النظام اللمسي
يتمثل النظام اللمسي بشعورنا باللمس، ومن خلال ذلك النظام نتلقى المعلومات الأولية المتعلقة بالعالم المحيط بنا، والتعامل مع هذه المعلومات بشكل فعال يجعلنا نشعر بالأمان، وهذا يساهم في تطورنا اجتماعياً وعاطفياً.
النظام اللمسي يتألف من قسمين:
- النظام اللمسي المميز(يتيح لنا تحديد مكان حدوث اللمس، وماهية ما تم لمسه).
- النظام اللمسي الحامي (Zawuma) (التنبيه عند التعرض للخطر).
إن النظام المميز والنظام الحامي مهمان جداً لترجمة المعلومات وللنجاة من الأخطار ولكي يتمكن النظام اللمسي من العمل بكفاءة، يجب أن يتلقى النظام المميز والحامي المعلومات بشكل سليم ويعملان بتناسق. ووجود أي خلل أو اضطراب وظيفي في النظام اللمسي يؤدي إلى صعوبات كثيرة في تعلم المهارات الحركية الدقيقة، فلو افترضنا أن النظام اللمسي المميز لم يستطع استقبال عائد المعلومات بشكل سليم فهذا بالضرورة يؤدي بالنظام اللمسي الحامي إلى ترجمة الاتصال العادي على كونه يشكل خطورة وينجم عن ذلك استجابات تتمثل بالهروب أو الخوف أو القتال (Arpecus).
إن الملامسة العادية في هذه الحالة تسبب ردود أفعال متطرفة قد تترجم على أنها سلوك سيء، قد يكون رد فعل الطفل الهرب، أو الفزع الشديد،… الخ. وتلك السلوكيات قد تكون جسدية أو كلامية، وهنا بعض ردود الأفعال المسجلة عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب في النظام اللمسي:
- الأطفال الذين تكون ردة الفعل لديهم الهرب يكون ذلك سلوكاً يتحاشى به المواجهة شفوياً وعملياً، قد يلجؤون إلى الإبتعاد عن المجموعات ويظهرون بوضوح من خلال لغة الجسد، عدم رغبتهم بالاقتراب منهم، قد يكونون متوترين ويغيرون أماكنهم باستمرار، يطلبون الذهاب إلى الحمام، أو شرب الماء عدة مرات، وقد يستخدمون جملة وكلمات لكي يبتعدوا أو يتحاشوا الأنشطة والمهام التي لا يرغبون بها: (بدي ماء، حمام،….).
- الأطفال الذين حين لمسهم تكون ردة الفعل لديهم الخوف الشديد، يظهرون خجولين ومترددين في الاتصال بغيرهم، ومن الصعب على هؤلاء الأطفال التركيز على الآخرين والانتباه لهم لأن الكثير من انتباههم يكون مركزاً على شعورهم بأنهم في خطر، ولهذا الاضطراب تأثير الروابط والتواصل مع الآخرين.
- الأطفال الذين تكون ردة فعلهم القتال، لأنهم حين يواجهون بمواقف غير مريحة بالنسبة لهم يكون سلوكهم ولغتهم سلبية أو تتميز بالمقاومة كما أنهم يكونون عدوانيين جسدياً وكلامياً. ومع ذلك فإنه من المهم الاستجابة بطريقة تساعد الأطفال على معرفة أننا بالتأكيد نتفهم مشاعر القلق والخوف التي تنتابهم وأننا موجودون لمساعدتهم في تعلم الطرق المناسبة التي تساعدهم في التعبير عن أنفسهم.
- الأطفال الذين يكون إحساس اللمس لديهم دفاعياً يكون رد فعلهم قوياً تجاه شعوره باللمس، دفاعية تتسبب في أن يصبح الأطفال مزاجيين في ملبسهم وشراشفهم وفوطهم، قد يكرهون أنواعاً معينة من الطعام ، يتحاشون توسيخ أيديهم أو ملامسة مواد مجهولة، حتى عملية أخذهم بالحضن لإظهار الحب لهم أو اللعب معهم لا تعجبهم.
- إن الأطفال الذين يكونون دفاعيي اللمس قد يقال عنهم أنهم حساسون، بينما يكون بعض الأطفال ذوي أحاسيس باردة بسبب أن عقولهم لا تسجل عملية الملامسة بشكل فعال مما ينجم عنه البطء وعدم القدرة على تحديد متى وأين تم لمسهم.
