إعداد اختصاصية العلاج الطبيعي سارة العوضي
ما هو العلاج بمساعدة الحيوان؟
طريقة علاجية مبتكرة ولطيفة تعتمد على استخدام الحيوانات الأليفة (مثل الكلاب، القطط، والأرانب)، حيوانات المزرعة (مثل الخيول)، والحيوانات البحرية (مثل الدلافين) وتفاعلها مع المستفيد. بدأت هذه الطرق العلاجية بالظهور في أواخر عام 1800، عندما قامت فلورنس نايتنجيل، وهي ممرضة بريطانية تلقب بـ “حاملة المصباح” وتعرف برائدة التمريض الحديث، بملاحظة وتدوين كيف تساعد الحيوانات الأليفة بتقليل التوتر لدى الأطفال والكبار في مستشفيات الأمراض العقلية. بدأ استخدام هذه الطريقة العلاجية في بدايات عام 1900، وثبت أن لها عدة مكاسب علاجية ومنافع للصحة الجسدية والنفسية والعاطفية ولتحسين المهارات. تستخدم هذه الطريقة في يومنا هذا في عدة مراكز ومستشفيات وحتى في المنازل حسب حاجة الشخص للعلاج، خدمة الإنسان، أو لتقديم الوعي والتعليم. وتعتبر طريقة آمنة وما من آثار جانبية لها عادة، إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة عن طريق أشخاص مختصين.
كيف يمكن أن يكون الحيوان مفيداً لطفلي؟
يكون لكل تدخل علاجي خطة علاجية منظمة وأهداف شخصية واضحة لكل مستفيد حسب حاجته لاستهداف شفاء وإعادة تأهيل أسهل وأسرع. وقد أثبتت الدراسات أن بالنسبة للكثير من الناس، وجود الحيوانات والتفاعل معها يزيد من نسبة إفراز ما يسمى “هرمونات السعادة”، منها السيروتونين والأوكسيتوسين، مما يساعد في توليد الاسترخاء والتقليل من مستويات التوتر العالية والاكتئاب التي قد تؤثر على العلاج، وهرمون الدوبامين، مما يساعد في تخفيف الشعور بالألم.
قد تسهل الحيوانات أيضاً التواصل لدى الأطفال، فقد ثبتت أيضاً فائدة هذه الطريقة العلاجية للأطفال الذين يواجهون صعوبة في النطق تصاحب اضطراب طيف التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو الأطفال الذين يواجهون القلق أو الرهاب الاجتماعي. وجود الحيوانات قد يحسن من التواصل اللفظي وغير اللفظي، فقد يعمل كطريقة لكسر الحواجز وتسهيل التواصل بينهم وبين الناس. وجود الحيوانات يزيد من اهتمام الأطفال وتركيزهم في العلاج، فتزيد نسبة المشاركة والاستفادة.
وجدت جمعية القلب الأمريكية أن التعامل مع الحيوانات يمكن أن يساعد مرضى القلب والأوعية الدموية، فهو يقلل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويقلل من مستويات هرمون التوتر. كما وجدت ايضاً زيادة في الغلوبولين المناعي (A)، مما يشير إلى صحة النظام المناعي في الجسم.
ثمة طرق أخرى للاستعانة بالحيوانات، والكلاب تحديداً، للمساعدة ولكنها ليست منتشرة في وطننا العربي لأسباب ثقافية ودينية. منها استخدام كلاب الإرشاد لمن لديهم إعاقات بصرية، وهي كلاب مدربة خصيصاً على إرشاد أصحابها وتساعد على التنقل والالتفاف حول العقبات دون الحاجة للاعتماد على شخص آخر. ومنها أيضاً كلاب الكشف الطبي، التي تساعد على التنبيه المبكر للأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع، أو التنبيه لانخفاض نسبة السكر في الدم للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول.
