يتم تدريب الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد على الأصوات والكلمات والجمل والسؤال والإجابة ولكننا ننسى تماماً شيئاً مهماً جداً وهو المشاعر والانفعالات فليس المقصود أن يرى صورة ويقول هذا ولد يضحك أو بنت تصيح لكن الأهم أن يعبر عما يشعر به هو لأن المشاعر تعتبر شيئاً مجرداً ومبهماً بالنسبة له.
وسوف نعرض لكم فيما يلي من سطور بعض الطرق التدريبية المقترحة:
طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد يعبر عن مشاعره وانفعالاته كالفرح أو الحماس أو الغضب أو الألم أو الإحباط من خلال اللزمات المتعددة أو العنف والعدوان أو البكاء أو الضحك بدون سبب وذلك لأنه لا يعرف ولم يتم تدريبه على طرق توصيل مشاعره الأخرين.
فمن أغلب المشاعر التي يشعر بها طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد على سبيل المثال لا الحصر:
- الفرح والسعادة للحصول على شيء محبب.
- رؤية شخص محبب.
- ذهابه إلى مكان يلعب به أو يحبه ويستمع بوجوده به.
- شعوره بألم فى أي عضو من جسده.
- خوفه من شخص أو مكان او صوت.
- الغضب عند عدم الحصول على ما يريد.
- الغضب عند عدم قدره الآخرين على فهم ما يريد.
- الإستثارة الحسية الزائدة للأصوات أو الروائح أو الأضواء أو الملامس أو الأطعمة المعينة.
- الشعور بالإحباط وعدم الإنجاز.
من أي المشاعر يجب أن نبدأ؟
هناك مشاعر أساسية ومشاعر ثانوية فيجب البدء بالمشاعر الأساسية أولاً وقد تختلف في ترتيبها من شخص إلى شخص حسب شعور الطفل المتكرر واحتياجه التعبير عنه.
فمن وجهة نظري (الفرح والألم والخوف) هي من أولى المشاعر لما يترتب عليها من شعور قوي ورد فعل قوي أيضاً إما بالضحك أو البكاء أو العدوان بدون سبب ثم تليهم باقي المشاعر مثل الحزن والغضب والاندهاش.
متى ندرب الطفل على المشاعر والإنفعالات؟
عندما تكون اللغة الاستقبالية في مرحلة فهم السؤال. مثال ذلك أن يشير إلى صوره تفاحة عند سؤاله ماذا تأكل؟ (من بين عدة صور)، وعندما يستطيع التعبير عن احتياجاته ولو بكلمة واحدة؟ مثال: عند سؤاله ماذا تريد؟ ماء، لعبة.
بداية التدريب:
يوجد نوعان من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ناطق وغير ناطق) وكلاهما يجب تدريبهم على التعبير عن مشاعرهم حسب قدراتهم وبالتدرج المناسب والتعميم على المواقف الحياتية من خلال الأم والأب لأنهم هم من يتعايشون مع جميع انفعالات الطفل حسب الموقف.
لذا يتم تدريب الطفل الناطق بالتدرج المذكور لاحقاً وكذلك الطفل غير الناطق بنفس التدرج باستخدام الصور المعبرة فقط بدون كلام.
أولاً – يجب استخدام استراتيجيات اللغة في التدريب وهي:
- النمذجة بأن يرى الطفل ما يجب أن يقول أو يفعل من خلال تطبيق المدرب أو الأم أمام الطفل المطلوب منه.
- الكلام الموازي مهم جداً للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد كاستخدام الإيماءات وحركات الجسم المعبرة والأصوات التعبيرية المبالغ فيها للمساعدة في توصيل المعلومة.
- التغذية الراجعة المصححة بتعديل الخطأ وتصحيح الاستجابة.
- التغذية الراجعة المطولة بزيادة جملته اللغوية يقول الطفل كلمه يقول المدرب جملة.
- التعزيز وبقوة عند إبداء الاستجابة في بداية التدريب أو عند الاستجابة الصحيحة.
ثانياً ـ طريقة التدريب
ندرب على انفعال واحد فقط حتى الإتقان والتعميم ثم ننتقل إلى الانفعالات الأخرى بنفس الطريقة:
- نصور الطفل أثناء مواقف مختلفة يكون فيها فرحاً ويضحك.
- نسجل صوته وهو يضحك.
- نذكر الجملة المعبرة عن الصورة والصوت وليكن (أحمد يضحك، أحمد فرحان) مع الإيماءات الصوتية والجسدية.
- يختار صورته بدون مشتتات (مثلاً: هات أحمد يضحك وفرحان).
- تقليد صوت الضحك عند سماعه مع قول جملة أنا فرحان من المدرب.
- عند ضحكه بدون مبرر أظهر له صورته وهو يضحك وقل أحمد فرحان وأعطه الصورة ليكرر معك الجملة (أنا فرحان).
- تدريبه على فعل حركي للتعبير عن الفرحة مثل التصفيق، يقول: (هييييه أنا فرحان) مع رفع اليد.
- تصوير أفراد أسرته والمقربين منه أو زملائه وهم يضحكون.
- تعميم صور لأشخاص تضحك من البيئة المحيطة أو قصص ونقول البنت فرحانة وتضحك وهكذا.
- أعطني (أحمد بيضحك فرحان) من بين صور مشتتة ثم اثنين من صور الأشخاص.
- سؤاله عند عرض صورته وهو يضحك: (أنت بتعمل إيه؟) (أنا بضحك، أنا فرحان).
- يسمي مشاعر الفرح للأشخاص والصور المختلفة (ولد فرحان، جدو فرحان، بنت فرحانة وهكذا…).
- يمكن ربط المشاعر برموز كرتونية.
- لا ننسى التعزيز المستمر عند الاستجابة.
- استخدم التغذية المطولة بتطويل جملة الطفل عندما يقول (أنا فرحان) نقول (عشان رح ألعب).
- عند حدوث نوبة بكاء وغضب أثناء التدريب على شعور السعادة يجب أن نتجاهل ذلك تماماً ولا نشتته بين المشاعر ونوقف التدريب حتى تذهب نوبة الغضب.
- عند الاتقان وربطه الصورة والشعور والكلمة عندما يبدأ بالضحك نشير إلى الصورة المعبرة حتى يتذكر ما يقول ولا يتمادى في اللزمات أو الضحك.
- يتم التدريب على باقي المشاعر بنفس الطريقة بعد تعميم الطريقة السابقة.
- يتم تدريب الطفل غير الناطق بنفس التدرج لكن فقط يأخذ الصورة المعبرة عن شعوره مع الحركة المعبرة مع نطق المدرب للكلمة.
بسنت حسين حامد
الجنسية: مصرية
الاقامة: القاهرة، جمهورية مصر العربية
اختصاصية تربية خاصة
محاضر مدرب فى مجال التربية الخاصة
مسؤول فنى مؤسسة ممكن