إن عقلنا يتطلب كمية محددة من المعلومات الحسية وتتفاوت هذه المتطلبات من وقت إلى آخر وفي مواقف متعددة، وبغض النظر عن الكيفية التي يظهر بها الاختلال في نظام اللمس نفسه، فإن الأطفال الذين يعانون من ذلك الشيء يحتاجون للمسهم للحصول على خبرات لمسية متنوعة، ويجب أن تكون تلك الخبرات موجهة بحرص شديد لتصحيح الوسائل الخاطئة التي يستقبلها الدماغ.
النظام الدهليزي
إن النظام الدهليزي هو سبيل إحساسنا بالحركة والجاذبية ومن خلال هذا النظام تنمو علاقتنا مع الأرض، من خلال معرفة وضعية جسمنا ومعرفة الجهات الأربعة: اليمين، اليسار، الأعلى، الأسفل وكذلك الوضع الأفقي والوضع العامودي، فالمعلومات التي نستقبلها ونتعامل معها عن طريق هذا النظام أساسية جداً لكل شيء نقوم بفعله، فالمعلومات القادمة من الجهاز الدهليزي تمثل القاعدة لعمل الجهاز العصبي المركزي، فمعطيات الجهاز الدهليزي تبلغنا ما إذا كنا نتحرك، وسرعة حركتنا واتجاه الحركة، وهو يزودنا بالشعور بالأمان عند إحساسنا أن أقدامنا تقف راسخة على الأرض.
إن التناغم العضلي والحالة الجسدية المناسبة تمكننا من التحرك بكفاءة واتخاذ أوضاع جسمية مختلفة ومريحة طوال اليوم، والقدرة على تحريك أجزاء الجسم المختلفة بتناسق وتناغم يعتبر مهارة ذات أهمية، والقدرة على التناسق الثنائي واستخدام جانبي الجسم مهارة أخرى تتعلق بالنظام الدهليزي وهذا التناسق الثنائي يمكننا من ركوب الدراجة والوثب والقفز (القفز فوق الحبال، العزف على البيانو)، إن التناسق الثنائي قد لا يتوفر إذا لم تكن عملية التحكم في اليد قد تأسست بشكل جيد، فالأطفال الذين لا يتعاملون مع المعلومات الدهليزية بكفاءة، قد تكون لديهم سيطرة كاملة على الأيدي إلى درجة تجاهلهم أجزاء أخرى من الجسم، وهذا يؤدي إلى صعوبة بالغة في أداء الحركات ويعرض الأطفال إلى الكثير من المشاكل في حياتهم اليومية وغالباً ما يظهرون غير منظمين وغير قادرين على أداء المهارات التي تتطلب التتابع والتزامن ولا يستطيعون إدراك ما يرونه بشكل سليم، وقد يعانون من الدوار أثناء الحركة مهما كانت بسيطة أو قد يكونون بطيئين في الإصابة بالدوار مهما كانت شدة الحركة.
تشير الأبحاث إلى أن المعلومات الدهليزية في المستويات السفلى من الدماغ تساند العمليات التي تحدث في المستويات العليا منه، بما فيها التحدث واللغة (سستلويل، كروي وماك كلوم 1978)، فالخبرات السلبية الخاصة بالحركة التي يسببها اختلال النظام الدهليزي قد تؤثر على قدرات الأطفال الكلامية واللغوية التي تعتبر ضرورية جداً لعملية التعليم والعلاقات الاجتماعية، لذلك فإن الاضطراب في النظام الدهليزي يؤثر بشكل كبير على الاتصال غير اللفظي أو لغة الجسد، إن الاتصال بلغة الجسد يتطلب نغمة عضلية مناسبة فعلى المتحدث المواءمة والتوافق بين النشاط العضلي واللغة المستخدمة، وهنا يبرز أهمية النظام الدهليزي بالنسبة لنمو وتلطيف هذه المكونات، والأطفال الذين يعانون اختلالاً في هذه الناحية قد يساء فهمهم باستمرار ولا يعرفون لذلك سبباً، وهذا الشيء يضايقهم جداً وقد يكون رد فعل الأطفال غير سليم بالنسبة لإساءة فهمهم، إن هدف العلاج هو توفير خبرات إيجابية بالنسبة للحركة التي تمكن الأطفال من تطوير وتنظيم رؤيتهم للعالم، هذه الأنشطة تساعدهم على التحرك بكفاءة كما تساعدهم على تنظيم واستخدام اللغة في وصف العالم والخبرات التي يحصلون عليها.