العلاج بمساعدة الحيوانات والعلاج الطبيعي والوظيفي
دور الحيوانات في العلاج الطبيعي والوظيفي يمكن أن يكون كبيراً كطريقة لطيفة لجذب انتباه الأطفال وتقبلهم للعلاج، وزيادة اهتمامهم بالجلسة والاستمرارية فيها لفترات أطول، مما يزيد نسبة الاستفادة. هناك طرق مختلفة حسب حاجة المستفيد والبيئة المتوفرة، ومنها العلاج بركوب الخيل، وهي من أكثر الطرق المستخدمة في العلاج الطبيعي. حركة الخيل تقلد طريقة المشي الصحيحة للحوض والحركة الإيقاعية المتكررة الأمامية والخلفية للإنسان. هذه الحركات المتعددة الاتجاهات التي تنتج عن ركوب الخيل تشجع على المحافظة على التوازن والوضعية المستقيمة للجذع، مما يساعد على تحسين التوازن الحركي، تقوية العضلات، السيطرة على العضلات ووضعية الجسم الصحيحة، وزيادة نطاق حركة الجسم. كما أنها تساعد في تحسين الحركات الكبرى والأنشطة الوظيفية، وفي العلاج الوظيفي، تستخدم الخيول لتحسين التحكم بالحركة، التوازن والتناسق الحركي، الانتباه، والأداء في أنشطة الحياة اليومية.
يعتبر ركوب الخيل أيضاً من المدخلات الحسية والحركية الكبيرة، ويعمل على الجهاز السمعي، البصري، الحسي، الدهليزي، والحس العميق معاً. نستطيع بهذه الطريقة أن نزيد من تواصل الطفل الاجتماعي واللفظي، بما أن اللعب مع الحيوان له تأثير أفضل وأسهل على الطفل من التواصل أو اللعب مع الكبار أو من الطرق التقليدية للعلاج الطبيعي والوظيفي. نستطيع بطريقة اللعب مع الحيوان القيام بتمارين مثل المهارات الحركية الدقيقة وأنشطة الحياة اليومية، مثل تمشيط فرو الحيوان أو فتح وغلق أزرار قميص مصنوع للحيوان. ويمكن أيضاً القيام بالتمارين المستخدمة عادةً في العلاج ودمج الحيوان معها، مثل التمارين لتقوية عضلات أطراف الإنسان أو المساعدة في المهارات الحركية الكبرى، مثل الوقوف والمشي ممسكاً رباط الحيوان.
هل هناك أيَّة مخاطر على طفلي في الجلسات العلاجية؟
تكون ھذه الطريقة العلاجية بمساعدة مدرب الحيوانات و تكون له خبرة و مھارة كافیة لضمان جلسة علاجية آمنة و فعالة للمستفيدين و للحيوانات. وتكون له القدرة على معرفة قدرات الحيوان ومدى قدرة تحمله، ومعرفة ما قد يمنع الحيوان من مواصلة الجلسة، مثل المرض أو الاصابة، وإذا ما وجدت أي تغيرات في لغة الجسد أو تصرفات الحيوان، وتوقع ردة فعل الحيوان تجاه أيَّة محفزات أو مؤثرات صوتية. وتكون من واجبات مدرب الحيوانات أيضاً التأكد من نظافة وصحة الحيوان لتفادي انتقال الأمراض والعدوى، واختيار الحيوان المناسب والبيئة المناسبة. قبل البدء بالجلسات العلاجية، وجب التأكد من عدم وجود أي موانع لتفاعل الطفل مع الحيوان، مثل الحساسية أو الخوف والرهاب (الفوبيا) التي يمكن أن تمنع الاستفادة من الجلسات العلاجية أو أن يكون لها آثار سلبية. ومن الممكن تخصيص وقت قبل البدء بالجلسة للتعريف ومقابلة الطفل للحيوان، والإجابة عن أسئلة الطفل مما قد يقلل من خوفه و توتره.
المصادر والمراجع:
- https://www.hmpgloballearningnetwork.com/site/altc/articles/animal-assisted-therapy-exploration-its-history-healing-benefits-and-how-skilled-nursing
- https://www.husson.edu/online/blog/2022/07/benefits-of-animal-assisted
- therapy#:~:text=Researchers%20have%20found%20a%20direct,physical%
- 20health%20and %20skill%20improvement.
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5175116/pdf/NCI-2-247.pdf
- https://www.physio-pedia.com/Hippotherapy