المائي، طرق الإجلاس السليم عن طريق أحدث الوسائل الحديثة، وغيرها من الدورات.