إعداد : منى عبد الكريم اليافعي
قدمنا لكم في العدد 375 الكفايات المهنية في الإشراف التربوي وأساليب تطويرها
وسنتطرق في عددنا هذا إلى فنون القيادة في الإشراف التربوي، علاقة المشرف التربوي بالمعلمين واستراتيجيات تحسين عملية الإشراف التربوي وخصائص المشرف القائد.
أولاً- فنون القيادة في الإشراف التربوي
فن إصدار التوجيهات
- المشرف القائد يحقق أهدافه من خلال أسلوبه في طرح القرارات بطريقة تدفع المعلمين إلى تطبيقها وتنفيذها.
- اختيار الكلمات المناسبة دون صوتٍ عالٍ.
- عدم التسرع في الحكم قبل الإنجاز
فن الاتصال
- الاستماع
- احترام الشعور
- تقدير الجهود
- التدريب
- التكريم
- التواصل
- التزويد بالمعلومات
فن معالجة التذمر
- استقبال المشتكي بالترحاب والاستماع إليه، ولا يتم رفض الشكوى مباشرة ثم الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى.
- الحذر من تراكم المشكلات أياً كان حجمها
- معالجة أسباب التذمر وليس حالة التذمر نفسها
فن المعالجة
- لتكن المعاقبة بحجم الخطأ
- لا تناقش معارضاً أمام الآخرين
- من أنواع العقوبة تغيير نوع العمل، اللوم، ترك استشارة المعاقب …. الخ
- القدرة على تقويم نتائج الدورات التدريبية بأساليب متنوعة ومتابعة أثر البرامج التدريبية في الحقل التربوي.
فن المكافأة والتشجيع
- الاعتراف بإنجازات المعلمين و الاحتفاء بها
- الثناء على الأعمال الناجحة علانية
- معاملتهم كخبراء فيما يتقنونه وتقبل أفكارهم التجديدية
- نشر ثقافة التنافس الشريف بين المعلمين
- تكليف المتميزين من المعلمين بمهمات تلبي قدراتهم
- تبني شعارات تدعم العمل المتقن وتبرزه
ثانياً – علاقة المشرف التربوي بالمعلمين
المبادئ التي تحكم العلاقة بين المشرف والمعلمين هي التي تحكم علاقة كل قائد بمن يعملون معه، وسنذكر أهم هذه المبادئ:
- علاقة الزمالة الطيبة في المهنة بين المشرف والمعلم، فلا يجوز للمشرف التعالي على زملائه المعلمين ومحاولة السيطرة عليهم .
- تؤدَّى مهنة الإشراف على أساس مهني بعيد عن الأمور الشخصية، فلا يغمط حق أحد على أساس شخصي ولا يجامل أحد على حساب المصلحة.
- التعاون في التفكير والعمل والجهد بين المشرف والمعلمين.
- الصبر والتأني في أداء العمل، على أساس ثابت متين مع حسن النية والفهم العميق بين القائمين بأمور التعليم، والتصميم على العمل وبلوغ الهدف.
- تأدية العمل ببراعة وحذق، ويجب على المشرف ألا يتغنى بماضيه وألا يركن إلى مؤهلاته، بل عليه تطوير قدراته بشكل مستمر.
- يسعى المشرف إلى إشاعة روح الوفاق بين المعلمين ورفع الروح المعنوية
- ترقية وتقوية أواصر المهنة بين المعلمين لتعزيز العلاقات الإنسانية
- إتاحة مبدأ تكافؤ الفرص بين المعلمين لأن ذلك يساعد على نموهم الشخصي والمهني
- تقدير ما يبذله المعلمون من عمل وعطاء وتحفيزهم على درب العمل التربوي المستمر
- مساعدة المعلمين في التغلب على الصعوبات التي تعترضهم
- مساعدة المعلمين الجدد من أجل التأقلم مع البيئة المدرسية الجديدة
- العمل على حماية المعلم من النقد الظالم والجارح
- العمل على توفير جو الراحة للمعلمين
- اكتشاف قدرات المعلمين واتجاهاتهم ونواحي التميز عندهم
- أن يضع المشرف التربوي أهداف التربية نصب عينيه على الدوام
- استخدام أبسط الوسائل وأسهلها والتي تساعد المعلم على أن يحقق الأهداف التربوية المرجوة
- يتطلع المشرف إلى إحراز التقدم في العمل وأن يكون هذا التقدم تدريجياً وبثبات وإصرار، ولا يعتمد على الجزئيات وحدها وإنما يجمع النتائج ويضيف بعضها إلى بعض.
