تمثل الموهبة تميزاً ملحوظاً عند أحد الأشخاص في جانب معين أو أكثر من مجالات الموهبة، وعادةً ما تكون مصحوبة بقدر مناسب من الابتكارية التي يتمكن ذلك الشخص بموجبها من تقديم أفكار جديدة وحلول جديدة لمشكلات قائمة، كما أنها بجانب ذلك تتطلب نسبة ذكاء مرتفعة لا تقل عن انحرافين معياريين أعلى من المتوسط الذي يتحدد بمئة درجة على مقاييس الذكاء الرسمية.
ويمكن تحديد الموهوبين من قبل أشخاص مؤهلين مهنياً على أنهم يتمتعون بقدرات بارزة في مجال واحد أو أكثر من مجالات السلوك الإنساني تجعل بمقدورهم أن يحققوا مستوى مرتفعاً من الأداء في هذا المجال.
مجالات الموهبة
من الجدير بالذكر أن مصطلح الموهبة Giftedness قد دخل ميدان علم النفس كجانب من تلك الجوانب التي تتضمنها دراسة الفروق الفردية، ولكن ما لبث أن فقد هذا المغزى السيكولوجي الذي اكتسبه آنذاك، وأضحى أحد أهم تلك الموضوعات التي تتضمنها التربية كعلم ودراسة، بل إنه قد أصبح من أهم المجالات التي تهتم بها التربية الخاصة على وجه الخصوص، كما أصبح له مجالاته الخاصة به التي تتفرع عنه، وأصبح له متخصصوه من جانب آخر وذلك في كل مجال من تلك المجالات الفرعية التي يتضمنها، وقد قدم لنا الباحثون في مجال العبقرية والموهبة ستة مجالات عامة وأساسية تُمثل الموهبة، وهي:
- الموهبة التحصيلية أو الأكاديمية
- القدرات العقلية الخاصة
- القدرة على التفكير الإبتكاري
- القدرة على القيادة
- القدرة الحس حركية
- الفنون البصرية أو الأدائية
سمات الموهوب
هناك مجموعة من السمات التي يتميز بها الموهوبون، والتي تفوق أقرانهم بشكل ملحوظ، وليس شرطاً أن تكون جميع هذه السمات متوفرة في الموهوب، وذلك حسب المجال الذي يتميز به، ومن أهم هذه السمات التي تعطينا مؤشرات على موهبة الطفل:
- سرعة الفهم.
- لديه رغبة عالية في حب الاستطلاع.
- لديه حصيلة لغوية كبيرة.
- يعبر عن أفكاره بوضوح أكثر من سنه.
- لديه رغبة في الامتياز والتفوق العلمي والدراسي في مجال واحد أو في جميع المجالات
- لديه استقلال متميز في أفكاره والتعبير عنها.
- لديه قدرة واضحة على النقد والمناقشة الموضوعية
- يأتي بأفكار جديدة ونادرة.
- يتميز بالمثابرة وعدم الملل
- لديه قدرة قوية على الملاحظة وإدراك التفاصيل..
- يتميز بالنضج الانفعالي.
- يميل إلى العزلة والانطوائية في بعض الأحيان
- يتسم بقدر كبير من الطموح.
الموهوبون من ذوي الإعاقة
يعتقد كثير من الناس أن الاعاقة تتعارض مع الابداع والموهبة، على اعتبار أن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم قدرات متدنية في إحدى المجالات الجسمية أو الحسية وبالتالي عدم القدرة على التفكير الابتكاري والابداعي، إلا أن الواقع يشير أن تدني القدرات في مجال واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة انخفاض الأداء في بقية المجالات، بل إن كثير من الباحثين تحدثوا عن فرضية التعويض التي ينشط بموجبها المعاق في مجال حسي أو جسمي حين يضع كل تركيزه فيه مما يجعله متفوقاً على غيره في هذا المجال أو ذاك، وهذا نابع من حب المعاق للمنافسة وإثبات الذات أمام اخرين، وإذا لم يكن هناك انخفاض في القدرات الذهنية للمعاق فهذا لا يمنع من وجود موهبة عنده في مجال ما تستحق منا البحث عنها وتنميتها ورعايتها.
إن الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات عادة ما يتلقون مزيداً من الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر من الاهتمام بمواهبهم سواء كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة، فيتم تسليط الضوء على الإعاقة بدلاً من الموهبة، ومن ثم فإنهم بذلك يُعدون ذوي استثناء مزدوج وذلك بسبب كل من الموهبة والإعاقة، وقد توجد الموهبة عند الأشخاص ذوي الإعاقة؛ الجسمية، أو البصرية أو السمعية، وصعوبات تعلم، واضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المفرط.
ويشير بعض الباحثين إلى أن الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانيات عالية تمكنهم من القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال معين أو أكثر، ولكنهم في الوقت ذاته يعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي، وأكبر مثال على ذلك توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، وهناك نماذج كثيرة عبر التاريخ تشير إلى موا هب يمتلكها المعاقون كهيلين كلر وطه حسين.
ويشير كارنيز وجونسون Karnes & Johnson إلى عدد من المشكلات التي تعوق عملية التعرف على الأطفال ذوي الإعاقة الموهوبين وتحديدهم بدقة، ومن هذه المشكلات ما يلي:
- استخدام إجراءات تقييم أعدت في الأصل لأقرانهم غير المعوقين.
- أن هؤلاء الأطفال قد لا يُظهرون أدلة واضحة تعكس مواهبهم قياساً بأقرانهم غير ذوي الإعاقة أنهم عند مقارنتهم بأقرانهم غير المعوقين يتسمون بالبطء بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم.
- قد يكون لدى هؤلاء الأطفال جوانب قوة في بعض المجالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلا أن الفجوة بين الجانبين تعمل على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح
- أن هؤلاء الأطفال قد لا يبدون سوى بعض سمات الأطفال الموهوبين فقط.
- ما يلاقيه هؤلاء الأطفال من تثبيط إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم وخاصة التعليم العالي ومحاولة توجيههم إلى التعليم المهني.
لذلك ومن أجل التعرف على الموهوبين من ذوي الإعاقة لا بد من اتباع عدد من الإجراءات التي تساعدنا على اكتشاف هؤلاء الأطفال والعناية بمواهبهم وتشجيعها، وتتمثل فيما يلي :
- الملاحظة الدقيقة من جانب الوالدين والمعلمين لسلوكات الطفل ذي الإعاقة وما يميزه عن أقرانه في المرحلة العمرية ذاتها.
- المتابعة الدقيقة لأداء الطفل في كافة مجالات الموهبة التي تتضمن الجانب العقلي والأكاديمي، والإبداعي والقيادة والفنون الأدائية والبصرية والقدرات الحس حركية.
- ينبغي أن تقتصر مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يعانون من إعاقات مماثلة، وألا نحكم عليهم من خلال تلك المعايير التي نستخدمها مع أقرانهم الموهوبين الذين ليس لديهم إعاقة.
- تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم، وإجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المستخدمة في الوقت الراهن.
وفي النهاية لا يتبقى إلا أن ننوه إلى ضرورة التعرف على السمات المميزة لكل فئة من فئات الموهوبين من ذوي الإعاقة حتى يتسنى لنا أن نعمل على تنمية مواهبهم وتطويرها بشكل صحيح ملائم.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011