الفوائد، الاختيار وقواعد الاستخدام
تعتبر الوسائل التعليمية جزءاً رئيسياً من النظام التربوي للطلبة ذوي الإعاقة، إذ بات من الصعب الاستغناء عنها في المواقف التعليمية لما لها من دور في مساعدة الطفل ذي الإعاقة على استيعاب المفاهيم التعليمية المقدمة له وأداء المهارات التدريبية بأقل جهد ممكن، وكلما أحسن اختيار التقنيات التربوية المساندة للتعليم وتم اختيارها بطريقة علمية سليمة أدى ذلك إلى الارتقاء بالخدمات التأهيلية التربوية المقدمة للطلبة من ذوي الإعاقة وبالتالي نجاح المعلمة في تحقيق الأهداف السلوكية المتوخاة.
وفي ظل التطور المتسارع الذي طرأ على الوسائل التعليمية وتقنينها، فقد حظيت هذه الوسائل باهتمام الأوساط التربوية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المنهاج التربوي، لما تحققه من استثارة لاهتمام الطفل ذي الإعاقة واكتشاف قدراته واشباع حاجاته، فهي تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طفل ما يحقق أهدافه ويثير اهتمامه وما يتناسب مع طبيعة إعاقته، فقد يجد الطالب ذو الإعاقة الذهنية في لعبة ما أمراً يشبع حاجته ويحقق توازنه النفسي والانفعالي، وقد تجد معلمة الصم في الوسيلة التعليمية ما يشجع الأطفال على التواصل اللغوي.
وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها الطلبة من ذوي الإعاقة أقرب إلى الواقع المادي المحسوس، كان لها معنى وثيق الصلة بالأهداف المراد تحقيقها، لذلك كان من المفضل أن تختار معلمة التربية الخاصة الوسائل التعليمية التي تخاطب عدداً أكبر من حواس الطفل مع مراعاة الفروق الفردية لأنماط المتعلمين والأسلوب التعليمي الذي يناسب كلاً منهم، فهناك المتعلمون البصريون الذين يتميزون بالذاكرة البصرية ويحبذون استخدام الصو والبطاقات والرسوم أثناء التعليم، وهناك فئة من الطلبة ذوي الإعاقة يحتاجون كثيراً إلى لمس الأشياء والعمل بأيديهم كوسيلة لاكتشاف البيئة والعالم الخارجي كالأشخاص المكفوفين مثلاً، أما الأشخاص الصم فبالامكان استخدام الوسائل التعليمية التي تعتمد على حواس أخرى إضافة إلى السمع لايصال المعلومة إليهم بطريقة أسهل، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة المشاركة الايجابية للطالب ذي الإعاقة عند اكتسابه للخبرة التعليمية وتنمية قدرات الملاحظة والانتباه عنده.
ويمكن تصنيف الوسائل التعليمية بمسمياتها (وسائل الايضاح أو الوسائل المعينة) إلى ما يلي:
- الوسائل التعليمية السمعية: مثل الراديو والمسجل.
- الوسائل المرئية السمعية معاً: مثل التلفاز والفيديو والكمبيوتر.
- الوسائل التعليمية المعتمدة على الاحساس واللمس.
- الوسائل التعليمية الواقعية كالرحلات والزيارات.
- تمثيل المواقف التعليمية من خلال لعب الأدوار واللعب التمثيلي.
وتعتبر الوسائل ذات أهمية كبيرة عندما تثير اهتمام الطفل ذي الإعاقة ورغبته في التعلم، وتوفر الوقت على المعلمة عند شرح المادة التعليمية، وتساعدها في ايصال المعلومات للطفل وتزويده بخبرات متنوعة تنمي لديه روح المشاركة في الموقف التعليمي، وتيسر على الطفل عملية تذكر هذه المعلومات التي قدمت له واسترجاعها عند الحاجة لسهولة ربطها مع خبراته السابقة.
هذا ويحقق استخدام الوسائل التعليمية في بيئة الطفل ذي الإعاقة فوائد كثيرة أهمها:
- إن تنوع استخدام الوسائل التعليمية يساعد المعلمة على ايصال معاني الألفاظ التي ليس لها دلالات واضحة في ذهن الطالب ذي الإعاقة، وتعطي لهذا اللفظ أبعاداً جديدة من المعنى، تقترب من قدرات الطالب وطبيعة إعاقته.
- تؤدي إلى زيادة المشاركة الايجابية للطفل أثناء الحصص واستثارته واشباع حاجاته، خاصة الأطفال الذين لديهم ضعف الانتباه والتركيز أو فرط الحركة.
- تستعمل كوسيلة تعزيز للطفل حين يرتبط استخدامها بظهور السلوك المرغوب به عنده.
- تساعد المعلمة على مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، الأمر الذي يتطلب منها التنويع في أساليب التعليم خاصة عند تعدد مستويات الأطفال في الصف الواحد.
- تسهم بعض الوسائل كالأفلام وسرد القصص والتمثيل في تعديل سلوك الطفل وتكوين الاتجاهات الايجابية الجديدة لديه.