- يجدر بالمشرف التربوي أن يكون موضوعياً في تقويم نفسه وتقويم المعلمين وفي الحكم على الأساليب التي اتبعوها والنتائج التي حققوها .
ثالثا -َاستراتيجيات تحسين عملية الإشراف التربوي
يوصي البريكان (2004) في دراسته التي أجراها على عينة من معلمي المرحلة المتوسطة باتباع استراتيجيات من شأنها تحسين عملية الإشراف والتوجيه في مدارس التعليم العام ومن أهمها:
- تحديد مسؤوليات المشرف التربوي بشكل علمي ودقيق بحيث يمكن قياسها ومتابعتها من قبل جهات مختصة
- ضرورة عمل البرامج والدورات التدريبية للمشرفين التربويين لرفع مستواهم التعليمي والإشرافي
- الاهتمام بالتقارير التربوية من قبل المشرفين التربويين ودراستها وتحليلها باعتبارها مصدراً مهماً للتطوير
- توعية المعلمين بمفهوم الإشراف التربوي الحديث وأهمية دور المشرف في تطوير العملية التعليمية
- التنوع في أساليب الإشراف التربوي
- زيادة تفعيل دور المشرف التربوي ليتخطى دور النصح والإرشاد
- توفير العدد الكافي من المشرفين التربويين المؤهلين والأكفاء في كل تخصص
- توحيد إجراءات الإشراف وفق خطط مبرمجة
- يجب التقليل من الأعمال الإدارية والكتابية التي يكلف بها المشرف التربوي
لكي ينجح المشرف التربوي في عمله يجب أن يراعي ما يلي :
- مساعدة المعلم على فهم أهداف المرحلة التي يقوم بالتعليم فيها
- أن يهتم المشرف التربوي بفهم وتحليل المناهج الدراسية التي يشرف على تدريسها ومدرسيها
- ان يتعرف المشرف على أساليب التدريس الحديثة وأن يختار الأسلوب المناسب للفئة التي يدرسها
- أن يساعد المعلمين على التقويم وإعداد التقارير اللازمة
- تشجيع المعلمين على التعبير عن النفس كأفراد وجماعات مع احترام حريتهم الفكرية والمهنية
- توفير جو من الود والتفاهم وتبادل الثقة مع المعلمين مع عدم التفرقة بينهم
و تقوم القيادة الناجحة على توافر جملة من الصفات الشخصية للقائد، لعل أبرز هذه الصفات الجوهرية:
- القدرة على تفهم الأهداف العامة للعمل.
- توافر الصفات الجسدية والفكرية الضرورية لممارسة الدور القيادي.
- توافر المهارات والخبرات المناسبة للإنجاز.
- توافر سمات أخلاقية ونفسية رفيعة تجعله في قمة السمو والاقتداء
تعترض عملية الإشراف التربوي مشكلات ومعوقات ميدانية، ولأجل نجاح هذه العملية لا بد من التعرض لهذه المشكلات والمعوقات ودراستها من أجل اتخاذ القرارات والحلول المناسبة لها ومن أبرز هذه المشكلات:
- عدم وضوح الأهداف العامة البعيدة المدى، والخاصة القريبة المدى، وعدم ترجمة هذه الأهداف إلى أهداف سلوكية يمكن قياس أبعادها والوصول إليها.
- عدم تحديث برامج الإشراف التربوي بحيث ترتبط بواقع المجتمع وحياته
- تباين أساليب وطرق العمل بين المشرفين
- كثرة المعلمين بالنسبة للمشرف الواحد
- غلبة الأمور الإدارية على عمل المشرف التربوي مما يقف عائقاً أمام الإشراف الفني
- عدم قابلية بعض المشرفين للتطور وعدم إقبالهم على الجديد
- عدم التنويع في أساليب الإشراف التربوي ، فقد تقتصر على الزيارات الصفية فقط
- الفوقية والتسلط في التعامل بين المشرف وبين من هم دونه في السلم الوظيفي
- اتجاهات المعلمين السلبية نحو الإشراف رغم تباين الظروف
- الاقتصار على تحسين أداء المعلم دون النظر إلى جوانب العملية التعليمية الأخرى
ومن المظاهر التي تدل على قيادية المشرف التربوي
- البنية الجسدية السليمة: وهي التي تمكن المشرف التربوي من القيام بمهماته على أكمل وجه، ذلك أن العمل الإشرافي عمل شاق يتطلب من المشرف ساعات من العمل المتواصل والتنقل من مكان إلى آخر كما يتطلب القيام بنشاطات إشرافية إدارية أو فنية تتسم بالصعوبة وتتطلب لياقة جسدية عالية.