- تنمي الوسائل التعليمية خبرات الطفل ذي الإعاقة، وتجعله أكثر قدرة على ترتيبها وربطها بعضها ببعض وبناء خبرات جديدة.
- إثراء البيئة التعليمية بإضافة أبعاد ومؤثرات جديدة لها، وتيسير بناء المفاهيم، وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية عند الطفل ذي الإعاقة خاصة عند استخدام الرحلات والزيارات والتلفاز كوسائل معينة.
ارشادات عند استخدام الوسائل التعليمية
لم يكن استخدام الوسائل التعليمية في مجال الطلبة ذوي الإعاقة أمراً عشوائياً، بل هناك مجموعة من الأسس والمعايير التي ينبغي مراعاتها من قبل معلمة التربية الخاصة لضمان أثرها الفعال في الموقف التعليمي، ونتائجها على الطفل المعاق وتحقيق الأهداف التربوية، لذلك كان مهماً تحديد الوسائل المنوي استخدامها عند التحضير للحصة، واتباع جملة من الارشادات خلال مراحل استخدام هذه الوسائل تتمثل فيما يلي:
قبل استخدام الوسيلة التعليمية
- ينبغي أن تختار المعلمة الوسيلة التي تتناسب مع قدرات الطفل ذيس الإعاقة وتشبع حاجاته، وتساعد في تحقيق الهدف السلوكي المطلوب.
- التأكد من صدق المعلومات التي تقدمها الوسيلة ومطابقتها للواقع وإعطاء صورة شاملة عن الموضوع التعليمي المطروح.
- تجريب الوسيلة والتعرف على محتوياتها قبل عرضها على الأطفال في الحصة، وتجهيز متطلبات تشغيلها إن لزم الأمر وتهيئة مكان عرضها.
- مراعاة عدم ازدحام الموقف التعليمي بالعديد من الوسائل لكي لا يحدث التشتت عند الأطفال.
عند استخدام الوسيلة التعليمية
تمهد المعلمة لاستخدام الوسيلة عن طريق تهيئة أذهان الأطفال لها بالمناقشة والحوار، من أجل إعطاء صورة عن موضوع الوسيلة المستخدمة وصلتها بالخبرات السابقة عند الأطفال، وتهيئة المكان الذي ستستخدم فيه لتحقيق قدر أكبر من الاستفادة ـ كإعتام الغرفة عند العروض الضوئية ـ بحيث تعرض في المكان المناسب الذي يراه جميع الأطفال، واستخدامها في الوقت المناسب الذي ينسجم مع الهدف التعليمي، فقد تعرض الوسيلة في بداية الحصة أو وسطها أو نهايتها.
ويراعى الأسلوب الشيق الذي يثير الأطفال عند عرض الوسيلة، على أن لا تطيل المعلمة في عرضها تجنباً للملل، وعدم ابقائها أمامهم بعد الاستخدام لكي لا تصرفهم عن متابعها.
هذا ويفضل أن تشرك المعلمة أطفالها وتشجعهم على عمل وسائل تعليمية، بشرط أن يعملوها بأنفسهم ولا يقومون بشرائها جاهزة حتى لا تفقد الهدف منها.
بعد الانتهاء من استخدام الوسيلة
على المعلمة أن تستشعر مدى تفاعل الطلاب ذوي الإعاقة مع الوسيلة التي عرضت ومدى الحاجة إلى استخدامها أو عدمه مرة أخرى وذلك للتعرف على فاعليتها في تحقيق الهدف السلوكي، عدا عن ضرورة صيانة واصلاح ما قد يلحق الوسيلة من أعطال، وإعادة تنسيقها وتخزينها في مكان مناسب يحافظ عليها كي تكون جاهزة للاستخدام في أهداف أخرى.
وتقوم المعلمة بتقويم الوسيلة المستخدمة من حيث مناسبتها للطفل وما أضافت إلى مخزونه المعرفي من خبرات، وطريقة عرضها، والهدف من الاستعانة بها ومدى تفاعل الأطفال معها، وتحتفظ المعلمة بهذا التقييم في السجلات الخاصة من أجل استخدام الوسيلة في المرات القادمة بشكل يحقق تعلماً أفضل.
ونستطيع القول إن الوسائل التعليمية هي أحد أجزاء المنهج المتبع في تعليم وتدريب الطلبة ذوي الإعاقة والتي لا غنى عنها، ومع أن الكتاب والسبورة يعتبران من أقدم وأهم هذه الوسائل، إلا أنهما ليسا الوحيدين في الميدان التعليمي الذي اقتحمه عالم التكنولوجيا المتغير.
وتكمن هنا أهمية اختيار المعلمة الأمثل لهذه الوسائل باعتماده على إثارة أكبر عدد من الحواس وقدرتها على جذب انتباه الطفل لتحقيق الهدف المنشود، إضافة إلى استخدامها السليم من حيث طريقة العرض التي تتناسب مع زمن الحصة، واختيار مكان العرض المناسب، مع مراعاة طبيعة الإعاقة التي تعمل معها المعلمة، وضرورة التقييم المستمر لهذه الوسائل وطرق استخدامها بحيث تحقق الإفادة القصوى للطفل وتشبع حاجاته التعليمية والتدريبية.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011