- الذكاء وقوة التركيز: هما متطلبان من متطلبات المشرف المتطور؛ فالعمل الإشرافي عمل متشعب ومعقد في بعض جوانبه، مما يتطلب من المشرف أن يكون على درجة من الذكاء والتركيز ما يؤهله لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب وبأقل درجة من الأخطاء أو الأخطار المقصودة أو غير المقصودة.
- النضج الانفعالي: بمعنى المقدرة على الإمساك بزمام الأمور، والسيطرة على النفس، والاتزان الانفعالي في الرضا والغضب لدى التعرض للمواقف السارة أو الصعبة، وإعطاء المثل الصالح للآخرين في عدم التحيز أو التحامل على البعض، وعدم الانجرار وراء الحماس العاطفي أو الاستثارة التي قد يواجهها من هنا وهناك، فضبط النفس والإنصاف والتوازن سماتٌ تعطي القائد ثقة بالنفس وتعطي الآخرين ثقة به.
- الثقة والثبات في المواقف الصعبة.
- الحماس والهمّة العالية وقوة المبادرة والشجاعة والإقدام.
- القدرة على الإقناع.
- الجاذبية الذاتية: ليجعل الآخرين فخورين بالعمل معه، ويتطلب هذا منه أن يكون قادراً على التحكم والسيطرة في لقاءاته مع المعلمين أو مديري المدارس أو الطلبة.
- اكتساب وتطوير الخبرات العملية والعلمية.
- التواضع
انتهى
المراجع :
- محمود عبد القادر قراقزه (1987).نحو إدارة تربوية واعية ، دار الفكر اللبناني ،دار الوسام ،بيروت.
- د. فوزية بنت عبد الله الجلامده (2019).الإدارة والإشراف في التربية الخاصة في ضوء معايير الجودة ، دار المسيرة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن.
- د. أحمد جميل عايش (2015) .تطبيقات في الإشراف التربوي ، دار المسيرة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن.
الكاتبة في سطور :
منى عبد الكريم اليافعي
مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
بكالوريوس تربية خاصة ـ جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين
دبلوم الخدمة الاجتماعية ـ جامعة الشارقة 2015
مشرفة برامج تعليمية وعلاجية في مركز التدخل المبكر من عام 1994 إلى عام 1997
مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات من عام 1997 وحتى 17 فبراير 2013
المشرف العام على الإعلام من يناير 2010 وحتى عام 2012
نائب المدير العام من تاريخ 18 فبراير 2013 وحتى 14 مايو 2016
مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية اعتباراً من 15 مايو 2016 وحتى الآن
معدة ومنسق برنامج مشاعل الأمل التلفزيوني والذي كانت تبثه قناة الشارقة الفضائية من عام 1994 وحتى عام 2009.
مشاركة في عدة ندوات تلفزيونية في تلفزيون وإذاعة الشارقة
معدة برنامج دعوة للمعرفة بتلفزيون الشارقة في نوفمبر 2007 ولمدة شهر
عضو مجلس إدارة جمعية أولياء أمور المعاقين (حالياً: جمعية أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة) ورئيسة لجنة البحوث والدراسات في الجمعية سابقاً
عضوة في الجمعية الخليجية للإعاقة ومقرها في البحرين سابقاً
نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط
نائب رئيس اللجنة التنفيذية المحلية لبرنامج المدن المستضيفة للأولمبياد الخاص في إمارة الشارقة
حاصلة على عدة جوائز منها :
جائزة الموظف المتميز في حكومة الشارقة عام 2005
جائزة الأداء المتميز من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى للأسرة عام 2005
جائزة الموظف المتميز في حكومة الشارقة عام 2007
جائزة المدير العام المتميز من قبل سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لعام 2009
مقدمة للعديد من الورش التدريبية